
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
المقصود من النص المذكور هو توضيح حكم الشرع في ما يتعلق بالعلاقة بين السيد وعبده، والسيدة وعبدها، مع تبرير التفريق بين الرجل والمرأة في استمتاع كل منهما بما يملك من العبيد، وبيَّن ابن القيم رحمه الله:
- الإباحة للرجل دون المرأة:
فقد أبيح للرجل أن يستمتع بأمته بالوطء أو غيره من أشكال الاستمتاع، بينما لم يباح للمرأة أن تستمتع بعبدها بأي شكل، سواء بالوطء أو غيره. والسبب المذكور يعود إلى أن سلطة السيد (الرجل) على مملوكه، كسلطة الزوج على زوجته.
- التبرير بالسلطة والهيمنة:
يُعلل ابن القيم هذا التفريق بأن السيد له سلطة قاهرة على عبده، كونه مالكًا له وحاكمًا عليه، بينما الزوج له سلطة مشابهة على زوجته، التي تُوصف بأنها "شبه الأسيرة" تحت حكمه؛ وبالتالي، فإن العلاقة بين السيد وأمته تُنظَّم ضمن إطار الملكية والسلطة، بينما يُمنع العكس للمرأة لأن ذلك قد يُناقض هيمنة الرجل ويخل بالهيمنة.
- منع العبد من نكاح سيدته:
ذكر ابن القيم أيضًا أن الشريعة منعت العبد من الزواج بسيدته، لأن هذا يناقض طبيعة العلاقة بين المالك والمملوك؛ فكون العبد "زوجًا" لسيدته يتعارض مع كونه مملوكًا لها، ويُعتبر هذا التناقض مُنفِّرًا بالفطرة والعقل السليم.
. حكمة الشريعة وتنزيهها:
يُقدم ابن القيم هذا الحكم كدليل على كمال الشريعة الإسلامية وحكمتها، مُعتبرًا أن هذه الأحكام تتناسب مع الفطرة، والمنطق العقلي، وتجنبًا للتناقضات، والله أعلم .