تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: آداب إسلامية منشودة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي آداب إسلامية منشودة

    آداب إسلامية منشودة (1)
    أهمية التحلي بالآداب الإسلامية









    كتبه/ سعيد محمود

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فإن من نعمة الله علينا أن أكمل لنا الدين وأتم لنا النعمة، وأرسل إلينا رسولًا رحيمًا بأمّته، فما من خير إلا ودلنا عليه، وما من شرٍ إلا وحذرنا منه -صلى الله عليه وسلم-.

    ولقد كان من جملة الخير الذي دلنا عليه: آداب شملت كثيرًا من أمور الدين والدنيا؛ فالعبادات لها آداب، ومخالطة الناس لها آداب، والتعامل مع النفس له آداب، والأدب هو الدِّينُ كله.

    والآداب منها ما هو مستحب، ومنها ما هو واجبٌ، ومنها ما هو مُباح؛ ولذلك اعتنى علماء الإسلام بهذا الجانب وصنَّفوا فيه كثيرًا من الكتب والمصنفات.

    ولا شك أن الأدب في الإسلام مهم جدًّا، وينبغي للمسلم أن يعتني بالآداب الشرعية في جميع الأمور.

    فما تعريف الأدب؟ وما منزلته وفضله؟ وما أنواعه؟

    أولًا: تعريف الأدب:

    قال ابن حجر -رحمه الله تعالى- في شرحه لكتاب الأدب من صحيح البخاري: "الأدب استعمال ما يُحمد قولًا وفعلًا. وعبر بعضهم عنه: بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق. وقيل: الوقوف مع الأمور المستحسنة. وقيل: هو تعظيم من فوقك، والرفق بمن دونك" (فتح الباري).

    ثانيًا: أهمية الأدب وفضله:

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ *الْهَدْيَ *الصَّالِحَ، *وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ، وَالِاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

    وقال النخعي -رحمه الله-: "كانوا إذا أتوا رجلًا ليأخذوا عنه، نظروا إلى سمته وصلاته وإلى حاله، ثم يأخذون عنه" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب).

    وكان مجلس الإمام أحمد -رحمه الله- يجتمع فيه من زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، خمسمائة يكتبون الحديث، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت.

    وقال ابن المبارك -رحمه الله-: "نحن إلى قليلٍ من الأدب أحوجُ منا إلى كثيرٍ من العلم" (الرسالة القشيرية).

    ثالثًا: أنواع الأدب:

    والأدب أنواع، فمنه: أدبٌ مع الله، وأدبٌ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأدبٌ مع الخلق. والثالث هو موضوع حديثنا.

    والأدب مع الخلق هو: معاملتهم على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم؛ كالوالدين، والعلماء، والأقران، والضيف. وكذا كيفية معاملتهم عند المخالطة والتعامل: كعيادة مريضهم، واستعمال الهاتف معهم، والاستئذان عليهم، وهكذا...

    هذا من جهة ما يتعلق بمن حولك من المخلوقين. وهناك آداب تتعلق بك وحدك؛ مثل: آداب النوم، وآداب الأكل، وآداب الركوب، وآداب الدخول، وآداب الخروج، وآداب السفر، وآداب الخلاء، وآداب الكلام، وهكذا.


    ونظرًا لجهل كثير من المسلمين منزلة الأدب ومراتبه وأنواعه، وطرق اكتسابه، وغير ذلك من الأمور، وحثًّا وترغيبًا لنا في اتباع هدي وآداب النبي -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله وصفاته وأخلاقه، فسنتكلم عن هذا الموضوع المهم.

    فتعالوا لنقف مع هذه الآداب بالبيان والتوضيح؛ لنقتدي بها، ونتأسى بأصحابها، سائلين الله -عز وجل- أن يرزقنا الأدب مع خلقه، ويجمعنا بمعلِّم الدنيا الأدب -صلى الله عليه وسلم- في جنات النعيم.

    والحمد لله رب العالمين.

    وللحديث بقية -إن شاء الله-.




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: آداب إسلامية منشودة

    آداب إسلامية منشودة (2) آداب المجالس






    كتبه/ سعيد محمود

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فالمجالس أنواع كثيرة، وآدابها أيضًا كثيرة؛ منها: ما هو واجب التحلي به، ومنها ما هو مندوب، وسنشير إلى أهمها:

    1- اختيار الجليس الصالح:

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) (متفق عليه). أما مجالسة غير الصالحين لحاجة فتكون بضوابطها، وسيأتي ذكر شيء من ذلك -إن شاء الله-.

    2- اختيار المكان المناسب للمجلس:

    فلا يُجلس في الطرقات، ولا أبواب السكك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ)، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ: (فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا) قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: (غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ) (متفق عليه).

    3- السلام عند الدخول والخروج:

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتِ الأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ) (رواه أبو داود، وقال الألباني: "حسن صحيح").

    4- الجلوس حيث ينتهي به المجلس:

    فقد جاء من وصف هند بن أبي هالة -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: "وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك"، ولا بأس إذا قدَّمه الجلوس بعد ذلك لفضله أو لسنِّه.

    5- اختيار الجلسة المناسبة:

    فيجلس بالطريقة التي لا محظور فيها، من تكشف عورة أو تفسيرها، ومن ذلك كراهة الاتكاء على إلية اليد اليسرى خلف الظهر؛ فعن الشريد بن سويد -رضي الله عنه- قال: مَرَّ بي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا جالِسٌ، وقد وضَعْتُ يديَ اليُسْرى خلْفَ ظهْرِي واتَّكَأْتُ على ألْيَةِ يَدي، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (*لا *تَقْعُدْ *قِعْدَةَ *المَغْضوبِ *علَيْهِمْ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

    6- لا يفرق بين اثنين إلا بعد إذنهما:

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَحِلُ للرَّجُلِ أَنْ يُفرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْن إِلا بِإذْنِهِمَا) (رواه الترمذي، وقال الألباني: "حسن صحيح").

    7- عدم إقامة أحدٍ والجلوس مكانه:


    فعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نَهَى أَنْ يُقَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَيَجْلِسَ فِيهِ آخَرُ، *وَلَكِنْ *تَفَسَّحُوا *وَتَوَسَّعُوا"، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يُجْلِسَ مَكَانَهُ" (متفق عليه). ومن رجع إلى مجلسه بعد أن قام منه فهو أحق به، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ *فَهُوَ *أَحَقُّ *بِهِ) (رواه مسلم).

    8- ألا يخلو المجلس من ذكر الله -تعالى-:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: («*مَنْ *قَعَدَ *مَقْعَدًا *لَمْ *يَذْكُرِ *اللَّهَ *فِيهِ *كَانَتْ *عَلَيْهِ *مِنَ *اللَّهِ *تِرَةٌ، *وَمَنْ *اضْطَجَعَ *مَضْجَعًا، *لَا *يَذْكُرُ *اللَّهَ *فِيهِ *كَانَتْ *عَلَيْهِ *مِنَ *اللَّهِ *تِرَةٌ) (رواه أبو داود، وقال الألباني: "حسن صحيح")؛ والترة: هي النقص.

    وللحديث بقية -إن شاء الله-.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •