السؤال
أنا كل يوم والحمد لله أجعل لنفسي وردا في التسبيح حتى ألتزم فيه فمثلا أقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم (100مرة) ولا حول ولا قوة إلا بالله(100 مرة) وسبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر (100مرة) و لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (100مرة) واللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (100مرة) ولا إله إلا الله محمد رسول الله (100مرة) ومرات سورة الصمد (10 أو 100 مرة)، فهل هذا العمل صحيح وعلى السنة، أرجو الاهتمام والتوضيح على نفس السؤال لأنني أقوم بهذه الاعمال يوميا؟ واعذروني على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى قد أمر عباده بذكره في آيات عديدة وأحاديث قدسية صحيحة، كما سبق طرف من ذلك في الفتوى رقم: 32076.
والأصل أن للمؤمن أن يذكر الله تعالى قائماً أو قاعداً أو متكئاً على جنبه أو غير ذلك من غير تحديد، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الترغيب في عدد معين من بعض الأذكار، ومن ذلك سبحان الله وبحمده... كما سبق في الفتوى رقم: 4123.
والتحديد هنا مائة مرة وليس معها سبحان الله العظيم مع أنه قد جاء الترغيب فيهما في حديث آخر صحيح، لكن من غير تحديد بعدد، ولتراجع الفتوى رقم:51224، ومن الذكر الذي ورد فيه الترغيب بعدد معين لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كما سبق في الفتوى رقم: 6866.
أما هؤلاء الكلمات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فهن أحب الكلام إلى الله، كما في الحديث الصحيح، ففي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت. وفي الأدب المفرد عن كعب بن عجرة: معقبات لا يخيب قائلهن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. رفعه ابن أبي أنيسة وعمرو بن قيس، وقال الألباني صحيح.
وأما قول لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة في اليوم فلم نطلع في السنة على هذا التحديد مع أنه قد ورد فيها الكثير من الترغيب في الإكثار من قولها، ولبيان فضلها راجع الفتوى رقم: 35625.
ولما ورد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التحديد طالع الفتوى رقم: 52978.
وأما ما ورد عن قول لا إله إلا الله مائة مرة فقد أخرج الطبراني عن أبي الدرداء مرفوعاً: ليس من عبد يقول لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع.
فيمكن للأخ السائل أن يكرر هذه الكلمة ما شاء وله أن يأتي بالعدد المذكور لأن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، مع التنبيه على أن الذكر المذكور ليس فيه محمد رسول الله، لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي أن يجمع بين كلمة التوحيد والشهادة بالرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم في أذكاره المحددة بل إن هاتين الشهادتين هما أصل الإسلام والإيمان، وللمؤمن أن يكررها ما شاء، لكن يوجد هناك فرق بين تكرار الذكر من غير تحديد وبين اتخاذ عدد منه محدد، فالأول هو الأصل والتحديد يحتاج إلى دليل إذا كان على وجه الالتزام به والتعبد بالذكر بالعدد المحدد، وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 65858 أننا لم نقف على حديث يذكر فيه تحديد قراءة سورة الإخلاص بهذا العدد، فالرجاء مطالعة الفتوى المذكورة.
وخلاصة القول أن ما ورد تحديده في السنة عن هذه الأذكار فللأخ السائل أن يلتزم به يومياً وما لم يرد شيء في تحديده فله أن يأتي به تارة، لكن ينبغي أن لا يلتزم عدداً معيناً دائماً. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 27148.
والله أعلم.
إسلام ويب
تقييد الأذكار والأدعية بعدد معين لم تأت به النصوص من البدعة .
259482
تاريخ النشر : 18-12-2016
المشاهدات : 67354
السؤال
هل ذكر في مكان ما في القرآن أو الحديث أن بعض الأدعية ينبغي تكرارها لعدد (مُعَيّن) ، أو في وقت خاص في اليوم للحصول على أكبر قدر من الاستفادة ؟ مثلاً : قراءة دعاء قضاء الدين وقت المغرب والفجر 7 مرَّات للحصول على أكبر قدر من الاستفادة ، عما إذا قاله في أوقات أخرى من اليوم . أنا شخصياً أعتقد بأنه يمكن للشخص قراءة أي سورة ، أو آيات ، أو أدعية بالكمِّ الذي يريد وفي أي وقت خلال اليوم ، هل أنا مصيب في هذا؟
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
الأذكار والأدعية التي جاءت في القرآن والسنة نوعان : مقيد ، ومطلق .
فمن المقيد : أن تكون مقيدة بوقت ، كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ ، والأذكار التي تقال بعد الصلاة .. ونحو ذلك .
ومن المقيد أيضا : أن تكون مقيدة بعدد ، كالتسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة ، أو قبل النوم ... ونحو ذلك .
فهذا النوع يلتزم فيه المسلم الوقت الذي جعل له ، أو العدد الذي قيد به في السنة ، ولا يخالف ذلك ، متى كان حريصا على تحقيق متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونيل الثواب المترتب على هذا الذكر .
النوع الثاني من الأذكار والأدعية : المطلق ، وهو ما ورد في القرآن والسنة الترغيب في قوله بدون تقييد ذلك بوقت أو عدد ما .
فهذا ، للمسلم أن يقوله في أي وقت شاء ، وبأي عدد شاء .
ولكن ليس له أن يحوله من مطلق إلى مقيد ، فيلتزم أن يقوله في وقت محدد لا يقوله في غيره .
أو يلتزم أن يقوله بعدد محدد لا يزيد عليه ولا ينقص منه .
فإن هذا التقييد لما ورد مطلقا مخالف لما سنه لنا النبي صلى الله عليه وسلم ، ويوقع المسلم في البدعة من حيث لا يشعر .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" الأصل في الأذكار والعبادات التوقيف وألا يعبد الله إلا بما شرع، وكذلك إطلاقها أو توقيتها وبيان كيفياتها ، وتحديد عددها فيما شرعه الله من الأذكار والأدعية ، وسائر العبادات ، مطلقا عن التقييد بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية، لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية أو وقت أو عدد، بل نعبده به مطلقا كما ورد.
وما ثبت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت أو عدد أو تحديد مكان له أو كيفية، عبدنا الله به على ما ثبت من الشرع له " انتهى .
وينظر السؤال رقم : (3927)، (88102)، (128455) .
ثانيا :
أما دعاء قضاء الدين ، فإنك لم تذكر أي دعاء تقصد ، وقد ورد في ذلك بعض الأحاديث .
منها : ما رواه أبو داود (1555) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ ، فَقَالَ : ( يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ؟ ) ، قَالَ : هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : ( أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ )
قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ : قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ) ، قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي " .
وهذا حديث ضعيف. ضعفه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (376/2) بقوله : غريب . وضعفه ـ أيضا ـ الألباني في "ضعيف سنن أبي داود ."
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (197480) ، ورقم : (71183) .
ومع ضعف الحديث ، بالصيغة الواردة سابقا، والقصة المذكورة : فهو مقيد بوقت ، وهو الصباح والمساء ، إلا أنه مطلق من حيث العدد ، فتقييده بسبع مرات ، ليس في السنة النبوية ما يدل عليه .
ونعود ، فننبه هنا : إلى أن هذا الدعاء ، من غير القصة المذكورة ، ومن غير تقييد لا بعدد ، ولا بوقت : قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء به ، بل ثبت عنه أنه كان يكثر منه :
روى البخاري في صحيحه (6369) عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ) .
فيشرع الدعاء بهذا الدعاء النبوي الشريف ، بل والإكثار منه ، لكن من غير أن تقيد ذلك بصباح أو مساء ، أو تجعله في وقت معين ، أو بعدد معين ؛ بل أكثر منه في صلواتك ، وخلواتك ، وتهجدك ، ونحو ذلك .
ومنها ما رواه الترمذي (3563) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ : " إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي .
قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا ، أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟
قَالَ : قُلْ : (اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ) .
والحديث : حسنه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار" (4/127) ، وحسنه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (266) .
وهو مطلق من حيث الوقت والعدد .
فما ذكرته صحيح بالنسبة لهذا الدعاء ، فللمسلم أن يدعو به في أي وقت يشاء ، وبالعدد الذي يريده .
والله أعلم .
إسلام سؤال