بسم الله الرحمـن الرحيم
اتصاف الله سبحانه وتعالى بالعلم من أبين وأوضح الصفات فهو سبحانه السميع العليم ذكرت في القرآن في أكثر من موضع

فإنه من المستحيل إيجاد الأشياء مع الجهل، فالعلم واجب له سبحانه وهي الصفة الثالثة التي بها يتم إيجاد الاشياء، فالإيجاد يحتاج إرادة وقدرة، والإرادة تستلزم العلم بالمراد، كما قال سبحانه:"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، (فإيجاد أي شيء يحتاج إلى إرادة وقدرة وعلم: وعلى سبيل المثال لو أراد شخص صناعة مزهرية فيجب أولا أن تكون عنده الإرادة ثم القدرة عليها بأن تكون عندك المواد الأولية ثم العلم بطريقة صناعتها)، ثم إن ما في جسد المرء من إبداع واتقان واتفاق يشهد بعلم الفاعل لها لامتناع صدور ذلك في العادة من غير ذي علم، وعلى سبيل المثال : رائد الفضاء الذي يصعد للقمر أو يخرج عن نطاق الأرض نجده يرتدي ذاك اللباس –لباس الفضائيين- ليضمن له التنفس والضغط المناسب ، فهل نستطيع أن نقول لصانع ذاك الزي أنه إنسان جاهل بتركيبة الفضاء الخارجي وجاهل بمكوناته!!!!!

بل على العكس فهو عالم بأن الفضاء الخارجي لا يحتوي على هواء و أوكسجين ولا يحتوي على الضروف الملائمة لحياة الإنسان لذلك صنع ذاك الزي بمواصفات خاصة.

نفس المثال نسقطه على حالة الجنين الذي يعيش في بطن أمه 9 أشهر والذي يظل كل هذه المدة يتنفس عن طريق الحبل السري المرتبط بأمه، فكيف علم أنه بمجرد خروجه من بطن أمه سيجد أوكسجين وسيضطر لاستخدام أنفه ورئتيه، إنه عِلم الله عز وجل الذي علم أن هذا الجنين في بطن أمه لن يحتاج لأنفه ورئتيه ولن يحتاج لعينيه .... ولكن حال خروجه من بطن أمه إلى رحاب أمه الثانية(الأرض) سيحتاج إلى رئتيه بل إن بقاءه على قيد الحياة رهين بسلامة عمل رئتيه في أول دفعة أوكسجين تدخل إليهما.

بالإضافة إلى أن الله يتصف بصفات الكمال، والعلم من صفات الكمال، والعلم صفة يتصف بها البشر فكيف برب البشر، وأستحضر الابيات التالية لصاحبها حجة الإسلام ابن القيم حيث يقول :

وهو العليم بما يكون غذا وما قد كان والمعلوم ذا الآن

وبكل شيء لم يكن لو كان كيف يكون موجودا لذي الأعيان