#دورالعلماء_في_ا تصدي_للفكر_التك يري
يشكل الفكر التكفيري تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار في المجتمعات الإسلامية والعالم بأسره. إذ يقوم على أسس خاطئة ومفاهيم مغلوطة للدين، مما يؤدي إلى العنف والتطرف والإرهاب. وفي مواجهة هذا الخطر، يقع على عاتق العلماء دور محوري في التصدي لهذا الفكر المنحرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
دور العلماء في التصدي للفكر التكفيري:
توضيح المفاهيم الشرعية الصحيحة:
يجب على العلماء توضيح المفاهيم الشرعية الصحيحة المتعلقة بالتكفير، وشرح ضوابطه وشروطه، والتأكيد على حرمة تكفير المسلمين بغير وجه حق.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (النساء: 93).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما" (صحيح مسلم).
تفنيد الشبهات والأباطيل:
يجب على العلماء تفنيد الشبهات والأباطيل التي يستند إليها الفكر التكفيري، وتوضيح زيفها وبطلانها.
قال العلماء: "وكان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم، لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله".
نشر ثقافة التسامح والاعتدال:
يجب على العلماء نشر ثقافة التسامح والاعتدال والحوار، والتأكيد على أهمية التعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات.
قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125).
توعية الشباب وتحصينهم:
يجب على العلماء توعية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، وتنمية وعيهم النقدي وقدرتهم على التمييز بين الحق والباطل.
قال الامام الغزالي: "من لم يتعلم العلم في صغره، كبر جاهلاً".
التعاون مع المؤسسات التعليمية والإعلامية:
يجب على العلماء التعاون مع المؤسسات التعليمية والإعلامية في نشر الوعي الصحيح وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
أدوات المواجهة:
المناهج التعليمية: يجب تضمين المناهج التعليمية مواد تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والاعتدال والحوار، وتفنيد الأفكار المتطرفة.
الإعلام: يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا مسؤولًا في نشر الوعي الصحيح وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتجنب بث المواد التي تروج للعنف والتطرف.
المؤسسات الدينية: يجب على المؤسسات الدينية أن تتبنى خطابًا معتدلًا ومتسامحًا، وأن تعمل على توعية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة.
المجتمع المدني: يجب على منظمات المجتمع المدني أن تلعب دورًا فعالًا في نشر ثقافة التسامح والاعتدال والحوار، وتنظيم فعاليات وأنشطة تهدف إلى تعزيز التعايش السلمي.
خاتمة:
إن التصدي للفكر التكفيري مسؤولية مشتركة تقع على عاتق العلماء والمؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمع المدني. ومن خلال التعاون والتكاتف، يمكننا بناء مجتمعات آمنة ومستقرة تسودها قيم التسامح والاعتدال والحوار.
.............................. ...
كتبه #فضيلة_الشيخ_حذي ة_القحطاني