مقدمة
الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم، وجعل فيه الهدى والنور للناس أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن القرآن الكريم هو المصدر الأول الذي ينبع منه كل تشريع، ويستمد منه المسلمون هداهم في سلوكهم وأخلاقهم. ولما كانت الأخلاق من أعظم ما أمر الله تعالى به في كتابه العزيز، فقد جاءت آياته محملة بالهداية والرشاد لضبط تصرفات الإنسان وتوجيهه نحو الفضيلة، وحثه على الالتزام بالقيم الرفيعة في كافة مجالات حياته.
"القواعد القرآنية في ضبط الأخلاق الإنسانية" هو كتاب يرصد تلك القواعد والأسس التي أرسى القرآن الكريم قواعدها، ويستنبط منها ما يسهم في بناء شخصية الإنسان المسلم على أسس من الأخلاق الفاضلة. هذا الكتاب يعدّ محاولة جادة لفهم العلاقة بين القرآن والأخلاق، وكيف يمكن للآيات القرآنية أن تكون مرشدًا هادياً لتنظيم السلوك الإنساني بما يتوافق مع مشيئة الله تعالى.
سيتناول الكتاب مجموعة من القيم القرآنية التي ترسم الطريق الأمثل لبناء الأخلاق الإنسانية، ويعرضها بأسلوب علمي منظم يناقش تطبيقاتها في الواقع المعاصر. كما سيظهر أهمية تدبر الآيات التي تبين صورًا متنوعة من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم في علاقته مع الله، ومع نفسه، ومع الآخرين. فمن خلال هذه القواعد القرآنية، يمكن للمسلم أن يسير على درب الخير، ويحقق التوازن في أخلاقه وسلوكياته في الحياة اليومية.
نسأل الله أن يجعل هذا الكتاب وسيلة لإيصال الضوء القرآني إلى قلوب المسلمين، وأن يوفقنا جميعًا لتحقق مقاصد الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الحياة العملية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه
فضيلة الشيخ
حذيفة بن حسين القحطاني
مسؤول افتاء محافظة صلاح الدين
السبت، 18/كانون الثاني/2025
السبت، 19/رجب/1446