تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: اللهم احمل عليها في سبيلك؛ فإنك تحمل على القوي والضعيف، والرطب واليابس في البروالبحر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,254

    افتراضي اللهم احمل عليها في سبيلك؛ فإنك تحمل على القوي والضعيف، والرطب واليابس في البروالبحر

    4662 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بن عثمان حدثنا الوليد بن مسلم عن صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:
    غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة تَبُوكَ فَجَهَدَ الظَّهر جَهْدًا شَدِيدًا فَشَكَوْا إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بِظَهْرِهِمْ مِنَ الْجَهْدِ فتحيَّنَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضِيقًا سَارَ النَّاسُ فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ: [ص:86]
    (مُرُّوا بِسْمِ اللَّهِ) فَجَعَلَ يَنْفُخُ بِظَهْرِهِمْ وَهُوَ يَقُولُ:
    (اللَّهُمَّ احْمِلْ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِكِ فَإِنَّكَ تَحْمِلُ عَلَى الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ وَالرَّطْبِ وَالْيَابِسِ فِي الْبِرِّ وَالْبَحْرِ) قَالَ فَضَالَةُ: فَلَمَّا بَلَغَنَا الْمَدِينَةَ جَعَلَتْ تُنازِعُنَا أزِمَّتَها فَقُلْتُ: هَذِهِ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ فَمَا بَالُ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ غَزَوْنَا غَزْوَةَ قُبْرُسَ وَرَأَيْتُ السُّفُنَ وَمَا تَدْخُلُ عَرَفْتُ دَعْوَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم (1).
    = (4681) [12: 5]


    [تعليق الشيخ الألباني]
    صحيح لغيره.
    __________
    (1) قلت: هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات؛ لولا عنعنة الوليد بن مسلم , لكنَّه قد تُوبِعَ , فقال أحمد (6/ 20): ثنا عصام بن خالد الحضرميُّ: ثنا صفوان بن عمروٍ .... به.
    وعصامٌ ـ هذا ـ ثقةٌ من رجالِ البخاريِّ؛ فصحَّ الحديثُ , والحمد لله.
    وتابعه ـ أيضاً ـ غيرُه: عند البزَّار (1840) وغيرِه , وفيما ذكرتُ كفاية.

    الكتاب: التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وتمييز سقيمه من صحيحه، وشاذه من محفوظه
    للشيخ الألباني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,254

    افتراضي رد: اللهم احمل عليها في سبيلك؛ فإنك تحمل على القوي والضعيف، والرطب واليابس في البروالبحر

    «غَزَوْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ غَزْوةَ تَبوكَ، فجُهِدَ بالظَّهرِ جَهْدًا شَديدًا، فشَكَوْا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما بِظَهرِهِم مِن الجَهْدِ، فتَحَيَّنَ بهم مَضيقًا فسارَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فيه، فقال: مُرُّوا بِسمِ اللهِ، فمَرَّ الناسُ عليه بظَهْرِهِم، فجَعَلَ يَنفُخُ بظَهْرِهِم: اللَّهمَّ احْمِلْ عليها في سَبيلِكَ؛ إنَّكَ تَحمِلُ على القَويِّ والضَّعيفِ، وعلى الرَّطْبِ واليابِسِ، في البَرِّ والبَحْرِ، قال: فما بَلَغْنا المَدينةَ حتى جَعَلَتْ تُنازِعُنا أزِمَّتَها. قال فَضالةُ: هذه دَعْوةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ على القَويِّ والضَّعيفِ؛ فما بالُ الرَّطْبِ واليابِسِ؟ فلمَّا قَدِمْنا الشَّامَ غَزَوْنا غَزْوةَ قُبرُسَ في البَحرِ، فلمَّا رَأيتُ السُّفُنَ في البَحرِ وما يَدخُلُ فيها، عَرَفتُ دَعْوةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ.»
    المصدر: مسند الإمام أحمد
    الراوي: فضالة بن عبيد
    المحدث: شعيب الأرناؤوط
    خلاصة حكمه: صحيح


    مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 23955 - أخرجه أحمد (23955) واللفظ له، والبزار (3758)، وابن حبان (4681)


    شرح حديث غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فجهد بالظهر جهدا



    كانَتْ غَزوةُ تَبوكَ مِن أشَدِّ الغَزَواتِ قَسوةً على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى أصحابِه؛ فقد كانَتْ في حَرٍّ شَديدٍ وعُسرةٍ، وهي بَعيدةُ المَسافةِ، وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانِبًا مما حَدَثَ فيها، فيَقولُ فَضالةُ بنُ عُبَيدٍ الأنصاريُّ: "غَزَوْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَزوةَ تَبوكَ" وتَبوكُ مَوضِعٌ بَينَ المَدينةِ والشَّامِ، وكانَتْ في السَّنةِ التَّاسِعةِ، وسَبَبُها أنَّ الرُّومَ جَمَعتْ جُيوشًا كَثيرةً بالشَّامِ، فعَلِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك، فنَدَبَ الناسَ وأخبَرَهم بالمَكانِ الذي يُريدُ؛ لِبُعدِ المَسافةِ، وعِظَمِ المَشقَّةِ؛ لِيَتأهَّبوا لذلك، وانتَهَتْ هذه الغَزوةُ دونَ قِتالٍ؛ بسَبَبِ خَوفِ الرُّومِ مِنَ المُواجَهةِ وهُروبِهم وإخلاءِ مَواقِعِهم لِلمُسلِمينَ، "فجَهَدَ بالظَّهرِ جَهدًا شَديدًا"، أي: بَلَغتِ المَشقَّةُ والتَّعَبُ بالإبِلِ والدَّوابِّ التي يَركَبونَها أقصاها، هذا ولم تَكُنِ المَشقَّةُ قاصِرةً على الدَّوابِّ فقط، بل نالَتْ رِجالَ الجَيشِ، وكانَ العَشَرةُ منهم يَخرُجونَ على بَعيرٍ واحِدٍ يَعتَقِبونَه، يَركَبُ الرَّجُلُ ساعةً ثم يَنزِلُ فيَركَبُ صاحِبُه كذلك، "فشَكَوْا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما بظَهرِهم مِنَ الجَهدِ، فتَحَيَّنَ بهم مَضيقًا" قَصَدَ أنْ يَسيرَ بهم فى مَكانٍ ضَيِّقٍ "فسارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه" فمَشى في المَضيقِ ثم وَقَفَ أمامَهم "فقالَ: مُرُّوا بِسمِ اللهِ" سيروا على بَرَكةِ اللهِ وحَوْلِه وقُوَتِّه "فمَرَّ الناسُ عليه بظَهرِهم، فجَعَلَ يَنفُخُ بظَهرِهم" بمَعنى أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَعَلَ يَنفُخُ بفيه فى دَوابِّهم ويَدعو، ويَقولُ: "اللَّهُمَّ احمِلْ عليها في سَبيلِكَ"، والمَعنى: اللَّهُمَّ قَوِّها على الحَملِ فى سَبيلِكَ، "إنَّكَ تَحمِلُ على القَويِّ والضَّعيفِ" ومَعنى ذلك أنَّ الدَّوابَّ التى يُحمَلُ عليها فيها القَويُّ والضَّعيفُ، والكُلُّ يُحمَلُ بقُدرَتِكَ وحَوْلِكَ "على الرَّطبِ واليابِسِ، في البَرِّ والبَحرِ" فتَحمِلُ الناسَ والأمتِعةَ على ظُهورِ الدَّوابِّ في البَرِّ وعلى ظُهورِ السُّفُنِ التي تَجري في البَحرِ "قالَ: فما بَلَغْنا المَدينةَ حتى جَعَلَتْ تُنازِعُنا أزِمَّتَها" جَمعُ زِمامٍ، وهو الحَبلُ الذى يَشُدُّ أزِمَّتَها، والمُرادُ أنَّ الإبِلَ قَوِيَتْ حتى بَعدَ رُجوعِها مع طُولِ السَّفَرِ، فإنَّها كانَتْ تَشُدُّ حِبالَها منهم وتَغلِبُهم مِن فَرطِ قُوَّتِها ببَرَكةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ فَضالةُ رَضيَ اللهُ عنه: "هذه دَعوةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على القَويِّ والضَّعيفِ؛ فما بالُ الرَّطبِ واليابِسِ؟" مَعناه أنَّ فَضالةَ فَهِمَ أنَّ قُوَّةَ الإبِلِ حَصَلتْ ببَرَكةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يَفهَمْ مَعنى قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعلى الرَّطبِ واليابِسِ، "فلَمَّا قَدِمْنا الشَّامَ غَزَوْنا غَزوةَ قُبْرُسَ في البَحرِ" وهى جَزيرةٌ فى البَحرِ الأبيَضِ المُتوَسِّطِ؛ وكانَتْ هذه الغَزوةُ سَنةَ 28 مِنَ الهِجرةِ، استَأذَنَ مُعاويةُ عُثمانَ فى غَزوةِ البَحرِ، فأذِنَ له، فسَيَّرَ مُعاويةُ إلى قُبْرُسَ جَيشًا، وسارَ إليها عَبدُ اللهِ بنُ سَعدٍ مِن مِصرَ أيضًا، فاجتَمَعوا عليها، وقاتَلوا أهلَها، ثم صُولِحوا على جِزيةٍ سَبعةِ آلافِ دينارٍ في كُلِّ سَنةٍ "فلَمَّا رَأيتُ السُّفُنَ في البَحرِ وما يَدخُلُ فيها، عَرَفتُ دَعوةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: إنَّه لَمَّا رَأى السُّفُنَ التي يَحمِلُها الرَّطبُ وهو الماءُ، واليابِسُ هو السُّفُنُ نَفْسُها التى تَحمِلُ الناسَ وما معهم، عَرَفَ دَعوةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
    وفي الحَديثِ: بَيانُ بَرَكةِ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
    وفيه: أنَّ دَعوةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستَجابةٌ عِندَ رَبِّه، ولو بَعدَ حينٍ.
    وفيه: أنَّ بَعضَ كَلامِ النُّبوَّةِ قد يُفهَمُ بَعدَ وُقوعِ ما يُفسِّرُه في غَيرِ زَمانِ النُّبوَّةِ.


    الدرر السنية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,254

    افتراضي رد: اللهم احمل عليها في سبيلك؛ فإنك تحمل على القوي والضعيف، والرطب واليابس في البروالبحر


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •