يا راكبا بلغن عني مغلغلة
الموسوعة الشعرية
العصر الاسلامى
الممزَّق السهمي
ديوان الممزَّق السهمي
البسيط
قال ابن هشام:
عدد مهاجري إلى الحبشة
فكان جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم صغاراً وولدوا بها ثلاثة وثمانين رجلاً إن كان عمار بن ياسر فيهم وهو يشك فيه.
الأبيات 6
يــا راكبــا بلغـن عنـي مغلغلـة مـن كـان يرجـو بلاغ اللـه والدين وكـل امرىـء مـن عباد الله مضطهد ببطـــن مكــة مقهــور ومفتــون أنــا وجــدنا بلاد اللــه واسـعة تنجـي مـن الذل والمخزاة والهون فلا تقيمـوا علـى ذل الحيـاة وخـز ي فـي الممـات وعيـب غيـر مـأمون إنـا تبعنـا رسـول اللـه واطرحوا قـول النـبي وعالوا في الموازين فاجعل عذابك في القوم الذين بغوا وعــائذا بـك ان يغلـوا فيطغـوني
الممزَّق السهمي
4 قصيدة
1 ديوان
عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم السهمي (حسب كتب السيرة) (1) وهو عند الآمدي: عبد الله بن حذافة السهمي سهم بن عمرو بن هصيص المعروف بالممزَّق السهمي القرشي سفير رسول الله إلى كسرى: وقد وقع الخلط فيه قديما بينه وبين ابن عمه عبد الله بن الحارث الملقب ب (المُبْرق ) (2) ابن عم الشاعر عبد الله بن الزِّبَعْرَى بن قيس بن عدي السهميز
قال الآمدي في "المؤتلف والمختلف" فيمن يقال لهم الممزَّق بفتح الزاي قال: أحد شعراء قريش يقال له الممزَّق ذكر ذلك ابن سلام الجمحي في شعراء مكة (3) وهو القائل:
وذكر مصعب الزبيري كل ذلك في "نسب قريش" وفسر الإبراق قال: والإبراق الذهاب.
وتلكـم قريش تجحد اللّه حقه كمـا جحدت عاد ومدين والحجرُ
فـإن أنا لم أبرق فلا يسعنَّني مـن اللّه بر ذو فضاءٍ ولا بحرُ
وليس للبيت ذكر ولا تفسير في معاجم اللغة وفيها (وأبرَق الرجل إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به)
ولم يذكره مرتضى الزبيدي في مادة مزق فيمن يلقب بالممزق، كما لم يذكره في مادة برق !
واما عبد الله بن الحارث فأبوه الحارث بن قيس بن عدي بن سهم أحد أشراف الجاهلية العشرة الذين سماهم ابن بري في كتابه (الجوهرة) قال: (المسلمون من العَشرة الذين ذكرهم ابنُ الكلبي هشام، وانتهى إليهم الشرف في قريش ثمانية: العباسُ بن عبد المطلب الهاشميُّ، وأبو سفيان بن حرب الأُمويُّ، وعثمان بن طلحة العبدريُّ، ويزيد بن زمعة الأسدي، وأبو بكر الصدِّيق التَّيميُّ، وخالد بن الوليد المخزوميُّ، وعمر بن الخطاب العَدَويُّ، وصفوان بن أمية الجمحيُّ. والاثنان الباقيان ماتا مشركين، وهما: الحارثُ بن عامر بن نوفل بن عبد مناف النَّوفليُّ. والثاني الحارث بن قيس بن عديِّ بن سهمٍ السَّهميُّ....قال :
وأما الحارثُ بن قيس بن عدي السهميُّ فكان أحد المستهزئين الذين جعلوا القرآن عِضين، وهو الذي يقال له ابن الغيلطة، وهي أمُّه وإليها يُنسب ولدُها. فيقال لهم الغياطل، وهي من بني كنانة. وأبوه قيس بن عدي، وهو جدُّ عبد الله بن الزِّبعري الأقرب. كان في زمانه من أجلِّ قريش رجلاً، وهو الذي جمع الأحلاف على بني عبد مناف. والأحلاف: عدي ومخروم وسهم وجُمح.
وبنو الحارث بن قيس تسعةٌ، منهم ثمانية مسلمون، وهم: تميمٌ وبشرٌ وسعيدٌ وعبد الله (يعني صاحب هذا الديوان) ومَعمر وأبو قيس والسائب والحارث. والتاسع الحجاج بن الحرث، أُسر يوم بدر ومات كافراً. وهاجر الثمانية كلُّهم إلى أرض الحبشةِ. ولم يذكر ابن إسحاق أحداً منهم في من شهد بدراً. واستشهد تميم يوم أجنادين، وقُتل عبد الله منهم (يعني صاحب هذا الديوان) يوم الطائف شهيداً. والسائب جُرح يوم الطائف، واستشهد يوم فحل بالشام. وقيل إنَّ السائب استُشهد مع أخيه عبد الله بالطائف، كذا قال الزبير بن بكار وطائفةُ. وقد قيل: إن عبد الله قُتل باليمامة شهيداً مع أخيه أبى قيس بن الحارث، فالله أعلمُ)
قال: ويقال لعبد الله بن الحارث هذا "المُبْرِق"، لبيت قاله في قصيدة، هو:
وفيها يقول:
إذا أنا لم أُبرِق فلا يَسَعنَّني من الأرض برٌّ ذو فضاءِ ولا بحر (1) وهما رجلان مختلفان أبناء عم ترجم ابن سعد لهما في الطبقات في أعلام بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وافتتح ذلك بترجمة ابن حذافة قال:
وتلكـم قريشٌ تجحدُ الله ربَّها كما جحدت عادٌ ومَدينُ والحِجْرُ
عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وهو أخو خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد خنيس بدرا ولم يشهد عبد الله بدرا ولكنه قديم الإسلام بمكة وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر وهو رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه الى كسرى (ثم أورد الحديث) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه الى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه الى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين الى كسرى فلما قرأه خرقه قال بن شهاب فحسبت أن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق ... ... وكانت الروم قد أسرت عبد الله بن حذافة فكتب فيه عمر بن الخطاب الى قسطنطين فخلى عنه ومات عبد الله بن حذافة في خلافة عثمان بن عفان .. (وفي رواية أخرى أن الذي دعا على كسرى هو عبد الله بن حذافة فقال مزّق الله ملكه) والأرجح ان هذه الكلمة سبب تلقيبه بالممزق، وفي هذه الحالة يكون (الممزِّق) بكسر الزاي لا كما حكى الآمدي.)
ثم ترجم ابن سعد لعبد الله صاحب هذا الديوان قال:
(عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة قال محمد بن إسحاق وكان عبد الله بن الحارث شاعرا وهو المبرق وسمي بذلك ببيت قاله
وكان من مهاجرة الحبشة وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق
إذا أنـا لم أبرق فلا يسعنني مـن الأرض بر ذو فضاء ولا بحر
قلت انا بيان: قوله: (وامه ام الحجاج من بني شنوق) يعني بالحجاج أخاه وهو خلاف ما قال مصعب في "نسب قريش" قال: (وعبد الله بن الحارث، قتل يوم الطائف شهيداً، وأمه من بني نمير بن عامر؛ والحجاج بن الحارث، أسر يوم بدر، وأمه من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة. وقد انقرض بنو الحارث بن قيس، ولا عقب لهم. قال: (وولد الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. عبد الله بن الزبعرى الشاعر الذي يقول ...إلخ)
(2) في خلاف عجيب تصحف على كبار العلماء ! وذكرته أنا بيان في صفحة القصيدة الثالثة من هذا الديوان.
(3) وهو من أهم فصول كتابه "طبقات فحول الشعراء" وأوله: (وبمكة شعراء فأبرعهم شعرا) ثم أورد أسماء تسعة شعراء أولهم ابن الزبعرى وثامنهم الممزَّق السهمي ثم أتبع ذلك بأخبارهم وأشعارهم. ويبدو أن كلامه عن الممزق السهمي سقط خطأ من نشرة المستشرق الألماني جوزف هل، وهي النشرة المتداولة في المواقع الأدبية ومنها نشرة موسوعتنا (قارن بين نشرة جوزف هل ونشرة محمود شاكر للكتاب ولم تسقط ترجمة الممزق السهمي من نشرته ورقمها 328. (وقد نقلت كلامه برمته في صفحة التعريف بالديوان فانظره هناك)
وقد افتتح ابن هشام في تهذيب السيرة أخبار مهاجرة الحبشة بترجمة الممزق السهمي إلا أنه لم يذكر هذا اللقب وسماه عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم.