«أنا لست "مقتنعا" بهذا الحكم الشرعي»
هذه الجملة الخطيرة جداً أصبحنا نسمعها كثيرا في الآونة الأخيرة من بعض المسلمين والمسلمات !
وكأن الأحكام الشرعية تقاس بميزان العقل الذي يختلف إدراكه من شخص لآخر ، أو بحسب مصالح الشخص ورغباته

فما الذي يقنع شخصا في الامتناع عن الطعام والشراب في يوم شديد الحر في رمضان ؟

وما المقنع في أن تستيقظ من راحتك ونومك في يوم شديد البرودة لتتوضأ لأداء صلاة الفجر؟

تخيل أن تقف أمام وجه الله الكريم وتقول له متحديا : شربت الخمر بحجة عدم الاقتناع بحرمانيته

وخلعت الحجاب لأنني لم اقتنع بفرضيته ..!!

وتعاملت بالربا لأنني غير مقتنع بتحريمه ..

•فيكون الرد عليك واضحا:-
" قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ"

عدم قناعتك لا يخرجك من دائرة الحساب والمسؤولية* يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .

فالإسلام يعني الاستسلام والانقياد لشرع الله، والخضوع له بفعل أوامره، وترك نواهيه، سواء وافق عقلك عليه أو رفض هذا هو معنى أنك مسلم .

ولو كان كل ما تكلَّف به لن تفعله او تتركه حتى يوافق عليه عقلك ، لأصبحت ممن يطيع عقلَه لا ربَّه
وعندها يشترك في هذا الأمر المؤمن والكافر .

وعجبت ممن يقول:
♦️لن أجبر أبنائي على الصلاة ?
♦️ولن أجبر بناتي على الحجاب ?!!
♦️لأن العبادة يجب أن تكون عن قناعة ..
ولكنه يجبرهم على الاستيقاظ صباحا للمدرسة
ويجبرهم على الدراسة و الحفظ للامتحانات
ويجبرهم على أخذ الدواء من أجل سلامتهم
ويجبرهم على ترك أكل ما يضرهم ..
كل ذلك من أجل مصلحتهم الدنيوية الفانية

وأما السعي لإنقاذهم من العذاب الاخروي
والتنعم بالنعيم الأزلي ..
فعندها يحتاج عنده الأمر إلى قناعة ..!!

وقد رأيت في حياتي عشرات من الأبناء والبنات يقولون :
لو أن آباءنا وأمهاتنا أجبرونا على فعل الفرائض وترك المعاصي لما وصلنا إلى مرحلة الضياع.. (ليتهم أجبرونا)..

لا تتركوا أولادكم يألفون ترك الفرائض وفعل المعاصي بحجة أنهم صغار
ولا تتركوا بناتكم يخلعون الحجاب ويرتدون القصير بحجة عدم اقتناعهم..

فيكبرون وقد مات تقوى الله في قلوبهم !


(منقول)