تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 32 من 32

الموضوع: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    من (الطرق الحكمية) لابن القيم القيم رحمهما الله :

    11 - ( فصل )

    ومن أنواع الفراسة : ما أرشدت إليه السنة النبوية من التخلص من المكروه بأمر سهل جدا , من تعريض بقول أو فعل .

    فمن ذلك : ما رواه الإمام أحمد في مسنده " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : { قال رجل : يا رسول الله , إن لي جارا يؤذيني , قال : انطلق , فأخرج متاعك إلى الطريق , فانطلق , فأخرج متاعه . فاجتمع الناس إليه . فقالوا : ما شأنك ؟ فقال : إن لي جارا يؤذيني . فجعلوا يقولون : اللهم العنه , اللهم أخرجه . فبلغه ذلك , فأتاه فقال : ارجع إلى منزلك , فوالله لا أوذيك أبدا } فهذه وأمثالها هي الحيل التي أباحتها الشريعة .

    وهي تحيل الإنسان بفعل مباح على تخلصه من ظلم غيره وأذاه , لا الاحتيال على إسقاط فرائض الله واستباحة محارمه . وفي " المسند " والسنن عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أحدث في صلاته فلينصرف , فإن كان في صلاة جماعة فليأخذ بأنفه ولينصرف } . وفي السنة كثير من ذكر المعاريض التي لا تبطل حقا , ولا تحق باطلا كقوله صلى الله عليه وسلم للسائل { ممن [ ص: 34 ] أنتم ؟ قالوا : نحن من ماء } .

    وقوله للذي ذهب بغريمه ليقتله { إن قتله فهو مثله } ( ) , وكان إذا أراد غزوة ورى بغيرها وكان الصديق رضي الله عنه يقول في سفر الهجرة لمن يسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من هذا بين يديك " فيقول : " هاد يدلني على الطريق " .

    وكذلك الصحابة من بعده . فروى زيد بن أسلم عن أبيه , قال : قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حلل من اليمن , فقسمها بين الناس , فرأى فيها حلة رديئة , فقال : كيف أصنع بهذه ؟ إن أعطيتها أحدا لم يقبلها , فطواها وجعلها تحت مجلسه . وأخرج طرفها , ووضع الحلل بين يديه , فجعل يقسم بين الناس . فدخل [ ص: 35 ] الزبير وهو على تلك الحال , فجعل ينظر إلى تلك الحلة , فقال : ما هذه الحلة ؟ فقال عمر : دعها عنك , قال : ما شأنها ؟ قال : دعها . قال : فأعطنيها . قال : إنك لا ترضاها , قال : بلى , قد رضيتها . فلما توثق منه , واشترط عليه ألا يردها , رمى بها إليه , فلما نظر إليها إذ هي رديئة , قال : لا أريدها , قال عمر : هيهات , قد فرغت منها . فأجازها عليه , ولم يقبلها .

    وقال عبد الله بن سلمة : سمعت عليا يقول : " لا أغسل رأسي بغسل حتى آتي البصرة فأحرقها , وأسوق الناس بعصاي إلى مصر " فأتيت أبا مسعود البدري , فأخبرته فقال : " إن عليا يورد الأمور موارد لا تحسنون تصديرها , علي لا يغسل رأسه بغسل , ولا يأتي البصرة , ولا يحرقها , ولا يسوق الناس عنها بعصاه , علي رجل أصلع إنما على رأسه مثل الطست إنما حوله شعرات " ومن ذلك : تعريض عبد الله بن رواحة لامرأته بإنشاد شعر يوهم أنه يقرأ , ليتخلص من أذاها له حين واقع جاريته .

    وتعريض محمد بن مسلمة لكعب بن الأشرف حين أمنه بقوله : " إن هذا الرجل قد أخذنا بالصدقة وقد عنانا .

    وتعريض الصحابة لأبي رافع اليهودي . [ ص: 36 ]

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    . . . . .
    ومن أحسن الفراسة : فراسة عبد الملك بن مروان لما بعث الشعبي إلى ملك الروم فحسد المسلمين عليه فبعث معه ورقة لطيفة إلى عبد الملك . فلما قرأها قال : أتدري ما فيها ؟ قال : فيها " عجب , كيف ملكت العرب غير هذا ؟ " أفتدري ما أراد ؟ قال : لا . قال : حسدني عليك . فأراد أني أقتلك , فقال الشعبي : لو رآك يا أمير المؤمنين ما استكبرني . فبلغ ذلك ملك الروم , فقال : والله ما أخطأ ما كان في نفسي .

    ومن دقيق الفطنة : أنك لا ترد على المطاع خطأه بين الملأ , فتحمله رتبته على نصرة الخطإ . وذلك خطأ ثان , ولكن تلطف في إعلامه به , حيث لا يشعر به غيره . ومن دقيق الفراسة : أن المنصور جاءه رجل , فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا , فدفعه إلى امرأته , ثم طلبه منها . فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقبا ولا أمارة , فقال المنصور : منذ كم تزوجتها ؟ قال : منذ سنة , قال : بكرا أو ثيبا ؟ قال : ثيبا , قال : فلها ولد من غيرك ؟ قال : لا , قال : فدعا له المنصور بقارورة طيب كان يتخذ له حاد الرائحة , غريب النوع , فدفعها إليه , وقال له : تطيب من هذا الطيب , فإنه يذهب غمك . فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته : ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم فمن شم منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به . وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته , فلما شمته بعثت به إلى رجل كانت تحبه , وقد كانت دفعت إليه المال , فتطيب منه , ومر مجتازا ببعض أبواب المدينة , فشم الموكل بالباب رائحته عليه ; فأتى به المنصور , فسأله : من أين لك هذا الطيب ؟ فلجلج في كلامه . فدفعه إلى والي الشرطة , [ ص: 39 ] فقال إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخل عنه , وإلا اضربه ألف سوط . فلما جرد للضرب أحضر المال على هيئته فدعا المنصور صاحب المال , فقال : أرأيت إن رددت عليك المال تحكمني في امرأتك ؟ قال : نعم . قال : هذا مالك , وقد طلقت المرأة منك .

    14 - فصل

    ومنها أن شريكا دخل على المهدي , فقال للخادم : هات عودا للقاضي - يعني البخور - فجاء الخادم بعود يضرب به , فوضعه في حجر شريك , فقال : ما هذا ؟ فبادر المهدي , وقال : هذا عود أخذه صاحب العسس البارحة , فأحببت أن يكون كسره على يديك , فدعا له وكسره . ومن ذلك : ما يذكر عن المعتضد بالله , أنه كان جالسا يشاهد الصناع , فرأى فيهم أسود منكر الخلقة , شديد المرح , يعمل ضعف ما يعمل الصناع , ويصعد مرقاتين مرقاتين , فأنكر أمره , فأحضره وسأله عن أمره ؟ فلجلج , فقال لبعض جلسائه : أي شيء يقع لكم في أمره ؟ قالوا : ومن هذا حتى تصرف فكرك إليه ؟ لعله لا عيال له , وهو خالي القلب , فقال : قد خمنت في أمره تخمينا , ما أحسبه باطلا : إما أن يكون معه دنانير , قد ظفر بها دفعة , أو يكون لصا يتستر بالعمل , فدعا به , واستدعى بالضراب فضربه , وحلف له إن لم يصدقه أن يضرب عنقه , فقال : لي الأمان , قال : نعم , إلا فيما يجب عليك بالشرع . فظن أنه قد أمنه , فقال : قد كنت أعمل في الآجر , فاجتاز رجل في وسطه هميان , فجاء إلى مكان فجلس وهو لا يعلم مكاني , فحل الهميان وأخرج منه دنانير فتأملته , وإذا كله دنانير فساورته وكتفته وشددت فاه , وأخذت الهميان , وحملته على كتفي وطرحته في الأتون وطينته . فلما كان بعد ذلك أخرجت عظامه فطرحتها في دجلة . فأنفذ المعتضد من أحضر الدنانير من منزله , وإذا على الهميان مكتوب : فلان ابن فلان , فنادى في البلد باسمه , فجاءت امرأة فقالت : هذا زوجي . ولي منه هذا الطفل , خرج وقت كذا وكذا ومعه ألف دينار : فغاب إلى الآن . فسلم الدنانير إليها , وأمرها أن تعتد , وأمر بضرب عنق الأسود , وحمل جثته إلى ذلك الأتون .

    وكان للمعتضد من ذلك عجائب , منها : أنه قام ليلة , فإذا غلام قد وثب على ظهر غلام , فاندس بين الغلمان فلم يعرفه , فجاء فجعل يضع يده على فؤاد واحد بعد واحد , فيجده ساكنا , حتى وضع يده على فؤاد ذلك الغلام , فإذا به يخفق خفقا شديدا , فركضه برجله , واستقره , فأقر , فقتله .

    ومنها : أنه رفع إليه أن صيادا ألقى شبكته في دجلة , فوقع فيها جراب فيه كف مخضوبة بحناء , وأحضر بين يديه , فهاله ذلك . وأمر الصياد أن يعاود طرح الشبكة هنالك ففعل , فأخرج جرابا آخر فيه رجل , فاغتم المعتضد وقال : معي في البلد من يفعل هذا ولا أعرفه ؟ ثم أحضر ثقة له وأعطاه [ ص: 40 ] الجراب , وقال : طف به على كل من يعمل الجرب ببغداد .

    فإن عرفه أحد منهم فاسأله عمن باعه منه , فإذا دلك عليه فاسأل المشتري عن ذلك ونقر عن خبره .

    فغاب الرجل ثلاثة أيام , ثم عاد , فقال : ما زلت أسأل عن خبره حتى انتهى إلى فلان الهاشمي , اشتراه مع عشرة جرب , وشكا البائع شره وفساده , ومن جملة ما قال : إنه كان يعشق فلانة المغنية وأنه غيبها , فلا يعرف لها خبر , وادعى أنها هربت , والجيران يقولون : إنه قتلها .

    فبعث المعتضد من كبس منزل الهاشمي وأحضره , وأحضر اليد والرجل , وأراه إياهما , فلما رآهما امتقع لونه , وأيقن بالهلاك واعترف .

    فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية إلى مولاها , وحبس الهاشمي حتى مات في الحبس .
    وفي الكتاب من هذا الطراز كثييييير . . . وبارك الله صاحبه .

  3. #23

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    يروى أن سائلاً سأل ابن عُثيمين -رحمه الله- عن سجود التلاوة إذا سمع آية سجدة في المذياع, فأجاب: إذا سجد المذياع فاسجد (ابتسامة).

  4. #24

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    موقف آخر لابن عثيمين
    المعروف عن الشيخ رحمه الله الذكاء وكان يتابع تلامذته أثناء الدرس حتى لايشرد ذهن أحدهم فتضيع عليه الفائده وفي مرة رأى بعض تلامذته غير حاضر الذهن في الدرس ويبدو أنه غير فاهم لماقاله الشيخ فشرد ذهنه فأوقفه الشيخ
    الشيخ :هل أنت فاهم لماقلته؟؟؟
    الطالب :إن شاء الله يا شيخ!!
    الشيخ :ولم تمش عليه هذه العبارة ..:ـ هل على رأسك شماغ ؟؟
    الطالب :نعم يا شيخ
    الشيخ:لمَ لمْ تقل إن شاء الله؟؟ لكن لما كنت غير فاهم للدرس قلت إن شاء الله ولما كنت متأكد من وجود الشماغ على رأسك جزمت ولم تقل إن شاء الله
    ..

  5. #25

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    و الله بحق الموضوع بديع طريف بارك الله في الجمع المشارك و المشجع .
    أرجو أن يجمع كل ما يتعلق بالموضوع من الفتاوى الطريفة و القصص الظريفة و تجمع على ملف واحد ليكون النفع بها أعم .
    و فق الله الجميع و سدد خطاهم و أحلهم دار المقامة .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    بارك الله فى صاحب هذه الفكرة وزادنا الله وإياه فهما وعلما وتنظيرا وبارك لنا فيما استودعنا
    طلب المنصور الموحدى بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على - حاكم المغرب والأندلس وكان ظاهرى المذهب وعالما مجتهدا ومحدثا حافظا للأحاديث واعيا بأصول الاجتهاد ومرامى الألفاظ محرضا على حفظ القرآن وأحاديث النبى - من أحد قضاته اثنين من العلماء لتعليم أولاده فقال القاضى سأرسل إليك اثنين أحدهما بر فى دينه والآخر بحر فى علمه ، وكان المنصور لا يعين أحد فى العلم إلا غذا اختبره فاختبرهما فلم يجدهما كما قال القاضى فأرسل إليه على ظهر الرقعة وجدتهما كما قال الله تعالى " ظهر الفساد فى البر والبحر"
    الناصرى ، الاستقصا ، 2/201 ، الآية رقم 41 من سورة الروم .
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    105

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    موضوع طيب , جزاكم الله خيرا

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    ذكر صاحب كتاب ( مجالس الشنقيطي ) الشيخ أحمد بن محمد السنقيطي أنه :( استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
    أن يوماً من الأيام حضرت جماعة من الأساتذة المصريين للسلام عليهما , ودار بحث في المنطق بين هؤلاء وفضيلة الشيخ محمد الأمين يسألونه عن الفصل بالنسبة للإنسان , فكان يقول :
    إذا قلنا الإنسان حيوان شاركه في هذا التعريف كل حيوان , وإذا قلنا هو حيوان منتصب القامة يمشي على قدمين عاري الجسد , كان بإمكان صاحب سفسطة أن يأخذ دجاجا وينتف ريشه حتى يكون عاري الجسد , ويقول : هذا منتصب القامة يمشي على قدمين , وإذا قلنا هو الحيوان الضاحك شاركه القرد في ذلك , لكن إذا قلنا هو الحيوان الناطق اختص الإنسان بهذا الوصف , فهو الفصل بالنسبة إليه .
    كل ذلك البحث والشيخ عبد الرحمن ينتظر على مائدة الإفطار !
    فقال لشيخنا : أليس يا شيخ بإمكاننا أن نقول الإنسان حيوان يأكل , فضحك الجميع والتحقوا به
    رحمه الله ما ألطف نكتته هذه ) إهـ مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (51).

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    أوردها ابن خلكان في ترجمة رأس المعتزلة أبو علي الجبائي مناظرة جرت بينه وبين ابن زوجته أبو الحسن الأشعري فقال:" وعنه أخذ الشيخ أبو الحسن الأشعرى شيخ السنة وعلم الكلام، وله معه مناظرة روتها العلماء، فيقال: إن أبا الحسن المذكور سأل أستاذه أبا على الجبائي عن ثلاثة إخوة: أحدهم كان مؤمنا براً تقياً، والثاني كان كافراً فاسقاً شقياً، والثالث كان صغيراً فماتوا، فكيف حالهم؟ فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات، وأما الكافر ففي الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة، فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟ فقال الجبائي: لا، لأنه يقال له: إن أخاك إنما وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعاته الكثيرة، وليس لك تلك الطاعات، فقال الأشعرى: فإن قال ذلك الصغير: التقصير ليس مني، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة، فقال الجبائي: يقول البارى جل وعلا: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت وصرت مستحقا للعذاب الأليم، فراعيت مصلحتك، فقال الأشعرى: فلو قال الأخ الكافر: يا اله العالمين، كما علمت حاله فقد علمت حالى، فلم راعيت مصلحته دوني؟ فقال الجبائي للأشعرى: إنك مجنون، فقال: لا، بل وقف حمار الشيخ في العقبة" وبسبب انقطاع الجبائي رجع الأشعرى عن الإعتزال.

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "بيان تلبيس الجهمية " أن الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني قال سمعت سيد الحفاظ عبد الرحمن بن مهدي العنبري رحمهم الله أجمعين : ( يقول لفتى من ولد جعفر بن سليمان مكانك فقعد حتى تفرق الناس ثم قال : يا بني : تعرف في هذه الكورة من الأهواء والإختلاف ، وكل ذلك يجري مني على بال ، وحتى لا أمرك " لعلها أقربك " ، وما بلغني فإن الأمر لا يزال هيناً ما لم يصر إليكم يعني السلطان ، فإذا صار إليكم جل وعظم ، قال يا أبا سعيد ! وما ذاك ؟ فقال : بلغني أنك تتكلم في الرب تعالى وتصف وتشبه ! فقال الغلام : نعم فأخذ ليتكلم في الصفة فقال : رويدك يا بني حتى نتكلم أول شئ في المخلوق ، فإن عجزنا عن المخلوق ، فنحن عن الخالق أعجز وأعجز . أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن البناني قال سمعت زراً قال : قال عبد الله في قوله : " لقد رأي من ءايت ربه الكبرى " قال : رأى جبريل له ستمائة جناح . قال : نعم ، فعرف الحديث ، فقال عبد الرحمن : صف لي خلقاً من خلق الله له ستمائة جناح ، فبقي الغلام ينظرإليه ، فقال عبد الرحمن : يا بني ! فإني أهون عليك المسألة وأضع عنك خمسمائة وسبعاً وتسعين ، صف لي خلق ثلاثة أجنحة ، ركب الجناح الثالث منه موضعاً غير الموضعين اللذين ركبهما حتى أعلم ؟ فقال : يا أبا سعيد ! نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز ، فأشهدك أني قد رجعت عن ذلك وأستغفر الله ) إنتهى.

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    142

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    يقال :إنه أقبل رجل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
    فقال : ما اسمك ؟
    قال الرجل : شهاب بن حرقة .
    قال : ممن ؟
    قال : من أهل حرة النار .
    قال : وأين مسكنك ؟
    قال : بذات لظى .
    فقال له : أدرك أهلك فقد احترقوا .
    فكان كما قال .


    (العاملي : الكشكول ، ص167 )
    ليس الفتى من يقول كان أبي *** إن الفتى من يقول ها أنا ذا .

  12. #32

    افتراضي رد: أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البريك مشاهدة المشاركة
    معاوية بن أبي سفيان...هل كان صحابيا!!!???
    فلم لا نترضى عنه؟
    نعم، معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه صحابي جليل، ونترضى عنه..
    غير أني نقلت من الكتاب دون تعديل في شيء.. كما هو واضح، وعلى كلٍّ فترك الترضية عنه لا يستلزم الإنكار..
    وإليك:
    - هل لا تعرف أنه صحابي حتى تسأل عن ذلك؟.
    - سؤالك "فلم لا نترضى عنه" إجابته: بلى ترضَّ عنه. فأنت أيضاً ذكرته، ولم تترضَّ عنه..
    - أنت أولى من أن تترضى عنه لأنك ذكرته بصيغة تمريض وتنكير، وكأنه غير معلوم ولا معروف وهو رضي الله عنه أشهر من نار على علم..
    رضي الله عن معاوية بن أبي سفيان وعن أبيه، وسائر الصحابة أجمعين..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •