السؤال: ما حكم الصلاة باستخدام تطبيقات الهاتف لتحديد اتجاه القبلة في حال الاشتباه؟

الجواب: حكم الصلاة باستخدام تطبيقات الهاتف لتحديد اتجاه القبلة يعتمد على عدة اعتبارات، منها دقة التطبيق في تحديد الاتجاه، وظروف الشخص الذي يستخدمه. بصفة عامة، إذا كان المسلم يشك في اتجاه القبلة، فيجوز له استخدام التطبيق كوسيلة للتأكد من الاتجاه الصحيح، بشرط أن يكون التطبيق موثوقًا ودقيقًا.
النقاط التي يجب مراعاتها:

المبدأ الشرعي في تحديد القبلة:

قال تعالى: "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ" (البقرة: 144).
من هذا الآية، يتضح أن واجب المسلم هو التوجه إلى الكعبة في الصلاة، وفي حالة الشك، يتعين عليه السعي إلى معرفة الاتجاه الصحيح للقبلة.
استعمال التقنيات الحديثة:

في عصرنا الحالي، أصبح من الممكن الاستفادة من التطبيقات الإلكترونية مثل تطبيقات الهاتف المحمول التي تعتمد على البوصلة الرقمية (التي تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي gps) لتحديد اتجاه القبلة. إذا كان التطبيق موثوقًا ويعتمد على تقنيات دقيقة، فيمكن للمسلم استخدامه في تحديد اتجاه القبلة.
الشرط الأساسي في استخدام التطبيقات:

يشترط في التطبيق أن يكون دقيقًا وموثوقًا، حيث إذا كان التطبيق يحتوي على أخطاء أو تباين كبير في النتائج بسبب خلل في الإعدادات أو تقنيات الهاتف، فقد يؤدي ذلك إلى الخطأ في تحديد القبلة.
إذا كان المسلم يعلم أن الاتجاه الذي أشار إليه التطبيق يتفق مع الاتجاه الصحيح (حسب علمه أو استشارة أهل الخبرة)، فإنه يمكنه الصلاة بناءً عليه.
المسألة في حالة الشك:

إذا كان الشخص في مكان لا يعرف فيه الاتجاه الصحيح للقبلة أو كان يشك في اتجاه القبلة، يجوز له استخدام التطبيقات أو الأساليب الأخرى المتاحة مثل البوصلة اليدوية أو الاستعانة بالأدلة الظاهرة (مثل استشارة أهل الخبرة في المنطقة).
في حال استمرار الشك وعدم القدرة على تحديد القبلة بدقة، يجوز للمسلم أن يصلي حسب اجتهاده، وإذا تبين له بعد ذلك أنه أخطأ في تحديد القبلة، فلا إعادة عليه، لأن الصلاة في هذه الحالة تُعتبر صحيحة.
الأدلة الشرعية:

في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ

"
( أخرجه أبو داود (3574)، وابن ماجه (2314)، وأحمد (17809) باختلاف يسير.).

وهذا الحديث يدل على أن الاجتهاد في مثل هذه الحالات يُثاب عليه المسلم، حتى إذا أخطأ في تحديد القبلة.
خلاصة الجواب:
إذا كان التطبيق موثوقًا ودقيقًا في تحديد القبلة، فيجوز استخدامه للصلاة، بشرط أن تكون النية هي الحصول على أفضل تقدير للقبلة. ولكن يجب التأكد من صحة التطبيق، وفي حال وجود شك في دقته يمكن للمسلم أن يستعين بوسائل أخرى مثل الاستفسار عن اتجاه القبلة من أهل الخبرة أو التوجه للاجتهاد في التقدير.
وفي حال تبين أن المسلم أخطأ في تحديد القبلة، فلا إعادة عليه لأن الصلاة تُعتبر صحيحة حسب اجتهاده.
__________________
أجاب على السؤال : فضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
مسؤول افتاء محافظة صلاح الدين (تكريت)