بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فالإيمان بالله اختلفوا فيه اختلافاً كثيراً بالرغم من إحساسهم به ورؤيتهم لأصحابه..
والأفضل أن نكل علمه إلى الله تعالى... فالذي ينزل الإيمان إلى القلوب أحرى أن نتوكل عليه في فهمه ومعرفته كنهه وأمره..
ومما قاله السلف في الإيمان أنه قول وعمل.. وأن من الناس من ليس عنده خير في قلبه لكنه لم يحمل الشر المستطير فكان ذلك سبباً من أسباب دخوله الجنة.. وقال أهل الجنة عنهم: "دخلوا الجنة من غير عمل عملوه أو خير قدموه"..
وبالرغم من الكلام عن الإيمان في القرآن وأهمية الجهاد والتنكيل بمن يتخاذل عنه إلا أن الله تعالى قد حكم في كتابه أن الجهاد لفئة معينة وأن هناك فئات من المؤمنين لم يجاهدوا ودخلوا الجنة مما يدل على عدم وجوبه من حيث العموم وأنه سنة مستحبة..
فقال تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى}..
وقد تنوعت أساليب القرآن في شرح الإيمان والإسلام وأسبابه وأسباب النكول عنه.. واختصر الله ذلك في سورة هود في أولها.. حيث بين أن القرآن فصلت آياته وأحكمت لأجل أن يبين الإسلام!.. وهو المختصر في كلمتين اثنتين: (1) {أن لا تعبدوا إلا الله}، (2) {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.. فمن أكمل هذه الكلمتين كان في عداد المسلمين المؤمنين.. ومن أعرض عنهما كان من المعذبين..
وهذا الاختلاف في حقيقة الإيمان هل هو قول وعمل أم هو قول بدون عمل إنما هو دخول في الفلسفة التي يصعب على كثير من المسلمين فهمهما.. وحتى لو تم تبيين الحقيقة فيسبقى اللبس.. لأننا تعلقنا بألفاظ منطقية لم يأت بها الشرع فضللنا من خلالها.. إلا أن قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} يحتم علينا أن ندخل في الإسلام كله قولاً وعملاً.. وأن لا نفرق بين القول والعمل والله أعلم...