المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
بارك الله في الأخ مصطفى وأهلا وسهلا به
خلاصة دعوة المفرقين تقوم على :
أنه ينبغي على المشتغلين بعلم الحديث الرجوع إلى علوم المتقدمين وقواعدهم في نقد السنن وعدم مخالفتها والخروج عنها لأنهم هم من وضع هذه القواعد وهذه الطرق النقدية وعنهم أخذت وهم من باشر الراوة وعايشهم ونظر في مروياتهم على الاستقصاء ونظر في صحفهم وكتبهم
وليس هذا إلا لهم
فكيف نخالفهم ونأخذ برأي غيرهم
وقد غاب هذا المنهج عن كثير من المتأخرين والمعاصري فاقتضى ذلك التنويه عليه وإبراز خطره للمشتغلين
حماية لذلك المنهج الذي لم تحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا به ولن تحفظ إلا به
وكلام الأئمة المتقدمين إما أن يكون خارجا مخرج المناهج والأصول والكليات أو خارجا مخرج الفروع والجزئيات
فالأول متفق عليه بينهم ولا بد للمتأخر من اتباعه وعدم مخالفته لأدلة كثيرة قطعية قامت على ذلك مذكورة في مظانها
ومن أقواها عندي فهم تاريخ هذا العلم وتطوره
ومن لم يفهمه حق الفهم فلا يتوقع منه إلا الخطأ والبعد عن الصواب
والثاني قد يتفقون فيه وقد يختلفون فيه لا من أجل اختلافهم في الأول
بل من أجل الاختلاف في حيثيات الفرع والقرائن التي حفته فهو اختلاف في تطبيق أصل متفق عليه على فرع من آلاف الفروع
وحكم المتأخر هنا أن لا يخالف ما اتفقوا عليه
وأن يرجح بين اختلافهم إذا اختلفوا على وفق منهجهم وأصولهم ولا يحاكمهم إلى مناهج غيرهم
فإن وقف على قول لواحد منهم ولم يقف على خلاف له فإن قامت الأدلة على أن في المسألة اتفاق سكوتي لزمه ولم يخالفه
وإلا اجتهد في البحث والتنقيب فإن لم يوصله اجتهاده _وكان أهلا للاجتهاد_ إلى موافقة قول هذا الإمام الواحد
عمل بم أداه إليه اجتهاده والله أعلم