__________ مفهوم التعلق _________
من أشهر التعاريف المتداولة للتعلق عند المتكلمين قولهم: التعلق طلب الصفة أمراً زائداً على قيامها بالذات ؛ كاقتضاء العلم لانكشاف كل معلوم، وكطلب القدرة للتأثير في كل ممكن // أنظر العقيدة النورية في اعتقاد الائمة الأشعرية ص 170
__________ أقسام التعلق __________
ينقسم التعلق إلى قسمين : الأول تنجيزي وهو التعلق بالفعل والثاني صلوحي وهو التعلق بالقوة .
قال الدسوقي : واعلم أن حقيقة التعلق طلب الصفة أي اقتضاؤها واستلزامها امراً زائداً على قيامها بمحلها، وهذا حقيقة في التعلق بالفعل وهو التنجيزي، وأما إطلاق التعلق على صلاحية الصفة في الأزل لشيء .. فهو مجازٌ؛ إذْ هذا ليس تعلقا حقيقةً // حاشية الدسوقي على أم البراهين ص 131
وقال السجلماسي : اعلم أن التعلق على قسمين: صلاحي ، وتنجيزي قال أبو عبد الله البكي»: إن التعلق على قسمين: صلاحي : إن لم يكن المنسوب لها موجودا في الخارج .وإلا فتنجيزي : إن كان المنسوب لها موجودا في الخارج وهذه التفرقة في غير العلم ، وإلا فتنجيزي لا يشترط فيه أن يكون المنسوب موجودا في الخارج ، وكذا في تنجيزي الإرادة القديم // التعلقات للسجلماسي تحقيق نزار حمادي ص 17
__________ أقسام الصفات باعتبار التعلق __________
قال الباجوري : واعلم أن صفات المعاني من حيث التعلق وعدمه، ومن حيث عموم التعلق للواجبات والجائرات والمستحيلات وخصوصه بالممكنات أو بالموجودات أقسام أربعة: الأول: ما يتعلق بالممكنات وهو القدرة والإرادة، لكن تعلق الأولى تعلق إيجاد وإعدام، وتعلق الثانية تعلق تخصيص. والثاني: ما يتعلق بالواجبات والجائرات والمستحيلات وهو العلم والكلام، لكن تعلق الأول تعلق انكشاف، وتعلق الثاني تعلق دلالة. والثالث: ما يتعلق بالموجودات وهو السمع والبصر والإدراك إن قيل به. والرابع: ما لا يتعلق بشيء وهو الحياة // تحفة المريد ص 142
__________ امثلة على التعلقات __________
قال المتكلم هاني الرضا فى الأصلين : [ إن السمع صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى وجد مسموع أو لم يوجد ، وتعلقها بالمسموع هو سماعه أي انكشافه لذات الله تعالى انكشاف سمع ]
وقال المتكلم محمد اكرم أبو غوش فى الاصلين : [ العلم بزيد وعمرو والشَّجر تعلُّقات تلك الصِّفة ]
وقياسا على ما سبق يمكن أن نذكر أمثلة عدة للتعلقات حتى تتضح صورتها على نحو جليّ :
المثال الأول على تعلق صفة السمع : سماع الله -جل وعلا- للسيدة خولة بنت ثعلبة وهي تجادل الرسول عليه الصلاة والسلام
المثال الثاني على تعلق صفة العلم : علم الله بأن نعيم الجنه ليس له آخر
المثال الثالث على تعلق صفة الكلام : كلام الله مع سيدنا موسى بن عمران عليه السلام
المثال الرابع على تعلق صفة الإرادة : القصد إلى خلق السماء
المثال الخامس على تعلق صفة القدرة: خلق السماوات والأرض في ستة أيام
واذا عرفت هذا فاعلم ان القول في بعض التعلقات الحادثة كالقول في البعض الآخر فإن كان المخاطب ممن يقر بأن إرادة الايجاد لا تبقى بعد الايجاد ضرورة ويقر بأن سماع المعدوم ورؤيته مستحيلة ويجعل ذلك كله لازم ﻭﻳﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ بعض التعلقات الحادثة الأخري مثل تعلقات صفة الحب والرضا والغضب والكلام ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ نفيته ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻪ، ﺑﻞ اﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ فالقول فى حدوث القصد إلى الايجاد كالقول في زوال هذا القصد والقول فى الكلام الحادث كالقول فى السماع الحادث والقول فى زوال إرادة سلب قوة الإحراق من النار حينما امرها بأن تكون برداً وسلاماً على ابراهيم عليه السلام كالقول فى أمر النار بعدم الإحراق فكما أن إرادة سلب الإحراق لا تبقى بعد فناء النار ضرورة فكذلك أمر الله للنار لا يبقى بعد فناء النار وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى .
_____ مصطلح حلول الحوادث عند الأشاعرة _____
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ﻭﺇﺫا ﻗﺎﻟﻮا ﻻ تحله اﻟﺤﻮاﺩﺙ ﺃﻭﻫﻤﻮا اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻣﺮاﺩﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮاﺕ ﻭاﻻﺳﺘﺤﺎﻻﺕ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاﺙ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ فتحيلهم ﻭﺗﻔﺴﺪﻫﻢ، ﻭﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻌﻞ اﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻻ ﻟﻪ ﻛﻼﻡ ﻭﻻ ﻓﻌﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻮاء ﺃﻭ ﻧﺰﻭﻝ ﺃﻭ ﺇﺗﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺠﻲء، ﻭﺃﻥ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﺻﻼ، ﺑﻞ ﻋﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻫﻲ الفعل، ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻌﻞ ﻭﻣﻔﻌﻮﻝ، ﻭﺧﻠﻖ ﻭﻣﺨﻠﻮﻕ، ﺑﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻋﻴﻦ اﻟﺨﻠﻖ، ﻭاﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻋﻴﻦ اﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ // درء التعارض 2/12
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة: وأما حلول الحوادث فيريدون به أن لا يتكلم بقدرته ومشيئته، ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء، ولا يغضب بعد أن كان راضيا، ولا يرضى بعد أن كان غضبانا، ولا يقوم به فعل البتة، ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدًا له فيقول له كن حقيقة، ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستويا، ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم //الصواعق 3/935