الكــــفر
وهو ضد الإيمان ومنه كفر التكذيب والإباء والاستكبار والشك والإعراض والنفاق والاستهزاء أو تحكيم غير شريعة الله وإقصاء الشريعة وإلغائها ,والكافر نوعان : كافر أصلي كاليهود والنصارى والوثنيين فيجاهَدون في سبيل الله حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وكافر بعد إسلامه وهو المرتد فمن كفر بعد إسلامه فهو المرتد يستتاب فإن تاب المرتد المعين(يكفر المعين بشروط وانتفاء موانع) وإلا قتل ويكون ماله فيئًا ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يقبر في مقابر المسلمين وإنما يوارى, وكفر ترك الصلاة وصرف العبادة إلى غير الله وجحد شيء معلوم من الدين بالضرورة وهذا الكفر الأكبر مخرج من ملة الإسلام ويحبط جميع الأعمال إن مات عليه ويخلد صاحبه في النار ويبيح دمه وماله ويوجب العداوة الكاملة بخلاف الكفر الأصغر وإن كان صاحبه معرضا للوعيد ومن الأصغر قتال المؤمن وادعاء نسب لا يعرف أو جحده أو حلف بغير الله في اللفظ وما يقع من قتال المسلمين بعضهم بعضا وكفر النعمة والطعن في النسب والنياحة على الميت فليحذر العبد من الكفر وليستعذ بالله منه وليحافظ على الصلاة وليتجنب ما يقع به في الكفر الأصغر والأكبر وليحافظ على أعماله من الرياء ومما يحبطها .
ومن أسباب الكفر والشرك :
1ـ الغلو في الصالحين برفعهم فوق مرتبتهم إلى الربوبية فليحذر العبد من أن يستجره الشيطان إلى إطرائهم ورفعهم فوق منزلتهم واتخاذ قبورهم مساجد أو بناء المساجد عليها أو الصلاة إلى قبورهم أو تجصيصها ورفعها مشرفة ويجب هدم ما بني على القبور وتسوية القبور المشرفة وطمس التماثيل والصور.
2ـ ومن أسباب الكفر الغلو في الدين وقد نهى الله عن الغلو في الدين وحذر النبي صلى الله عليه وسلم منه ودعا على الغالين فاحذر من ذلك ومن الغلو في الكلام حتى لا تقع في بغض الله لك .
3ـ ومن أسباب الكفر والضلال الغلو في النجوم فليعلم العبد أن في الشمس والقمر آيات من آيات الله في كسوفهما أو غيره.
4ـ ومن أسباب الكفر والضلال الكبر فليدع العبد (رد الحق) فالمتكبر متشبه بإبليس ويحشر المتكبر في صورة الذر ومن تكبر فقد نازع الله رداءه فيعذبه الله .
5ـ ومن أسباب الكفر والضلال التقليد فلا تقلد في دينك تاركا الكتاب والسنة وإن جهل العبد فليسأل العلماء .
6ـ ومن أسباب الكفر والضلال الجهل ونسيان العلم فليتعلم العبد ما أوجب الله عليه ويشرع له طلب العلم ليكون من أهل العلم.
7ـ ومن أسباب الكفر والضلال وسوسة الشيطان فليتعوذ العبد بالله من الشيطان الرجيم ولا يتمادى معه بل ينتهي وإذا وسوس له في العقيدة فليقل:(امنت بالله ورسوله) ولا يطع الشيطان في المعصية بل يستعيذ بالله منه ويسمي الله ولا يقل تعس الشيطان وليكن العبد يقظا أن الشيطان(يجري من الإنسان مجرى الدم)
8ـ ومن أسباب الكفر والضلال تزيين الشركاء لعابديهم الضلال فليحذر العبد منهم وليتسلح بالعلم الشرعي .
9ـ ومن أسباب الكفر والضلال الحسد فليحذر العبد منه وليستعذ بالله من شر الحاسد ولا يتشبه بإبليس واليهود في الحسد وليغبط من أتاه الله العلم والحكمة والقران والمال ممن يجعل ذلك في طاعة الله .
10ـ ومن أسباب الكفر والضلال الإغترار بما عند العبد من الفرية والفرح بما عنده من العلم فليعلم العبد أن الذي عنده من العلم قليل وليكن فرحا بطاعة الله وليتجنب الافتراء على الله فهو أعظم الضلال.
11ـ ومن أسباب الكفر والضلال الحرص على المال والجاه فلا يحمل المال والغنى والجاه على الطغيان وليعلم أن المال مال الله والعبد مستخلف فيه وأمين عليه .
12ـ ومن أسباب الكفر والضلال الشك في الآخرة والجزاء الأخروي فليعلم العبد أن القيامة واقعة لا محالة وليستعد لها وإذا أراد أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ :(إذا الشمس كورت ) و(إذا السماء انفطرت) و(إذا السماء انشقت).
13ـ ومن أسباب الكفر والضلال الخوف على الملك وعدم التفكر في الآيات ومتابعة الكبراء بلا روية فلا يكن العبد إمعة وراء الكبراء ونحوهم بلا تفكر ,وليتفكر العبد في آيات الله الكونية والشرعية .
14ـ ومن أسباب الكفر والضلال الخوف من القتل والخوف من الضرر فلا يطع العبد من أمره بالمعصية وإذا أكره فله الصبر وله أن يتكلم بلسانه مع طمأنينة قلبه وليحذر من المجاملات في دين الله وليلزم الصبر على الطاعة وعن المعصية وعلى المصائب .
(الشـــرك الأكبر )
هو جعل شريك لله في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته وأكثره في الألوهية (العبادة) والشرك هو الظلم العظيم (أعظم الظلم) وأعظم الذنوب لأنه تنقص لله وعيب وترك لدين الإسلام وفاعله حلال الدم والمال ولا يغفر الله لمن مات عليه وقد حرم الله عليه الجنة وهو خالد في النار ومحبط جميع الأعمال وهو أكبر الكبائر ومن قال اتخذ الله ولدا فقد شتم الله تعالى والمشرك بالله الشرك الأكبر نجس ,والله لا يرضى أن يشرك غيره معه كما أن العبد لا يرضى ان يشرك في ما رزقه الله ومما ملكت يمينه , فليحذر العبد من الشرك الأكبر حتى لا يقع في الخسارة العظمى وحرمان نفسه من الجنة,وليكثر من التوبة خائفا على نفسه من الشرك وليدع أن يجنبه الله وأهله الشرك وليتطهر بالتوحيد .
وأما الشرك الأصغر فلا يخرج من الملة ولا يخلد صاحبه في النار ولا يحبط كل الأعمال ولا يبيح الدم والمال ومن الشرك الأصغر الرياء والمرائي يرائي الله به والمرائي في صلاته مستهين بربه ومن الاصغر السمعة فيسمع الله به ويصغره ويحقره والرياء والسمعة يبطل العمل الذي يخالطه فليحذر العبد من السمعة وليعلم أن الله يسمعه ويراه ولا يخفى عليه شيء من أمره فليتوجه إلى ربه ولا ينظر إلى الخلق وليستعذ بالله من السمعة والرياء ومن الأصغر شرك ظاهر على اللسان كالحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت ومن الأصغر شرك ظاهر على الجوارح كالرقى المحرمة إن اعتقدها سببا وكالتمائم يراها سببا (وكل ما اعتقد أنه سبب وليس بسبب) فليحذر العبد من الحلف بأبيه أو غيره ولا يحلف إلا بالله ولا يحلف بالله إلا وهو صادق ولا يقل ما شاء الله وشئت وليتجنب الرقى المحرمة والتمائم وليعلم أن الرقى الشرعية إنما هي سبب فقط والله هو الشافي .
وقد خلق الله الخلق لعبادته وفطرهم على توحيده وقد بقي بنوا ادم على ذلك عشرة قرون ثم حصل الانحراف إلى الشرك في قوم نوح فهو أول رسول بعد حدوث الشرك وأكثر الأمم يؤمنون بتوحيد الربوبية وإنما شركهم في( العبادة ) وأول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامي هو عمرو بن لحي الخزاعي وأما ود وسواع ويغوث ونسر فهي أسماء لرجال صالحين من قوم نوح لما ماتوا نصبوا لهم أنصابا حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت ,فليحذر العبد من سن سنة سيئة فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها وليقم بسن سنة حسنة ليكون له أجرها واجر العاملين بها .
والنفاق نوعان (اعتقادي) يخرج به من الإسلام ولا يقع من المؤمن بخلاف النوع الثاني (العملي) فلا يخرج به من الإسلام ويقع من المؤمن وتقبل توبة المنافق الإعتقادي في الظاهر عند الحاكم وتقبل عند الله إن صدق فيها ,وللمنافقين اعتقاديا صفات منها:"أنهم ليسوا مؤمنين وهم في الدرك الأسفل من النار ويخادعون الله والمؤمنين وفي قلوبهم مرض ويكذبون في دعوى الإيمان ويستهزءون بدين الله وبأهله وهم كفار ورؤساؤهم شياطين لهم ومنهم من لا يعرف دين الله وهم إخوة لليهود والنصارى ويسارعون في مولاة الكفار وهم كسالى عند الصلاة ويمشون وراء المال في خروجهم مع المؤمنين للقتال ويسعون للتفرقة بين المؤمنين وتقليب الأمور للمسلمين وكراهة دين الله ويستاءون إذا أصيب المسلمون بالخير ولا يقبل الله نفقاتهم وإنفاقهم على كره ويلمزون النبي في الصدقات ليعطوا منها ويحلفون كاذبين وقد لعنهم الله ولا يفون بعهد الله وغير ذلك كما في سورة التوبة ويشرع جهادهم " ومن النفاق الإعتقادي تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم أو التكذيب ببعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو بغض الرسول صلى الله عليه وسلم أو بغض ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعضه أو المسرة بانخفاض دين الإسلام أو كراهة انتصاره وأما النفاق العملي فمنه إذا حدث كذب والغدر بالعهد وخلف الوعد والفجور في الخصومة والخيانة في الأمانة ,فليطهر العبد قلبه من النفاق وليصدق وليكن أمينا وافيا بالوعد والعهد ولا يفجر في خصومته وليستعذ بالله من النفاق .
التمائم يحرم تعليقها ويجب قطعها ,وتعليقها شرك وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من تعلقها وأن ضرر ما تعلقه من الشرك أعظم من نفعه لو أن فيها نفعا (مع أنه لا نفع فيها ولو مات متعلقها وهي عليه ما أفلح أبدا ومن تعلقها وكله الله إليها وإن محمد صلى الله عليه وسلم بريء منه وإن كانت من القران فلا تكون شركا لكن يحرم تعليقها ,ويجب على ولي الأمر أن يرسل من يقطع التمائم والقضاء على الشرك ووسائله وعلى المسلم بيان حكم التمائم للناس والحذر من التعلق بها ومتى اعتقدها فاعلة مؤثرة فهو شرك أكبر ومتى اعتقدها سببا فهو أصغر .
الرقى وهي قسمان :رقى شركية بدعية وهي بكلام الشياطين ودعائهم ونحو ذلك وهي محرمة .والقسم الثاني :رقى شرعية من الكتاب والسنة أو الأدعية الشرعية ولا يعتقد أنها فاعلة مؤثرة بل أنها سبب ... ويسن للعبد الذي يعلم الرقية أن يعلم غيره وأن ينفع أخاه ,والرقية تكون من كل الأمراض ,ويسن الاسترقاء للمريض والقران كله يرقى به ,ومن انفع الرقى بالفاتحة ويسن النفث على المريض بالمعوذتين والتعوذ بهما ودعا الله بالشفاء للمريض والمسح باليد اليمنى أو وضع شيء من الريق على الإصبع ووضعه في تراب ومسح مكان الألم مع الدعاء والنفث في الرقية أو جمع الريق والتفل أو النفث ثلاثا أو تكرار المسح سبع مرات مع الدعاء المشروع أو تكرار الفاتحة أو غيرها ثلاثة أيام غدوة وعشية وأمر الشيطان بالخروج مِن مَن به شيطان ويسن التعوذ قبل نزول البلاء ويجوز أخذ الأجرة على الرقية ,والرقية هي أنفع للعين والحمه ويحرم على العبد أن يحسد أخاه المسلم ويشرع إذا رأى ما يعجبه أن يبرك وقد يجب إن علم من نفسه أنه عانهم وأنه عائن، ومن تعمد أصابه أخيه أو قتله بالعين فهو آثم ,والعين حق ويحضرها الشيطان وتعالج بالاغتسال من العائن ويجب عليه الإجابة إذا طلب منه ذلك ويُأمر بذلك وتجوز الرقية وغيرها من الدعاء لكل ما أصابه العين وأما التبرك فمنه جائز كالتبرك بالأنبياء والرسل بأجسامهم أو عرقهم أو شعرهم ومن البركة ما هي المعنوية كبركة المسلم وبعض البلاد وبعض الأزمنة بما يحصل من الخير والعمل الصالح والمنافع بالثواب فهي بركة عمل وبركة بعض الأشجار كالنخل لما فيها من المنافع من ثمارها ونحوها ,ويشرع التبرك باسم الله عز وجل والاستعانة به فيما شرع فيه ذلك, وأما التبرك بالأحجار والقبور ونحو ذلك بالتمسح بها أو أخذ ترابها وغيرها بأنها تشفع وتعطيه الخير وتدفع عنه الضر فهذا شرك أكبر وأن أعتقد أن ذلك سبب فقط فهو شرك أصغر ,ويجوز أن يقال بركة فلان بما أستفيد منه من العلم والخير ,ولا يقال بارك لنا أو باركت ,فإنه لا يبارك ويجعل الشيء مباركا إلا الله ومن صفات الله تعالى أنه تبارك _وتبارك اسمه "ويشرع للمسلم أن يكثر من الحسنات في البلاد المباركة كالحرم المكي والأزمنة المباركة كرمضان والعشر من ذي الحجة ويكثر الدعاء والتوبة في ساعات الإجابة يوم الجمعة وفي الثلث الأخير من الليل ويجب الحذر من المعاصي في كل مكان وزمان ,ويشرع للمسلم أخذ المال بسخاوة نفس وان يأكل الجماعة بلا تفرق والأكل من جوانب القصعة لا من وسطها والشرب من زمزم ودعاء الله بالبركة إذا رأى ما يعجبه والعمل في البكور ودعاء الله أن يبارك في رزقه وفي الثمار إذا رآها وفي مدينته وفي مدهم وصاعهم ونحو ذلك ,وأن يحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه إذا رفعت مائدته والدعاء إذا أطعمه الله "اللهم بارك لنا فيه"الحديث وقراءة القران وسورة البقرة وليكن المسلم مباركا أينما كان ويدعوا الله بذلك والدعاء للمتزوج بالبركة "بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير"وليحذر العبد من التبرك بالقبور والطير أو نحوها وعليه التوبة منه إن كان فعله .
ويجب على أهل الحسبة والقادر منع مظاهر الشرك وإنكار ذلك وهدم القباب التي على القبور وبيان أن التبرك بها محرم ومنه ما هو شرك أكبر أو أصغر وأنه بدعة في دين الله .