السلام عليكم
الإخوة الكرام موضوع مهم وخطير وهو اننا كثيرا ما نقرأ في كتب فقه المذاهب الاربعة في (كتاب الصلاة) (ان المرأة كلها عورة الا الوجه والكفين ليسا عورة) فيغلط بعض شرح الفقه المتاخرين اليوم يحسبون قصدهم ان الوجه والكفين ليس عورة في فريضة الحجاب . وانه يجوز كشفها في احوالها العادية في فريضة الحجاب وهذا غلط وانما يقصدون ليس عورة ويجوز كشف الوجه والكفين في ( الصلاة) وفي ( الضرورات لاجنبي) في احوالها الاستثنائية الضرورية كما سنبينه.
فان موضوع (العورة) و(ليس عورة) في الصلاة حصل فيه في المتاخرين تحريف وتبديل وتصحيف لمقصد المذاهب الاربعة واغلب المتاخرين من زمن قبيل سقوط دولة الاندلس وظهور الفساد الذي ادى لسقوطها لقلة العلم واباحة الاغاني والتساهل في المنكرات والقول بجواز ترك فرض الجماعة في المساجد ومخالفة النصوص الصريحة لوجوبها في المساجد على الرجال فطهرت من ظمن جهلهم واغلاطهم بكثير من احكام الشريعة وتحريفها كالطرق الصوفية وبعض البدع الخطيرة مما اودى لسقوط الاندلس والسقوط ليس بالامر الهين وانما يكون لفساد بلغ الحد لدرجة ان العدو استباح بكل سهولة بيضتهم والقران ذكر ان من سنن الله لاي قرية فسدت ان يهلكها ليحمي دينه من التحريف والتبديل والتصحيف وكم من منحة ونعمة في المحن.

ومن ضمن ذلك الغلط الذي شاع في المتاخرين زمن سقوط الاندلس حيث ظن بعض متاخريهم كالمواق وزروق ان خلاف المذاهب الاربعة على (عورة) و(ليس عورة) كان في فريضة الحجاب وهذا تحريف للدين وانما علماء كل المذاهب الأربعة يعلمون ان الخلاف كان بين المذاهب الأربعة متمثلة في الجمهور مع رواية في مذهب أحمد انما كان بينهم في (الصلاة) وفي (الضرورات لاجنبي) ولم يكن في (فريضة الحجاب) و(اجنبي فريضة الحجاب في الاحوال العادية) وقد نقلت في كتابي (إجماعات المذاهب الأربعة على فريضة الحجاب ورد قول من يفتري عليهم وجود خلاف بينهم في ستر المسلمة وجهها بالجلابيب السود ) نقلت اقوال علماء المذاهب الأربعة على ان خلافهم مع احمد كان في هل تكشف المراة الوجه والكفين في (الصلاة) وفي (الضرورات لاجنبي) علي قول الجمهور والرواية الثانية لاحمد لانهما ليسا عورة لاباحة الشريعة لها ذلك. او لا تكشفهما وتغطي كامل جسمها في (الصلاة) وفي (اجنبي الضرورات) لان المراة كلها عورة فمن شروط صحة صلاتها في رواية عند احمد والتابعي ابي بكر بن عبد الرحمن ان تصلي في بيتها ولو كانت لوحدها ولا يظهر منها ولا ظفرها. وكذلك تغطى ولا تكشف في الضرورات ولا ضفرها لاجنبي ولو كان خاطب او شاهد او لتوثيق بيع مع متبايع . ولهذا لم ياتي في كلام علماء المذاهب الأربعة كما نقلت انت عند ذكرهم عورة وليس عورة كلمه (الحجاب) او حروف الحجاب( الحاء والجيم والباء) وذلك لانهم فهموم مكمن وحقيقة الخلاف بين الجمهور وبين رواية في مذهب احمد في كشفها الوجه والكفين في الصلاة وفي الضرورات لاجنبي او عدم كشفهما. فتبين انه لم يكن في فريضة الحجاب بتاتا. الا بعد ان اختلط على بعض الفقهاء المتاخرين ممن فهموها غلط وظنوها في فريضة الحجاب ودعوا للتبرج والسفور مخالفين المحكمات في فريضة الحجاب واقوال العلماء في تلك المحكمات بستر وجوههن عن الاجانب في الاحوال العادية ايتي فريضة الحجاب داخل البيوت ( من وراء حجاب ) وكيف شملوا امهات المؤمنين بفرض الحجاب مع غيرهن من المؤمنات مع انهن امهات فخصصن عن كل الامهات بالحجاب من ابنائهن وانما نزلت الاية فهن خصيصا ليشملهن الحجاب كغيرهن من النساء . واية الحجاب الثانية خارج البيوت التي جمعتهن جميعا (يدنين عليهن) وجميع مفسري الدنيا قالوا نقلا عن السلف( يغطين وجوههن)
والمقصد هنا اني قد نقلت اقوالهم علي ان الخلاف في عورة وليس عورة كان لتكشف او لا تكشف في (الصلاة) وفي (الضرورات لاجنبي) . كما في مشاركات عدة في هذا المنتدى الطيب وغيره ويمكن ان انقلها هنا للتتاكد.

وبالتالي فالمذاهب الأربعة مجمعون على فريضة الحجاب بستر المسلمة لوجهها وانها كلها عورة لايتي فريضة الحجاب المحكمتين القطعيتين بسترهن الكامل عن الرجال كما في اية حجاب البيوت( فسالوهن من وراء حجاب) واية خروجهن (يدنين عليهن من جلابيبهن) اي عليهن على كل اجسادهن فلم يستثن الا بعد سنة تقريبا في اية الرخص والضرورات في سورة النور للشابات(الا ما ظهر منه) وكذلك رخص استثناء للقواعد ايضا. ولو رجعت لكل تفاسير الدنيا لجهابذة علماء التفسير من اتباع المذاهب الأربعة لاية (يدنين) لوجدتهم يقولون فقط(يغطين وجوههن) دون ذكر لاي خلاف ولا ذكر لاي مذهب ولا امام من ائمة المذاهب الأربعة ولا ذكر لعورة ولا ليس عورة ولا ذكر لاية الرخص والضرورات (الا ما ظهر منها) ولا ذكر لحديث الخثعمية ولا لسفعاء الخدين ولا لشي من بدع المتاخرين من اهل التبرج والسفور ولا اشارة الى تغطية والراس وكشف الوجه بل فقط( امرن ان يغطين وجوههن)وليس ذلك فقط بل وصفوا الكاشفات بتشبههم بتبرج الجاهلية وعادة وتبذل العربيات وفعل الاماء المملوكات وتصرف الفاتنات المغريات المطمعات لاصحاب الزنا .
وهذا كله يبين لك ان فريضة الحجاب من الاصول والفرائض والحلال والحرام البين لا يختلفون فيه المذاهب الأربعة لانهم اخوة اصولهم واحدة.
وانما يختلفون في الفروع كمثل هل تكشف او لا تكشف المراة في (الصلاة) وفي (الضرورات لاجنبي)
.

فهم مجمعون ان المراة في احوالها العادية في فريضة الحجاب تستر كامل جسمها ووجهها ولكن احمد وقبله التابعي ابي بكر بن عبد الرحمن احد فقهاء المدينة السبعة زادوا فوق سترها في فريضة الحجاب ارادوا سترها ايضا في موضعين من فروع الفقه في (موضع الصلاة) وفي (موضع الضرورات لاجنبي) فخالفهم الجمهور في هذين الموضعين وليس في فريضة الحجاب.
فمن لم يفهم حقيقة ومكمن خلاف الجمهور مع روايه في مذهب احمد وانه كان في (الصلاة)وفي (الضرورات لاجنبي) ظن زورا وبهتانا ان خلافهم كان في فريضة الحجاب وهذا غلط وتحريف لفريضة من فرائض الدين مجمع عليها كما بينا اقوال السلف والمذهب الاربعة.

فالمتاخرون لما وجدوا كلمه (الاجنبي) الذي يذكره المتقدمون في مختصرات الفقه في (كتاب الصلاة ) ظنوه انه هو الاجنبي الذي في (فريضة الحجاب) وهذا من جهلهم وبعدهم عن علوم وحقيقة خلاف المذاهب الاربعة بل لو رجعوا لشروح المتقدمين لعلموا (الاجنبي) الذي يقصدونه وانه (اجنبي الضرورات) فكانوا يعبرون عنه في الشروح (بالشاهد والخاطب والمتبايع لتوثيق البيع والشراء والقاضي لمعرفة شخصها والطبيب) ونحوهم وليس الاجنبي الذي في احوالها العادية في فريضة الحجاب . والا لو كانت تكشف لكل من هب ودب لطمسنا كثيرا من كتب وعلوم المذاهب الأربعة في طلب كشف المراة وجهها في تعاملاتها الضرورية للاجنبي مثل( كتاب النكاح لرؤية الخاطب وكتاب الشهادات وكشهادة الرضاع والولادة والمعاملات وكتاب التقاضي والمحاكمة وكتاب العلاج والعيوب بالمراة وكتاب البيوع لمعرفتها في البيوع الكبيرة لتوثيق بيعها وشرائها للرجوع لها او عليها)وغير ذلك مما سيطمس لو قيل ان المراة تكشف في كل احوالها العادية .
وانما سبب ان الفقهاء يذكرون (الاجنبي) في (كتاب الصلاة) والعكس يذكرون (الصلاة) في (كتب ضرورات المراة ككتاب النكاح) ونحوه لانهما الموضعان اللذان فيهما الخلاف ومنع احمد والتابعي ابي بكر كشف المراة شيئا منها. ولهذا جمعوا بينهما وذكروا (الصلاة) مع (اجنبي الضرورات) للرد على رواية لاحمد لانهما الموضعين اللذين فيهما الخلاف وليثبتوا ان الوجه والكفان (ليسا عورة) في (الصلاة) و(في الضرورات لاجنبي) وهذا مكمن خلافهم . كما يقال اذا عرف السبب بطل العجب؟! وإلا فما دخل فريضة الحجاب حتى يذكروها في كتاب الصلاة ؟!! لا دخل لها بتاتا . فقد اجمعوا وانتهوا على ذكرها عند بداية تفسير اياتها بقول جميع مفسري الدنيا من زمن الصحابة والتابعين ومختلف مفسري المذاهب الأربعة (يغطين وجوههن). بل لو فهم اامتاخرون خلاف الجمهور مع رواية في مذهب احمد لما قالوا اصلا بالتبرج والسفور وكشف وجهها لان خلافهم في كشفها في الصلاة في بيتها ولو كانت وحدها وفي الضرورات ولو كان الاجنبي خاطب او شاهد ونحوهم فكيف لو قيل تكشف في احوالها العادية في فريضة الحجاب بلا سبب ولا عذر اصلا فهذا لم يخطر في بالهم ولم يتصوروه وهم يختلفون في كشف وجهها في بيتها للصلاة وفي الضرورات لاجنبي فقد كانت فريضة الحجاب بستر وجهها عن الاجنبي في احوالها العادية من المعلوم من الدين بالضرورة لا بختلفون فيه ابدا كما اجمعوا على اياتها المحكمات من جميع جهابذة مفسري المذاهب الأربعة على تلك المحكمات (بتغطية وجوههن)


ولهذا وجب تصحيح ما في غلط كتب فقه المتاخرين اليوم من اهل التبرج والسفور. فبكشف غلطهم وجهلهم بحقيقة خلاف الجمهور مع رواية عند احمد تم ابطال اهم واعظم وعمود وقاعدة شبهات مذهبهم الباطل البدعي القائم علي جهل بخلاف الجمهور مع رواية في مذهب احمد وانه كان لتكشف المراة او لا تكشف في الصلاة وفي الضرورات لاجنبي . فهذه الشبهة التي انخدعوا بها بانفسهم وخدعوا من بعدهم في القرون المتاخرة وكادت تطمس اهم فرائض الاسلام قد كشفنا زيفها وجهلهم في اعظم وعمود واساس شبهاتهم والتي كانوا بسببها يستطيلون علئ مخالفيهم من القائلين بستر المسامة لوجهها بان معهم قول الجمهور ان الوجه والكفين ليسا عورة وبسبب هذه الشبهة التافهة شجعتهم علئ الاستدلال بكل شاردة ووارة تدل ولو على احتمالا بكشف المراة لوجهها ولو لم يسبقهم للاستدلال به علئ كسف الوجه احد غبرهم كاستدلالهم بحديث الخثعمية وسفعاء الخدين ووووو واسسوا من غير ان يقصدوا دينا جديدا محرفا مخالفا دين السلف والمذاهب الاربعة وما قالوه وقرروه مسبقا في ايات فريضة الحجاب .
وان كان اهل التبرج والسفور من المتاخرين معذورون فجل من لا يخطي والله وعد بالعفوا عمن لم يتعمد. فهم لو بان لهم الحق كانوا اول الفرحين والقائلين به فقد ضحوا بحياتهم في نشر العلم نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله احدا.
​ولكن من بان له الحق وتعمد الاصرار على كتم العلم وعدم اظهاره والتعصب لزلات العلماء محبة لهم فوق محبة نصرة الله ورسوله فهولاء غير معذورين عند الله.


ولي مشاركات في هذا المنتدي الطيب وغيره كمنتدى اهل
التفسير ومنتدى الملتقي الفقهي جزاهم الله خيرا جميعا.. ابين فريضة الحجاب والامانة الملقاة على عاتقنا جميعا في نشر دين الله الحق ونفي عنه البدع والتحريف والتبديل والتصحيف الحاصل والغير مقصود بالطبع . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

وهناك نسخه مجانية لكتابي موجودة ببعض مشاركاتي في هذا الموقع وبموقع مداد للطبعة الثالثة من كتابي إجماعات المذاهب الأربعة على فريضة الحجاب ورد قول من يفتري عليهم وجود خلاف بينهم في ستر المسلمة وجهها بالجلابيب السود. والله أعلم
وبالله التوفيق