الأحكام المتعلقة بالمياه في المذهب الحنبلي تتعلق بتحديد الطهارة والنجاسة، وتقسيم المياه، وأحكام استعمالها. وإليك التفاصيل مع ذكر المصادر:
1. تقسيم المياه عند الحنابلة:
تنقسم المياه في المذهب الحنبلي إلى ثلاثة أقسام:
ماء طاهر مطهر: وهو الماء الباقي على أصل خلقته (أي لم يغيره شيء يخرجه عن كونه ماءً) ويجوز استعماله في الوضوء والغسل.
الدليل: قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48].
المصدر: الروض المربع (1/34)، وكشاف القناع (1/57).
ماء طاهر غير مطهر: وهو الماء الذي خالطه شيء طاهر فغلب على لونه أو طعمه أو ريحه، لكنه لم يصل إلى حد النجاسة. يجوز استعماله في العادات (كالغسل والتنظيف) ولا يجوز استعماله في العبادات (كالوضوء).
المصدر: المغني لابن قدامة (1/22)، ومنتهى الإرادات (1/16).
ماء نجس: وهو الماء الذي وقعت فيه نجاسة فغيّرت أحد أوصافه الثلاثة (اللون، الطعم، أو الرائحة).
المصدر: الإنصاف للمرداوي (1/44)، وزاد المستقنع (ص16).
2. الضابط في تنجيس الماء:
الماء القليل: وهو ما دون القلتين (وهو ما يعادل 270 لترًا تقريبًا)، ينجس بمجرد وقوع النجاسة فيه، ولو لم تتغير صفاته.
الدليل: حديث النبي ﷺ: "إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث" [رواه أبو داود والترمذي].
المصدر: كشاف القناع (1/60).
الماء الكثير: وهو ما بلغ القلتين فأكثر، فلا ينجس إلا إذا تغيّرت أحد أوصافه.
المصدر: المغني (1/34).
3. حكم الماء المستعمل:
الماء المستعمل في رفع الحدث (كالوضوء أو الغسل) يُعتبر طاهرًا ولكنه غير مطهر، أي لا يجوز استعماله مرة أخرى في رفع الحدث.
الدليل: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أن النبي ﷺ كان يغتسل بفضل ميمونة" [رواه مسلم].
المصدر: الروض المربع (1/35).
4. الماء المشكوك في طهوريته:
إذا شكّ الإنسان في طهارة الماء، فإنه يعتبر الماء على الأصل (أي أنه طاهر مطهر).
المصدر: الإنصاف (1/47).
5. الماء المضاف:
الماء المضاف (كالماء الممزوج بعصير أو غيره) لا يُعد طهورًا، ولا يجوز الوضوء أو الغسل به.
المصدر: كشاف القناع (1/64).
6. الاستنجاء بالماء النجس:
لا يجوز الاستنجاء بالماء النجس؛ لأن النجاسة لا تزول بالنجاسة.
المصدر: المغني (1/95).
هذه الأحكام مستخلصة من كتب معتمدة في المذهب الحنبلي مثل:
المغني لابن قدامة.
الروض المربع شرح زاد المستقنع.
كشاف القناع عن متن الإقناع.
الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف.
#الاربعون_الفقهي ة_لفضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني