{الأحاديث المنقولة على الغلط}وسنذكر الآن إن شاء الله الأحاديثَ المنقولةَ الموسومةَ عندَ أهلِ العلمِ بالأغاليطِ فيها: في أسانيدها ومتونها حديثا حديثا ونخبر فيها بالعلل التي من أجلها صارت أخبارَ أغاليط بشرح وجه الوهن بها وأشباهها ([1])لمن أراد معرفتها -إن وفق الله لجمعها- وبالله توفيقنا وإليه مرجعنا.
سمعت مسلما يقول: ذكر الأخبار التي نقلت على الغلط في متونها:
{الحديث الأول}
34- حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] ).
35- وحدثنا إسحاق أخبرنا أبو عامر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث([3] ).
كلهم عن شعبة عن سلمة عن حجر عن علقمة عن وائل.
إلا إسحاق عن أبي عامر فإنه لم يذكر علقمة وذكر الباقون كلهم علقمة([4] ).
سمعت مسلما قال: أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال: "وأخفى صوته".
وسنذكر إن شاء الله رواية من حدث فيها فأصاب:
36- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قالوا حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس([5] ) عن وائل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ولا الضالين قال آمين يمد بها صوته([6] ).
37- حدثنا أبو كريب حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن أبي إسحاق([7] ) عن علقمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين([8] ).
سمعت مسلما يقول: قد تواترت الروايات كلها أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بآمين. وقد روي عن وائل ما يدل على ذلك([9] ).
38- حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمّن الإمام فأمنوا([10] ) فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له([11] ). ([12] )
([1]) أي أشباه تلك الأحاديث التي بين وجه الوهن بها إذ الشيء يعلم بنظيره.
([2]) أخرجه أحمد (18854) عن وائل قال: قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" قال: "آمين" وأخفى بها صوته.
([3]) لم أقف عليه من طريق أبي عامر العقدي عند غير مسلم، ولكن هنالك من تابعه في روايته عن شعبة بدون ذكر علقمة فأخرج الطبراني 22/43 (109) قال: حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا العنبس يحدث عن وائل الحضرمي أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: "ولا الضالين" قال: "آمين "فأخفى بها صوته.
([4] ) فرواه عن (شعبة) عن (سلمة) عن (حجر) عن (وائل) فأسقط الواسطة وهو علقمة بن وائل.
([5] ) ويلاحظ أن سفيان الثوري قال: حجر بن عنبس، بينما شعبة قال حجر أبو العنبس.
([6] ) أخرجه ابن أبي شيبة (7960).
([7] ) في الأصل والمطبوع: شريك عن سماك، ولا أظنه محفوظا فقد رواه أحمد والبيهقي عن أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق عنه بلفظه. ولا يعرف هذا من حديث سماك.
([8] ) أخرجه أحمد (18869).
([9] ) كما في رواية سفيان فتكون روايته هي الصحيحة لموافقتها للمتواتر.
([10] ) وتأمين المأمومين يكون بعد سماعهم تأمين الإمام.
([11] ) أخرجه مسلم 1/307 (410).
([12] ) التلخيص: هذا الحديث رواه سلمة بن كهيل واختلف عليه:
فرواه الثوري عن سلمة عن حجر بن العنيس عن وائل. بالجهر في التأمين.
ورواه شعبة واختلف عليه:
فرواه محمد بن جعفر ومحمد بن سعيد القطان وغيرهما عن شعبة عن سلمة عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن وائل في إخفاء التأمين.
ورواه أبو عامر العقدي عن شعبة عن سلمة عن حجر أبي العنبس عن وائل في إخفاء التأمين. من غير ذكر علقمة.
ورواه أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن علقمة بن وائل عن أبيه. في الجهر بالتأمين.
التحليل: أولا: من حيث المتن: الصحيح المحفوظ هو الجهر لثبوته عن النبيبالتواتر ففيه أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة مرفوعا: إذا أمّن الإمام.
ثانيا: من حيث السند: الصحيح المحفوظ عن سلمة هو عن حجر عن وائل بدون زيادة علقمة؛ لأن الثوري رواه هكذا وهو أحفظ من شعبة، وقد اختلف على شعبة في إسناده فمرة وافق الثوري في رواية، ومرة زاد في الإسناد علقمة.