تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 33 من 33

الموضوع: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

  1. #21

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الأحاديث المنقولة على الغلط}
    وسنذكر الآن إن شاء الله الأحاديثَ المنقولةَ الموسومةَ عندَ أهلِ العلمِ بالأغاليطِ فيها: في أسانيدها ومتونها حديثا حديثا ونخبر فيها بالعلل التي من أجلها صارت أخبارَ أغاليط بشرح وجه الوهن بها وأشباهها ([1])لمن أراد معرفتها -إن وفق الله لجمعها- وبالله توفيقنا وإليه مرجعنا.
    سمعت مسلما يقول: ذكر الأخبار التي نقلت على الغلط في متونها:
    {الحديث الأول}
    34- حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] ).
    35- وحدثنا إسحاق أخبرنا أبو عامر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث([3] ).

    كلهم عن شعبة عن سلمة عن حجر عن علقمة عن وائل.
    إلا إسحاق عن أبي عامر فإنه لم يذكر علقمة وذكر الباقون كلهم علقمة([4] ).
    سمعت مسلما قال: أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال: "وأخفى صوته".
    وسنذكر إن شاء الله رواية من حدث فيها فأصاب:
    36- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قالوا حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس([5] ) عن وائل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ولا الضالين قال آمين يمد بها صوته([6] ).
    37- حدثنا أبو كريب حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن أبي إسحاق([7] ) عن علقمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين([8] ).
    سمعت مسلما يقول: قد تواترت الروايات كلها أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بآمين. وقد روي عن وائل ما يدل على ذلك([9] ).

    38- حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمّن الإمام فأمنوا([10] ) فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له([11] ). ([12] )


    ([1]) أي أشباه تلك الأحاديث التي بين وجه الوهن بها إذ الشيء يعلم بنظيره.

    ([2]) أخرجه أحمد (18854) عن وائل قال: قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" قال: "آمين" وأخفى بها صوته.

    ([3]) لم أقف عليه من طريق أبي عامر العقدي عند غير مسلم، ولكن هنالك من تابعه في روايته عن شعبة بدون ذكر علقمة فأخرج الطبراني 22/43 (109) قال: حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا العنبس يحدث عن وائل الحضرمي أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: "ولا الضالين" قال: "آمين "فأخفى بها صوته.

    ([4] ) فرواه عن (شعبة) عن (سلمة) عن (حجر) عن (وائل) فأسقط الواسطة وهو علقمة بن وائل.

    ([5] ) ويلاحظ أن سفيان الثوري قال: حجر بن عنبس، بينما شعبة قال حجر أبو العنبس.

    ([6] ) أخرجه ابن أبي شيبة (7960).

    ([7] ) في الأصل والمطبوع: شريك عن سماك، ولا أظنه محفوظا فقد رواه أحمد والبيهقي عن أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق عنه بلفظه. ولا يعرف هذا من حديث سماك.

    ([8] ) أخرجه أحمد (18869).

    ([9] ) كما في رواية سفيان فتكون روايته هي الصحيحة لموافقتها للمتواتر.

    ([10] ) وتأمين المأمومين يكون بعد سماعهم تأمين الإمام.

    ([11] ) أخرجه مسلم 1/307 (410).

    ([12] ) التلخيص: هذا الحديث رواه سلمة بن كهيل واختلف عليه:
    فرواه الثوري عن سلمة عن حجر بن العنيس عن وائل. بالجهر في التأمين.
    ورواه شعبة واختلف عليه:
    فرواه محمد بن جعفر ومحمد بن سعيد القطان وغيرهما عن شعبة عن سلمة عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن وائل في إخفاء التأمين.
    ورواه أبو عامر العقدي عن شعبة عن سلمة عن حجر أبي العنبس عن وائل في إخفاء التأمين. من غير ذكر علقمة.
    ورواه أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن علقمة بن وائل عن أبيه. في الجهر بالتأمين.
    التحليل: أولا: من حيث المتن: الصحيح المحفوظ هو الجهر لثبوته عن النبي
    بالتواتر ففيه أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة مرفوعا: إذا أمّن الإمام.
    ثانيا: من حيث السند: الصحيح المحفوظ عن سلمة هو عن حجر عن وائل بدون زيادة علقمة؛ لأن الثوري رواه هكذا وهو أحفظ من شعبة، وقد اختلف على شعبة في إسناده فمرة وافق الثوري في رواية، ومرة زاد في الإسناد علقمة.

  2. #22

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    {الحديث الأول}
    34- حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] ).
    35- وحدثنا إسحاق أخبرنا أبو عامر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث([3] ).
    كلهم عن شعبة عن سلمة عن حجر عن علقمة عن وائل.
    إلا إسحاق عن أبي عامر فإنه لم يذكر علقمة وذكر الباقون كلهم علقمة([4] ).

    ([3]) لم أقف عليه من طريق أبي عامر العقدي عند غير مسلم، ولكن هنالك من تابعه في روايته عن شعبة بدون ذكر علقمة فأخرج الطبراني 22/43 (109) قال: حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا العنبس يحدث عن وائل الحضرمي أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: "ولا الضالين" قال: "آمين "فأخفى بها صوته.

    قلتُ: توبع أبو الوليد فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [110]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثَنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرَ أَبَا الْعَنْبَسِ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، به بتمامه متفردا بزيادة في المتن.
    وتوبع فيما أخرجه أحمد في مسنده 18843، بعدما أخرج رواية الثوري، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَقَالَ شُعْبَةُ: وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ. اهـ.
    وتوبع عن حجر نازلا وعاليا فيما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده [1117]، فقال:
    حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرًا أَبَا الْعَنْبَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ وَائِلٍ، به بتمامه.
    لذلك دافع عنه البيهقي في السنن الكبير رادا على البخاري، فقال:
    أَمَّا خَطَؤُهُ فِي مَتْنِهِ فَبَيِّنٌ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: حُجْرٌ أَبُو الْعَنْبَسِ، فَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ،
    وَأَمَّا قَوْلُهُ: عَنْ عَلْقَمَةَ، فَقَدْ بَيَّنَ فِي رِوَايَتِهِ: أَنَّ حُجْرًا سَمِعَهُ مِنْ عَلْقَمَةَ، وَقَدْ سَمِعَهُ أَيْضًا مِنْ وَائِلٍ نَفْسِهِ. اهـ.
    ثم ذكر رحمه الله رواية عن أبي الوليد عن شعبة موافقة لرواية الثوري سندا ومتنا.
    وذلك فيما أخرجه أبو العباس الأصم في الفوائد الكبير كما في السنن الكبير للبيهقي [2 : 57]، فقال:
    ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ:
    سَمِعْتُ حُجْرًا أَبَا عَنْبَسٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ: " أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَالَ: {وَلا الضَّالِّينَ}، قَالَ: آمِينَ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.
    وتوبع أبو العباس وأبو الوليد فيما أخرجه الطحاوي في شرح معاني الأثار [1002]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح.
    وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرًا أَبَا عَنْبَسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: وذكر التسليم الشطر الأخر من الحديث.
    وقال البيهقي في معرفة الآثار:
    وَقَدْ رُوِّينَاهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ ، عَنْ شُعْبَةَ، كَمَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    وتوبع مثله على الشك في السند فحسب، فيما أخرجه أحمد في مسنده [18374]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ:
    سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ أَوْ سَمِعَهُ حُجْرٌ مِنْ وَائِلٍ، قَالَ: فذكره بتمامه بلفظ ابن مرزوق: "رافعا بها صوته".

    وقول البيهقي بأن الثوري في رواية عنه كناه أبا العنبس فيه نظر كما سيأتي.
    وإنما يعتذر لشعبة أنه سماه مرة حجر بن عنبس، فيما أخرجه الخطابي في غريب الحديث [2 : 837]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ:
    أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَالَ: {وَلا الضَّالِّينَ}، قَالَ: " آمِينَ يُخْفِي بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    ([4] ) فرواه عن (شعبة) عن (سلمة) عن (حجر) عن (وائل) فأسقط الواسطة وهو علقمة بن وائل.
    وهناك وجه ثالث عن شعبة وهو سقط ذكر حجر فيما أخرجه حفص الدوري في قراءة النبي صلى الله عليه سلم [11]، فقال:
    حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حَجَرٍ:
    أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}، ثُمَّ قَالَ: " آمِينَ " وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.
    وتوبع عليه شعبة فيما أخرجه أبو داود في سننه [997]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره مختصرا وزاد.
    أخرجه الطبراني في الكبير [115]من طريق يَحْيَى بْن آدَمَ، قال:
    ثنا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره.
    قال الطبراني: هَكَذَا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ قَيْسٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ وَزَادَ فِي السَّلامِ: وَبَرَكَاتُهُ. اهـ.
    قلتُ: وحفص الدوري صدوق قد خولف فيما أخرجه السراج في حديثه (429)، فقال: ثنا زياد بن أيوب،
    ثنا يزيد بن هارون، أبنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل بن حجر:
    أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين. وخفض بها صوته)). اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    ([5] ) ويلاحظ أن سفيان الثوري قال: حجر بن عنبس، بينما شعبة قال حجر أبو العنبس.
    وما ذكره البيهقي رحمه الله أن حجرا أبا العنبس جاءت من رواية محمد بن كثير عن الثوري فيه نظر.
    استند إلى ما أخرجه أبو داود في سننه [932]، ومن طريقه القزويني في أخباره رواية ابن داسة عنه، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ:
    " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَرَأَ: {وَلا الضَّالِّينَ}، قَالَ: آمِينَ وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.
    قلتُ: رواه على الصواب ابن عبد البر في التمهيد [7 : 14]، من طريق ابن داسة، عن أبي داود، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ الْعَنْبَسِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، به.
    ووقع تحريف عند البغوي في الأنوار (524)، من طريق اللؤلؤي عن أبي داود، فقال:
    نا محمد بن أبي كثير، أنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر العنبس الحضرمي عن وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه، به.
    والصواب ما رواه ابن عبد البر وعليه توبع فيما أخرجه الدارمي في سننه [1247]، فقال:
    أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنْبأَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ الْعَنْبس، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، به.
    وتوبع فيما أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَقَبِيصَةُ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، به.
    ورواه كذلك أخوان اثنان ابنا سلمة، فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [113]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
    ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي السَّكَنِ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: فذكر بنحوه.
    وتوبع فيما أخرجه الدولابي في الكنى [1090]، فقال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ:
    أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَكَنٍ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: فذكره بتمامه.
    وتوبعا فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [114] من طريق أبي كريب، قال:
    ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلٍ، به.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    37- حدثنا أبو كريب حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن أبي إسحاق([7] ) عن علقمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين([8] ).


    ([7] ) في الأصل والمطبوع: شريك عن سماك، ولا أظنه محفوظا فقد رواه أحمد والبيهقي عن أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق عنه بلفظه. ولا يعرف هذا من حديث سماك.
    ([8] ) أخرجه أحمد (18869).
    قلتُ: عمل المحقق أن يثبت ما أثبته الأصل ليس له التصرف فيه.
    أما ما وقع في الرواية فإما أن يكون قد وهم فيه مسلم أو أحد الرواة عنه. وإما قد يكون له وجهان عن شريك.
    وقد توبع الأسود فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير
    [11]، من طريق التل، قال: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، به مرفوعا.
    وقد روي عن شريك وجه ثالث موصولا فيما أخرجه أحمد في مسنده [18388]، فقال:
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلاَةِ: " آمِينَ ". اهـ.
    توبع فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير
    [102]، من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قال:
    ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَهَرَ بِآمِينَ ". اهـ.
    قلتُ: روي من طريق عاصم بن كليب عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه بنحوه، رواه أبو مقاتل الفزاري عنه فيما أخرجه ابن يعقوب مسند الإمام.
    قلتُ: ورواه جماعة كثيرة عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه وائل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    رواه عنه زهير بن معاوية، وأبو بكر بن عياش، وأبو الأحوص سلام بن سليم، ومعمر بن راشد، وإسرائيل بن يونس السبيعي،
    وزيد بن أبي أنيسة الجزري، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الحميد بن أبي جعفر الفراء وتفرد هو بزيادة غريبة.
    وخولفوا فيما أخرجه حفص الدوري في القراءة [12]، فقال:
    حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: فذكره مرسلا مختصرا.
    وتوبع أبو إسحاق على الوصل فيما أخرجه الحربي في غريب الحديث [2 : 838]، فقال:
    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: فذكره.
    وتوبع فيما أخرجه أحمد في مسنده [18381]، فقال:
    حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ببعض الحديث.

    والله أعلم.
    .

  3. #23

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    جزاك الله خيرا.

  4. #24

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث الثاني}
    سمعتُ مسلما يقول: ذكر الأحاديث التي نقلت على الغلط في متونها:
    39- حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال: سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان ينام أول الليل ويحيي آخره وإن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ولم يمس ماء حتى ينام([1] ).
    سمعت مسلما يقول: فهذه الرواية ([2]) عن أبي إسحاق خاطئة؛ وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو اسحاق.
    40- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن عليّة ووكيع وغندر عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه([3] ).
    41- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حجاج عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجنب ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام حتى يصبح([4] ).
    42- حدثنا يحيى بن يحيى وابن رمح وقتيبة عن الليث عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنْ ينامَ وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام.([5]) ([6])


    ([1]) أخرجه اسحاق بن راهويه (1515) عن زهير. وهو في صحيح مسلم 1/510 (739) بلفظ: سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان ينام أول الليل ويحيي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته، ثم ينام. فإذا كان عند النداء الأول قالت: وثب (ولا والله! ما قالت: قام) " فأفاض عليه الماء" (ولا والله! ما قالت: اغتسل وأنا أعلم ما تريد (وإن لم يكن جنبا توضأ وضوء الرجل للصلاة. ثم صلى الركعتين. " اهـ. وقوله: قالت: وثب وما قالت: قام، وقوله: فأفاض عليه الماء، وما قالت: اغتسل، وأنا أعلم ما تريد -أي أم المؤمنين- قصد به أنه قد أدى اللفظ الذي سمعه فلم يبدل وثب بقام مع أنه بمعناه، وما أبدل أفاض عليه الماء باغتسل مع أنه بمعناه وهو يعلم أنها تريد بأفاض اغتسل ولكن أدى كما سمع. وقد حذف مسلم موضع العلة من حديث الصحيح.

    ([2]) التي اشتملت على زيادة"ولم يمسّ ماء حتى ينام".

    ([3]) أي للصلاة، والحديث أخرجه مسلم 1/248 (305).

    ([4]) أخرجه أحمد (٢٥٨٧٩).

    ([5]) أخرجه مسلم 1/248 (305).

    ([6]) التلخيص: هذا الحديث رواه الأسود بن يزيد واختلف عليه:
    فرواه أبو إسحاق السبيعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة. فقال: "ولم يمس ماء حتى ينام"
    ورواه إبراهيم النخعي وعبد الرحمن بن الأسود عن الأسود بن يزيد عن عائشة. فقالا: " كان إذا أراد أنْ ينامَ وهو جنب توضأ "
    وكذا رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة. كان يتوضأ قبل النوم. فظهر خطأ أبي إسحاق السبيعي في روايته.

  5. #25

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    وجزاكم آمين.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    {الحديث الثاني}
    سمعتُ مسلما يقول: ذكر الأحاديث التي نقلت على الغلط في متونها:
    39- حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال: سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان ينام أول الليل ويحيي آخره وإن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ولم يمس ماء حتى ينام([1] ).
    سمعت مسلما يقول: فهذه الرواية ([2]) عن أبي إسحاق خاطئة؛ وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو اسحاق.

    ([1]) أخرجه اسحاق بن راهويه (1515) عن زهير. وهو في صحيح مسلم 1/510 (739)، وقد حذف مسلم موضع العلة من حديث الصحيح.
    ([2]) التي اشتملت على زيادة"ولم يمسّ ماء حتى ينام".
    لذلك استخرج عليه البيهقي في السنن الكبير [1 : 201]، وقال:
    أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ دُونَ قَوْلِهِ: قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً،
    وَذَلِكَ؛ لأَنَّ الْحُفَّاظَ طَعَنْوا فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ وَتَوَهَّمُوهَا ، .. وَاحْتَجُّوا عَلَى ذَلِكَ بِرِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ الأَسْوَدِ بِخِلافِ رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ. اهـ.


    قلتُ: وأما البخاري في صحيحه صنع غير ذلك، فأخرج من طريق شعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ:
    سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟
    قَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ وَيَقُومُ آخِرَهُ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَثَبَ، فَإِنْ كَانَ بِهِ حَاجَةٌ اغْتَسَلَ وَإِلَّا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ ". اهـ.
    فلم يقل شعبة لفظ: "من قبل أن يمس ماء"، وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل الاختلاط، ولكن خالفه مثله الثوري.
    فيما أخرج أبو داود في سننه [228]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
    " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمَسَّ مَاءً "،
    قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، يَقُولُ هَذَا الْحَدِيثُ وَهْمٌ يَعْنِي حَدِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ. اهـ.
    وأنكر إسماعيل ابن أبي خالد ما رواه الثوري، فيما أخرج ابن ماجه في سننه [583]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، فذكر الحديث.
    قَالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُ الْحَدِيثَ يَوْمًا، فَقَالَ لِي إِسْمَاعِيل: يَا فَتَى يُشَدُّ هَذَا الْحَدِيثُ بِشَيْءٍ. اهـ.
    وقال ابن المنذر في الأوسط: قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي، وَقَالَ: هُوَ وَهْمٌ. اهـ.
    وأخرجه الترمذي، ثم قال: وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ "،
    وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ الْأَسْوَدِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاق هَذَا الْحَدِيثَ شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَيَرَوْنَ أَنَّ هَذَا غَلَطٌ مِنْ أَبِي إِسْحَاق. اهـ.
    قلتُ: لا، رواية شعبة بخلافهم، قال ابن حزم في المحلى: وَمَنِ ادَّعَى أَنَّ سُفْيَانَ أَخْطَأَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَهُوَ الْمُخْطِئُ، بِدَعْوَاهُ مَا لا دَلِيلَ عَلَيْهِ.

    فَإِنْ قِيلَ: قَدْ خَالَفَهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
    قُلْنَا: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ زُهَيْرٍ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَمَا كَانَ فِي خِلافِ بَعْضِ الرُّوَاةِ لِبَعْضٍ دَلِيلٌ عَلَى خَطَأِ أَحَدِهِمْ، بَلِ الثِّقَةُ مُصَدَّقٌ فِي كُلِّ مَا يَرْوِي. اهـ.
    قلتُ: يريد رواية زهير التي حذف مسلم زيادتها، ولكن كذلك شعبة روى بدونها، وتابعه إسماعيل بن أبي خالد فيما أخرجه الطبراني في الأوسط [2182]، من طريق أبي أسامة، فقَالَ:
    نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: فذكر مثل حديث شعبة بدون ذكر الزيادة.
    فلهذا الحديث نظر خاص؛ فإن أبا إسحاق قد اختلط بأخرة، وإن كان الثوري من القدماء لكن شعبة وإسماعيل أكثر عددا.

    وذهب الطحاوي إلى أن المقصود به أنه لم يمس ماء الغسل فقال في شرح معاني الآثار[462]:

    َقَدْ يَحْتَمِلُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مَا أَرَادَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ: وَلا يَمَسُّ مَاءً، يَعْنِي الْغُسْلَ، فَإِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ، قَدْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ هَذَا شَيْئًا
    فأخرج من طريق أَبِي حَنِيفَةَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَامِعُ، ثُمَّ يَعُودُ وَلا يَتَوَضَّأُ، وَيَنَامُ وَلا يَغْتَسِلُ ".
    قلتُ: لعل هذا لفظ موسى بن عقبة وحده؛ فإن الصاحبين أبا يوسف القاضي وأبا الحسن الشيباني أخرجا في كتابيهما الآثار، فقالا:
    أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
    " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصِيبُ مِنْ أَهْلِهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَيَنَامُ، وَلا يُصِيبُ مَاءً، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ عَادَ وَاغْتَسَلَ ".

    قَالَ مُحَمَّدٌ الشيباني: وَبِهِ نَأْخُذُ، لا بَأْسَ إِذَا أَصَابَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ أَنْ يَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَوْ يَتَوَضَّأَ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. اهـ.
    وقد توبع موسى بن عقبة عليه فيما أخرج أبو نعيم في أخبار أصبهان [1 : 329]، من طريق شداد بن حكيم البلخي، قال:
    ثنا زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَزَكَرِيَّاءَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
    " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيُصَلِّي آخِرَهُ، وَيَكُونُ آخِرَ صَلاتِهِ الْوِتْرُ، يَنَامُ فِي فِرَاشِهِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى أَهْلِهِ أَتَاهَا ثُمَّ يَنَامُ وَلا يَغْتَسِلُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ إِلَيْهِنَّ حَاجَةٌ نَامَ، فَإِذَا كَانَ الأَذَانُ قَرِيبًا فَإِنْ كَانَ جُنُبًا أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جُنُبًا تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ". اهـ.
    قلتُ: ولعل هذا لفظ رواية زكريا بن أبي زائدة؛ فإنه قد رواه أبو أسامة عن إسماعيل ابن أبي خالد، مثل رواية شعبة.

    قلتُ: ولعله يحمل على الأغلب من حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ.
    ويشد حديث أبي إسحاق بما أخرج مسلم رحمه الله في صحيحه من طريق مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ:
    سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِي الْجَنَابَةِ، أَكَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، أَمْ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟
    قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ، فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ، فَنَامَ، قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً ". اهـ.
    فلم تحصر هنا وتقل: لم يكن إلا أن يغتسل أو يتوضأ، بل عبرت لفظة: "ربما" وهي تفيد الغالب والأعم.
    ولذلك قال ابن قتيبة في مختلف الحديث:
    ونحن نقول: إن هذا كله جائز، فمن شاء أن يتوضأ وضوءه للصلاة بعد الجماع ثم ينام.
    ومن شاء غسل يده وذكره ونام.
    ومن شاء نام من غير أن يمس ماء، غير أن الوضوء أفضل.
    وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يفعل هذا مرة، ليدل على الفضيلة، وهذا مرة ليدل على الرخصة، ويستعمل الناس ذلك.
    فمن أحب أن يأخذ بالأفضل، أخذ، ومن أحب أن يأخذ بالرخصة أخذ.
    انتهى.
    والله أعلم.
    .

  6. #26

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    جزاك الله خيرا.

  7. #27

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث الثالث}
    سمعتُ مسلما يقول: ومن الأخبار المنقولة على الوهم في المتن دون الإسناد:
    43- حدثنا الحسن الحُلواني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة أخبره أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم سلم فقال: ذو الشمالين بن عبد عمرو يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله: لم تقصر الصلاة ولم أنس. قال ذو الشمالين: قد كان ذلك يا رسول الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتمّ ما بقي من الصلاة ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك الرجل في صلاته حين لقاه الناس.
    قال ابن شهاب: وأخبرني ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله كلهم عن أبي هريرة مثله([1] ).
    سمعت مسلما يقول: وخبر ابن شهاب هذا في قصة ذي اليدين وهم غير محفوظ لتظاهر الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا([2] ).
    44- حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان حدثنا أيوب سمعت ابن سيرين يقول سمعت أبا هريرة... وساقه في هذا([3] ).
    45- حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر([4] ).
    46- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران([5] ).
    كلّ هؤلاء ذكروا في حديثهم أن رسول الله وسلم حين سها في صلاته يوم ذي اليدين سجد سجدتين بعد أن أتمّ الصلاة.
    سمعت مسلما يقول: فقد صحّ بهذه الروايات المشهورة المستفيضة في سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي اليدين.. أنّ الزهري واهمٌ في روايته إذْ نفى ذلك في خبره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم([6] ).



    ([1] ) رواه أبو داود (1013)، والدارمي (1538).

    ([2] ) أي في سجوده للسهو يومئذ.

    ([3] ) أخرجه مسلم 1/403 (573).

    ([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (4514).

    ([5]) أخرجه مسلم 1/404 (574).

    ([6]) التلخيص: هذا الحديث رواه صالح بن كيسان عن الزهري عن أبي بكر بن سليمان- تابعي- عن النبي مرسلا. ورواه أيضا عن الزهري عن ابن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي موصولا. وذكر فيه أن النبي لم يسجد للسهو يوم ذي اليدين.
    وقد خالف ما روى أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة في سجوده للسهو، كما خالف ما ثبت عن ابن عمر وعمران بن الحصين فدل على أنه وهم.
    هذا وقد قالوا وهم الزهري أيضا في قوله "ذو الشمالين" الذي هو عمير بن عبد عمرو الذي استشهد في بدر، وإنما هو ذو اليدين واسمه الخرباق وقد أسلم متأخرا فهما شخصان لا واحد.

  8. #28

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    {الحديث الثالث}
    سمعتُ مسلما يقول: ومن الأخبار المنقولة على الوهم في المتن دون الإسناد:
    43- حدثنا الحسن الحُلواني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة أخبره أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم سلم فقال: ذو الشمالين بن عبد عمرو يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله: لم تقصر الصلاة ولم أنس. قال ذو الشمالين: قد كان ذلك يا رسول الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتمّ ما بقي من الصلاة ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك الرجل في صلاته حين لقاه الناس.
    قال ابن شهاب: وأخبرني ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله كلهم عن أبي هريرة مثله([1] ).
    سمعت مسلما يقول: وخبر ابن شهاب هذا في قصة ذي اليدين وهم غير محفوظ لتظاهر الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا([2] ).
    44- حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان حدثنا أيوب سمعت ابن سيرين يقول سمعت أبا هريرة... وساقه في هذا([3] ).
    45- حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر([4] ).
    46- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران([5] ).
    كلّ هؤلاء ذكروا في حديثهم أن رسول الله وسلم حين سها في صلاته يوم ذي اليدين سجد سجدتين بعد أن أتمّ الصلاة.
    سمعت مسلما يقول: فقد صحّ بهذه الروايات المشهورة المستفيضة في سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي اليدين.. أنّ الزهري واهمٌ في روايته إذْ نفى ذلك في خبره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم([6] ).

    لم ينف الزهري إلا أنه لم يبلغه أحد من أهل المدينة بسجود السهو.
    أخرج البغوي في زوائد الجعديات
    [2851]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نَا يَزِيدُ، أنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
    أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ فِي صَلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
    قَالَ: " كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ "، فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ فَعَلْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
    قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِالْمَدِينَةِ فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى لِذَلِكَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ. اهـ.
    أخرجه الدارمي في سننه [1497]، فقال:
    أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: فذكر مثله، إلا أنه لم يقل: ثم انصرف.
    قال الزهري في آخر الحديث: وَلَمْ يُحَدِّثْنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي تِلْكَ الصَّلَاةِ "، وَذَلِكَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ النَّاسَ يَقَّنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَيْقَنَ. اهـ.

    قال ابن خزيمة في صحيحه سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: وَهَذِهِ الأَسَانِيدُ عِنْدَنَا مَحْفُوظَةٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِلا حَدِيثَ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، فَإِنَّهُ يَتَخَالَجُ فِي النَّفْسِ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ مُرْسَلا لِرِوَايَةِ مَالِكٍ، وَشُعَيْبٍ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَقَدْ عَارَضَهُمْ مَعْمَرٌ، فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ.


    قلتُ: وتابعهم عبد الزراق في مصنفه [3442] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ: فذكره مرسلا بنحو رواية مالك.
    وتوبع معمر في وصله من عقيل فيما أخرجه النسائي في الكبرى إلا أنه زاد: " لَمْ يَسْجُدْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ قَبْلَ السَّلامِ، وَلا بَعْدَهُ ". اهـ.
    وهذا ظاهر من قول الزهري.

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ ابن خزيمة: فَقَوْلُهُ فِي خَبَرِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ فِي آخِرِ الْخَبَرِ: وَلَمْ يَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ حِينَ لَقَّنَهُ النَّاسُ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ، لا مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَلا تَرَى مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ لَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي قِصَّتِهِ، وَلا ذَكَرَهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، وَلا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ ذَكَرْتُ حَدِيثَهُمْ، خَلا أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فَإِنَّهُ سَهَا فِي الْخَبَرِ وَأَوْهَمَ الْخَطَأَ فِي رِوَايَتِهِ، فَذَكَرَ آخِرَ الْكَلامِ الَّذِي هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ مُجَرَّدًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَ ذِي الْيَدَيْنِ وَلَمْ يَحْفَظِ الْقِصَّةَ بِتَمَامِهَا، وَاللَّيْثُ فِي خَبَرِهِ عَنْ يُونُسَ قَدْ ذَكَرَ الْقِصَّةَ بِتَمَامِهَا، وَأَعْلَمُ أَنَّ الزُّهْرِيَّ إِنَّمَا قَالَ: لَمْ يَسْجُدِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ، إِنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ سَجَدَ يَوْمَئِذٍ، لا أَنَّهُمُ حَدَّثُوهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنَ الطُّرُقِ الَّتِي لا يَدْفَعُهَا عَالِمٌ بِالأَخْبَارِ أَنَّ النَّبِيَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ يَوْمَ ذِي الْيَدَيْنِ. اهـ.

    قلت: ولم ينفرد به محمد بن كثير عن الأوزاعي، فقد تابعه مبشر بن إسماعيل الحلبي، فيما أخرجه من طريقه أبو يعلى في مسنده [5860].
    وقد توبع الفريابي في إرساله من عبد الحميد إلا أنه زاد الزيادة، فقال ابن عبد البر في التمهيد:
    وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ،
    وَقَالَ فِيهِ: فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنَ الصَّلاةِ لَمْ يَسْجُدِ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُسْجَدَانِ فِي وَهْمِ الصَّلاةِ حِينَ ثَبَّتَهُ النَّاسُ.
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ فَذَكَرَهُ.
    وَرَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنّ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ،
    وَفِيهِ: فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنْ صَلاتِهِ، وَلَمْ يَسْجُدِ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُسْجَدَانِ إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ حِينَ لَقَّنَهُ النَّاسُ.
    قَالَ صَالِحٌ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْخَبَرَ، سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
    وَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ،
    قَالَ: كُلٌّ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ الظهر فَسَلَّمَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
    وَقَالَ فِيهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ يُخْبِرْنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ.
    فَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ، يَقُولُ: إِذَا عَرَفَ الرَّجُلُ مَا نَسِيَ مِنْ صَلاتِهِ، فَأَتَمَّهَا فَلَيْسَ عَلَيْهِ سُجُودُ سَهْوٍ. اهـ.
    قلتُ: ولم ينفرد الزهري أنه لم يبلغه خبر سجود السهو، فقد تابعه عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة فيما أخرج من طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار.

    وقال البيهقي معرفة السنن والآثار: فِي تَرْكِ ذِكْرِ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ فِيهِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ، لا يَحْفَظُهُمَا فِي حَدِيثِهِمْ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ،
    رَوَى عَنْهُ، مَعْمَرٌ هَذَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا تفَرَغَ. اهـ.
    رواه البيهقي في السنن الكبير من طريق أحمد بن منصور عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري.
    رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب عن الزهري، كذلك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    هذا وقد قالوا وهم الزهري أيضا في قوله "ذو الشمالين" الذي هو عمير بن عبد عمرو الذي استشهد في بدر، وإنما هو ذو اليدين واسمه الخرباق وقد أسلم متأخرا فهما شخصان لا واحد.
    روى ابن حبان في صحيحه من طريق معمر، عن الزهري الحديث، وقال: قَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ هَذَا قَبْلَ بَدْرٍ، ثُمَّ اسْتَحْكَمَتِ الأُمُورُ بَعْدُ. اهـ.
    قال البيهقي في السنن الكبير:
    وَرَوَى الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ مَازِنٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ السَّلامِ وَبَعْدَهُ، وَآخِرُ الأَمْرَيْنِ قَبْلَ السَّلامِ،
    وَذَكَرَهُ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ، إِلا أَنَّ قَوْلَ الزُّهْرِيِّ مُنْقَطِعٌ لَمْ يُسْنِدْهُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ غَيْرُ قَوِيٍّ.
    وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسَهْوَهُ، ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ ثُمَّ اسْتَحْكَمَتِ الأُمُورُ بَعْدُ،
    وَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي هَذَا الْمَعْنَى إِلا أَنَّ الَّذِي حَدَّثَ الزُّهْرِيَّ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ، لَمْ يَذْكُرْ لَهُ سُجُودَ السَّهْوِ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ يَوْمَ ذِي الْيَدَيْنِ أَوْ ذِي الشِّمَالَيْنِ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. اهـ.
    والله أعلم.
    .

  9. #29

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    أحسن الله إليك.

  10. #30

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث الرابع}
    سمعتُ مسلما يقول: الخبر المنقول على الوهم في متنه:
    47- حدثني الحسن الحلواني وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قالا حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا كثير بن زيد حدثني يزيد بن أبي زياد عن كريب عن ابن عباس قال: بتّ عند خالتي ميمونة فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول الوسادة واضطجعت في عَرضها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ونحن نيام ثم قام فصلى فقمت عن يمينه فجعلني عن يساره، فلما صلى قلت يا رسول الله... وساقه([1] ).
    سمعت مسلما يقول: وهذا خبر غلط غير محفوظ لتتابع الأخبار الصحاح برواية الثقات على خلاف ذلك أنّ ابن عباس إنما قام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فحوّله حتى أقامه عن يمينه.
    وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سائر الأخبار عن غير ابن عباس أن الواحد مع الإمام يقوم عن يمين الإمام لا عن يساره.
    سمعت مسلما يقول: وسنذكر إن شاء الله رواية أصحاب كريب عن كريب عن ابن عباس بخلاف ما روى يزيد بن أبي زياد، ثم نذكر بعد ذلك رواية سائر أصحاب ابن عباس عن ابن عباس بموافقتهم كريبا.
    48- حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن كريب عن ابن عباس أنه بات ليلة عند ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فتوضأ، قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جئت فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه([2] ).
    ومخرمة بن سليمان عن كريب([3] ).
    وسلمة بن كهيل عن كريب([4] ).
    ورشدين عن كريب([5] ).
    وسالم بن أبي الجعد عن كريب([6] ).
    وهشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس([7] ).
    وأيوب عن عبد الله عن أبيه([8] ).
    والحكم عن سعيد بن جبير([9] ).
    وابن جريج عن عطاء([10] ).
    وقيس بن سعد عن عطاء([11] ).
    وأبي نضرة عن ابن عباس([12] ).
    والشعبي عن ابن عباس([13] ).
    وطاووس عن ابن عباس([14] ).
    وعكرمة عن ابن عباس([15] ).
    سمعت أبا الحسين يقول: فقد صح بما ذكرنا من الأخبار الصحاح عن كريب وسائر أصحاب ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يساره" وهم وخطأ غير ذي شك.
    وكالذي صح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يمينه.. روايةُ جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أبي حَزْرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت أتينا جابرا فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم جئت فقمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جبار بن صخر فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه ([16] ).
    وكذلك روى محمد بن المنكدر عن جابر([17] ). ([18] )



    ([1] ) أخرجه ابن أبي الدنيا (225).

    ([2]) أخرجه مسلم 1/528 (763).

    ([3]) أخرجه مسلم 1/528 (763) قال: وحدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: بت ليلة عند خالتي... الحديث.

    ([4]) أخرجه مسلم 1/528 (763) قال: حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد-وهو ابن جعفر- حدثنا شعبة عن سلمة عن كريب عن ابن عباس.

    ([5]) أخرجه أحمد (3437) قال: حدثنا ابن فضيل، أخبرنا رشدين بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس.

    ([6]) أخرجه أحمد (2325) قال: حدثنا عثمان بن محمد وسمعته أنا منه قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس.

    ([7]) أخرجه البخاري (5919) قال: حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا الفضل بن عنبسة أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشـر (ح) وحدثنا قتيبة حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

    ([8]) أخرجه البخاري (699) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس.

    ([9]) أخرجه البخاري (117) قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا الحكم قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

    ([10]) أخرجه مسلم 1/531 (763) قال: وحدثني محمد بن حاتم حدثنا محمد بن أبي بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن ابن عباس.

    ([11]) أخرجه مسلم 1/531 (763) قال: وحدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا حدثنا وهب بن جرير أخبرني أبي قال سمعت قيس بن سعد يحدث عن عطاء عن ابن عباس.

    ([12]) أخرجه ابن خزيمة (1103) قال: نا أحمد بن المقدام العجلي، نا بشر يعني ابن المفضل، نا أبو مسلمة، عن أبي نضرة، عن ابن عباس.

    ([13]) أخرجه البخاري (728) قال: حدثنا موسى حدثنا ثابت بن يزيد: حدثنا عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس.

    ([14]) أخرجه أبو عوانة (2289) قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق والدقيقي، قالا: ثنا وهب بن جرير قال: ثنا أبي، قال: سمعت قيس بن سعد يحدث عن طاووس عن ابن عباس.

    ([15]) أخرجه أبو داود (1365) قال: حدثنا نوح بن حبيب ويحيي بن موسى، قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد عن ابن عباس.

    ([16]) أخرجه مسلم 4/2305 (3010) ضمن حديث جابر الطويل قال: حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد (وتقاربا في لفظ الحديث) والسياق لهارون قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حرزة عن عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم... الحديث.

    ([17]) أخرجه مسلم 1/532 (766) قال: وحدثني حجاج بن الشاعر حدثني محمد بن جعفر المدائني أبو جعفر حدثنا ورقاء عن محمد بن المنكدر عن جابر.

    ([18]) التلخيص: روى يزيد بن أبي زياد عن كريب عن ابن عباس أنه قام عن يمين النبي فأقامه عن يساره، وقد خالف أصحاب كريب: (مخرمة وسلمة وسالم ورشدين) وأصحاب ابن عباس: (سعيد وعطاء وأبو نضرة والشعبي وطاووس وعكرمة) وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كجابر؛ قالوا: قام عن يساره فأقامه عن يمينه؛ فثبت خطأ يزيد وقلبه للحديث.

  11. #31

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    {الحديث الرابع}
    سمعتُ مسلما يقول: الخبر المنقول على الوهم في متنه:
    47- حدثني الحسن الحلواني وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قالا حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا كثير بن زيد حدثني يزيد بن أبي زياد عن كريب عن ابن عباس قال: بتّ عند خالتي ميمونة فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول الوسادة واضطجعت في عَرضها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ونحن نيام ثم قام فصلى فقمت عن يمينه فجعلني عن يساره، فلما صلى قلت يا رسول الله... وساقه([1] ).
    قلت في رواية ابن أبي الدنيا في التهجد (224) زاد:
    فَقَامَ رَسُولُ اللهِ, فَتَوَضَّأَ وَنَحْنُ نِيَامٌ، قَالَ: يَا هَذَيْنِ الصَّلاَةَ, ثُمَّ رَشَّ عَلَيْهِمَا مِنْ وَضُوئِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى, فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ، إلخ.
    ونسب يزيد إلى أبيه زياد، وروايته عن كريب غريبة جدا.
    وكثير بن زيد هو الأسلمي، نسبه ابن الغطريف في جزء له ٦٨، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ مَوْلًى لِأَسْلَمَ.
    قال عنه ابن حبان في المجروحين 894:
    كثير بن زيد يروي عن عبد الله بن كعب بن مالك وهو الذي يقال له كثير بن النضر روى عنه عبيد الله بن عبد المجيد.
    كان كثير الخطأ على قلة روايته لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
    سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين عن كثير بن زيد،
    فقال ليس بذاك القوي وكان قال لا شيء ثم ضرب عليه. اهـ.

    وقد ثبت عن بعض الصحابة فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
    أخرج أبو الفضل الزهري في جزء له [91]، فقال:
    نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
    دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالْهَاجِرَةِ فَوَجَدْتُهُ يُسَبِّحُ، فَقُمْتُ وَرَاءَهُ، فَقَرَّبَنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا جَاءَ يَرْفَأُ تَأَخَّرْتُ، فَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ ".
    وقال: نا جَعْفَرٌ، نا قُتَيْبَةُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
    أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الظَّهِيرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَخْلَفَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ، فَتَأَخَّرْنَا، فَقُمْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
    وخولفا فيما أخرج يعقوب الفسوي المعرفة والتاريخ [2 : 273]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، قَالَ:
    " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ حَاجِبُ عُمَرَ، فَتَقَدَّمَ عُمَرُ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
    قال يعقوب: هَكَذَا الرِّوَايَةُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ هِقْلُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ.
    ثم أورد رواية مالك، وقال:
    وَتَابَعَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ، وَمَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَيُونُسُ، وَعُقَيْلٌ، مَالِكًا، قَالُوا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. اهـ.
    قلتُ: تفرد الأوزاعي بلفظة: "فتقدم عمر"، وأما رواية الباقين ففي متونهم خلاف في مكان وقوف والد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شماله.

    وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما فيما أخرج مسدد كما في المطالب العالية، فقال:
    َحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
    " إِذَا كَانُوا ثَلاثَةٌ يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ، وَيَتَأَخَّرُ اثْنَانِ يَصُفَّانِ خَلْفَهُ، قَالَ: وَجِئْتُ مَرَّةً، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ". اهـ.
    والله أعلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليك.
    وأحسن إليكم ونفع بكم، أخي العزيز.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    وجزاكم، اللهم آمين.
    .

  12. #32

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    {الحديث الخامس}
    سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار التي يهم فيها بعض ناقليها:
    49- حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب ومحمد بن حاتم قالوا: حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة([1] ).
    سمعت مسلما يقول: وهذا الخبر وهمٌ من أبي معاوية لا من غيره([2] ) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح في حجته يوم النحر بالمزدلفة وتلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يأمر أم سلمة أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة وهو حينئذ يصلي بالمزدلفة!
    سمعت مسلما يقول: هذا خبر محال ولكنّ الصحيح من روى هذا الخبر غير أبي معاوية وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها([3] ) فأحب أن توافي.
    وإنما أفسد أبو معاوية معنى الحديث حين قال: توافي معه. ([4] )
    سمعت مسلما يقول: وسنذكر إن شاء الله رواية أصحاب هشام عن هشام هذا الحديث ليتبين من صواب مصيبهم فيه خطأ مخطئهم:
    50- حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها فأحب أن توافقه([5] ).
    وروى هذا الحديث عبدة عن هشام([6] ).
    ويحيى عن هشام([7] ).
    فالرواية الصحيحة من هذا الخبر ما رواه الثوري عن هشام([8] ).
    وقد روى وكيع أيضا فوهم فيه كنحو ما وهم فيه أبو معاوية:
    51- حدثنا أبو بكر حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن توافيه الصبح بمنى([9] ).
    سمعت مسلما يقول: وسبيل وكيع كسبيل أبي معاوية([10] ) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر بالمزدلفة دون غيرها من الأماكن لا محالة ([11].


    ([1]) أخرجه أحمد (26492).

    ([2]) لأنه رواه عنه جمع هكذا، وخالفه جمع رووه عن شيخه بخلافه؛ فلم يبقى إلا أن يكون الحمل عليه.

    ([3]) أي قسمتها من أزواجه.

    ([4]) فزاد معه، يقال: وافى فلان إذا أتى.

    ([5]) أخرجه الطبراني 23/408 (982) قال: حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تصلي الصبح بمكة.

    ([6]) أخرجه إسحاق بن راهويه (1956) قال: أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح يوم النحر بمكة، كان يومها فأحب أن يوافقه.

    ([7]) أخرجه أحمد في العلل 2/368 عن يحيى عن هشام عن أبيه.

    ([8]) عن أبيه مرسلا، ثم ظاهر سوق الكلام أن المقصود بسفيان من طريق ابن أبي عمر المتقدم هو الثوري، لكنه لا يروي عن الثوري بل عن ابن عيينة، وابن عيينة والثوري قد روياه معا عن هشام، ورواية الثوري أخرجها الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3520).

    ([9]) أخرجه ابن أبي شيبة (13756).

    ([10]) في الخطأ.

    ([11]) التلخيص: هذا الحديث رواه هشام بن عروة واختلف عليه:
    فرواه أبو معاوية الضرير عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن النبي أمرها أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة.
    ورواه السفيانان وعبدة بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي أمر أم سلمة أن تصلي يوم النحر بمكة وكان يومها فأحب أن توافقه. وهذا هو الصحيح. فأخطأ أبو معاوية الضرير في سنده حين وصله والصحيح أنه مرسل، وأخطأ في متنه إذ إن خبره محال إذ إن النبي فجر يوم النحر لم يكن إلا في المزدلفة تلك سنته الثابتة عنه فكيف يكون في المزدلفة ومكة معا يصلي الصبح!
    وقد رواه وكيع عن هشام عن أبيه مرسلا أيضا، ولكنه خالف في متنه فذكر أمر أم سلمة أن توافيه الصبح بمنى، وهو خطأ أيضا لأنه محال كما سبق.

  13. #33

    افتراضي رد: تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلت في رواية ابن أبي الدنيا في التهجد (224) زاد:
    فَقَامَ رَسُولُ اللهِ, فَتَوَضَّأَ وَنَحْنُ نِيَامٌ، قَالَ: يَا هَذَيْنِ الصَّلاَةَ, ثُمَّ رَشَّ عَلَيْهِمَا مِنْ وَضُوئِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى, فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ، إلخ.
    ونسب يزيد إلى أبيه زياد، وروايته عن كريب غريبة جدا.
    وكثير بن زيد هو الأسلمي، نسبه ابن الغطريف في جزء له ٦٨، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ مَوْلًى لِأَسْلَمَ.
    قال عنه ابن حبان في المجروحين 894:
    كثير بن زيد يروي عن عبد الله بن كعب بن مالك وهو الذي يقال له كثير بن النضر روى عنه عبيد الله بن عبد المجيد.
    كان كثير الخطأ على قلة روايته لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
    سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين عن كثير بن زيد،
    فقال ليس بذاك القوي وكان قال لا شيء ثم ضرب عليه. اهـ.

    وقد ثبت عن بعض الصحابة فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
    أخرج أبو الفضل الزهري في جزء له [91]، فقال:
    نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
    دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالْهَاجِرَةِ فَوَجَدْتُهُ يُسَبِّحُ، فَقُمْتُ وَرَاءَهُ، فَقَرَّبَنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا جَاءَ يَرْفَأُ تَأَخَّرْتُ، فَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ ".
    وقال: نا جَعْفَرٌ، نا قُتَيْبَةُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
    أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الظَّهِيرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَخْلَفَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ، فَتَأَخَّرْنَا، فَقُمْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
    وخولفا فيما أخرج يعقوب الفسوي المعرفة والتاريخ [2 : 273]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، قَالَ:
    " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ حَاجِبُ عُمَرَ، فَتَقَدَّمَ عُمَرُ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
    قال يعقوب: هَكَذَا الرِّوَايَةُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ هِقْلُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ.
    ثم أورد رواية مالك، وقال:
    وَتَابَعَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ، وَمَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَيُونُسُ، وَعُقَيْلٌ، مَالِكًا، قَالُوا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. اهـ.
    قلتُ: تفرد الأوزاعي بلفظة: "فتقدم عمر"، وأما رواية الباقين ففي متونهم خلاف في مكان وقوف والد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شماله.

    وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما فيما أخرج مسدد كما في المطالب العالية، فقال:
    َحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
    " إِذَا كَانُوا ثَلاثَةٌ يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ، وَيَتَأَخَّرُ اثْنَانِ يَصُفَّانِ خَلْفَهُ، قَالَ: وَجِئْتُ مَرَّةً، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ". اهـ.
    والله أعلم.


    وأحسن إليكم ونفع بكم، أخي العزيز.

    وجزاكم، اللهم آمين.
    نفع الله بك.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •