لا يُحتَج بسياق المصنّف أو المؤلّف في فهم ما يورده من أخبار أو أقوال لأهل العلم .. نعم يُستأنس به .. ولكن لا يُحتَج به .. فإنّ المصنّف قد يُخطيء في فهْم الخبر أو القول .. فيورده في غير مورده، ويضعه في غير موضعه ..
ولكي نتجرّد من "سيطرة السياق"
يجب إخراج النص من هذا السياق، واستعمال وسائل أخرى أكثر انضباطا في فهم الخبر أو القول ..
وخير ما يُفسّر به الخبر أو القول أن يرد من جهة أخرى مبيّنا مفسّرا
أو يُفسّر بالنظر إلى مجموع القرائن المحتفّة به ..
أو بتفسير خبير .. وكلّما كان الخبير عالي الطبقة من الخبر أو القول كان التفسير أسلم وأحكم ..
أو باللجوء إلى اللغة .. على أنّها غير عاصمة من الوقوع في الزلل في الفهم في بعض الأحيان المشكلة والمشتبهة ..
يبقى السياق له فائدة كبيرة في استظهار المراد .. ولكن هذا المراد غير مقطوع بصحّته .. ويمكن الاستدلال على خطأه أو صوابه ..
* * * * *
ومثل ذلك يقال في تراجم أهل العلم على الأخبار .. وقد نبّه إليه الشيخ بكر رحمه الله في مقدمة "لا جديد في أحكام الصلاة" ..
والله أعلم.