بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولاً منهم، يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، المصلح العظيم، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية وعمود البناء الإنساني، وهي الزاد الذي يعين المصلحين على حمل رسالتهم وتأدية أمانتهم. وقد زخرت آيات القرآن الكريم بنماذج مشرقة من أخلاق المصلحين، حيث صورت لنا مواقفهم وكشفت عن صفاتهم التي أهلتهم لإحداث التغيير في مجتمعاتهم، مبينة أثر الأخلاق في تحقيق الإصلاح وترسيخ العدالة.
وفي هذا الكتاب، نسعى إلى تسليط الضوء على أخلاق المصلحين كما وردت في القرآن الكريم، ونستعرض معالمها، ونقف عند دلالاتها، مستلهمين منها دروسًا عملية للدعاة والمربين، ولكل من يطمح للإصلاح في نفسه ومجتمعه.
وقد جاء هذا البحث ليعالج قضايا عدة، منها:
ماهيّة الأخلاق التي امتاز بها المصلحون كما أوردها القرآن الكريم.
تأثير هذه الأخلاق على نجاح مساعيهم في الإصلاح والدعوة.
علاقة الأخلاق بالقيم الإيمانية والربانية التي حث عليها الإسلام.
كما حرصنا على جعل هذا الكتاب وثيق الصلة بالواقع، ليساهم في تأصيل الأخلاق كمبدأ عملي يُلهم الأفراد والجماعات، معتمدين في ذلك على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ومستفيدين من أقوال المفسرين والعلماء.
نسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يكون معينًا لكل من يسلك طريق الإصلاح، وأن ينفع به قارئه وكاتبه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
فضيلة الشيخ
حذيفة بن حسين القحطاني
مسؤول افتاء محتفظة صلاح الدين