الفرق بين التجديد والابتداع
1. التجديد
التجديد كما ذكرنا سابقًا يعني إحياء أو إعادة النظر في الأفكار والمفاهيم أو حتى الأحكام لتناسب الزمان والمكان، دون المساس بالأصول الثابتة. التجديد يعتمد على الرجوع إلى النصوص الشرعية (القرآن والسنة) والاجتهاد في الاستفادة منها بطريقة مناسبة للظروف المعاصرة.
التجديد يهدف إلى التطوير والتحديث بما يتناسب مع الواقع الجديد، ولكنه يظل ضمن الحدود الشرعية والأسس المتفق عليها في الدين.
2. الابتداع
الابتداع في اللغة يُشير إلى إحداث شيء جديد، لكن في السياق الشرعي، هو إحداث أمر ديني لم يكن له سابقة أو لم يُذكر في النصوص الشرعية. الابتداع في الدين يعني إضافة أو اختراع عبادات أو أحكام غير موجودة في القرآن أو السنة.
الابتداع غالبًا ما يرتبط بـ تحريف أو تغيير في الدين وفقًا لأهواء أو اجتهادات غير مستندة إلى النصوص الشرعية، وهو محظور شرعًا. في الحديث الشريف، قال النبي ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (رواه مسلم)، أي أن كل إضافة على الدين من غير دليل شرعي يعتبر بدعة.
الفرق الجوهري بين التجديد والابتداع:
التجديد: هو إحياء الأفكار أو الأحكام الشرعية ضمن الحدود التي وضعها القرآن والسنة، مع مراعاة الظروف الحالية. التجديد لا يمس الأسس الثابتة للدين ويهدف إلى التفاعل مع المتغيرات.
الابتداع: هو إضافة أو اختراع أمور جديدة في الدين لم ترد في النصوص الشرعية، وهو محظور في الإسلام. الابتداع يتجاوز الحدود الشرعية ويُعتبر تحريفًا للدين.
التجديد يُعتبر عملية إعادة تفسير وتطبيق النصوص الشرعية بما يتناسب مع الواقع المتغير، بينما الابتداع هو إحداث شيء جديد في الدين لا يتماشى مع النصوص الشرعية، ويُعتبر تحريفًا أو خروجًا عن المنهج الصحيح.
______________________
كتبه فضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني