ما شجر بين الصحابة
فصل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
ويجب الإمساك عما شجر بين الصحابة بعد قتل عثمان -رضي الله عنه- من خلاف وقتال، لأنه زِيدَ فيه ونقص منه، وغُيِّر عن وجهه، وكثير مما يُروى كذب وزور عليهم. وأكثر أهل السنة على أن المجتهد المصيب عليّ -رضي الله عنه-، والمخطئ من خالفه، وهو مجتهد مرفوع عنه الإثم معذور في خطئه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عمار بن ياسر: (ويح عمّار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- عن الخوارج: (يقتلها أولى الطائفتين بالحق)، وقد قاتلهم عليّ -رضي الله عنه-. وسب الصحابة من عظائم الذنوب، سواء علي -رضي الله عنه- ومن معه، وطلحة والزبير، ومعاوية ومن معهم -رضي الله عنهم أجمعين-، بل هم جميعاً ممن قال الله فيهم: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (الحجر:47)
منقول