تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

  1. #1

    افتراضي حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم النبيين, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    وبعد؛
    في اليوم الثاني جاء الأخ المحاور ومعه اثنان ومما سألتهم أثناء الحوار:
    فماهو دليلكم على تخصيص ثلاثة أيام من كل شهر والحث على المواظبة على هذا الترتيب؟

    قال الأخ المحاور:
    إن الترتيب بالمدة المعينة الذي نمشي عليه ما هو إلا وسيلة للبعد عن الدنيا ولذاتها والبعد عن الضجيج, من أجل عبادة الله تعالى وإحياء جهد النبي صلى الله عليه وسلم, وبالتالي نقوي إيماننا ونحصنه من الضعف ومن مداخل الشيطان. تماما كباقي الترتيبات الأخرى التي جعلت كوسيلة للبلوغ إلى الغاية, كالجامعات الإسلامية, وطلب العلم من الدور والحلقات, وكذا الدورات العلمية وباقي الترتيبات والوسائل التي يمشي عليها الناس في شتى الميادين. وإلا فلنقل إن استعمال الميكرفون والمذياع والهاتف والتلفاز والانترنت والدراسة في الجامعات والدورات العلمية وغيرها من الوسائل التي لم تكن في العهد النبوي بدع ومحدثات لا يقبل العمل من خلالها. وهذا العمل الذي نقوم به حسن وليس فيه بأس وإنما فيه الخير الكثير.
    ولا تنسى أن مكان إقامتنا لهذه المدة هو المسجد وهو خير الأماكن, وكان الصحابة رضوان الله تعالى علهيم كثيرا ما يمكثون في المساجد حتى أن عمر الخليفة رضي الله عنه كان ينام فيه, وقد اندهش أمير الفرس الأسير بكون عمر أمير المؤمنين صاحب العباءة ذات الرقع وهو نائم في المسجد.
    قلت:
    إن كلامك هذا يحوي عدة مغالطات والجواب عليه في عشر نقاط؛
    الأولى: أنك تقيس بين ما هو من أمور الدنيا وما هو من أمور الدين والقاعدة الأصولية تقول: الأصل في الدين الامتناع إلا بنص, والأصل في الدنيا الجواز إلا بنص, وبتعبير آخر: الأصل في الأشياء الاباحة حتى يدل الدليل على التحريم.
    فكل ما يتعلق بالدين لا يجوز التقدم إلا بنص شرعي. أما ما هو من أمور الدنيا من وسائل وغير ذلك مباح إلا ما حرمه الله ورسوله.
    الثانية: الترتيب الذي وضعتموه وهو الثلاثة أيام من كل شهر جعلتموه أصلا من أصول المنهج, وجعلتموه أمرا واجبا فعله عندكم, وأقل تقدير أنه مرغب فيه, ومستمر إلى الممات, وأكثر من هذا؛ تعلقون تقوية إيمانكم وتنميته بهذا الترتيب, فمن ترك هذا الترتيب وصفتم إيمانه بالضعف وبأن الشيطان قد استحوذ عليه وألهته الدنيا.
    أما أمر الجامعة فليس بواجب ولا مرغب فيه ولا متعلق بزيادة الايمان و نقصه, وإنما هي فترة محدودة يتحصل من خلالها الطالب على العلم الشرعي ثم يتخرج. فمن لم يدخلها لا نقول له واجب عليه الدخول إلى الجامعة لتحصيل العلم الشرعي وتقوية إيمانه, فالكثير من طلبة العلم بل والعلماء بلغوا أرقى مستويات العلم ولم يروا الجامعة بتاتا.
    وأما الدورات العلمية هي وسيلة لتحصيل العلم الشرعي, وهي محدودة وليست منتظمة ولا واجبة الحضور قد تحصل في فصل وتتوقف في فصل آخر ولا إشكال, و هي ليست من أصول المنهج, ففرق رعاك الله بين هذا وهذا.
    أما الوسائل الدنيوية كالمكروفون وغيره فهي وسائل دنيوية نستعملها لأغراض متعددة, كالسلاح فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرحب بكل رأي أو وسيلة لهزم العدو كالخندق الذي بناه سلمان الفارسي فهو وسيلة استعملت لأمر ديني وهو الجهاد, وهو وسيلة من وسائل الفرس فرح بها النبي وكانت سببا لرد العدو.
    الثالثة: مسألة زيادة الايمان ونقصه أمر شرعي, حسب ما تعلمناه من الشرع أن الايمان يزيد وينقص, يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي, فلا يزيد بالثلاثة أيام وبدعها ولا ينقص بتركها أبدا فكل بدعة كما قال عبد الله عمر رضي الله عنه: ضلالة ولو رآها الناس حسنة.
    الرابعة: التقرب إلى الله تعالى بعبادات في مدة معينة ومستمرة لا تكون مقبولة إلا إذا كانت موافقة للشرع للكتاب والسنة, مثلا من نص بصيام الخمس الأخيرة من كل شهر وقال أنها واجبة أو سنة حسنة أو يتقوى الايمان بها فهل سيكون مقبولا بهذه الصيغة؟
    أو من نص بتخصيص يوم من الأسبوع يبتعد فيه عن أهله وعن عمله وأصحابه ويلتقي فيه مع زملاء له ويتعبدون الله فيه من الفجر إلى فجر اليوم الموالي, وقال المواظبة على هذا الترتيب إلى الممات وبهذه الكيفية واجب أو مندوب ويقوى به الايمان, فهل سيقبل عند الله؟ أقل ما يقال لهذا الشخص:
    هل وجدت آية من كتاب الله تعالى تنص على المواظبة على هذا اليوم بالذات؟ هل فعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل فعله الصحابة من بعده؟ يقول: لا. إذن لا تزداد بهذا الترتيب إلا بعدا عن الله تعالى نسأل الله العافية والسلامة وترك الهوى.
    الخامسة: استنبطتم هذا الترتيب من حديث ضعيف لا يحتج به ونصه: (إنكم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر نجا). قال عنه أبو عيسى الترمذى رحمه الله تعالى عقب الحديث:

    هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة قال: وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد .
    وقال النسائي: حديث منكر.
    وقال الحافظ الذهبي في ترجمة نعيم:
    وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة مرفوعا: ( إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به فقد هلك، وسيأتي على أمتي زمان، من عمل بعشر ما أمر به فقد نجا ) فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم، وقد قال نعيم: هذا حديث ينكرونه، وإنما كنت مع سفيان، فمر شئ فأنكره، ثم حدثني بهذا الحديث.قلت (الذهبي): هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان، والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد، وإنما الاسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه، فلما رأى المنكر، تعجب وقال ما قال عقيب ذلك الاسناد، فاعتقد نعيم أن ذاك الاسناد لهذا القول. والله أعلم.اهـ
    والحديث ضعيف وفيه علل سندا ومتنا. وقد أورده الألباني رحمه الله تعالى في الضعيفة, وإن صحح طرقا أخرى لكن ألفاظها ليست كلفظ الأول, وهو مما رواه أبو اسماعيل الهروي في ذم الكلام مرفوعا: ( إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه من ترك عشر ما يعرف فقد هوى ، و يأتي من بعد زمان كثير خطباؤه قليل علماؤه من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا ). ولفظ هذا الحديث ليس كالذي قبله لأن في لفظه ما نصه: ( من ترك عشر ما يعرف فقد هوى ) وفيه: ( من استمسك بعشر ما يعرف ). أما الذي قبله ففيه: ( من ترك عشر ما أمر ) وفيه: ( من عمل منكم بعشر ما أمر ), وهذا ضعيف.
    وقد صحح الإمام الألباني طريقا آخر من هذا الحديث عن ابن مسعود موقوفا وهذا نصه:

    ( أصبحتُم في زمانٍ كثيرٍ فقهاؤُه، قليلٍ خطباؤُه، قليلٍ سُؤّاله، كثيرٍ معطوهُ، العملُ فيه خيرٌ من العِلمِ. وسيأتي زمانٌ قليلٌ فقهاؤُه، كثيرٌ خطباؤُه، كثيرٌ سُؤّاله، قليلٌ مُعطوهُ،العلمُ فيه خيرٌمن العمل). وهذا ليس فيه لفظ العشر البتة فتنبه.
    وإنما بسطت الكلام على هذا الحديث بطرقه لأن هناك من احتج بتصحيح الألباني للحديث وأنت ترى أن الإمام إنما صحح طرقا منه بألفاظ ليست كلفظ الحديث المتكلم فيه.

    السادسة: وإن كان الحديث صحيحا, فما معنى عشر ما أمر؟ هل الثلاثة أيام من كل الشهر والأربعين يوما من كل سنة والأربعة أشهر من الدهر هي عشر ما أمرنا الله تعالى ورسوله؟!!
    أم هي عشر ما يعرف؟ فلا أمر الله به ولا أمرنا الرسول به ولا هو من قسم المندوب, ولا هم مما يعرفه أحد من السلف.
    السابعة: الحديث الذي جاء من الطرق التي صححها الألباني حجة عليكم لا لكم, لأنكم تركتم العلماء بجانب واتبعتم الخطباء حتى كثروا فيكم, وأحسن ما نحتج به في هذه النقطة الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام أحمد و الترمذي و ابن ماجة وغيرهم عن عائشة و عبد الله بن عمرو بن العاص و مالك بن أنس كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
    وكذلك الحديث الموقوف حجة عليكم؛ فيه مدح للعلم - الذي تركتموه بجانب - وتفضيله على العمل. وأكيد الكلام عن العمل الذي بلا علم ولو ظاهره الحسن, ولا ننسى أن العلم بلا أن يعمل به أمر شنيع جدا ولا يفعله إلا من في قلبه نفاق, فكيف يعقل أن يتعلم الرجل العلم النافع ولا يعمل به؟!
    الثامنة: الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يطيلون الجلوس في المساجد للصلاة وقراء القرآن والتسبيح وسماع الخطب والمواعظ وحلق الذكر, وأيضا يمشون في الأسواق ويتاجرون ويعتنون بأزواجهم ويربون أولادهم وكل ذلك اتباعا لإمامهم ومعلهم النبي صلى الله عليه مسلم, وما كانوا يخصصون أياما معينة للاعتكاف في المساجد إلا العشر الأواخر من رمضان, هذا هو الثابت, أما غير ذلك ما ثبت, إذن لا ينبغي قياس ذاك بفعلهم.
    و إطالة الجلوس في المساجد لا يعني الاعتكاف والانقطاع التام عن الأهل مدة ثلاثة أيام بلياليها أو أربعين يوما بلياليها! هذا استدلال ضعيف مع الأسف الشديد. ثم إذا تكلمنا عما يجري أثناء هذه الثلاثة أيام والأربعين يوما من ترتيبات يطول بنا الكلام ونخرج عن الموضوع.
    التاسعة: قال الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) و قال الله تعالى (( يا أيها الذي أمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )).
    وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ما تركت شيئا يقربكم إلى الجنة و يبعدكم عن النار إلا و أمرتكم به, و ما تركت شيئا يقربكم إلى النار و يبعدكم عن الجنة إلا و نهيتكم عنه). وهذه اللآيات من تدبرها علم مراد الله تعالى, ومن تمعن في الحديث فهمه تمام الفهم, ولا يكون هذا إلا للبيب.
    قال الإمام مالك رحمه الله: "من ابتدع في الدين بدعة يراها حسنة زعم أن محمدا خان الرسالة, لأن الله يقول ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )), فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".
    فمن استحسن بدعة يتعبد الله بها فقد جاء بشيء عظيم. فليس هناك ما يتحسن في أمور الدين إلا ما وافق الدليل.
    العاشرة: قال الله تعالى: ((أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ )). والذي يعبد الله على علم يكون على بينة من ربه, و الذي يعبد الله على جهل و يتبع الفرق و النحل و يقلد دينه الرجال يخشى أن يكون قد رأى عمله حسنا وهو متبع لهواه, فإن وصله الهدى وتبين له وجب عليه الإقلاع عن تلك البدع التي لا يزداد صاحبها إلا بعدا من الله , لذا فكل من وصلته الحجة و فهمها ولم يستقم و يعود إلى الحق بعدها يكون أمره وبال على نفسه ويخاف على نفسه من سوء العاقبة.
    و رحم الله العلامة ابن القيم لما قال في بيان كمل الشريعة:

    "و هذا الأصل من أهم الأصول و أنفعها, و هو مبني على حرف واحد, و هو عموم رسالته صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى كل ما يحتاج إليه العباد في معارفهم و عومهم و أعمالهم, و أنه لم يحوج أمته إلى أحد بعده, و إنما حاجتهم إلى من يبلغهم عنه ما جاء به" إلى أن قال : " فرسالته كافية شافية عامة, لا تحوج إلى سواها, و لا يتم الإيمان به إلا بإثبات عموم رسالته في هذا و هذا, فلا يخرج أحد من المكلَّفين عن رسالته و لا يخرج نوع من أنواع الحق الذي تحتاج إليه الأمة في علومها و أعمالها عما جاء به, و قد توفي رسول الله صلى الله عليم وسلم و ما طائر يقلب بجناحيه في السماء إلا ذكر منه علما و علمهم كل شيء حتى آداب التخلي و آداب الجماع و النوم..." إلى أن قال: " و بالجملة فجاءهم بخير الدنيا و الآخرة برمته و لا يحوجهم الله إلى أحد سواه, فكيف يظن أن شريعته الكاملة ـ التي ما طرق العالم شريعة أكمل ـ منها ناقصة تحتاج على سياسة خارجة عنها تكملها, أو إلى قياس أو حقيقة أو معقول خارج عنها, و من ظن ذلك فهو كمن ظن أن بالناس حاجة إلى رسول آخر بعده, و سبب هذا كله خفاء ما جاء به على من ظن ذلك, و قلة نصيبه من الفهم الذي وفق الله أصحاب نبيه الذين اكتفوا بما جاء به, و استغنوا به عما سواه, وفتحوا به القلوب و البلاد, و قالوا: هذا عهد نبينا إلينا, و هو عهدنا إليكم ". (من كتاب اعلام الموقعين 4/375ـ 376).
    قلت اقرأ كلامه رحمه الله بتمعن و احفظه و شد عليه فإن كلامه حق أن ُكتب بماء من ذهب, فإن الذي يأتي بمحدثات و طرق و ترتيبات يستحسنها ليتقرب بها إلى الله كاذب على نفسه و خادعها, لأنه لو كان خيرا لسبقه رسول الله في ذلك و لعمل به صحابته و يعتبر عمله هذا مردود على وجهه.

    فقد ثبت في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).إذن ما بال الذي يخلط بين أمور الدين و أمور الدنيا, ويبتدع في الدين أمورا و ترتيبات ليتعبد بها الله ويقيسها على الترتيبات والأنظمة الدنيوية؟ و لو كان عالما بأصول الدين لأدرك معنى القاعدة التي تقول: "الأصل في الدين الامتناع إلا بنص و الأصل في الدنيا الجواز إلا بنص" فكل ما هو من الدنيا من عادات و ترتيبات جائز إلا ما ثبت الدليل بتحريمه و الدليل يكون من الكتاب و السنة والإجماع, أما كل ما يتعلق بالدين من اعتقاد و سلوك و أعمال وغيرها سواء جعلت من الفرائض أو من الفضائل فيجب أن تُعرض على الدليل فإن وافقه قُبل و إلا رُد على صاحبه و يصبح آثما إن لم يقلع عنه بعدما يتبين له الهدى أي تقام عليه الحجة.
    إلى هنا انتهى موضوع الحوار بتصرف.

    و أخيرا, وردا على قول مؤسس الفرقة: " ألقي في روعي ... "
    أقول: لا يوجد على وجه الأرض بشر يوحى إليه للتشريع إلا الرسل, و أما الرؤيا المزعومة لإحياء بدع و ضلالات لا تمت بهدي النبي و صحابته بصلة لهو الكذب الصراح فهو إن لم يدعي النبوة كاد أن يدعيها, لأن الذي يزعم بأن الله أوحى إليه أو بأن الرسول أوصاه في المنام ليحيي بدعا و محدثات و ترتيبات في الدين ما كانت في زمن النبوة تجن على كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم, وهذه من خرافات وخزعبلات المتصوفة. فلا يجوز الابتداع في الدين فكيف بمن يدعي أن هذه البدع من وحي الله أو من وصية الرسول؟! فأدعو الله أن يرد إخواننا الذين وقعوا في هذه الضلالات ردا جميلا إلى الحق, و ينعم عليهم بنعمة العلم الذي هو الهدى, و نور المسلم الداعي إلى الله على بصيرة, المتبع لسنن الرسل و الأنبياء و أولياء الله الصالحين من صحابة رسول الله و التابعين و من تبعهم و الأئمة المهديين و العلماء الربانيين, الذين اتبعوا سبيل المؤمنين السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار, الذين تلقوا الدين من في رسول الله صلى الله عليه و سلم و فهموا مراد الله و رسوله و بلغوه لمن بعدهم, و نحن إن شاء الله سائرين على نهجهم متبعين لسبيلهم, و نرجوا الله أن نكون من الذين عناهم الله تعالى في كتابه: ((وَالسَّابِقُون َ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) والذين عناهم الله تعالى في كتابه: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )). و نكون من الذين عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:
    ( لا تزال في أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر الله و هم على ذلك ) متفق عليه.
    هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    بارك الله فيكم مقال سديد و مسألة التخصيص هذه من أهم المنتقدات على الجماعة اذ ان جعلها من التنظيم لا من التعبد و التقرب ينافي ما يلحقونه بها من أوصاف قلة الايمان و كانها ورد...فلو اكتفى الاخوان بجعلها مسألة ادارية تنظيمية و ابعدوها عن نطاق الواجب او المستحب التعبدي لكان أحسن فمعلوم أن التخصيص بزمان و مكان من الأصول المنهجية في معرفة البدع ان صاحبها معنى من معاني التقرب و التعبد..و على هذا الأصل -الأصل في العبادات التحريم و الأصل في العادات الحل- بنى أهل المذاهب الكبرى في الاسلام مذاهبهم من الفقه بجميع فروعه ...

  3. #3

    افتراضي رد: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    أحسنت يا أخي "ابن الرومية" هكذا يكون الجدال المثمر، أن تجادل بعلم وتعترف بالخطأ وتنصر الصواب، بارك الله فيك، ونفع بك.

  4. #4

    افتراضي رد: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    وفيكم بارك الله أخي ابن الرومية
    وجزاك الله خيرا أخي العنابي.

    أريد أن أتعرف من الاخوة عن رأيهم في ما كتبته عن الرؤيا التي ادعاها المؤسس لإحياء ترتيب الجماعة, ومسألة الترتيب المحدد بالمدة المعينة وكذا مسألة قياسهم لأمور الدنيا بما يتعلق بالدين, هل ما قلته في هذه المسائل حقيقة أم قد أخطأت؟
    أعينوني بارك الله فيكم
    .

    أريد مناقشة لهذا الموضوع بالذات لأن هذا الترتيب من أهم أصول الفرقة فلا تمرون عليه مر الكرام بارك الله فيكم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    و الله الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطا من الناس من يثني على هؤلاء كثيرا و ينصح بركوبه معهم و منهم من يذمهم ذما كبيرا و يحذر منهم كما يحذر من الأسد و منهم المتوسط و انا أرى ان الجماعة فيهم خير و فيهم دعوة و لهم تأثير لم ينله أحد من الدعاة ..تأثيرهم واضح كم من فاسق هداه الله كم من كافر آمن ...ثم طبائعهم...تواضع ...خلق..ايثار...ليت ه يوجد في مثلي...و من يقولون أنهم عندهم علم حديث أو سلف او ما أشكله ....هم اهل خير لا شك ...لكني أرى أن الذين يوجدون في المملكة لا يذهبون الى باكستان و لا غيره من البلاد الأخرى ...لأنا لا ندري عن عقائد أولئك..و لاندري عن مناهجهم ...لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في المملكة منهج لا غبار عليه و ليس فيه شيء...و أما تقييد الدعوة في تلاث أيام او اربعة أيام أو شهرين أو أربعة اشهر أو سنة او سنتين فهذه ما لها وجه ...و لكنهم يرون ان هذا من باب التنظيم ...و انه اذا خرج تلاث ايام و عرف أنه مقيد بهذه الأيام الثلاثة انقطع و عزف عن الدنيا..فهذه مسألة تنظيمية ما فيها شيء ....ما هي عبادة ...فأرى بارك الله فيك ان كان لك اتجاه لطلب العلم أن طلب العلم أفضل لك ..لأن طلب العلم فيه خير و في الجزيرة علماء أهل سنة راسخين في العلم ...و ان كان ما عندك قدرة على تلقي طلب العلم و خرجت معهم لأجل انك تصفي نفسك فهذا لا بأس به ....و فيهم أناس كثيرون هداهم الله عز و جل على أيديهم..

  6. #6

    افتراضي رد: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    انا ارى انهم لا يلزهم الا خصلتان ويصبحو سلفيي المنهج
    1-طلب العلم: فلا يأتيني آت فيقول لي ان منهم طاعنُ في السن فما رأيكم بصالح بن كيسان رحمه الله طلب العلم وهو ابن سبعين سنه
    2-فهم العقيدة وفق ما فهمه السلف من الصحابه والتابعين والمعاصرين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    و الله الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطا من الناس من يثني على هؤلاء كثيرا و ينصح بركوبه معهم و منهم من يذمهم ذما كبيرا و يحذر منهم كما يحذر من الأسد و منهم المتوسط و انا أرى ان الجماعة فيهم خير و فيهم دعوة و لهم تأثير لم ينله أحد من الدعاة ..تأثيرهم واضح كم من فاسق هداه الله كم من كافر آمن ...ثم طبائعهم...تواضع ...خلق..ايثار...ليت ه يوجد في مثلي...و من يقولون أنهم عندهم علم حديث أو سلف او ما أشكله ....هم اهل خير لا شك ...لكني أرى أن الذين يوجدون في المملكة لا يذهبون الى باكستان و لا غيره من البلاد الأخرى ...لأنا لا ندري عن عقائد أولئك..و لاندري عن مناهجهم ...لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في المملكة منهج لا غبار عليه و ليس فيه شيء...و أما تقييد الدعوة في تلاث أيام او اربعة أيام أو شهرين أو أربعة اشهر أو سنة او سنتين فهذه ما لها وجه ...و لكنهم يرون ان هذا من باب التنظيم ...و انه اذا خرج تلاث ايام و عرف أنه مقيد بهذه الأيام الثلاثة انقطع و عزف عن الدنيا..فهذه مسألة تنظيمية ما فيها شيء ....ما هي عبادة ...فأرى بارك الله فيك ان كان لك اتجاه لطلب العلم أن طلب العلم أفضل لك ..لأن طلب العلم فيه خير و في الجزيرة علماء أهل سنة راسخين في العلم ...و ان كان ما عندك قدرة على تلقي طلب العلم و خرجت معهم لأجل انك تصفي نفسك فهذا لا بأس به ....و فيهم أناس كثيرون هداهم الله عز و جل على أيديهم..
    هذا كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نسيت التنبيه عليه
    من أجمل ما قرأت في الحب:
    "وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته"

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    344

    افتراضي رد: حوار هادئ مع إخوة من جماعة التبليغ ..2.. ثلاثة أيام من كل شهر ليزداد الإيمان.

    احسنت وصدقت

    اخي الكريم

    ينقصهم طلب العلم والتثبت من النقولات

    والله جهودهم طيبه جداً واسئل الله لهم التوفيق والسداد

    هدايتي على ايديهم بارك الله فيهم

    أما بالنسبة لتنظيم الأوقات بعض المشائخ قال بأنه امر جيد

    كما أنك تقول سأخصص اليوم قيام الليل ساعة وطلب العلم ساعة هل يعتبر هذا انني ابتدعت ...؟

    بارك الله فالجميع

    تقبلوا مروري ،،،

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •