تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: توحيد العبادة لله لا شريك له سبحانه وبحمده

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2024
    المشاركات
    461

    افتراضي توحيد العبادة لله لا شريك له سبحانه وبحمده

    توحيد العبادة
    منذ 2023-01-05
    العبادة حق لله رب العالمين، ولا تجوز لغيره من الخَلْق، كائنًا من كان، كان مَلَكًا، أو نبيًّا، أو مَلِكًا، أو رئيسًا، أو صالحًا أو طالحًا، أو شجرًا، أو حجرًا، أو شمسًا، أو قمرًا.

    العبادة حق لله رب العالمين، ولا تجوز لغيره من الخَلْق، كائنًا من كان، كان مَلَكًا، أو نبيًّا، أو مَلِكًا، أو رئيسًا، أو صالحًا أو طالحًا، أو شجرًا، أو حجرًا، أو شمسًا، أو قمرًا.



    فكل مخلوق لا يستحق العبادة، أيًّا كان نوعها؛ فلا يستحق الركوع، ولا السجود، ولا الذبح، ولا النذر، ولا الصلاة، ولا الصيام، ولا غيرها؛ لأنها حقٌّ لله الذي أمر بها، وخلق الخلق من أجلها، وفرضها عليهم جميعًا، حتى استوى فيها الذكر والأنثى، والغني والفقير، والحاكم والمحكوم، والحُرُّ والعبد، والشريف الذي يزعم الشرف لنفسه والوضيع الذي وضعه الناس؛ لأنهم جميعًا عبيد لله ربِّ العالمين {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 93]، وصرَّح بأنه ما خلقهم إلَّا لأجل العبادة؛ قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}؛ أَيْ: إِلَّا لِآمُرَهُمْ أَنْ يَعْبُدُونِي وَأَدْعُوَهُمْ إِلَى عِبَادَتِي؛ ذكره البغوي في ((معالم التنزيل))، ثم قال: يؤيده قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا} [التوبة: 31].



    فيعلم من ذلك: أنَّ العزة، والشرف، والرفعة، لا تكون إلا بالطاعة لله رب العالمين، وكلما اقترب العبد من ربِّه، ازداد شرفًا، وجاهًا، ورفعةً، من ربه، وكلما بعد عنه، سقط من عين ربِّه، ومن عين مخلوقاته تبعًا لذلك؛ فالشريف العظيم حقًّا هو القريب من العظيم، والساقط البعيد عن الشرف والعظمة هو البعيد من ربِّه، وإذا كان الرجل يجد الأُنسَ، والفرح، والبهجة بقُربِه ممن يُحب من الرجال، فكيف بالقرب من الله، ودعائه، ومناجاته، والبكاء له، والخضوع بين يديه؛ كأنك تراه؟! وكيف لو أنه فعل ذلك في الثلث الأخير من الليل حيث النداء الإلهي ((مَن يدعوني فأستجيبَ له..))؟!



    ويُعلَم ممَّا سبق: أن الخسران الحقيقي: هو خسران الطاعة لله؛ فلو أن العبد خسر الدنيا، وما فيها، ولم ينل منها حظًّا، بل كان فقيرًا ضائعًا متشرِّدًا، مُهانًا لا يريده أحد، ولا يحبُّه أحد، ولا يريد استقباله أحد؛ بل أبغضوه جميعًا، وفرُّوا منه، وهجروه، فلا يضُرُّه ذلك إن كان لربِّه طائعًا، منيبًا، خاشعًا، ذاكرًا، وربما فاقهم منزلةً عند ربِّ العالمين، فالعبرة برفعة الله للعبد، لا برفعة الناس، وبحبه، لا بحب الناس، وكم من صالح نال منه الخلق، وأبغضوه، وأسقطوه زورًا وبهتانًا، واتباعًا لما يريدون، ولما وضعوه من القوانين المحدثة في الدين، فاتخذوا من أقوالهم الإمام، أو من الجهلة الذين لا قيمة لقولهم في الشريعة، فهذه الشريعة لله ربِّ العالمين، وهي أجل من أن تسلم للجهلة الذين يُضِلُّون الخلق، ويأخذون بأيديهم إلى الهلاك، وربهم يريد لهم النجاة، وما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلا رحمةً لهم، ولا يجوز لواحد ممن ليس من العلماء، القول في الشريعة، ولا الحكم فيها - وهو من أهل الجهل أو النقص - إنما ذلك للعلماء الذين يعلمون الحق، ويرحمون الخلق؛ فلا يحكمون لهوى، ولا انتصارًا لمذهب ما، أو طائفة ما، ولو كان القول في الشريعة للناس جميعًا، لضاعت الشريعة، ولَحكم الناس بالأهواء، ولأخرجوا من الدين مَن لا يريدون، أو حكموا عليه بالانحراف؛ كما هي الحال مع الذين يفرضون آراءهم على المسلمين، ويُوجِبون عليهم الأخذ بها، ويشوِّشون على المسلمين الجُدُد، ويوهمونهم أن الدين على الحال التي هم فيها، قال الإمام الشاطبي: ((الاعتصام)) (2/571): (وكذلك تقديم الجُهَّال على العلماء، وتولية المناصب الشرعية مَن لا يصلح بطريق التوريث، هو من قبيل ما تقدَّم، فإن جعل الجاهل في موضع العالم حتى يصير مفتيًا في الدين، ومعمولًا بقوله في الأموال والأبضاع وغيرها محرم في الشريعة)؛ انتهى.



    ولا أخسر ممن ضيَّع دينه، ومرق منه، بأن اتخذ المخلوق الضعيف إلهًا؛ فعبده، ودعاه، ورجاه، واستغاث به، وعلق قلبه به، وربما فيه من التعظيم للمخلوق الضعيف ما ليس للخالق العظيم!



    وأي ضلال أعظم من هذا؟! فهو بلسانه يُقِرُّ لله بالربوبية، والعظمة، والملك، وأنه رب هذا الكون، وخالقه، وخالق الذي فيه من الخلق؛ صغيره وكبيره، دقيقه وجليله، وأقرب المخلوقات إلى عينه السماء، وفيها من الآيات والبراهين على الربوبية ما لا يمكن الإحاطة به، {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64]، وقال تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النازعات: 27 - 29]، وقال: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر: 57].



    وهو تحت ظِلِّها، يعيش مما نزل منها، وممَّا يخرج به، من النبات، والزرع، والشجر، والثمر، ولو أراد النفوذ منها إلى غيرها، لَما استطاع إلى ذلك سبيلًا {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا} [الرحمن: 33].



    وفوق ذلك هي دليل على اتِّصاف الخالق بالقدرة والعلم الذين ليس لمَن تحتها منه حظ، ودليل على عظمته، وعلوه، وأنه فوق مَن تحتها، وأنهم عالة عليه، وأنَّ له الفضل عليهم، وأنهم في غاية الضعف، ولا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، ولا يخلقون مثقال ذرة.



    ويعلم منه: ضلال الذي صرف العبادة للمخلوق الذي تحت هذه السماء، وهو على يقين بأن الله هو الذي خلقها، وأنها ملك له، وأنه لا أعظم منه، ولا أجل منه، وأنه على كل شيء قدير، وأنه يسمع ما لا يسمعه المخلوقات، ويرى ما لا يراه المخلوق الضعيف؛ فذهب بعد ذلك كله إلى الميت الذي تحت التراب؛ فدعاه، وشكا أمره، وبكى له؛ فهو مخلوق أولًا، ميت ثانيًا، تحت التراب ثالثًا، مع ذلك كله أحسن الظن به، وقصد قبره، ودعاه، ورفعه له الحاجة، وأساء الظن بربِّ العالمين، الحي القيوم، الذي لا تأخذه سِنَة ولا نوم، السميع البصير، الرحمن الرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء، والذي لا يساويه في الكرم والجود مخلوق {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق: 3]، أمر عباده بسؤاله، ووعدهم بالإجابة، وغضب على من لا يسأله، ولا يطرق أبوابه، وهو يحب السائلين له، وكلما كان العبد من السؤال أقرب، كان أقرب من الرحمة، والإجابة، ومن ربِّه، وهو العليم الذي أحاط علمه بكل شيء، وهو أعلم بهم، وبحالهم، أكثر من علمهم به، وكم من مخلوق كان في أسوأ الحالات، وأشد الكربات؛ فكشف عنه همَّه، وأزال عنه كربه، وازداد حبًّا، وقربًا، وإيمانًا بربِّه.



    وإذا علم أنه على كل شيء قدير، وأنه أحاط بكل شيء علمًا، وأنه غني حميد، رؤوف رحيم، سميع بصير، كريم جواد، علم بأنه لا يستحق الدعاء، ولا الرجاء، ولا الخوف، ولا التوكُّل، صنم، ولا حجر، ولا قبر، ولا جن، ولا ملك ولا إنسان - فيما لا يقدر عليه- كان من الصالحين أو الطالحين، حتى الأنبياء؛ لأن الكمال لله ربِّ العالمين؛ فهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وما من حركة إلا وهو سامع بها، مُطَّلِع عليها، وهو الذي يسمع الأصوات بشتى الألوان، ومختلف اللغات، ولا يختلط عليه صوت بصوت، ولا مخلوق بمخلوق، فكل صوت هو سامع به، مطلع على صاحبه، خلافًا للمخلوق، فإنه في غاية الضعف، وفيه من النقص ما لا يستحق معه الدعاء، ولا الرجاء، ولا الاستغاثة، وإن الخضوع للمخلوق الضعيف وصرف العبادة له، لَكذب عليه بلسان الحال؛ إذ كيف استحقَّ المخلوق الذي هو مثلك منك الخضوع والعبادة وأنت على يقين بأنه لا فرق بين وبينه؟! فلِمَ الخضوع والتَّعَبُّد له؟! فإذا كان الخير الذي يصيبه من الحياة والصحة وشتى الأرزاق، هو عين الخير الذي يصيبك ولا فرق؛ فلِمَ طلَبُ الخير منه وهو لا يملك خيرًا؟!



    وهذا الاسفهام لعُبَّاد الآدميين، من النصارى الذين يعبدون المسيح الذي هو عبد لله، وعُبَّاد القبور والأضرحة؛ كضريح الحسين، والبدوي وغيرهما.



    وقد ورد في العبادة وإفراد الله بها، وجعلها له وحده لا شريك له، غير ما برهان، منها قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وقوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21]، وقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36]، وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُ وا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف: 194]، وقوله: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14].



    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ»؛ (أخرجه البخاري).



    وعَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ»؟، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَلَّا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»؛ (أخرجه البخاري).



    وهذه الأحرف - في توحيد العبادة - كنت قد كتبتها ضمن كتابي "الإكليل في توحيد الله الجليل"، ورأيت أن من المصلحة الشرعية إفرادها بمقالٍ، ولعَلَّ الله أن يُيسِّر لنا رفعَ القسم الأول من كتاب "الإكليل" إلى الشبكة ها هنا، يسَّر الله ذلك.

    ______________________________ ____________________ _

    الكاتب: ناصر الدين عبدالرحمن طاهر

    منقول من موقع طريق الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2024
    المشاركات
    461

    افتراضي رد: توحيد العبادة لله لا شريك له سبحانه وبحمده

    توحيد العبادة
    فقد خلق الله الجن والإنس لعبادته ,وتوحيد العبادة هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له وقد أمر الله بتوحيد العبادة و استدل عليه بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات والمشركون لم ينكروا عبادة الله ولكن أنكروا إفراده بها وكانوا يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ويعترفون أن معبوداتهم من دون الله مخلوقة وأنها لا تسمع ولا تبصر وأن المتفرد بالخلق والرزق وتدبير الأمور هو الله وحده وأما مشركوا زماننا فيشركون في الرخاء والشدة ويشرك بعضهم في الربوبية .
    التوحيد هو حق الله على عباده وهو عبادة الله وحده لا شريك له وهو الذي أرسل الله به رسله وانزل به كتبه وهو أول واجب على العباد (الشهادتان) وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بقتال المعرضين عنه ومن جاء بهذا التوحيد دخل الجنة وحرم دمه وماله إلا بحقه ومن جاء عاصيا ربه ولكنه موحد لله فإنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بقدر ذنبه وإن شاء عفا عنه ثم أدخله الجنة .
    وتوحيد العبادة هو(شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)فلا معبود بحق إلا الله ,ومن جاء بهذه الشهادة (لا اله إلا الله) بشروطها دخل الجنة حتى وإن كان معه بعض الذنوب التي لا تذهب بأصل الإيمان وحتى لو عذب بذنوبه ومن قال هذه الشهادة نفعته يوما من دهره وأن البطاقة التي فيها هذه الشهادة تثقل الميزان وأنها سبب النجاة من النار ومن قالها أخرج من النار وأنها ترجح بالسماوات والأرض لو وضعت في كفة وتفتح لها أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش وهي أعلا شعب الإيمان وكلمة التقوى والقول الثابت ومن قالها في حديث أبي هريرة حصل على مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك وأنها من غراس الجنة وشروط لا اله إلا الله هي:العلم واليقين والإخلاص والصدق والقبول والانقياد والمحبة ولا تتم شهادة لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم و يجب الكفر بكل ما يعبد من دون الله وأن تكون محبة الله ورسوله أحب مما سواهما وتجب الدعوة إلى هذه الشهادة ويجب الدعوة إلى هذه الشهادة ويجب على العبد أن يحقق هذه الشهادة بالقيام بالواجبات وترك المحرمات ومن حقق هذه الشهادة ولم يكتو ولم يتطير و توكل على الله فإنه يدخل الجنة من غير حساب ولا عذاب, وإذا شهد العبد هذه الشهادة بشروطها ولكنه نقص بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات فإنه يكون ناقص الإيمان الواجب ويجب على المسلم موالاة المؤمنين ومن ذلك أن يهاجر إلى بلاد الإسلام وأن يناصر المسلمين ويحب لهم ما يحب لنفسه ولا يحتقر أخاه المسلم ولا يبغضه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يبع على بيعه ولا يسخر منه وأن ينصح له ويشد من أزره ولا يخطب على خطبته وأن يصبر عليه وأن يكف على أخيه المؤمن ضيعته ويحيطه من ورائه وأن يفرح لفرح المسلمين ويتألم لألمهم وليأمنه المسلمون على دمائهم وأموالهم وأنفسهم وغيرها وليكن ممن يألف ويؤلف وممن ينفع الناس وليكن مع المؤمنين يدا واحدة على غيرهم وليسلم المسلمون من لسانه ويده ولا يخن أخاه ولا يظلم وليكن في حاجته وليزره ويجتمع به في الله وليسلم عليه ويجيب دعوته ويقوم بنصحه ويرحم الصغير ويوقر الكبير ويستغفر للمؤمنين ويرحمهم وينصر إخوانه المؤمنين ظالمين بردعهم أو مظلومين ويعودهم إذا مرضوا ويشمتهم إذا عطسوا ويشيع جنائزهم ويبين العيب في بيعه ومعاملته لهم بلا بخس ويفرج عنهم كربتهم ويسترهم ويودي إليهم حقوقهم وتجب معاداة الكفار ويحرم موالاتهم ومن مظاهر موالاتهم التشبه بهم في ما هو من خصائصهم وعاداتهم والسفر إلى بلادهم بلا ضرورة أو حاجة وإعانتهم على المسلمين ومدحهم والتسمي بأسمائهم ومحبتهم والاستغفار لهم ومشاركتهم في أعيادهم ومعاونتهم عليها وتهنئتهم بها ونحو ذلك واتخاذهم بطانة والتاريخ بتاريخهم ونحو ذلك
    ويجب على المسلم الهجرة من بلاد الكفار إلى بلاد المسلمين إذا كان غير قادر على إظهار شعائر دينه وكان قادرا على الهجرة ويعفى عنه مع عدم القدرة على الهجرة فان كان قادر على إظهار شعائر دينه سن له الهجرة وإن كان بقاؤه لدعوة سن له البقاء.
    والعبادة اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ويجب منا ( فعل الواجبات وترك المحرمات ) ويسن فعل المسنونات وترك المكروهات ويدخل في العبادات (العادات) إذا قصد بها العبد التقوي على طاعة الله وليهم العبد بالحسنات ويشرع للعبد الإكثار من طاعة الله ليزيد إيمانه وليتجنب المعاصي لأنها تنقص الإيمان (الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) والعبد(العابد)هو المؤمن وأما العبد الذي لا يعبد الله فهو عبد مسخر ومناط العبادة الحب والخوف والرجاء ويشرع للعبد أن يجعل حياته كلها عبادة "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
    ويشترط لصحة العبادة الإخلاص ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يقع في الشرك والرياء والبدعة والمبتدع لا يقبل عمله ويأثم على ذلك ومن العبادة (الدعاء) فليلح العبد في الدعاء مغتنما أوقات الإجابة ومواطنها كما بين الأذان والإقامة وبعد العصر يوم الجمعة وعندما يصعد الإمام إلى انتهاء الصلاة وفي السجود وفي ثلث الليل الأخر وفي السفر ودعوة المظلوم والصائم والوالد لولده وليدع العبد مما نزل وما لم ينزل موقنا بالإجابة بحضور قلب رافعا يديه وليسأل الفردوس الأعلى وليدع لأبيه وأمه ولإخوانه بظهر الغيب وليحرص في الدعاء بالدعاء المأثور وأدعية الصباح والمساء والنوم وغيرها من أذكار اليوم والليلة وغير ذلك ,ويشرع التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصالحة أو أن يعرض العبد حاله على ربه ويسأله ما شاء وبدعاء الصالحين "يطلب منهم الدعاء فيدعون للعبد في الاستسقاء أو غيره" وأما التوسل بدعاء أصحاب القبور واتخاذهم وسائط ليقربوا العبد إلى الله زلفى فهذا شرك أكبر وأما التوسل بذواتهم وجاههم إلى الله فهذه بدعة محرمة وما حصل من توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو طلب منه أن يدعو النبي له فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فشفاه الله .
    ومن العبادة التوبة فليتب العبد من جميع الذنوب في اليوم والمجلس فيفرح الله به ويبدل سيئاته حسنات وليحقق التوبة بشروطها بندمه على فعل الذنب والإقلاع عنه فورا والعزم على عدم العودة ورد المظالم إلى أهلها ومن العبادة الخشية فليكن العبد أشد خشية لله في الغيب والشهادة ليسأل الله خشيته في ذلك وليخش يوم القيامة وليبك من خشية ربه خاليا وكل من كان عالما كان أخشى لله ومن العبادة التوكل فليتوكل العبد على الله معتمدا بقلبه عليه قائما بفعل الأسباب ومنها الخشوع والرغبة والرهبة فيجب ان يكون العبد كذلك متجنبا الكبر ويسن له أن يدعوا الله عند نومه (اللهم أسلمت نفسي إليك ...الحديث) وليخشع العبد في صلاته حريصا على خشوع سمعه وبصره ومخه وعظمه وعصبه ,ومن العبادة التسبيح والتهليل والتكبير و التحميد لله فليكثر العبد من ذلك لتكون له غراسا في الجنة وكعتق الرقاب والتحميد لله على كل شيء حتى الأكلة والشربة ,ومن العبادة تلاوة القران وتدبره فعلى العبد أن يتعلم من القران مالا تصح صلاته إلا به ويشرع للعبد تعلم القران وتعليمه والاستشفاء به وتلاوته تعبدا سائلا الله به متفقها فيه عاملا به وقراءة السور والآيات التي ورد فيها فضل كالبقرة وآل عمران وقل هو الله أحد وسورة تبارك وآية الكرسي والآيتين من آخر البقرة، ولا يجادل في القران بالباطل .
    ومنها الرجاء فليظن العبد بربه خيرا لا شرا وليحب لقاء الله وليتقرب إلى ربه وليدعه عند الكرب بدعوات المكروب وليكن خائفا راجيا (كجناحي الطائر) ومنها الاستعاذة فليتعوذ العبد بالله من الشيطان الرجيم ومن همزات الشياطين وأن يحضروه وليتعوذ بالمعوذات (الفلق الناس) ويتعوذ من الفتن ومن جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ومن جار السوء في دار المقام ومن يوم السوء وليلة السوء وساعة السوء وصاحب السوء وجار السوء ومنكرات الأخلاق والأعمال والأهواء ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن نفس لا تشبع ومن علم لا ينفع ومن غلبة الدين وقهر الرجال وشماتة الأعداء ومن عمل لا يرفع ومن عذاب القبر وعذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ومن شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ومن شر سمعه وبصره ومن شر لسانه ومن شر قلبه ومن شر منيه ومن زوال نعمة الله وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطه ومن الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ومن الهرم والمأثم والمغرم ومن فتنة القبر ومن شر فتنة الغنى ومن فتنة الفقر ومن الفقر والقلة والذلة ومن أن يَظلم أو يُظلم ومن الهرم والقسوة والغفلة والعيلة والمسكنة ومن الفقر والفسوق والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء ومن الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام ومن الجوع والخيانة ومن التردي والهدم والغرق وأن يتخبطه الشيطان عند الموت وأن يموت في سبيل الله مدبرا أو يموت لديغا وليتعوذ برضا الله من سخطه وبمعافاته من عقوبته وبه منه وبعظمة الله أن يغتال من تحته ومن ضيق المقام يوم القيامة ومن سوء العمر وفتنة الصدر ومن الشح ومن شر لسانه ومن شر قلبه ...وأن يرد إلى أرذل العمر ومن فتنة الدنيا ويعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ومن استعاذ بالله فليعذ إن كان في حق .
    ومن العبادة المحبة لله ورسوله ولكل مايحبه الله ورسوله صلى اله عليه وسلم ويبغض كل ما يبغضه الله ورسوله صلى اله عليه وسلم وهذه المحبة لله يكون معها الذل والخضوع والرغبة والرهبة بخلاف المحبة الطبيعية وأما محبة العبد لله ورسوله صلى اله عليه وسلم مع محبته لنفسه أكثر من محبة الله ورسوله أو مثل ذلك فتلك معصية لله فإن كان العبد لا يحب الله ورسوله مطلقا فإنه يكون كافرا الكفر الأكبر وعلى العبد المدعي محبة الله ورسوله صلى اله عليه وسلم أن يطيع الله ورسوله وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ولا يحمله محبة الولد أو غيره على الشرك بالله أو معصيته ,وأن تكون محبته لأخيه في الله على قدر طاعة أخيه لربه .
    ومن العبادة الاستغاثة بالله فإذا نزل بالعبد هم أو غم فليستغث بالله بالدعاء في حديث ابن مسعود وليطلب الغيث بالمطر وأن الله ليغث ذا الحاجة الملهوف ,وإذا استغيث بالعبد فيما لا يقدر عليه إلا الله فلينكر ذلك وليقل "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله"


    المحبة (بحــث)
    ومن العبادة المحبة لله ومعها الذل والرغبة والرهبة ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تكون أحب إلى العبد من نفسه وماله والناس أجمعين فيحب ما يحبه الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ويبغض ما يبغضه الله و رسوله صلى الله عليه وسلم وأما المحبة مع الله كمحبة المشركين لمعبوداتهم مع رغبة ورهبة فهذه محبة شركية (شرك أكبر) وما محبة العبد لله رسوله صلى الله عليه وسلم ولكنه يحب نفسه مثل ذلك أو أكثر أو يحب بعض المعاصي ولم يشرك الشرك الأكبر فهذا عاص لله ومن يحب لنفسه أكثر مما يحب لأخيه المؤمن فهو عاص لله وأما محبة الولد والأهل بلا رغبة ولا رهبة فهذه المحبة الطبيعية الجائزة ,وعلى العبد أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وأن يحذر أن تحمله محبة الولد والمال على الشرك بالله أو معصية الله وليحرص أن تكون محبة العبد لأخيه في الله حتى يكون اجتماعهما وافتراقهما في الله وكلما كان العبد أكثر طاعة لله فلتكن محبته أكثر من غيره بل يحب المؤمنين الأخيار حتى وان لم يعمل بعملهم ومن أحب عبدا لله سن أن يخبره بذلك في منزله والدليل على محبة العبد لربه أنه يطيعه وكلما كان العبد أكثر حبا لله كان أكثر تقربا إليه بالنوافل بعد الفرائض فيحبه الله ويوفقه وليحذر العبد من الوقوع فيما يبغض الله ورسوله ولتكن محبة العبد وموالاته ومعاداته في الله فهي أوثق عرى الإيمان ,ويجب البراءة من فعل العبد المعصية وقد يبتلي الله العبد لأنه يحبه فليصبر على البلاء ولا يحمل العبد الطمع في الدنيا على الإقلال من محبة الله فالله قد يحميه الدنيا لأنه يحبه وليتدبر العبد أسماء الله منها الجميل ـ الحميد ـ الشكور ـ الرزاق ـ المعطي ـ المانع )فمن تدبر ذلك أحب الله محبة لا تقاربها محبة وأقبل على ربه مطيعا لأمره منتهيا عن نهييه ولينظر العبد لنفسه عند هذه الآية (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)
    ومن العبادة الخوف الذي فيه خضوع لله وانكسار قلب فلا يخاف العبد من أصحاب القبور فيقع في الشرك الأكبر ,ولا يخاف من غير الله فيترك ما أوجبه الله عليه بخلاف الخوف الطبيعي وعلى العبد أن يقوم بما أوجبه الله عليه وترك ما حرمه الله عليه ولا يخاف من تخويف الشيطان بأوليائه وليسلك كل طريق إلى النجاة من عذاب الله وليهرب من النار وليتطلب الجنة بكل عمل صالح وليسأل الله ذلك وليستعذ بالله من النار ويشرع أن يبكي خوفا من الله إذا ذكره خاليا ونحو ذلك وليقل كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم .
    ومن العبادة الاستعانة بالله فلا يستعين العبد بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله وليستعن العبد بالله في أموره كلها ويسن له أن يسأل الله أن يعينه على حسن عبادته وطاعته وعلى جهاد الكفار ولا يعين أحد على الظلم وليعن أخاه فيما ينفعه ويدفع عنه الضرر وليستعن بالصبر والصلاة وللمسلمين الاستعانة بالكفار عند الضرورة وليذكر العبد اسم الله مستعينا بالله متبركا باسمه في ما يشرع فيه ذلك .
    •ومن العبادة الذبح فلا يذبح لغير الله كالجن ولا يذكر اسم غير الله فذلك كله من الشرك الأكبر ولا يذبح ابتداعا ,ويشرع للعبد ذبح الهدي والعقيقية والأضاحي والنذر مما شرعه الله أو لزم الوفاء به .
    ومن العبادة النذر ويكره ابتداءًا وأشد كراهة إن كان مقيدًا ابتدءًا كحصول شيء أو منعه ,ويجب الوفاء بنذر الطاعة ويشرع الوفاء بالمباح ولا يفي بنذر المعصية ويكفر كفارة يمين والنذر منهي عنه ابتداءًا ولا يقدم شيء ولا يؤخر ولا يرد شيئا ولكنه يستخرج به من البخيل فيلقيه النذر إلى القدر .
    ومن صرف شيئا من العبادة لغير الله كان شركاً أكبر وهو أعظم الذنوب، كالصيام والصلاة والدعاء والمحبة والنذر وغيرها إلى غير الله .
    منقول

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: توحيد العبادة لله لا شريك له سبحانه وبحمده

    جزاك الله خيراً ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •