تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,981

    افتراضي ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام

    4493 - ( ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ) .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة:

    ضعيف
    أخرجه أبو بكر الشافعي في "مجلسان" (6/ 1) ، وابن جميع في "معجمه" (351) ، وأبو العباس الأصم في "الثاني من حديثه" (ق 143/ 2 ورقم 43 - منسوختي) ، ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (6/ 137) ، وتمام في "الفوائد" (2/ 19/ 1) ، وعنه ابن عساكر (3/ 209/ 2 و 8/ 517/ 1) ، والديلمي (4/ 11) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/ 590) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبد الرحمن بن زيد ؛ متروك كما تقدم مراراً ، وساق الذهبي في ترجمته هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه .
    وقد توبع عليه ، لكن في الطريق من لا يحتج به ، فقال ابن أبي الدنيا في "كتاب القبور" - باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء (1) : حدثنا محمد بن قدامة الجوهري : حدثنا معن بن عيسى القزاز : أخبرنا هشام بن سعد : حدثنا زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
    "إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه ؛ رد عليه السلام وعرفه ، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه ؛ رد عليه السلام" .
    قلت : وهذا مع كونه موقوفاً على أبي هريرة ؛ فإنه منقطع وضعيف .
    أما الانقطاع ؛ فلأن زيد بن أسلم لم يسمع منه ؛ كما قال ابن معين .
    وأما الضعف ؛ فهو من الجوهري هذا ؛ قال ابن معين :
    "ليس بشيء" . وقال أبو داود :
    "ضعيف ، لم أكتب عنه شيئاً قط" .
    قلت : ولهذا أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال في "الميزان" : "وقد وهم الخطيب وغيره في خلط ترجمته بترجمة محمد بن قدامة بن أعين المصيصي الثقة" . وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" :
    "وميزه ابن أبي حاتم وغيره ، وهو الصواب" .
    ثم استدل على ذلك بدليل قوي فليراجعه من شاء ، وقال في "التقريب" :
    "فيه لين ، ووهم من خلطه بالذي قبله" .
    يعني المصيصي الثقة .
    قلت : وللحديث شاهد من حديث ابن عباس صححه البعض ، فوجب تحرير القول فيه بعد أن يسر الله لي الوقوف على إسناده في مخطوطة المحمودية في المدينة النبوية ، فقال الحافظ ابن عبد البر في "شرح الموطأ" (1/ 147/ 1) : أخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد - قراءة مني عليه سنة تسعين وثلاث مئة في ربيع الأول - قال : أملت علينا فاطمة بنت الريان المخزومي المستملي - في دارها بمصر في شوال سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة - قالت : أخبرنا الربيع بن سليمان المؤذن - صاحب الشافعي - : أخبرنا بشر بن بكر ، عن الأوزاعي ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فذكره .
    قلت : وهذا إسناد غريب ؛ الربيع بن سليمان فمن فوقه ؛ ثقات معروفون من رجال "التهذيب" ، وأما من دونه فلم أعرفهما ، لا شيخ ابن عبد البر ، ولا المملية فاطمة بنت الريان ، وظني أنها تفردت - بل شذت - بروايتها الحديث عن الربيع بن سليمان بهذا الإسناد الصحيح له عن ابن عباس ؛ فإن المحفوظ عنه إنما هو الإسناد الأول .
    كذلك رواه الحافظ الثقة أبو العباس الأصم السابق الذكر ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان : حدثنا بشر بن بكر ، عن عبد الرحمن بن زيد بإسناده المتقدم عن أبي هريرة . وكذلك هو عند تمام من طريقين أخريين عن الربيع به .
    ومن هذا التحقيق يتبين أن قول عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه" (80/ 1) :
    "إسناده صحيح" .
    غير صحيح ، وإن تبعه العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 419 - حلبي) ، وأقره المناوي ! وأما الحافظ ابن رجب الحنبلي ؛ فقد رده بقوله في "أهوال القبور" (ق 83/ 2) :
    "يشير إلى أن رواته كلهم ثقات ، وهو كذلك ؛ إلا أنه غريب ، بل منكر" .
    ثم ساق حديث أبي هريرة مرفوعاً في شهداء أحد : "أشهد أنكم أحياء عند الله ، فزوروهم وسلموا عليهم ، فوالذي نفسي بيده ! لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة" . وأعله بالاضطراب والإرسال ، وسأخرج ذلك فيما يأتي (5221) .
    (تنبيه) : سقط من إسناد ابن جميع والذهبي اسم عطاء بن يسار ، فقال الذهبي عقبه :
    "غريب ، ومع ضعفه ، ففيه انقطاع ؛ ما علمنا زيداً سمع أبا هريرة" .
    __________
    (1) كتاب " الروح " لابن القيم ( ص 5 )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,981

    افتراضي رد: ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام



    5221 - ( أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ، فأتوهم وزوروهم ، والذي نفسي بيده ! لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه ) .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
    ضعيف

    أخرجه الحاكم (2/ 248) ، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" (ق 78/ 1-2 - حلب) من طريق سليمان بن بلال عن عبدالأعلى بن عبد الله ابن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير عن أبي هريرة رضي الله عنه :
    أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول - على طريقه - ، فوقف عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا له ، ثم قرأ هذه الآية : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً" ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فذكره . وقال الحاكم :
    "حديث صحيح على شرط الشيخين" ! ورده الذهبي بقوله :
    "كذا قال ! وأنا أحسبه موضوعاً ، وقطن لم يرو له (خ) ، وعبدالأعلى لم يخرجا له" !
    قلت : أما أنه موضوع فلا ! كيف وليس فيه ما يخالف الكتاب والسنة ؟! وكون الموتى لا يسمعون لا يلزم منه أن لا يسمع الله منهم من شاء ما شاء متى شاء ، كما أسمع أهل قليب بدر مناداة النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهم بقوله : "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟" ، فقال عمر رضي الله عنه : إنك لتنادي أجساداً لا أرواح فيها ؟! فقال - صلى الله عليه وسلم - : "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم" !
    وأما سائر كلامه فمسلم ، ولكن ذلك لا يستلزم شيئاً من الضعف في الراويين المشار إليهما .
    أما قطن ؛ فمع أن مسلماً قد أخرج له ؛ فقد قال فيه أبو حاتم :
    "صالح الحديث" . وقال النسائي :
    "ليس به بأس" . وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال الحافظ :
    "صدوق" .
    وأما عبدالأعلى بن عبد الله بن أبي فروة - وهو المدني ؛ مولى آل عثمان - ؛ فقد وثقه ابن معين ، وابن حبان . وقال الحافظ فيه :
    "ثقة فقيه" .
    نعم ؛ شيخ الحاكم فيه - أبو الحسين عبيد الله بن محمد القطيعي - ؛ لم أعرفه .
    هذا ؛ وقد وهم فيه الهيثمي وهماً فاحشاً ؛ فإنه أورد الحديث في "مجمع الزوائد" (6/ 123) عن ابن عمر قال : مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مصعب بن عمير حين رجع من أحد ... الحديث نحوه . وقال :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عبدالأعلى بن عبد الله بن أبي فروة ؛ وهو متروك" !
    وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 108) من طريق الطبراني ؛ فقال :حدثنا سليمان بن أحمد : حدثنا عمر بن حفص السدوسي : حدثنا أبو بلال الأشعري : حدثنا يحيى بن العلاء عن عبدالأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير قال : مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث .
    فلما رأيت هذا ألقي في النفس أن الهيثمي أراد يقول : يحيى بن العلاء متروك ، فسبقه القلم ؛ فقال ما سبق . والله أعلم.
    ثم إن هذا قد كشف لي عن خطأ آخر وقع في "المجمع" ؛ وهو جعله الحديث من مسند ابن عمر (1) ، وإنما هو من رواية عبيد بن عمير مرسلاً - وهو الليثي - ، وهو تابعي ثقة .
    وقد أخرجه أبو نعيم من طريق أخرى عن حاتم بن إسماعيل عن عبدالأعلى بإسناده عن عبيد بن عمير مرسلاً .
    وأخرجه الحاكم (3/ 29) من طريق العطاف بن خالد المخزومي : حدثني عبدالأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه :
    أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زار قبور الشهداء بأحد ، فقال :
    "اللهم ! إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء ، وأنه من زارهم وسلم عليهم إلى يوم القيامة ؛ ردوا عليه" .
    قال العطاف : وحدثتني خالتي :
    أنها زارت قبور الشهداء ، قالت : وليس معي إلا غلامان يحفظان علي الدابة ، قالت : فسلمت عليهم ، فسمعت رد السلام ، قالوا : والله ! إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضاً . قالت : فاقشعررت ، فقلت : يا غلام ! أدن بغلتي ، فركبت . وقال :
    "هذا إسناد مدني صحيح" !! ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : مرسل" .
    قلت : والعطاف هذا صدوق يهم ؛ كما في "التقريب" .
    وقد أشار البيهقي إلى إعلال الحديث ، فقال عقبه :
    "كذا وجدته في كتابي عن أبي هريرة" .
    ثم رواه من طريق حاتم بن إسماعيل عن عبدالأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال : ... فذكره دون حديث الترجمة . وقال :
    "ورواه قتيبة عن حاتم مرسلاً" .
    وقال الحافظ ابن رجب في "أهوال القبور" (ق 83/ 2) - بعد ذكر حديث الترجمة - :
    "ورواه عمر بن صهبان عن معاذ بن عبد الله عن وهب بن قطن عن عبيد بن عمير مرسلاً . ورواه يحيى بن العلاء عن عبدالأعلى بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . أخرجه الطبراني . وذكر ابن عمر فيه وهم . وروي عن عبيد بن عمير عن أبي ذر ، ولعل المرسل أشبه .
    وبالجملة ؛ فهو إسناد مضطرب ، ومتنه مختص بالشهداء ، وهذا أشبه من حديث بشر بن بكر" .قلت : يعني : حديثه المتقدم برقم (4493) :
    "ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا ، فسلم عليه ؛ إلا عرفه ورد عليه السلام" .
    __________
    (1) هو في " الأوسط " ( 3712 ) من مسند ابن عمر ، ولم يذكر فيه عبيد بن عمير ، كما سيأتي من كلام ابن رجب . فليحرر . ( الناشر )

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •