تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك

    2041 - اقرَأْ {قلْ يَا أيُّها الكافِرُونَ} عندَ منَامِكَ فإنّها بَراءَةٌ منَ الشِّرْكِ
    (هَب) عَن أنس.


    [حكم الألباني]
    (صحيح) انظر حديث رقم: 1161 في صحيح الجامع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك

    128- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) ، قَالَ: نا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجعي (2) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفل الْأَشْجَعِيِّ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِشِرْكٍ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ (4) يُبَرِّئُنِي مِنَ الشِّرْكِ. قَالَ: اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} ، فَمَا أَخْطَأَهَا أَبِي مِنْ يَوْمٍ وَلَا لَيْلَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.
    __________
    (1) هو مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري، أبو عبد الله الكوفي، نزيل مكة ودمشق، روى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وحميد الطويل وسليمان التيمي وعاصم الأحول وأبي مالك الأشجعي وغيرهم، روى عنه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين والحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم، وكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين ومائة، وهو ثقة حافظ، وكان يدلِّس أسماء الشيوخ، وقد روى له الجماعة، ووثقه ابن سعد ويعقوب بن شيبة والنسائي، وقال ابن معين: ((ثقة ثقة)) ، وقال الإمام أحمد: ((ثبت حافظ)) ، وفي رواية: ((ثقة ما كان أحفظه!)) .
    وأما تدليسه للشيوخ، فما كان من روايته عن المعروفين فعدّه العلماء صحيحًا، وما كان عن المجهولين فغير صحيح؛ قال ابن المديني: ((ثقة فيما يروي عن المعروفين)) ، وضعفه فيما يروي عن المجهولين، وقال ابن نمير: ((كان يلتقط الشيوخ من السكك)) ، وقال العجلي: ((ثقة ثبت، ما حدث عن المعروفين، وما حدث عن المجهولين، ففيه ما فيه، وليس بشيء)) . اهـ. من "الجرح والتعديل" (8 / 272 - 273 رقم 1246) ، و"التهذيب" (10 / 96 - 98 رقم 177) ، و"التقريب" (ص526 رقم 6575) .
    (2) هو سعد بن طارق بن أَشْيَم - بمفتوحة، فساكنة معجمة، وفتح مُثَنَّاة تحت -، أبو مالك الأشجعي، الكوفي، روى عن أبيه وأنس وعبد الله بن أبي أوفى وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه خلف بن خليفة وابن إسحاق وشعبة والثوري ومروان بن معاوية وغيرهم، وبقي إلى حدود الأربعين ومائة، وهو ثقة؛ وثقه محمد بن إسحاق، وابن معين، والإمام محمد، والعجلي، وابن نمير، وقال ابن عبد البر: ((لا أعلمهم يختلفون في أنه ثقة عالم)) .
    "الجرح والتعديل" (4 / 86 - 87 رقم 378) ، و"التهذيب" (3 / 472 - 473 رقم 880) ، و"التقريب" (ص231 رقم 2240) .
    (3) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، كوفي يروي عن أبيه وله صحبة، روى عنه أبو مالك الأشجعي، وهو ثقة، قال العجلي في "تاريخ الثقات" (ص300 رقم 987) : ((كوفي تابعي ثقة)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5 / 112) ، وسكت عنه البخاري في "تاريخه" (5 / 357 رقم 1134) ، وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5 / 294 رقم 1392) .
    (4) في الأصل فوق الراء نقطة، وفي "الدر المنثور" (8 / 657) : (فمرني بآية تبرئني) ، نقلاً منه عن سعيد بن منصور وغيره.
    [128] سنده صحيح، ويتقوّى بالطريق الآخر الآتي.
    وعزاه الشوكاني في "فتح القدير" (5 / 505) إلى سعيد بن منصور.
    وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9 / 74 رقم 6580) و (10 / 249 - 250 رقم 9355) .
    والبخاري في "التاريخ الكبير" (5 / 357) .
    وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2 / ل 222 / أ) .
    أما ابن أبي شيبة فعن مروان مباشرة، وأما البخاري فمن طريق أبي جعفر، وأما أبو نعيم فمن طريق حفص بن عبد الله الحلواني، عن مروان، به، ولفظ ابن أبي شيبة والبخاري نحوه، ولفظ أبي نعيم مثله، إلا أنه قال: ((فما تركها أبي في يوم ولا ليلة حتى مات)) ، ولم يذكر هذا ابن أبي شيبة.
    وطريق عبد الرحمن بن نوفل هذا أشار إليه الترمذي في "سننه" (9 / 349 - 350) في الدعوات، باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام.

    وللحديث طريق آخر مداره على أبي إسحاق السبيعي، واختلف عليه اختلافًا كثيرًا.
    فمنهم من رواه عنه، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
    ومنهم من رواه عنه، عن أبي فروة الأشجعي، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
    ومنهم من رواه عنه، فروة بن نوفل، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
    ومنهم من رواه عنه، عن رجل، عن فروة، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
    ومنهم من رواه عنه، عن فروة، عن جبلة، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
    ومنهم من رواه عنه، قال: جاء رجل من أشجع ... ، هكذا مرسلاً.
    وقد ذكر هذا الاختلاف الدارقطني في "العلل" (1 / ل 152 / ب) حيث سئل عن هذا الحديث فأجاب بقوله:
    ((يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عنه، فرواه الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي فروة الأشجعي، رفعه إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، وتابعه عبد العزيز بن مسلم، وقال: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عروة بن نوفل ونوفل، وكلاهما وهم. ورواه إسرائيل وأشعث بن سوّار وأبو مريم ومحمد بن أبان عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي وهو الصحيح. ورواه أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن نوفل، عن أبيه، ولعلّه أخو فروة، والله أعلم)) . اهـ.
    وهذا نص ما جاء في النسخة الخطية من "علل الدارقطني"، وأظنه لا يسلم من التصحيف، ومن ذلك: جعله عبد العزيز بن مسلم يروي الحديث عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، مع أن رواية عبد العزيز مستقلّة عن رواية شعبة، ومن ذلك قوله: (عن عروة بن نوفل ونوفل) ، وسيتضح خطأ ما هنا من خلال تخريج الروايات كما سيأتي.
    فالحديث أخرجه علي بن الجعد في "مسنده" (2 / 923 - 924 رقم 2654) عن شيخه زهير.
    ومن طريق ابن الجعد أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2 / 82 رقم 787 / الإحسان) .
    وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9 / 74 رقم 6579) و (10 / 249 رقم 9353) .
    والدارمي في "سننه" (2 / 329 رقم 3430) .
    كلاهما - أي ابن أبي شيبة والدارمي - من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن زهير.
    وأخرجه أبو داود في "سننه" (5 / 303 رقم 5055) في الأدب، باب ما يقول عند النوم، من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير.
    ومن طريق أبي داود أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص308) .
    وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص468 رقم 801) ، وفي تفسير سورة {قل يا أيها الكافرون} من كتاب التفسير (2 / 562 - 563 رقم 729) ، من طريق يحيى بن آدم، عن زهير.
    ومن طريق النسائي أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص185 - 186 رقم 689) .
    وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2 / 538) من طريق أحمد بن يونس، عن زهير.
    ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5 / 459 - 460 رقم 2289) .
    وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (2 / ل 222 / أ) من طريق أحمد بن يونس أيضًا وعون بن سلام، كلاهما عن زهير.
    جميع هؤلاء رووه عن زهير، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ له: ((هل لك في ربيبة لنا فتكفلها؟)) ثم جاء فسأله عنها، فقال: تركتها عند أمها، قال: ((ما جاء بك؟)) قال: جئت يا رسول الله لتعلمني شيئًا أقول عند منامي، قَالَ: ((اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكافرون} ، ثم من على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك)) .
    هذا لفظ علي بن الجعد، ولفظ الباقين نحوه, وبعضهم لم يذكر قصة الربيبة،
    وقد بيَّن علي بن الجعد إدراجًا لزهير في الحديث يبين فيه أن الربيبة هي زينب.
    قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
    وقد تابع زهيرًا على روايته إسرائيل وزيد بن أبي أنيسة وأشعث بن سوّار وفطر بن خليفة.
    أما رواية إسرائيل، فأخرجها:
    الإمام أحمد في "المسند" (5 / 456) .
    والترمذي في "سننه" (9 / 349 رقم 3464) في الدعوات، باب منه.
    والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص468 رقم 802) .
    والحاكم في "المستدرك" (1 / 565) .
    ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5 / 460 - 461 رقم 2290) .
    وأشار الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (9 / 64) إلى أن البزار أخرجه أيضًا من هذا الطريق.
    جميعهم من طريق إسرائيل، عن جده أبي إسحاق، به نحو رواية زهير مع ذكر القصة، إلا أن الترمذي أحال على لفظ حديث شعبة الآتي، فقال: ((فذكره نحوه بمعناه)) ، وأما النسائي ففي روايته شيء من الاختلاف، وهي من رواية شعيب عن إسرائيل، وفيها ذَكَر نوفل أن صاحب القصة هو ظئر زيد بن ثابت.
    قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
    وأما رواية زيد بن أبي أنيسة، فأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2 / 81 - 82 رقم 786 / الإحسان) ، عنه، عن أبي إسحاق، عن فروة بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: دخلت عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، فقلت: يا نبي الله، علّمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي، قَالَ: ((اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكافرون} )) .
    وأما روايتا أشعث بن سوّار وفطر بن خليفة، فلم أجد من أخرجهما، لكن أشار إليهما أبو نعيم في "المعرفة" (2 / ل 222 / أ) عقب إخراجه لرواية زهير السابقة، فقال: ((رواه زيد بن أبي أنيسة وأشعث بن سوّار وإسرائيل وفطر بن خليفة، عن أبي إسحاق مثله)) .
    وخالف هؤلاء سفيان الثوري، وشعبة، وعبد العزيز بن مسلم، وشريك، وإسماعيل بن أبي خالد.
    أما سفيان، فقد اختلف عليه أيضًا.
    فرواه أبو داود الحَفري عنه، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن أبيه كما في "التهذيب" (8 / 266) ، وهذه الرواية موافقة لرواية زهير ومن وافقه، وهي التي ذكرها أبو موسى المديني كما في "الإصابة" (5 / 367) حيث قال: ((ورواه الثوري، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن أبيه)) .
    وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص469 رقم 804) من طريق عبد الله بن المبارك، عنه، عن أبي إسحاق، عن فروة الأشجعي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - لرجل: ((اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عند منامك، فإنها براءة من الشرك)) .
    هكذا رواه ابن المبارك عن سفيان مرسلاً، وانظر "تحفة الأشراف" (9 / 64) .
    ورواه النسائي أيضًا (ص468 - 469 رقم 803) من طريق مخلد بن يزيد، عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبي فروة الأشجعي، عن ظئر لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ((من قَرَأَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عند منامه فقد برئ من الشرك)) .
    كذا رواه مخلد، عن سفيان، فجعله من رواية أبي فروة، عن ظئر رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
    وخالفهما أبو أحمد الزبيري، فرواه عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبي فروة الأشجعي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - قال لرجل: ... ، فذكره بنحو سابقه.
    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5 / 459 رقم 2288) .
    وأما رواية شعبة، فأخرجها الترمذي في الموضع السابق من "سننه" (9 / 348 - 349 رقم 3463) ، من طريق أبي داود الطيالسي، عنه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عن فروة بن نوفل، أنه أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، فقال: يا رسول الله، علّمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي، فقال ... ، فذكره بنحو سابقه.
    وأما رواية عبد العزيز بن مسلم، فأخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3 / 169 رقم 1596) ، من طريق عبد الواحد بن غياث، عنه، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل قال: أتيت المدينة، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((ما جاء بك؟)) . قال: قلت: لتعلمني ... ، الحديث بنحو سابقه.
    ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "الثقات" (3 / 330 - 331) .
    وابن الأثير في "أسد الغابة" (4 / 59) .
    وأما شريك، فاختلف عليه أيضًا.
    فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" كما في "تفسير ابن كثير" (4 / 560) من طريق حجاج، حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ فروة بن نوفل، عن الحارث بن جبلة، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، علّمني ... ، الحديث بنحو سابقه، هكذا على أنه من مسند الحارث بن جبلة، ولم أجده في "المسند" المطبوع، وهو من "أطراف المسند" للحافظ ابن حجر (1 / ل 62 / أ) مثل ما جاء في "تفسير ابن كثير".
    وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص467 رقم 800) من طريق سعيد بن سليمان، حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ فروة، عن جبلة ... ، الحديث بنحو سابقه، هكذا على أنه من مسند جبلة بن حارثة أخي زيد بن حارثة. انظر "التهذيب" (2 / 61) .
    وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2 / 322 رقم 2195) من طريق محمد بن الطفيل، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ جبلة بن حارثة، أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((إذا أويت إلى فراشك فاقرأ ... )) ، الحديث بنحوه هكذا ليس فيه ذكر لفروة بين أبي إسحاق وجبلة.
    وثَمَّ اختلاف آخر؛ ففي "الإصابة" (5 / 367) : ((ورواه أبو صالح الحرّاني عن شريك، فزاد فيه رجلاً؛ قال بعد جبلة: عن أخيه زيد بن حارثة)) .
    وذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (1 / 456 - 457) جبلة هذا، وقال: ((وله في النسائي حديث متصل صحيح الإسناد من رواية أبي إسحاق، عن فروة، عن جبلة بن حارثة في القول عند النوم، ولفظه ... )) ، ثم ذكره.
    وهذا عجيب من الحافظ - رحمه الله -؛ إذ كيف يكون صحيح الإسناد وهو من رواية شريك بن عبد الله النخعي القاضي، وقد قال عنه هو في "التقريب": ((صدوق يخطئ كثيرًا تغيَّر حفظه منذ ولي القضاء)) كما تقدم بيانه في الحديث رقم [4] ؟! ومع ذلك فقد أعلّ ابن حجر نفسه هذا الطريق في موضع آخر، فقال في "الإصابة" (5 / 367) : ((وخالف الجميع شريك بن عبد الله القاضي، فقال: عن أبي إسحاق، عن جبلة بن حارثة، أخرجه النسائي من رواية سعيد بن سليمان عنه)) . اهـ، وهذا في معرض كلامه عن الاضطراب في هذا الحديث.
    وأما رواية إسماعيل بن أبي خالد، فأخرجها الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص308) من طريق محمد بن إسماعيل الصاغاني وعباس بن محمد بن حاتم، قالا: حدثنا يعلى - هو ابن عبيد الطنافسي -، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن أبي خالد -، عن أبي إسحاق قال: جاء رجل من أشجع إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، فقال: يا رسول الله، علمني ... ، الحديث بنحو سابقه هكذا عن أبي إسحاق مرسلاً.
    وبهذا العرض للاختلاف على أبي إسحاق فمن دونه يمكن ترجيح رواية من رواه عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، وهم زهير بن معاوية وإسرائيل وزيد بن أبي أنيسة ومن وافقهم ممن أشار إليهم أبو نعيم، وهذا الترجيح هو الذي قال به الترمذي، وأبو موسى المديني، والمزِّي، وابن حجر؛ لأن الذين رووه على هذا الوجه من الحفاظ، وهم الأكثر، وتؤيّدهم رواية عبد الرحمن بن نوفل عند المصنف هنا وغيره، ولأن كل طرق من الطرق التي فيها مخالفة يعتريها بعض ما يستوجب ترجيح سواها عليها كما سيأتي.
    أما الترمذي، فإنه أخرج الحديث من طريق شعبة وإسرائيل كما سبق، ثم قال بعد ذكره لرواية إسرائيل (9 / 349 - 350) : ((وهذا أصح، وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - نحوه، وهذا أشبه وأصحّ من حديث شعبة. وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه؛ قد رواه عبد الرحمن بن نوفل، عن أبيه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، وعبد الرحمن هو أخو فروة بن نوفل)) . اهـ.
    وأما أبو موسى المديني، فإنه ذكر الحديث من رواية سفيان الثوري السابق ذكرها، والتي هي موافقة لرواية زهير ومن وافقه، ثم قال: ((وقيل: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن رجل، عن فروة، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، والمشهور الأول)) . اهـ. من "الإصابة" (5 / 367) .
    وأما المزِّي، فإنه ذكر في "تحفة الأشراف" (9 / 63 - 64) رواية زهير وإسرائيل، ثم عرض بعض الاختلاف السابق، ثم رجَّح رواية زهير ومن وافقه بقوله: ((والأول أصح)) . اهـ.
    وأما ابن حجر، فإن ابن عبد البر ذكر في "الاستيعاب" (10 / 336 - 337) نوفل ابن فروة الأشجعي، ثم قال: ((حديثه في {قل يا أيها الكافرون} مختلف فيه، مضطرب الإسناد لا يثبت)) ، فردَّ عليه ابن حجر في "الإصابة" (6 / 482 - 483) فقال: ((زعم ابن عبد البر بأنه حديث مضطرب، وليس كما قال، بل الرواية التي فيها (عن أبيه) أرجح، وهي الموصولة، رواته ثقات فلا يضرّه مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب: أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت، فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، فذكره)) . اهـ.
    وفي "التهذيب" (8 / 266) أشار إلى رواية سفيان الثوري الموافقة لرواية زهير ومن وافقه، ثم قال: وكذا أرّخه أصحاب السنن الثلاثة من طريق زهير بن معاوية وإسرائيل، عن أبي إسحاق، وهو الصواب، واختلف فيه على أبي إسحاق اختلافًا كثيرًا)) . اهـ.
    وأما الجواب عن بقية الروايات، فكما يأتي:
    (1) أما رواية سفيان الثوري، ففيها اضطراب واختلاف على سفيان، وإحدى الروايات عنه موافقة للرواية الر اجحة التي هي أقوى من رواية سفيان، بكثرة العدد وسلامتها من الاختلاف.
    (2) وأما رواية شعبة فالرواية الراجحة أقوى منها لكثرة عدد من رواها مع توفر الضبط والإتقان فيهم، وبقرينة رواية عبد الرحمن بن نوفل عند سعيد بن منصور وغيره، وكذا رواية إسماعيل بن أبي خالد، القول فيها كالقول في رواية شعبة.
    (3) وأما رواية شريك فلا تنهض لمعارضة الرواية الراجحة؛ لأن شريكًا يخطئ كثيرًا كما في ترجمته في الحديث رقم [4] ، ومع ذلك فقد اختلف عليه أيضًا.
    (4) وأما رواية عبد العزيز بن مسلم فيترتب عليها إثبات صحبة فروة بن نوفل، وهذا أمر نفاه علماء الجرح والتعديل، فقد نقل ابن حجر في "الإصابة" (5 / 367) عن ابن أبي حاتم قوله في فروة: ((لا صحبة له)) .
    وذكر ابن حبان فروة هذا في كتاب "الثقات" (3 / 330 - 331) في الصحابة، وقال: ((يقال إن له صحبة)) ، وساق الحديث في ترجمته من طريق عبد العزيز بن مسلم، ثم قال: ((القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة؛ من ذكر صحبة رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضًا؛ لأن ذلك الموضع به أشبه، وعبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي ربما أوهم فأفحش)) .
    وذكره في التابعين من "الثقات" (5 / 297) ، وقال: ((قد قيل: إن له صحبة، وقد ذكرناه في الصحابة، والقلب إلى تلك اللفظة ليست بمحفوظة أَمْيَلُ، إنما قالها عبد العزيز بن مسلم القسملي، عن أبي إسحاق)) . اهـ.
    فإن قيل: لعلّ هذا الاختلاف من أبي إسحاق نفسه، فإنه قد اختلط.
    فالجواب: أن من الرواة عنه لهذا الحديث: شعبة وسفيان الثوري وشريك، وهم ممن روى عنه قبل الاختلاط كما سبق بيانه في الحديث رقم [1] .
    وبالجملة فالحديث صحيح من طريق عبد الرحمن بن نوفل، يتقوّى برواية أبي إسحاق له عن فروة بن نوفل، عن أبيه، والله أعلم.
    الكتاب: التفسير من سنن سعيد بن منصور
    دراسة وتحقيق: د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك

    129- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأحْوَص، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ التَّيْمي (1) قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ، فَسَمِعَ قَارِئًا يَقْرَأُ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ)) . وَسِرْنَا، فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، فَقَالَ: ((أَمَا هَذَا فَقَدْ غُفر لَهُ)) ، (فَكَفَفْتُ) (2) رَاحِلَتِي لِأَنْظُرَ مَنْ هُوَ، فَأُبَشِّرَهُ، فَنَظَرْتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَمَا رأيت أحدًا.
    __________
    (1) هو مُهاجِر أبو الحسن التَّيْمي، مولاهم، الكوفي، الصائغ، روى عن البراء بن عازب وابن عباس ورجل من الحضرميين له صحبة وغيرهم، روى عنه شعبة والثوري ومسعر وأبو عوانة وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الرابعة، وروى له الجماعة عدا ابن ماجه، ووثقه أحمد وابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان والنسائي.
    "الجرح والتعديل" (8 / 260 رقم 1182) ، و"التهذيب" (10 / 324 رقم 566) ، و"التقريب" (ص548 رقم 6927) .
    (2) في الأصل: ((فككففت)) ، وأصل الكفّ: المنع، ومن هذا قيل لطرف اليد: كَفٌّ؛ لأنها يُكَفُّ بها عن سائر البدن، وهي الراحلة مع الأصابع.
    انظر "لسان العرب" (9 / 305) .
    ويؤيد هذا المعنى رواية ابن الضريس للحديث (ص128 - 129) ، وفيها: ((فقصرت راحلتي لأنظر ... )) .
    [129] سنده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضرّ.
    وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4 / 65) و (5 / 378) من طريق شريك، و (5 / 376) من طريق المسعودي.
    والدارمي (2 / 329 رقم 3429) من طريق شعبة.
    وابن الضريس في "فضائل القرآن" (ص128 - 129 رقم 305) .
    والنسائي في فضائل القرآن" (ص82 رقم 53) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (ص431 رقم 704) ، كلاهما - أي ابن الضريس والنسائي - من طريق أبو عوانة.
    وجميعهم - شريك والمسعودي وشعبة وأبو عَوَانَةَ -، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، به نحوه إلى قوله: ((غفر له)) ، ولم يذكر آخره سوى ابن الضريس، ولفظه: ((فقصرت راحلتي لأنظر من الذي قرأ، فأبشره بما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -، فما دريت أي الناس هو)) .
    لكن لفظ رواية المسعودي عند الإمام أحمد: ((وجبت له الجنة)) ، بدلاً من قوله: ((غفر له)) .
    وله شاهد من حديث ابن مسعود قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سفر، ونحن نسير، فقرأ رجل من القوم: {قل يا أيها الكافرون} ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -: ((أما صاحبكم فقد برئ من الشرك)) ، فذهبت أنظر من هو، فأبشره، فقرأ رجل آخر: {قل هو الله أحد} ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -: ((أما صاحبكم فقد غفر له)) .
    أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص431 رقم 705) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أبي المصفَّى، أخبره أن ابن أبي ليلى الأنصاري أخبره عن ابن مسعود ... ، به.
    وهذا إسناد ضعيف.
    أبو المُصَفَّى المدني هذا الذي يروي الحديث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى، لم يرو عنه سوى سعيد بن أبي هلال، فهو مجهول كما في "الميزان" (4 / 573 رقم 10608) ، و"التقريب" (ص673 رقم 8371) ، وانظر "التهذيب" (12 / 237 - 238 رقم 1076) .


    الكتاب: التفسير من سنن سعيد بن منصور
    دراسة وتحقيق: د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك

    ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونُ} لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ
    5525 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، بِحَرَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي، قَالَ: «اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} » (1) .
    ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أَمَرَ بِهَذَا الْفِعْلِ
    5526 - أَخْبَرَنَا الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هَلْ لَكَ فِي رَبِيبَةٍ لَنَا، فَتَكْفُلُهَا زَيْنَبُ» قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: تَرَكْتُهَا عِنْدَ أُمِّهَا، قَالَ: «فَمَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ؟» قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي، قَالَ: «اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» (2) . [1: 104]
    __________
    (1) حديث صحيح، رجاله ثقات. أبو عبد الرحيم: اسمه خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد الحراني. وقد تقدم برقم (790) ، وانظر ما بعده.
    (2) إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد أخرج البخاري ومسلم لزهير بن معاوية من روايته عن أبي إسحاق. وهو في " مسند علي بن الجعد " رقم (2654) ، ونوفل: هو ابن فروة الأشجعي، يكنى أبا فروة، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث، وقد تقدم مع تخريجه برقم (791) ، ونزيد هنا:
    أخرجه الدارمي 2/459، وابن أبي شيبة 9/74 و10/249 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا زهير، بهذا الإسناد.
    وأخرجه النسائي في " اليوم والليلة " (802) من طريق إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق عن فروة بن نوفل، عن أبيه، قال أتى ظِئر زيد بن ثابت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأله أن يعلمه شيئاً يقوله حين يأخذ مضجعه، قال: "اقرأ {قل يا أيها الكافرون} ، ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك".
    وأخرجه ابن أبي شيبة 9/74 عن مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ.
    قال: "اقرأ {قل يا أيها الكافرون} ، ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك" ورجاله ثقات.
    وقال الحافظ في " أمالي الأذكار " بعد تخريجه، فيما نقله عنه ابن علان في " الفتوحات الربانية " 3/156: حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وأخرجه ابن حبان في " صحيحه "، وفي سنده إختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي، فلذا اقتصر على تحسينه.
    قلت: وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (800) ، والطبراني في " الكبير " (2195) من طريقين عن شريك، عن أبي إسحاق، عن جبلة ابن حارثة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ {قل يا أيها الكافرون} حتى تمر بآخرها، فلها براءة من الشرك ".
    قلت: وجبلة بن حارثة له صحبة، وهو أخو زيد بن حارثة، وعم أسامة ابن زيد، وهو أكبر سناً من زيد، قال الحافظ في " الإصابة " 1/225 عن حديثه هذا بعد أن نسبه للنسائي: حديث متصل صحيح الإسناد ...
    وفي الباب عن أنس عند البيهقي في " الشعب " رفعه: " اقرأ {قل يا أيها الكافرون} عند منامك، فإنها براءة من الشرك "، نقله عنه السيوطي في " الجامع الكبير " 1/134.
    وعن خباب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إذا أخذت مضجعك فاقرأ {قل يا أيها الكافرون} " وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أخذ مضجعه قرأ {قل يا أيها الكافرون} حتى يختمها. أخرجه البزار (3113) ، وفي سنده جابر الجعفي وهو ضعيف.
    الكتاب: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان
    حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك



    503 - "اقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] في كل ليلة ونَمْ على خاتمتها فإنها براءة من الشرك"
    قال الحافظ: حديث فروة بن نوفل عن أبيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنوفل: فذكره، صحيح أخرجه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم" (2)


    حسن
    يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:
    - فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه قال: دفع إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنة أم سلمة وقال: "إنما أنت ظِئْري" قال: فمكث ما شاء الله، ثم أتيته فقال "ما نعلت الجارية أو الجويرية؟ " قلت: عند أمها، قال "فمجيء ما جئت؟ " قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال "اقرأ عند منامك: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (3)} [الكافرون: 1] ثم نَمْ على خاتمتها فإنّها براءة من الشرك"
    أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 141) وابن أبي شيبة (9/ 74 و 10/ 249)وفي "الأدب" (243) والدارمي (3430) والبخاري في "الكبير" (4/ 2/ 108) وأبو داود (5055) والنسائي في "اليوم والليلة" (801) وفي "الكبرى" (11709) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2654) والخرائطي في "المكارم" (2/ 894) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 156) وابن حبان (790 و 5526) والطبراني في "الدعاء" (277) وابن السني في "اليوم والليلة" (689) والحاكم (2/ 538) وأبو نعيم في "الصحابة" (6428) والبيهقي في "الدعوات" (358) وفي "الشعب" (2289) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 308) والواحدي في "الوسيط" (4/ 564) وابن عساكر في "معجم الشيوخ" (1028)
    عن زهير بن معاوية الكوفي
    وأحمد (5/ 456) والترمذي (5/ 474) والبزار (تغليق التعليق 4/ 408) والنسائي في "اليوم والليلة" (802) والحاكم (4) (1/ 565) والبيهقي في "الشعب" (2290)
    عن إسرائيل بن يونس (واللفظ لحديثه)
    وابن حبان (789 و 5525)
    عن زيد بن أبي أُنيسة الجزري
    وابن قانع (3/ 156) والطبراني في "الدعاء" (278)
    عن أشعث بن سَوَّار الكندي
    وابن قانع (3/ 156)
    عن محمد بن أبان الجعفي
    وعن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري
    كلهم عن أبي إسحاق به.
    قال الحافظ: إسناده صحيح، تغليق التعليق 4/ 408
    - وقال شعبة: عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة بن نوفل أنّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - (5).
    أخرجه الترمذي (3403) وابن قانع (3/ 156)
    قال المزي: كذا قال شعبة، والصحيح حديث أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه. تحفة الأشراف 8/ 258
    - وقال عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلِي: عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    أخرجه أبو يعلى (1596) وابن حبان في "الثقات" (3/ 330 - 331) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 359) من طريق عبد الواحد بن غياث البصري ثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي عن أبي إسحاق به.
    واختلف فيه على القسملي، فرواه العباس بن الفضل الأزرق عنه ثنا أبو إسحاق عن أبي فروة قال: قدمت المدينة، وذكر الحديث.
    أخرجه الحارث في "مسنده" (بغية الباحث 1053) وأبو نعيم فى "الصحابة" (6951)
    والعباس بن الفضل ضعيف جدا.
    قال ابن حبان: القلب يميل إلى أنّ هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنا نذكره فى كتاب التابعين أيضا لأنّ ذلك الموضع به أشبه، وعبد العزيز بن مسلم ربما أوهم فأفحش"
    - ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه:
    • فقال مخلد بن يزيد القرشي الحراني: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبو فروة الأشجعي عن ظِئر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    أخرجه النسائي فى "اليوم والليلة" (803)
    • وقال غير واحد: عن سفيان عن أبي إسحاق عن فروة الأشجعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (804)
    عن عبد الله بن المبارك
    والخرائطي فى "المكارم" (2/ 893)
    عن وكيع
    والبيهقي في "الشعب" (2288)
    عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وعبد الله بن أحمد في "العلل" (1612) وابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 25 - 26)
    عن يحيى القطان
    كلهم عن سفيان به.
    - ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق مرسلا.
    أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 308)
    - وقال شَريك بن عبد الله النخعي: عن أبي إسحاق عن فروة عن جَبَلة بن حارثة قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
    أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (800) وأبو نعيم في "الصحابة" (2503) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي (6) ثنا شريك عن أبي إسحاق به.
    قال الحافظ: حديث متصل صحيح الإسناد" الإصابة 2/ 62
    قلت: أبو إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من فروة، وشريك مختلف فيه، واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه محمَّد بن الطفيل عنه عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة، لم يذكر فروة.
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (2195) و"الأوسط" (1989)
    ورواه بشر بن الوليد الكندي عن شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن خارجة بن جبلة أو عن جبلة.
    أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (609)
    ورواية زهير بن معاوية ومن تابعه أصح (تحفة الأشراف 9/ 64)
    قال الترمذي: روى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة، وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث"
    وقال ابن عبد البر: حديث مختلف فيه مضطرب الإسناد لا يثبت" الاستيعاب 10/ 337
    وتعقبه الحافظ فقال: وزعم ابن عبد البر بأنّه حديث مضطرب، وليس كما قال بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح وهي الموصولة، ورواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب أنْ تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه: فذكره" الإصابة 10/ 196
    قلت: ما قاله الترمذي والحافظ هو الصواب لسببين:
    الأول: أنّه رواية الأكثر.
    الثاني: أنّ إسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق من أثبت الناس في أبي إسحاق.
    قال أبو حاتم: ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق" الجرح 1/ 1/ 331
    وقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق: كان أصحابنا سفيان وشريك - وعدّ قوما - إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني واتقن لها مني وهو كان قائد جده" تاريخ بغداد 7/ 22
    وقال حجاج الأعور: قلنا لشعبة: حدثنا حديث أبي إسحاق. قال: سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني" الكامل 1/ 413
    وقال عبد الرحمن بن مهدي (7): إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري" الكامل 1/ 413
    وقال الذهبي: شعبة أثبت منه إلا في أبي إسحاق" الميزان 1/ 209
    قلت: وأبو إسحاق تقدم أنّه كان يدلس ولم يذكر سماعا من فروة بن نوفل، وفروة اختلف في صحبته والصواب أنّه تابعي ولا تثبت له الصحبة كما قال أبو حاتم وابن حبان وغيرهما، وإنما الصحبة لأبيه، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم.
    ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبيه بل تابعه أخوه عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه به.
    أخرجه سعيد بن منصور (128) وابن أبي شيبة (8) (9/ 74 و 10/ 249 - 250) قالا: ثنا مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل به.
    وأخرجه البخاري في "الكبير" (3/ 1/ 357) عن أبي جعفر (1) ثنا مروان بن معاوية به.
    وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (6425) من طريق حفص بن عبد الله الحلواني ثنا مروان به.
    وعبد الرحمن بن نوفل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 112)، ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا مالك الأشجعي فهو مجهول.
    وللحديث شاهد عن البراء بن عازب وعن أنس بن مالك
    فأما حديث البراء فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (8/ 657)
    قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنوفل بن معاوية الأشجعي "إذا أتيت مضجعك للنوم فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] فإنك إذا قرأتها فقد برئت من الشرك".
    وأما حديث أنس فأخرجه البيهقي في "الشعب" (2291) عن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي ثنا أحمد بن عبيد ثنا محمَّد بن عبد الله الدينوري ثنا سليمان بن داود ثنا يزيد بن خالد عن شيبان عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ "اقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافِرون: 1] عند منامك فإنها براءة من الشرك".
    وقال: هو بهذا الإسناد منكر، وإنما يعرف بالإسناد الأول - أي إسناد حديث نوفل -"
    قلت: الحديث بمجموع طريقيه وشاهديه لا ينزل عن رتبة الحسن والله تعالى أعلم.



    __________
    (1) عند ابن أبي عاصم وابن الأثير والطبراني وأبي يعلى وأبي نعيم "بن" والصواب ما أثبته وهو عند البخاري لأنّ يوسف هو ابن سعد يكنى أبا يعقوب.
    (2) عند الطبراني وأبي نعيم "أنّ" وعند البخاري "أبي"
    (3) 13/ 373 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)
    (4) وقال: صحيح الإسناد"
    (5) رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن جعفر عن شعبة هكذا, ورواه يحيى القطان عن شعبة فلم يذكر عن رجل.
    أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (1612)
    (6) تابعه إبراهيم بن أبي الوزير المكي ثنا شريك به.
    أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (1/ 162)
    وخالفهما إسماعيل بن أبان الوراق فرواه عن شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه.
    أخرجه ابن قانع (3/ 156).
    (7) انظر "سير الأعلام" (7/ 359)
    (8) وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (1304)

    الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
    المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
    المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك

    691 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا محمَّد بن عبد الله بن المبارك ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما جاء بك؟ "، قال: جئت يا رسول الله لتعلمني شيئًا أقوله عند منامي (1)، قال: "إذا أخذت مضجعك؛ فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (2)}، ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك".

    691 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (468/ 801)، و"السنن الكبرى" (6/ 524/ 11709) بسنده سواء.
    وأخرجه أبو داود (4/ 313/ 5055) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 118/ 358)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص 308)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 594) -، وابن أبي شيبة في "الأدب" (264/ 243)، و"مصنفه" (9/ 74 / 6579 و 10/ 249/ 9353)، وأحمد في "مسنده" (5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) -وقد سقط من المطبوع-, والدارمي في "سننه" (10/ 536/ 3692 - فتح المنان) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 198/ ب- المحموديّة) -، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 264)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 108)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 923 - 924/ 2654)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 919/ 277)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 70/ 790 و 12/ 335/ 5526 و 354 - 355/ 5546 - إحسان)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2686 - 2687/ 6428)، والحاكم (2/ 538) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 498/ 2520) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 894/ 998)، والواحدي في "الوسيط" (4/ 564) بطرق عن زهير بن معاوية به.
    وأخرجه الترمذي (5/ 474)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (468/ 802)،
    وأحمد في "مسنده" (5/ 456) و (5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) -وسقط من المطبوع-، وابن الأعرابي في "معجمه" (2/ 599/ 1182)، والبزار في "مسنده"؛ كما في "تغليق التعليق" (4/ 408)، و"النكت الظراف" (9/ 64)، والحاكم (1/ 565) -وعنه الببهقي في "شعب الإيمان" (2/ 499/ 2521) بطرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق به.
    وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 69 - 70/ 789 و 12/ 334 - 335/ 5525 و 354/ 5545 - إحسان) بسند صحيح إلى أبي عبد الرحيم الحراني عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق به.
    وأخرجه أحمد في "مسنده" (5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) عن يحيى بن آدم وعبد الرزاق وأبي أحمد الزبيري ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق به.
    وخالفهم وكيع وعبد الله بن المبارك؛ فروياه عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن فروة به مرسلًا لم يذكر (عن أبيه): أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 893 / 997)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (804).
    وأخرجه النسائي (803) من طريق مخلد عن الثوري عن أبي إسحاق عن فروة عن ظئر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
    وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 498/ 2519) من طريق أحمد بن الوليد الفحام عن أبي أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي فروة الأشجعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    وأصحها فيما يبدو لي الرواية الأولى المسندة -والله أعلم-.
    قلت: مدار الحديث عند الجميع على أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس مختلط؛ لكنه رواه عنه سفيان الثوري وهو أحفظ أصحاب أبي إسحاق لحديثه وأتقنهم له.
    قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
    وقد وقع اضطراب في هذا الحديث، وهاك بيانه:
    فقد رواه زهير بن معاوية وإسرائيل والثوري وزيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق؛ كما تقدم بيانه.
    وخالفهم شعبة؛ فرواه عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن فروة بن نوفل: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث: أخرجه الترمذي (5/ 474/ 3403).
    قلت: ورواية شعبة هذه شاذة بلا شك؛ لمخالفتها للثقات الذين رووه عن أبي إسحاق، كما تقدم، ولأن فروة بن نوفل هذا لا تصح صحبته؛ قال الحافظ في "التقريب": "مختلف في صحبته والصواب: أن الصحبة لأبيه"
    فكيف جاء في رواية شعبة أن فروة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا صحبة له؟!.
    ولذلك قال الترمذي عقب رواية إسرائيل السابقة: "هذا أصح"؛ يعني: من رواية شعبة.
    ثم قال: "وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وهذا أشبهُ وأصح من حديث شعبة. وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث".
    وقال المزي في "تحفة الأشراف" (9/ 64): "والأول -يعني-: رواية زهير وإسرائيل - أصح".
    وخالفهم شريك بن عبد الله القاضي، فرواه عن أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن الحارث أو الحارث بن جبلة مرفوعًا. فجعله من مسند جبلة.
    أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (467/ 800)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 162)، وأحمد في "مسنده"؛ كما في "إطراف المسند المعتلي" (2/ 220 - 221/ 2136)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 287/ 2195)، و"المعجم الأوسط" (2/ 275/ 1968)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 974/ 2503)، وبعضهم ذكر فروة وبعضهم لم يذكره.
    قلت: لكن شريكًا هذا ضعيف؛ لسوء حفظه، وقد خالف أصحاب أبي إسحاق فيه، والقول قولهم، وروايته منكرة.
    وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 954/ 1053 - بغية الباحث)، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 169/ 1596)، وابن حبان في "الثقات" (3/ 330 - 331)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 2988/ 6951)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 594) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسلمي عن أبي إسحاق عن فروة به مرسلًا.
    قال ابن حبان: "القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضًا؛ لأن ذلك الموضع به أشبهُ وعبد العزيز ربما وهم فأفحش".
    وقال (5/ 297): "فروة؛ قد قيل: إن له صحبة، وقد ذكرناه في "الصحابة"، والقلب إلى تلك اللفظة ليست بمحفوظة أميل؛ إنما قالها عبد العزيز بن مسلم القسلمي".
    وتعقبه الحافظ ابن حجر بما لا طائل تحته في "النكت الظراف" (9/ 64،؛ فقال: "اللفظة ثابتة وإنما سقط من رواية عبد العزيز قوله: "عن أبيه"؛ فإن ذلك محفوظ عنه وهو صحابي باتفاق".
    قلت: رواية عبد العزيز هذه شاذة؛ لأن في عبد العزيز كلام، ولأنه خالف سائر أصحاب أبي إسحاق ممن رواه مسندًا، وقد بينت آنفًا أن فروة لا صحبة له وهو ظاهر رد ابن حبان لرواية عبد العزيز، فكلام ابن حبان وقصده من كلمة "هذه اللفظة"، يعني:
    جعل عبد العزيز بن مسلم فروة بن نوفل صحابيًا وليس المقصود لفظ الحديث المرفوع، وهذا صريح في قول ابن حبان: "القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله"؛ فكلام ابن حبان على إثبات الصحبة أو نفيها، وكلام الحافظ على لفظ الحديث، وبينهما فرق واضح.
    قلت: وبسبب هذه الاختلاف أعله بعض أهل العلم بالاضطراب، وممن أعله به: - الإِمام الترمذي في "جامعه": "وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث".
    - الإِمام ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 538 - "هامش الإصابة"): "حديثه في: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} مختلف فيه، مضطرب الأسانيد لا يثبت" أ. هـ.
    وتعقب الترمذيّ الحافظُ المزيُ في "تحفة الأشراف" (8/ 252): "قلت: كذا قال، والصحيح حديث أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه".
    وهو كما قال؛ كما بينته آنفًا.
    لكن المزي خالف هذا الترجيح في "تهذيب الكمال" (30/ 72) فوقع فيما وقع فيه الترمذي؛ حيث قال: "وهو حديث مضطرب الإسناد".
    وتعقب الحافظ ابنُ حجر في "الإصابة" (3/ 578) ابنَ عبد البر؛ فقال: "وزعم ابن عبد البر بأنه حديث مضطرب! وليس كما قال، بل الرواية التي فيها: "عن أبيه" أرجح؛ وهي موصولة ورواته ثقات فلا يضرُه مخالفة من أرسله بلا خلاف".
    قلت: وكلامه هذا أحسن من كلامه في "نتائج الأفكار": "وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق؛ ولذلك اقتصرت على تحسينه".
    قلت: ليس كل اختلاف أو اضطراب له محل من النظرة فإن شرط الاضطراب؛ كما هو معلوم أن تتساوى وجوه الاختلاف في القوة بحيث لا يمكن الجمع بينها أو ترجيح أحدها على الآخر، وهذا معدوم في حديثنا هذا، فإن رواية الجماعة -بلا شك- أصح طرق الحديث وأقواها، وما عداها إما ضعيف منكر أو تفرد ثقة واحد بسند دون سندهم ولا يضرهم هذا؛ كما هو ظاهر؛ ولذلك قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (3/ 578) -في ترجمة "نوفل الأشجعي"- راوي حديثنا هذا: "شرط الاضطراب: أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت؛ فالحكم للراجح بلا خلاف" أ. هـ.
    وجملة القول: إن الرواة اختلفوا على أبي إسحاق السبيعي في هذا الحديث، والصحيح منها هو رواية الجماعة عن أبي إسحاق بإثبات: "عن أبيه"، وهذا هو الذي رجحه الترمذي، والدارقطني في "العلل" (ج 1/ ل 152/ ب)، والمزي والحافظ ابن حجر. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2/ 394 /128 - تكملة)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 74/ 6580 و 10/ 249 - 250/ 935)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 357)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 19 - 20/ 1304)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2687/ 6429) من طريق مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه به.
    قلت: إسناده ضعيف؛ فيه علتان:
    الأولى: نوفل الأشجعي؛ تابعي ثقة لكن لا تصح صحبته؛ فهو مرسل.
    الثانية: عبد الرحمن بن نوفل؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 357)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 294) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثقه إلا ابن حبان (5/ 112) على عادته في توثيق المجاهيل.
    وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 207/ 7906 - ط. دار الرشد) -، وابن عدي في "الكامل" (2/ 647)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 241/ 12993)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 96) عن جبارة بن مغلس: ثنا حجاج بن ميمون عن ابن عباس به.
    قال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف جبارة بن المغلس".
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 121): "وفيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف جدًا".
    قلت؛ وفاتهما إعلاله بحجاج بن تميم؛ قال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن عدي: "ليس رواياته بالمستقيمة"، وقال الذهبي: "أحاديثه تدل على أنه واه" أ. هـ.
    وقد توبع! فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2142) من طريق شيبان: ثنا محمَّد بن زياد: ثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس به.
    قلت: لكن محمدًا بن زياد هذا؛ كذاب؛ فلا يفرح به.
    وشاهد آخر من حديث خباب بن الأرت - رضي الله عنه - بنحوه، أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 27/ 3113 - كشف)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 81/ 3708) من طريق شريك القاضي، عن جابر الجعفي عن معقل الزبيري عن عباد بن الأخضر عن خباب به.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل:الأولى: جابر الجعفي؛ متروك الحديث بل اتهم بالكذب، وبه وحده أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 121).
    الثانية: شريك القاضي؛ سيىء الحفظ.
    الثالثة: عباد بن الأخضر لم يدرك أحدًا من الصحابة.
    وشاهد ثالث من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 499/ 2522).
    قال البيهقي: "وهو بهذا الإسناد منكر".
    قلت: وفيه من لم أعرفه.
    وقد صحح الحديث شيخنا في "صحيح سنن أبي داود" (4227)، وحسنه في "صحيح الجامع الصغير" (292).
    وقد صح الحديث من حديث رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رضي الله عنه) دون تقييده عند النوم:
    أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (431/ 604)، و"فضائل القرآن" (5/ 16/ 8028)، ومسدد بن مسرهد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 206/ 7902 و 7903 - ط. دار الرشد)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 423 - 424/ 962)، وأحمد (4/ 63)، والدارمي في "سننه" (10/ 535/ 3691 - فتح المنان)، وسعيد بن منصور في "سننه" (2/ 404/ 129 - تكملة)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (205/ 306)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 86) بطرق عن مهاجر أبي الحسن عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رضي الله عنه) جاء زمن زياد إلى الكوفة فسمعته يحدث قال: كنت أسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة ظلماء ذات ريح وركبتي تصيب أو تمس ركبته، فسمع رجلًا يقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى ختمها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد برىء هذا من الشرك" ... الحديث.
    قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وجهالة الصحابة لا تضر، كما هو معلوم.
    وصححه البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 206).
    __________
    (1) في هامش "م": "مسائي".





    الكتاب: عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ «عَمَلِ اليَوم وَالليلة» لابن السُّنِّي
    المؤلف: أبو أسامة، سليم بن عيد الهلالي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,728

    افتراضي رد: اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك

    بارك الله فيك ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •