هناك تنافس مأمور به، وهناك تنافس منهي عنه،
أما المأمور به فهو في هذه
الآية: (( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُو نَ ))
وفي قوله تعالى: ( لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ )[الصافات:61].
أما التنافس المنهي عنه ففي مثل قول النبي صلّ الله عليه وسلم:
( ولا تنافسوا ) يعني: في الدنيا؛ ولذلك قالوا: من ينافسك في الدنيا فادفعها في نحره.
أي: لا تنافس في الدنيا، وإنما التنافس الذي ينبغي أن يكون في ابتغاء رضوان الله تبارك
وتعالى، وهو الذي قيل فيه: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ )[آل عمران:133]
( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى
إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ )القصص-
بعض النصائح قد تكلفك كثيرا اصمد و لا تنثني
رجل واحد لا أكثر..نصح بصدق فأنقذ نبياً بعث لأمّة
(فأثابكم غمّاً بغمٍّ)آل عمران-
إيحاءٌ خفي بتلطف الله تعالى حتى في أقداره المؤلمة المتوالية..
فهي في حقيقتها إثابة لا إصابة..
فاللهم تولَّ أمرنا و أسبغ علينا ألطافك الظاهرة و الباطنة إنك أنت اللطيف الخبير
( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )آل عمران.
إنصاف الخصوم و إقامة القسط و الحذر من تعميم الأحكام السلبية على فئات الناس
هو منهج الاسلام السمح
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تحسدوننا)الفتح
عندما تُساق المنح المالية من هبة أو أعطية أو إرث أو غنيمة..
تغلي القلوب السوداء بالحسد فتسعى لإلصاقه بالآخرين افتراءً..
اللهم طهر قلوبنا من الغل و الحسد
يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
من منا ليس فقيراً إلى الله و هو يولد محمولاً و يذهب إلى قبره محمولاً ،
و بين الميلاد و الموت يموت كل يوم بالحياة مرات و مرات !
أين الأباطرة و الأكاسرة و القياصرة ؟
هم و امبراطورياتهم آثار ، حفائر ، خرائب تحت الرمال
الظالم و المظلوم كلاهما رقدا معاً ،
و القاتل و القتيل لقيا معاً نفس المصير ،
و المنتصر و المهزوم كلاهما توسدا التراب
إنتهى الغرور ، إنتهت القوة . . كانت كذبة !
ذهب الغنى ، لم يكن غنى . . كان وهماً
لا أحد قوي و لا أحد غني !
إنما هي لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها الناس على اختلاف طبقاتهم ، لا أحد لم يعرف لحظة ذل ، و لحظة ضعف ، و لحظة الخوف ، و لحظة القلق
من لم يعرف ذل الفقر .. عرف ذل المرض .. أو ذل الحب .. أو تعاسة الوحدة .. أو حزن الفقد .. أو عار الفضيحة .. أو هوان الفشل .. أو خوف الهزيمة ؟!
بل خوف الموت ليحلق فوق رؤوسنا جميعاً !
" كلنا فقراء إلى الله .. و كلنا نعرف هذا "
~~
د. مصطفى محمود .. كتاب : الإسلام ما هو ؟
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}
كنز عظيم، من وفق لمظنته وأحسن استخراجه، واقتناءه، وأنفق منه؛ فقد غنم، ومن حرمه فقد حرم، وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين، فإن لم يثبته زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما، وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه عبده ورسوله: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}.
ابن القيم
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
1-فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى {وعد من الكريم فأين الراغبون؟ /أحمد الخضير
2-(فأما من أعطى و اتقى • و صدق بالحسنى • فسنيسره لليسرى ) قال بعض السلف : من ثواب الحسنة الحسنة بعدها .. من جزاء السيئة السيئة بعدها . /نايف الفيصل
3-" فأما من أعطى ... " العطاء.. أساس حياة المؤمن .... يعطي من علمه.. من ماله.. من وقته.. من خبرته.. من جاهه.. من خصائصه كلها/ نايف الفيصل
4-( فأما من أعطى) العطاء.. أساس حياة المؤمن... يعطي من علمه.. من ماله.. من وقته.. من خبرته.. من جاهه.. من خصائصه كلها. / نايف الفيصل
5-إذا ضاق عليك أمر.. فتصدق و اتقِ الله.( فأما من أعطى و اتقى)النتيجة( فسنيسره لليسرى ) يسَّر الله أمرك. / نايف الفيصل
6-دين الله جمع بين: الإخلاص في العبادة والإحسان لعباده..( فأما من أعطى و اتقى) ..الذين اتقوا والذين هم محسنون / نايف الفيصل
(وفي السماء رزقكم) الرزق (مرفوع) :
لكي لا تذل رقبتك بالانحناء ، ولا قلبك بالتلفت والعناء /عقيل الشمري
- اطمئن .... لن يستطيع أي مخلوق أن يقطع رزقك !
{ وفي '' السماء '' رزقكم وما توعدون{ / نايف الفصل
تذكّر .. أن عليك أن تعبده كما أمَرك .. وعليه ( تفضُّلا ) أن يرزقك كما وعدك !قال { وفي السماء رزقكم وماتوعدون } . / الشيخ ناصر القطامي
صحيحٌ قولك: الإيمان في القلب!
ولكنه يأبى إلا أن يظهر على الجوارح:
{صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة}
فسمي الدين صبغة...
حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين، كما يظهر أثر الصبغ في الثوب.
[تفسير القرطبي]
{ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
- قال بعض الحكماء : في الصمت سبعة آلاف خير ،
وقد اجتمعت ذلك كله في سبع كلمات ، وفي كل كلمة منها الف :
اولها : أن الصمت عبادة من غير عناء
والثانية : زينة من غير حلى
الثالثة : هيبة من غير سلطان
الرابعة : حصن من غير الحائط
الخامسة : الإستغناء عن الإعتذار إلى أحد
السادسة : راحة الكرام الكاتبين
السابعة : ستر لعيوبة
{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } [آل عمران:192]
ليس الخزي أن تدعو، وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فلا يستجاب لك،أو ترد دعوتك، أو تهان أمام عشرة أو مائة،بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم، والعذاب الأليم، أمام جميع العالمين من الأولين والآخرين
الخوف من عدم الثبات من أهم أسباب الثبات!
لأنه يدفع للحذر من أسباب السقوط، ويحثُّ على كثرة الدعاء لاستمداد العون من السماء.
لأن الله يقول في القرآن: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8]
و من وسائل الثبات على دين الله: الحرص كل الحرص على فعل أوامر الله والابتعاد عن نواهيه؛ لأن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ [النساء:66] وماذا؟! وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [النساء:66].
موجِعة!!
يحضر إلى عمله في وقته، وإلى المطار والمستشفى قبل الموعد،
ثم ينام عن صلاة الفجر قائلا:
"نومي ثقيل"!!
(بل تؤثرون الحياة الدنيا)
"وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ"
لم يستسلما رغم هول الصدمة نهضا يستتران بالأوراق
في خلقنا طاقة للتوبة والتغيير
لا تستسلم مهما كبرت عثرتك
إن زاغ بصرك لرؤية نعيم دنيوي وامتلأت حسدا لما لم تنل ....
فكيف لا تحترق شوقا لنعيم لا يزول ومتاع تطيش له العقول ... !! ؟
( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا)
(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )[الحج:46].
مشكلة البعض ليست في التباس الحق بالباطل،
بل في عمى البصائر وكِبْر غير ظاهر وفساد الضمائر.
أجاركم الله من هذه الثلاثة.
فطِنٌ بكل مصيبة في ماله ... فإذا أصيب بدينه لم يشعرِ..
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا..
فكل مصيبة دون الدين تنجبِر!
المصيبة في الدين هي نهاية الخسران الذي لا ربح فيه، والحرمان للذيلا طمع معه.
كل المصيبات إن جلت وإن عظمت * * * إلا المصيبات في دين الفتى جللُ
ومن المصائب في الدين الانغماس في الشركيات والبدع .
قال الله تعالى { حُنَفَاءَلِلَّه ِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّمِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍسَحِيقٍ )سورة الحج (31)
فمن أشرك بالله فقد أهلك نفسهإهلاكا ليس بعده نهاية , ومن ابتدع في دينه بتعليق التمائم , وقراءة الطالع والنجوم وإتيان السحرة والكهنة والعرافين،
والتعلق بالأولياء والصالحين من دون رب العالمين، وغير ذلك من أنواع المعاصي فقد أوجب على نفسه الخسران والبواروغضب الجبار ودخول النار .
كن قوياً عزيزاً أمام الآخرين ؛ و اذهب وعش ضعفك كاملاً أمام الله
أن منظومة التذلل لله تعالى هي:
إخبات– تضرّع – خشوع – لين –اطمئنان – خضوع.
هذه الكلمات تتناول منظومة التذلل لله تعالى. أعظم العبادات هي عبادات القلب (إلا من أتى الله بقلب سليم) ولكي تصل إلى أن يكون قلبك سليماً لا بد من أن يمر بمراحل من الترقّي والتدريب.، يبدأ بأن يكون مخبتاً ثم متضرعاً ثم خاشعاً ثم ليّناً ثم خاضعاً ثم مطمئناً حينئذ يصل إلى سلامة القلب.
الإخبات: أن لا ترى لك عِزّاً إلا بهذا التواضع فهذا هو الإخبات. التواضع الذي تتذلل به وتراه عِزّك ومجدك وتحقيق ذاتك هو الإخبات "فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ" [الحج:34]. إذا تواضعت لله تعالى وعبدته كل العبادات ترى نفسك كأنك لم تفعل شيئاً وأنت ضئيل في حضرته.
(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ)
لا تقل نجحت بل قل "وفقني الله"
ولا تقل أصبت بل قل "سددني الله"
ولا تقل كسبت بل قل "رزقني الله "
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) كفران العطية نذير البلية فنذير الفتنة جاء قبل المنة من ساعة المنن لاحظ أن فتنة عمياء ستصيب الظالم والعادل وستعم الجميع؟!!
وأن البلاء بالنعم خطير عاقبته حال الكفران شدة العقاب والله صدق الله " ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " أليس من البلية أنك إلى الآن تماري في هذا ؟ ولم تحقق الشرط " ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون " فاللهم أبوء بنعمتك التي كانت والتي لم تزل وأبوء بذنبي فاغفر لي
تأملات قرآنية للشيخ هانى حلمى
القوم البور أصحاب القلوب المجدبة التي لا تسقى بماء الذكر الأصل أن القلوب تتعطش للذكر ولذلك قال تعالى ( حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا) [سورة الفرقان : 18] ولم يقل فلم يذكروا بل اعترتهم الغفلة فأنستهم المعين والرواء فبارت قلوبهم فاللهم أحيي قلوبنا
قال الله تعالى (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) [سورة هود : 81]امض ولا تلتفت فملتفت لا يصل إنه قطع العلائق وترقب النصر وتعجب من قول الملائكة أو تعقيب ربنا على قولهم ( أليس الصبح بقريب ) إنها آفة العجلة المنافية للصبر الذي معه النصر وهي طمأنة لكل مظلوم بلى والله إن الصبح قريب فحقق الشرط لينجلي الصبح ويتنفس فلا تلتفت وامض حيث أمرت قم وصم والهج بالذكر وعمر الأرض بتوحيدك
كلما خبت همتك وضعفت عزيمتك تذكر قول الله تعالى
(هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)
فبقدر ما تعمل ترتقي
يقول ابن مسعود رضى الله عنه : خط لنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم خطًا، وقال : «هذا سبيل الله» ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن يساره، وقال : «هذه سبل، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه» ثم قرأ قوله تعالى : "وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ" [الأنعام: 153] (حديث صحيح أخرجه أحمد ورزين عن ابن مسعود) .
وفسره رزين عن ابن مسعود رضي الله عنه : أن الصراط هو الإسلام، وأن الأبواب هي محارم الله تعالى في قلب كل مؤمن (ينظر: مسند الإمام أحمد)