تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26

الموضوع: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة
    (1)




    الدرس الأول
    في استقبال الشهر الكريم
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإنّ شهر رمضان شهر مبارك، فعلى المسلم أن يستغلّه في كل ما يقرِّبه إلى ربه من أعمال الخير، وأن ينتهي العبد عن كل الشر
    ور والآثام.
    فيا أيها العبد المسلم:
    ١ - أقبل على كل خير في هذا الشهر (رمضان) ، واجتهد، وسابق، وسارع إلى فعل الحسنات طالباً ما عند الله من الثواب العظيم، وليكن ذلك من أول ليلةٍ من رمضان، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ... الحديث) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) . وفي روايةٍ: (وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا طَالِبَ
    الشَّرِّ أَمْسِكْ) رواه النسائي وغيره.
    ٢ - أيها المسلم: استجب لهذا المنادي كلّ ليلة، واجتهد في أن تقدم لآخرتك أعمالاً صالحةً، فإنّ العمر قليل، والرحيل من الدنيا قريب، والله اعلم هل تعيش إلى رمضان المقبل أم لا، فشمِّر عن ساعد الجد في التقرب إلى الله - عز وجل - بقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، والدعاء والصدقات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس الخير، وإصلاح القلب واللسان والج
    وارح، والانخراط في طلب العلم، والدعوة إلى الله - عز وجل -، والسعي في نشر سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي تعليم القران الكريم وتعلُّمه، وفي ما ينفع الناس، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وخَيرُ النَّاسِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ) رواه الطبراني في الأوسط (صحيح) .
    ٣ - أيها المسلم: وأنت في هذا الشهر الكريم (رمضان) عُدْ إلى نفسك فحاسبها قبل أن تموت، وتزيَّن للعرض الأكبر، وقد قال عمر - رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل إن توزنوا فانه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر "يومئذ تعرضون لا تخفى
    منكم خافية" ) ذكره الترمذي.
    ٤ - أيها المسلم: وأنت في هذا الشهر الكريم (رمضان) ، وهو
    شهر المسارعة إلى الخيرات، فتُب إلى الله - عز وجل - توبة صادقة، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمَنُواْ توبوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً عسى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ... الآية} [التحريم: ٨] . ولتكن توبتك خالصةً لوجه الله تعالى، ومن جميع الذنوب، وأقبل على الله خائفاً منه، راجياً له، محباً له، عاملاً بأمره، منتهياً عن نهيه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) رواه ابن ماجه (حسن) . بل إن الله جلّ وعلا يُبدِّل سيئات التائب حسنات، كما قال تعالى: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠] .


    ٥ - أيها المسلم: ليكن دخول شهر رمضان عليك بأن تقوم في هذا الشهر قومةً نشيطةً، وعزمةً كبيرةً على التوجه إلى ربك، والإنابة إليه، وتغيير حالك من الغفلة والإعراض إلى الإقبال والمنافسة في كل خير، وطلب النجاة من عذاب الله، وبذل الأسباب التي يدخل بها العبد الجنة، وتُرفع بها درجته عند الله، وينجو به
    ا من النار، ولتكن ممن أفاق من رقدته، فسعى في حياة قلبه بذكر الله، وشكره، والتقرب إليه، وطلب ما عنده من الأجر العظيم، والنظر إلى الدنيا أنها ذاهبةٌ مُضمحلة، {وَمَا الحياة الدنيآ إِلاَّ مَتَاعُ الغرور} [الحديد: ٢٠] . ولتكن ممن يتقي الدنيا وغرورها، ويطلب الآخرة، وهي خيرٌ وأبقى، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُم ْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) رواه مسلم.
    ٦ - أيها المسلم: ابتعد عن الشر! وامسك عنه، واحذر منه! بل إنّك ابتعد عن الأماكن والمجالس التي فيها الشرور والذنوب، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ) رواه الترمذي وغيره (صحيح) .
    وكذلك إذا ذهبت إلى السوق في رمضان أو غيره، فخذ حاجتك ثم اخرج، ولا تكن من أهل الصَّخَب في الأسواق؛ لأنها شر البقاع، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (خَير البِّقاعِ المسَاجِد وشرُّ البقَاعِ الأسْوَاق) رواه الحاكم (حسن) . وقال - صلى الله عليه وسلم: (وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ) رواه مسلم. وقد قالت عائشة - رضي الله عنها - عنه - صلى الله عليه وسلم: (لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ) رواه الترمذي. واجتنب مجالس القات، والمحرمات، والغيبة، وكل سوء. والله الموفق.







  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة


    (2)
    الدرس الثاني
    ماذا يجب عليك في صوم رمضان؟
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
    ، وبعد:
    فإن صيام رمضان عبادة عظيمة فعلى المسلم أن يهتم بها غاية الاهتمام، ومما يجب على المسلم لصيام رمضان ولكل صوم واجب ما يلي:


    ١ - أن يُبيِّت نية الصيام من الليل: (من أي جزء من الليل) ، ولو أكل بالليل سحوراً أو غيره بنية أن يصوم غداً فقد بيَّت النية من الليل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) رواه النسائي (صحيح) .
    فيا أيها المسلم: بيِّت النية لكل يوم لما مرّ في الحديث،
    ولأن كل يوم عبادة مستقلة فيجب التبييت له.
    ٢ - أن يمسك عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس: (حتى تغرب الشمس) بنية التعبد لله عز وجل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) رواه الشيخان.
    ٣ - أن يتجنب المفطرات (يجب) ، وهذه المفط
    رات هي أنواع:
    الأول: الجماع بإيلاج الذكر في الفرج: وهو أعظم أنواع المفطرات وأعظمها إثماً، فمن جامع في نهار رمضان، والصوم واجبٌ عليه فإنه يلزمه القضاء والكفارة والتوبة إلى الله تعالى، كما جاء في حديث الرجل الذي وقع بامرأته في رمضان، فقال له - صلى الله عليه وسلم: (أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ مَا أَجِدُهَا قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا) رواه الشيخان.

    الثاني من المفطرات: إنزال المني باختياره: بتقبيل، أو مباشرة، أو لمس، أو استمناء ونحو ذلك، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي) رواه البخاري.


    أما المباشرة والتقبيل واللمس بدون إنزال فلا يفطر به، لقول عائشة - رضي الله عنها: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ) رواه الشيخان. وأما الإنزال بالاحتلام أو بالتفكير المُجرّد فلا يفطر به.
    الثالث: الأكل أو الشرب: من الفم أو الأنف، أيّاً كان المأكول أو المشروب، وقد قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧] . وقال - صلى الله عليه وسلم - للقيط - رضي الله عنه: (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه أهل السنن (صحيح) .
    الرابع: ما كان بمعنى الأكل أو الشرب: وهو حقن الدم في الصائم؛ ل
    أن الدم يغذي البدن، والإبر المغذية، وأما غير المغذية فلا يفطر بها.


    الخامس: إخراج الدم بالحجامة: وكذلك سحب الدم الكثير، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .
    أما إخراج الدم اليسير للتحليل، والرعاف، والنزيف، وقلع السن، والجرح فلا يفطِّر.
    السادس: التقيؤ عمداً: لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة (صحيح) .


    السابع: خروج دم الحيض والنفاس: لقوله - صلى الله عليه وسلم - في المرأة: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) رواه البخاري. فيجب على الصائم تجنب المفطرات إلا ما ليس في اختياره، كالحيض والنفاس.
    الثامن: نية الفطر: لقوله - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّا
    تِ) رواه الشيخان.
    - كل المفطرات التي باختيار الصائم إنما يفطر بها إذا تناولها عالماً، ذاكراً، مختاراً، لا ناسياً أو مكرهاً، أو جاهلاً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ) رواه الشيخان. لكن لا يبالغ الصائم في المضمضة والاستنشاق.
    - لا يفطر الصائم بالكحل، وتقطير الدواء في أذنه، أو في عينه، أو دواء في جرح حتى لو وجد طعمه في حلقه، ولا يؤثر التسوك على الصوم، بل إن التسوك مشروعٌ في كل وقت للصائم ولغيره، ويجوز للصائم أن يخفف عنه شدة الحر والعطش بالتبرد بالماء، أو الثوب المبلول بالماء، ولا كراهة في ذلك.







  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (3)
    الدرس الثالث
    آداب وسنن الصيام في رمضان
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:

    فيا أخي المسلم إن للصوم آداباً يسن أن يتأدب بها الصائم، فتأدب بها - أيها المسلم- ومنها:
    ١ - السحور: "تسحّر أيها المسلم لصومك" ، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) رواه الشيخان , وقال - صلى الله عليه وسلم: (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ) رواه مسلم , ومن أفضل السحور التمر، ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه
    وسلم - قال: (نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ) رواه أبو داود (صحيح) , وقال - صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) رواه ابن حبان (حسن) .


    واجتهد أيها المسلم أن تتسحر لصومك ولو بجرعة من ماء، ولا تترك السحور، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِي نَ) رواه أحمد (حسن) .
    ٢ - ويسن تأخير السحور: بحيث يكون قريباً من الفجر، وفي حديث أنس - رضي الله عنه: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ
    تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى قُلْنَا لِأَنَسٍ كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ قَالَ قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً) رواه البخاري.


    لكن احذر أيها المسلم أن تأكل أو تشرب أو تستعمل المفطرات بعد طلوع الفجر!.
    ٣ - يسن لك -أيها المسلم- أن تعجِّل الفطر إذا غربت الشمس، لق
    وله - صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ) رواه الشيخان.
    ٤ - ويسن أن يفطر الصائم قبل أن يصلي المغرب، وأن يفطر على رطبات، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسواتٍ من ماء، فإن لم يجد شيئاً من ذلك، أفطر بما تيسر من طعام أو شراب أحلّه الله، لقول أنس - رضي الله عنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ
    رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي (حسن) .


    ٥ - الصائم لا تُردُّ دعوته، فادع الله أيها الصائم بما أحببت من خيري الدنيا والآخرة، وليكن دعاؤك في يومك حتى تفطر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده و دعوة الصائم و دعوة المسافر) رواه البيهقي في السنن (صحيح) .
    ٦ - يسن أن يقول الصائم عند فطره ما جاء في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَفْطَرَ قَالَ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) رواه أبو
    داود (حسن) .


    ٧ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا
    قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ) رواه مسلم.
    إن تيسر لك أن تحقق هذه الأمور الأربعة فذلك خير عظيم يسره الله لك فاحرص عليه!







  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا



    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (4)
    الدرس الرابع
    الأعذار المبيحة للفطر في رمضان
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإنّ الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وإن صيام رمضان و
    اجبٌ على المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصوم، المقيم، مع السلامة من الحيض والنفاس، ويباح الفطر في رمضان عند العذر المبيح، وهذه الأعذار منها:





    ١ - المرض: لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٤] . والمراد به المرض المعتبر الذي يلحق صاحبه ضرر، أو زيادة المرض، أو يهلك، فيجب عليه الفطر، لقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥] . وقوله - صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) رواه أحمد وابن ماجة (صحيح) . فإن كان الصوم يشق عليه بلا ضرر، فلا يجب الفطر، ولكن يباح له الفطر، ويجوز له الصوم، وإن كان الصوم لا يضرُّ به ولا تلحقه مشقةٌ معتبرةٌ، فلا يباح له الفطر بل يجب عليه الصوم.




    ٢ - السفر المشروع أو المباح: (ثمانين كيلو فأكثر) ، فإن كان المسافر يشق عليه الصوم مشقة شديدة فيجب عليه الفطر، فإن صام كان عاصياً، وإن كان الصوم لا يشق عليه مشقة شديدة ولكن مشقة غير شديدة، فالأفضل الفطر، وإن كان الفطر والصيام عنده سواء فهو مخيرٌ بين الصوم والفطر، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ) رواه الشيخان.
    ٣ - الحامل والمرضع إن خافتا على أولادهما: فيجب عليهما الإفطار، وإن خافتا على أنفسهما فكالمريض، وإن خافتا على أنفسهما وأولادهما فيفطران
    ، ويلزمهما القضاء إذا أفطرتا، ولكن إذا كان الفطر من أجل أولادهما فقط فإنه يجب عليهما القضاء، ويجب على ولي الولد أن يُطعم مسكيناً عن كل يوم.





    ٤ - الكبير في السن: الذي فَقَدَ عقله فلا يجب عليه صوم ولا إطعام؛ لأنه غير مكلف، أما الكبير الذي لم يفقد عقله ولكنه يعجز عن الصوم، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
    ٥ - إذا خاف على نفسه الهلاك: لجوعٍ شديد أو عطشٍ شديد، فيجوز له الفطر بما يُذهبُ ذلك عنه، وإن احتاج الفطر لإنقاذ معصوم، أفطر وعليه القضاء فقط.
    ٦ - الحيض والنفاس: فلا يصح الصوم مع وجود أحدهما، لقوله - ص
    لى الله عليه وسلم - في المرأة: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) رواه البخاري.


    - ويحرم على الصائم أن يتعرض للفطر، أو لما يذهبُ بثواب صومه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - للقيط س: (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه أهل السنن وأحمد (صحيح) .
    - المسافر سفراً محرماً ليس له أن يترخص بالفطر في رمضان، ولا يقصر الصلاة ولا يجمع لذلك السفر، فإن الرُّخَص لا تُستباح بالمعاصي، ولقوله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٤٢]






  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (5)

    الدرس الخامس
    منزلة صيام رمضان
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    أيها المسلم، إنّ صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، فاهتمَّ بهذا الركن الأساس؛ لتتحقَّق لك مغفرة ذنوبك المتقدمة، وهذا الا
    هتمام كما يلي:
    ١ - يجب عليك أن يكون صومك إيماناً منك أنّ الله فرض عليك صيام شهر رمضان، وقد قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: ١٨٥] . وقال - صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ... الحديث) رواه احمد والنسائي (صحيح) .


    ٢ - واعلم يقيناً أنّ صيام شهر رمضان من الأسس الخمس التي بُنِيَ عليها الإسلام، فكن مؤمناً بذلك، عالماًً بأهمية صيام، وبمكانته في هذا الدين (الإسلام
    ) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر - رضي الله عنه: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) رواه الشيخان.
    ٣ - وتيقّنْ أيها المسلم أنّ في صومك شهر رمضان مصلحة لك؛ لأنّ الذي فرضه هو الله، الذي يعلم ما يصلحُ لخلقه، كما قال تعالى: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطيف الخبير} [الملك: ١٤] .





    ٤ - وإذا صمت فاحتسب ثوابك عند الله، ولا تبحث عن شيءٍ آخر غير ثواب صومك عند ربك، فلا تكن ممن يصوم ونيَِّته بصومه الحِميَة من الأمراض، أو يطلب بصومه التَّداوي من مرضٍ قد أصابه، أو يُريد بصومه تخفيف وزنه، أو يريد بصومه تخفيف شهوته فقط، ولا يُريد ثواباًً عند الله، وقد قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أولئك الذين لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخرة إِلاَّ النار وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥ - ١٦] .

    فجرِّد نيّتك بصومك أنّك لا تريد إلا وجه الله والدار الآخرة، وأنّك مُمتثلٌ لأمرِ الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - "سمعنا وأطعنا" .
    ٥ - وإذا احتسبت ثواب صومك عند ربك الذي لا يجزي على الصوم إلا هو سبحانه، فتطلَّب بصومك أعلى درجات الكمال في العناية بصومك، في النيَّة والا
    حتساب، والبُعد عن كلِّ ما يُؤثرُ في صومك، في بطلانه أو في ثوابه، وفي كماله، واجعل نصب عينيك قوله - صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) رواه الشيخان.


    ٦ - إذا صمت أيها المسلم، فليكن على بالك وفي ذهنك وقلبك إرادة وجه الله (فقط) ، مُتأمّلاً قوله تعالى في الحديث: (إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي) ، وأنّك إذا حقَّقت صيام شهر رمضان إيماناً واحتساباًً تحقّقَ لك غفران ذنوبك المتقدمة بفضل الله ورحمته (صغائر الذنوب) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان. ولكن عليك أن تجتنب كبائر الذنوب، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: ... (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) رواه مسلم وغيره. والله الموفق.






  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (6)
    الدرس السادس
    الحكمة من صيام رمضان
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإنّ ما شرعه الله تعالى لعبادة من العبادات إنما ذلك لحكمةٍ
    تامةٍ بالغةٍ، فالله الحكيم العليم في خلقة وشرعة وجزائه، ومن تلك العبادات الصيام فله حكمةٌ كبيرةٌ منها:


    ١ - إن الصيام عبادةٌ لله تعالى، فيتقرب العبد إلى ربه بترك محبوبات نفسه ومشتهياتها من الطعام والشراب والنكاح، ويظهر بذلك صدق إيمان العبد، وكمال عبوديته لربه، ومحبته له، ورجائه ثواب الله؛ لان العبد لا يترك ما يحبه إلّا لما هو أعظم عنده منه، فكن - أيها المسلم - ممن صام راغباً فيما عند الله، مُتذللا له بهذه العبادة.
    ٢ - ومن حكم الصيام: أن يحقق العبد تقوى الله، كما قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣] .

    وهذا إنما هو الصيام الشرعي الذي حافظ صاحبه عليه من المفطِّرات، ومن قول الزور والعمل به، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري. اجتهد إن تصوم صوماً صحيحاً نقيّاً من الشوائب والشبهات.
    ٣ - ومن حكم الصيام: أنّ الصائم يتخلّى قلبه للفكر والذكر، ولأنّ تناول الشهوات يحصل به الغفلة، وقد يحصل به قساوة القلب، ولذا فقد أرشد النبي - ص
    لى الله عليه وسلم - إلى التخفيف من الطعام والشراب، وقد قال المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ) رواه ابن ماجه (صحيح) .


    ٤ - ومن حكم الصيام: أنّ الغني يعرف نعمة الله عليه بنعمٍ كثيرةٍ لم يحصل عليها الفقير من المطاعم والمشارب والنكاح، فيحمد الله ويشكره، ويتذكر أخاه الفقير المسلم فيتصدق عليه، ويعطيه من مال الله الذي آتاه، فيا أيها الأغنياء: تصدَّقوا على الفقراء في هذا الشهر الكريم (رمضان) ، وأعطوا عطاء من لا يخشى الفقر، وجودوا بالمال والخير على إخوانكم المحتاجين، وكونوا شاكرين لنعم الله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا) رواه مسلم.


    ٥ - ومن حكم الصيام: أنّه يضيق مجاري الدم بسبب الجوع والعطش، فتضيق مجاري الشيطان في البدن، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) رواه البخاري. كما أن الصيام يكسر قوة الشهوة، ولذلك أيها الشباب ومن في حكمهم: استمعوا لهذا الحديث، واعملوا به، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه الشيخان. والله الموفق.







  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة


    (7)

    الدرس السابع
    من فضائل صيام رمضان
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    إن للصوم فضائل عديدة، فجديرٌ بك -أيها المسلم- أن تعتني بالصوم، ومن فضائل الصوم في رمضان وغيره:





    ١ - أن صوم رمضان سبب لمغفرة الذنوب: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان. وقال - صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) رواه مسلم.
    ٢ - أن ثواب الصوم بغير حساب: وليس له عدد معين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) رواه الشيخان. وفي روايةٍ لمسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي) .


    ٣ - أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ) رواه الشيخان.
    ٤ - أن للصائم فرحتين: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) رواه الشيخان.
    ٥ - أن الصيام جنة ووقاية: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ) رواه الشيخان.


    ٦ - أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة: وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
    ٧ - أن في الجنة باب الريان يدخل منه الصائمون: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ) رواه الشيخان.


    وقال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) رواه الشيخان.
    ٨ - أن صيام يوم في سبيل الله يباعد الله به حر جهنم عن صاحبه سبعمائة خريفاً: كما قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ حَرَّ جَهَنَّمَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) رواه النسائي وابن ماجة (صحيح) , ورواه الشيخان بنحوه.







  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (8)

    الدرس الثامن
    فضل قيام رمضان
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإنّ قيام الليل مشروع (مسنون) ، وقد ذكر الله تعالى الذي
    ن يُصلُّون صلاةَ الليل فقال تعالى: ... {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان:٦٤] .


    وقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٦،١٧] .
    ولذا أيها المسلم اجتهد في رمضان في قيام الليل، وذلك كما يلي:
    ١ - اعلم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سنّ لنا قيام شهر رمضان، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ ثُمَّ
    صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ) رواه الشيخان.



    ٢ - وليكن قيامك (صلاة الليل في رمضان، التراويح) إنّما تق
    ومه إيماناً بالله وبما أعدّه من الثواب لمن قام رمضان، واحتساباً (طلباًً لثواب الله) ، ولا يكن الدافع لك إلى القيام في رمضان رياء أو سمعة، أو مال، أو لطلب رياضة المفاصل أو نحو ذلك، فان قمت رمضان إيماناً واحتساباً تحقَّق لك ما قال - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان.
    ٣ - وليس لقيام رمضان (التراويح) عدد معين محدود لا بد منه، فإذا صلّيت - أيها المسلم- مع الإمام فاستمرَّ معه حتى ينصرف؛ ليُكتب لك قيام ليلة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ
    لَيْلَةٍ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .


    ٤ - لكن الأفضل لك - أيها المسلم- أن تصلي التراويح مع الإمام الذي يُصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ويُطيلها ويخشعُ فيها، وكذلك إمام المسجد لو يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ويٌطيل فيها فهذا هو الأكمل والأفضل، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنّها سُئلت: كيف كانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: (مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ
    عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً) رواه الشيخان. وفي حديث ابن عباسٍ - رضي الله عنه - أنّه قال: (كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي بِاللَّيْلِ) رواه البخاري.
    ٥ - والأولى لإمام المسجد الذي يصلي بالناس التراو
    يح أن يسلّم بهم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة؛ حتى لا يشُقَّ عليهم، أو يقع عندهم شيء من التشويش، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ) رواه الشيخان. وقال - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل: (مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى) رواه الشيخان.


    وللمصلي أن يسرد وتره خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً، ولكن إذا صلّى تسعاً جلس في الثامنة، فيتشهد ثم يقوم فيصلي التاسعة ويتشهد ويدعو ويسلم، ولكنّ السرد إنّما يكون للمصلي إذا صلّى وحده أو بجماعةٍ اختاروا ذلك.
    ٦ - والأفضل إطالة الصلاة (صلاة التراويح) أو غيرها من قيام الليل، فعن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: (أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَ وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلَّا فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ) رواه مالك (صحيح) .


    وقال - صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ) رواه مسلم.
    ليحذر الذي يصلي بالناس من السرعة التي تذهب بالخشوع والطمأنينة! وليقم الإمام ببعض التدبُّر، فإذا مرّ بآيةٍ فيها سؤال سأل الله، أو تسبيح سبّح الله، كما فعل - صلى الله عليه وسلم -.
    ٧ - يجوز للنساء الحضور لصلاة التراويح في المساجد، إذا أُمِنَت الفتنة منهنّ أو بهنّ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ) رواه الشيخان.
    ويشرع للنساء أن يبدأن بالصف المؤخَّر عكس الرجال، وأن ينصرفن عندما يسلم الإمام فوراً من انتهاء الصلاة. والله الموفّق.







  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا



    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة
    (9)

    الدرس التاسع
    فلنعتنِ بصيامنا!
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإن الصيام - ومنه صيام رمضان - حسّاس متأثر بأعمال الصائم وأقواله، فعليك - أيها المسلم - أن تعتني بصومك عنايةً فائقةً جداً؛ ليكون صومك مقبولاًً عند الله عز وجل، مُحققاًً ثمرة تقوى الله بما يلي:


    ١ - احفظ صومك حفظاً تاماً من الكلام الزور (الكذب وغيره) (كل كلام باطل محرم) ، ولا تتكلم بكلمة حتى تعيها وتتفهّمها وتتبيّن فيها، فإن كانت كلمةً صالحةً سديدةً فتكلم بها، وإن كانت كلمةً محرّمةً فدعها، وتذكّر أنّك إن تكلمت بها فقد تذهب بثواب صومك، وتصبح ليس لك من صومك إلا الجوع والعطش، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ) رواه احمد وابن ماجه (صحيح) . وعند الطبرانيّ في الكبير: (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ) صحيح.


    ٢ - احفظ صومك من العمل بالزّور (الأعمال المحرمة) ، وحاسب نفسك على أعمال جوارحك (رجليك - يديك - مطعمك - مشربك - ملبسك - دوائك - عملك - كل الأمانات - حقوق الله - حقوق العباد - حقوق النفس الواجبة) ، وقم بكل ما أوجب الله عليك، ودع كل ما حرّمه الله عليك، واعلم أنّك إن لم تترك قول الزور والعمل به، فليس لك من صيامك إلاّ الجوع والعطش، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري.

    ٣ - تجنّب اللغو في القول، والفاحش من الكلام في صومك، وتجنّب كل ما يكون طريقاً لإثارة الشهوة التي توقع الصائم في الإفطار من الصوم الواجب، أو تُض
    عف ثوابه، وهو ما يسمَّى ... (الرفث) ، واعلم أن الصّوم ليس تركاً للطّعام والشّراب فقط، ولكنه عن المحرمات كلها، وعمّا يوقع فيها ويكون سبباً لها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ... الحديث) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (صحيح) .


    ٤ - ابتعد عن الجهل وأنت صائم، لا تجهل على احدٍ من الناس، أو الحيوانات، حتى أنّك لا تجهل على أولادك، أو زوجتك، أو موظفيك أو غيرهم؛ وذلك لتحافظ على صيامك، ولا ترفث مع زوجتك بما قد يؤدي إلى الإمذاء أو غيره؛ لأنه يُضعف ثواب صومك، وقد يكون الجهل أو الرفث يذهبُ بثواب صومك فاحذر! وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ) رواه البخاري.
    ٥ - إذا كنت صائماً فحافظ على ثواب صيامك، اترك الصخب!
    اترك الخصام والصياح! وكن هادئاً مرتاح البال، وإذا كان عندك خصومة لتصيح فيها وهي بحق، فأخِّرها حتى ينتهي الصيام، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ) رواه البخاري.


    ٦ - كن شديد المحافظة على صومك (على صحته وعلى كمال ثوابه) وعليه حتى لو سبّك أحدٌ أو قاتلك أو شاتمك فلا تردّ عليه إلّا بكلمة: (إني صائم، إني صائم) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ ... الحديث) رواه الشيخان. وفي لفظ عند البخاري: (فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ
    قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) .
    انتبه لصيامك! وصُنْه عما يذهب به، أو يُضعف ثوابه، أو يؤثر فيه، وكن عاقلاً، هادئاً، رزيناًً، مُتسامحاًً في ما هو لك، بعيداً عن كل لفظةٍ أو حركةٍ مُحرّمةٍ أو فيها شبهة. والله الموفّق.







  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (10)

    الدرس العاشر
    رمضان شهر القرآن
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    أيها المسلم: إنّ شهر رمضان هو الشهر الذي قال الله تعالى عنه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهدى والفرقان} [البقرة: ١٨٥] . فإذا علمت ذلك فاجتهد بما يلي:


    ١ - اجتهد في قراءة القرآن بنيةٍ خالصةٍ لله تعالى، وقلبٍ حاضرٍ، وتلاوته بتأنٍّ وتروٍّ بدون عجلة، ولكن بتدبُّرٍ وفهمٍ ووعيٍ وترتيلٍ، وقد قال الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} ِ [المزمل: ٤] .
    وإذا قرأت بعضاً من الآيات وفهمت ما فيها فاسأل نفسك عن تطبيق ذلك والعمل به، اجمع بين الفقه في القرآن والعمل بما تعلمه، وقد قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ليدبروا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الألباب} [ص: ٢٩] .
    ٢ - إذا تيسَّر لك أن تتدارس القران مع بعض طلبة العلم ممَّن هو عالمٌ بالقرآن، ومعانية وأحكامه؛ ليفيدك في بيان الآيات وشرحها فذلك أمرٌ طيبٌ، وابحث عمّن تدرس معه القرآن في ليالي رمضان، وإذا كان من أولادك وأهلك ممن يسهل المدارسة معه أو مِن مُحبِّيك فهو أفضل، فإنّ مدارسة القرآن في شهر رمضان وتفهُّمه من أفضل الأعمال الصالحة.


    وقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) رواه الشيخان. وإذا حصل لك المدارسة للقرآن، وفهمت بعضاً من الآيات، فكن مطبِّقاً لها فوراً، ومن ذلك أنّك ستمرُّ عليك آيات الإنفاق والحث على فعل الخير، فكن جواداً كريماً بكل خيرٍ وعطاءٍ وصدقةٍ.
    ٣ - إن لم يتيسر لك أحدٌ من طلاب العلم، فخُذ لك تفسيراً مُيسّراً للقرآن، بحيث تراجع الآيات التي قرأتها في هذا التفسير الذي يعينك على فهم القرآن، وليكن التفسير من التفاسير التي على منهج السلف في العقيدة، والعبادة، والأخلاق، واقرأ القرآن في شهر رمضان على قدر الاستطاعة، ثلاث مرات، أو مرّتين، أو أكثر أو أقلّ، وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما: (يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ فِي شَهْرٍ قَالَ إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ يُرَدِّدُ الْكَلَامَ أَبُو مُوسَى وَتَنَاقَصَهُ حَتَّى قَالَ اقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ قَالَ إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ قَالَ لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ) رواه أبو داوود (صحيح) .


    ٤ - عندما تتلو القرآن زيِّن القرآن بصوتك، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (زيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْناً) رواه الحاكم (صحيح) . واقرأ قراءة الخاشع لله، الذي يخشى الله، بظهور ذلك في قراءته، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث جابر - رضي الله عنه: (إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ) رواه ابن ماجه (صحيح) .


    ٥ - اقرأ القرآن في رمضان أو غير رمضان، وتدبّر في قراءة القرآن، ومن ذلك التدبُّر: إذا مررت بآيةٍ فيها ذكر الجنة فاسأل الله الجنة، وإذا مررت بآيةٍ فيها ذكر النار فاستعذ بالله من النار، وإذا مررت بآيةٍ فيها ذكر الرحمة فقل: اللهمّ ارحمني أو نحو ذلك، أو بآية استغفار فاستغفر الله، أو بآيةٍ فيها تسبيح فسبِّح الله، أو سؤال فاسأل الله، أو بآيةٍ فيها ذكر آيات الله كالليل والنهار والشمس والقمر، وكل ما خلق الله، فتفكّر في هذا الخلق الذي فيه دلالة على قدرة الله العظيمة؛ لتعود ذاكراً لله، قائماً، وقاعداً، وعلى جنبك، وقد ازداد الإيمان عندك، بل إذا قرأت القرآن في النوافل فافعل كما كان - صلى الله عليه وسلم - يفعل، فإنّه صلى ليلةً فكان - صلى الله عليه وسلم - (إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ) رواه مسلم.
    اعمل لك ولأهلك في رمضان برنامجاً مع القران.

    ٦ - من أفضل المدارسة للقرآن أن تكون في المسجد، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُون َهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) رواه مسلم. فاحرص على ذلك أيها المسلم!
    ٧ - تأدّب بآداب قراءة القرآن المستحبة، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن، وإذا مررت بآية سجدة فاسجد، وكن على طهارة. والله الموفق.








  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (11)

    الدرس الحادي عشر
    عمرة في رمضان تعدل حجة
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإنّ الأعمال الصالحة لها فضل في شهر رمضان، ومن تلك الأعمال الصالحة: العمرة في رمضان. فيا أيها المسلم:
    ١ - إن تيسر لك أن تعتمر في شهر رمضان، في أي وقتٍ منه، في أوّله، أو آخره، أو وسطه، فافعل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لام سنان الأنصاريّة: (مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ قَالَتْ أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا قَالَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي) رواه البخاري.


    ٢ - وإذا تيسّر لك أن تذهب بوالديك إلى العمرة، أو أسرتك، فهذا أمرٌ طيبٌ، واجتهد في البعد عن الزِّحام، كما لو اعتمرت في أول شهر رمضان، وإذا كان والداك قد ماتا أو مات أحدهما، فاعمل لكل واحدٍ منها عمرة في رمضان، أو اعمل للميت منهما واعتمر بالحي معك، فإنّه بحمد الله قد تيسّرت أمور العمرة، ولم تكن مكلفه، بل هي يسيرة جداً، ونفقتها يسيرة على من كان قريباً من مكة، أو في هذه البلاد مع سهولة المواصلات، فاغتنم الفرصة! وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) رواه الشيخان


    ٣ - إذا كنت موظفاً فلا تترك عملك وتذهب إلى العمرة، إلّا إذا أخذت إذناً من عملك؛ لأنّ العمل أمانه، ويجب المحافظة عليه، والقيام به، وأمّا العمرة فقد تكون نافلة، والواجب مقدمٌ على المندوب، وهذا التوجيه عام لأئمة المساجد وغيرهم، فعلى المسلم أن يتنبّه لذلك.
    ٤ - وإذا سافرت في العمرة فهذا السفر (مشروع) وهنا أحوال:
    أ - إن كان الصوم يضرُّ بك في بدنٍ ونحوه فأفطر ولا تصم، فان صمت مع الضرر كنت عاصياً، والنبي - صلى الله عليه وسلم: (خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ فَقَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ) رواه المسلم.


    ب- وإن كان الصوم لا يضرُّ بك، ولكن يلحقك بعض المشقة -من الحرارة- بالصوم، فالفطر أفضل لك؛ لأنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلًا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا صَائِمٌ فَقَالَ لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ) رواه الشيخان.
    ج- وان كان الصوم والفطر عندك سواء، فأنت مُخيّرٌ، إن شئت فصُم وان شئت فافطر؛ لأنّ حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم: (أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ) رواه الشيخان.


    د- اعلم -أيها المسلم- أنّك إن سافرت في رمضان أو في غيره وكنت تعمل عبادات ولم تعملها في السفر فإنّه يُكتب لك مثل ما كنت تعمل في إقامتك، وكذلك لو مرضت، فإنّه يُكتب لك، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِ
    بَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) رواه البخاري.
    هـ- لكن إن كنت مسافراً فاستفد من سفرك أيضاً في التنقل بالصلاة على راحلتك (وأنت راكب في السيارة، أو في الطائرة، أو في غيرها) ولا تصلِّ السنن الرواتب إلا ركعتي الفجر والوتر؛ لأنّه - صلى الله عليه وسلم - كان: (يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ وَيُوتِرُ عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ) رواه الشيخان. والله الموفق.






  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة
    (12)

    الدرس الثاني عشر
    رمضان تربية للمؤمنين
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإنّ صيام رمضان يُربِّي النفوس المؤمنة على كل خير، بل ويربِّي المجتمع على طاعة ربِّه، ولذا أيّها المسلم في رمضان:
    ١ - اهتمّ في حياتك بتربيةِ نفسِك على طاعة الله - عز وجل -، واهتمّ بتربية أولادك على العبادات العظيمة التي لها أثرها في القلوب والنفوس، ومن تلك العبادات المثمرة:


    أ- الصلاة: فلتكن في شهر رمضان محافظاً عليها أشدّ المحافظة، على الفرائض ثم النوافل كقيام رمضان، بل وربِّ نفسك على المحافظة على الصلاة، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: ٣٤] . واعلم أنّك إن أهملت في الصلاة المفروضة فأنت في الصيام أكثر إهمالاً، مهما ادَّعيت المحافظة عليه، حافظ على الصلاة بطهارتها، وخشوعها، وواجباتها، وأثرها عليك، فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
    ب- ربِّ أولادك المُمَيِّزين على الصلاة في رمضان وغيره، وهذه التربية الواجبة (بأمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وبضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين إذا امتنعوا) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .

    ج- رَبِّ أولادك التربية المسنونة على صيام شهر رمضان، وهذه التربية للأولاد المميزين من الذكور والإناث، والاجتهاد في أن ينشأ الولد على طاعة
    الله - عز وجل -، وقد قالت الرُّبيِّع: (أَرْسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ) رواه الشيخان. وهذا في عاشوراء لمَّا كان واجباً، قلت: وكذلك رمضان فإننا يُشرع لنا أن نربي أولادنا على صيامه.

    د- وإذا كنت أيّها المسلم لك أولاد مُميِّزون، ودخل عليكم شهر رمضان، فاجتهد أن يصوموا رمضان، واستعدَّ لهم ببعض اللُّعب التي يتسَلّون بها عن الطعام والشراب (احذر من اللّعب المحرَّمة كالتماثيل، وأدوات الموسيقى، والغناء، أو الصور ونحو ذلك) ولْيقُم الأب والأم في البيت بالتعاون على هذه التربية للأولاد، ومنح الج
    وائز للأولاد من الذكور والإناث في شهر رمضان، ولتكن الأم عيناً على الأولاد بالمتابعة في البيت حسب الاستطاعة، ولْيكن الأب حريصاً على الذهاب بالأولاد الذكور معه إلى المسجد (ويذهب بهم إلى المسجد) ، وليعلم الوالدان أنّ لتربيتهما أثراً بإذن الله، وعليهما أن يتوكّلا على الله، ويلجأ كلُّ واحدٍ منهما إلى ربه ويدعو لأولاده، وقد قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] .

    هـ- أيها الأب والأم، اعملا برنامجاً لأولادكما في رمضان، بحيث يكون مُسليّاً، ومُفيداً، ومُتناسباً مع أعمار الأبناء والبنات ومستوياتهم، ومُشوِّقاً لهم، ومُرغباً في طاعة الله، ومُقبِّحاً الذنوب والمعاصي، واعلما أنّكم مسئولون عن الأولاد يوم ال
    قيامة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه الشيخان. وقال - صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) رواه الشيخان.


    و- أيها الأب والأم، ادعوا لأنفسكما ولأولادكما وأنتما صائمان، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ دَعْوَةُ الْصَّائِمِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُوم) رواه البيهقي في الشعب (صحيح) . وقال - صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر) رواه البيهقي في السنن الكبرى وحسّنه الألباني رحمه الله. ربِّيا أنفسكما على دعاء الله في كل وقت، وعلى اغتنام أوقات الإجابة. والله الموفق.






  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (13)

    الدرس الثالث عشر
    رمضان فرصة لا تعوّض
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    - أيها المسلم: إن رمضان فرصةٌ إذا ذهبت فكيف تعوض؟ ولذا انتبه لنفسك حتى لا تذهب عليك هذه الفرصة (شهر رمضان) ! واستغلّ
    هذه الفرصة بكل ما تحمل هذه الجملة (استغلّ) وقم بكل عمل شرعه الله سبباً لمغفرة الذنوب ولدخول الجنة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَمَاتَ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأُدْخِلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) .


    - أيها المسلم: إذا دخل عليك رمضان فانتبه لصيامك، وحافظ عليه أشدّ المحافظة، وتجنّب كل شيء يفسد الصوم أو فيه شبهة، أو يذهب بثواب الصوم، أو يكون طريقاً إلى إضاعة الوقت، أو إلى كثرة الكلام الذي لا فائدة فيه، أو الاشتغال بما لا نفع فيه في الدنيا والآخرة، بل احذر أن يمضي عليك يومٌ من رمضان وأنت في شكٍّ من صحة صومك، أو في اشتباه، أو أن يكون ذلك اليوم قد أضعت ثوابه في كلامٍ فارغٍ، واعزم عزماً صادقاً من أول ليلة على استغلال رمضان، وعلى تجنب كل ما يُلهي، واصدُق في التوبة إلى الله عز وجل، واستعن بالله، واترك الكسل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ) رواه مسلم.


    - أيها المسلم: تنبّه لصومك، ولا تُطع شهوة البطن، فتُضيع صومك في بعض الأيام كما يفعل من يتسّحر بعد طلوع الفجر، أو وهو يسمع المؤذن الذي يؤذن بعد طلوع الفجر، فهذا النوع ليسوا صائمين، وإنما هم متلاعبون، وكذلك من يشرب الشاي أو القهوة أو غيرها وقد طلع الفجر، فإنه بعد الفجر يحرم جميع المفطرات على الصائم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ قَالَ وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ) رواه الشيخان.


    - أيها المسلم: استغلّ ليالي رمضان في الصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله، والاستغفار والتسبيح والتهليل , واستغلّ الثلث الأخير من الليل، واعلم أن في الليل ساعة إجابة كلّ ليلة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) رواه مسلم. اِسألَ الله كل ليلة ما تُحب من الخير من أمور الدنيا والآخرة، وألحّ على الله بالدعاء.
    استغلّ نهار رمضان في الصيام الواجب، وفي أعمال الخير، كالصدقة، وذكر الله (اذكر الله في الطريق، وفي سيارتك، وعملك، وعلى فراشك، وبادر إلى
    الصلوات المكتوبة، واعتن بقراءة القرآن، ولا تسكت عن الذكر، وفي الحديث: (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) رواه الترمذي وغيره (صحيح) . وابتعد عن الجلسات التي فيها إضاعة للوقت بغير ذكر الله.


    - إن كنتَ موظفاً فأدِّ الأمانة في رمضان بما يلي:
    الدوام الحقيقي، وإنجاز الأعمال الموكلة إليك، واترك عنك الأعذار عن أداء العمل بأنك صائم؛ لأنك بأداء الأمانة ترغب بأن يكون صومك مُكفِّراً ذنوبك، أما الخيانة فإن صومك (الخائن) لا يُحقق المراد منه , واحفظ لسانك ح
    فظاً تاماً عن كل كذبٍ أو غيبةٍ أو محرمٍ (اقفل على لسانك من كل محرم) .
    واستعن بالله ثم بالقيلولة على قيام الليل (تنام وقت القيلولة، أو عندما تعود من عملك) لأن القيلولة تفيدك لقيام الليل والنشاط في الليل للعبادة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) حسنه الألباني رحمه الله.







  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (14)

    الدرس الرابع عشر
    رمضان شهر المسابقة للخير


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبة، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فيا أيها المسلم، شمِّر إلى الجنة في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان، واجتهد في كل عمل صالح بما يلي:
    ١ - المسارعة إلى الأعمال الصالحة: وقد قال تعالى: {وَ
    سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٣٣،١٣٤] .


    ٢ - أسرع ولا تتأخر ولا تتباطأ عن كل خير، ومن ذلك:
    أ- النفقة في سبيل الله في كل وجوه البر، وفي حال عسرك ويسرك، ولا تحتقرنَّ من المعروف شيئاً ولو قلّ، ولا تقل: أنا دخلي قليل، بل تصدّق ولو بالشيء اليسير، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (لا تحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْ
    رَةٍ) رواه مسلم. وقال - صلى الله عليه وسلم: (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) رواه مسلم
    ب- اكظم غيظك { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث معاذ بن أنس - رضي الله عنه: (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ
    قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ) رواه أهل السنن (حسن) .


    ج- اعفُ عن الناس، ولا تنتقم لنفسك، {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} ، وقد قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله} [الشورى: ٤٠] . وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم: (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ) رواه مسلم. ولما سُئلت عائشة - رضي الله عنها - عن خُلُقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ) رواه الترمذي (صحيح) .
    د-كن من المحسنين؛ لتكون ممن يُحبهم الله، وقد قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} . فأحسن في عبادتك، اخلص فيها لله، مُتابعاً رسول الله - ص
    لى الله عليه وسلم -، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) رواه الشيخان. وهذه مرتبة عظيمة (المراقبة) ، وأحسن إلى كل أحد حتى الحيوانات، وحتى في الذبح، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ) رواه مسلم.


    ٣ - سابق إلى كل خير، وإلى كل ما يقرِّبك إلى الله ومغفرته وجنته، وقد قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ... الآية [الحديد:٢١] . فحقِّق الإيمان بالله و
    رسله، قم بما أوجب الله عليك ممَّا أمر به الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وانته عمّا حرّمه عليك الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأكثر من التقرب إلى الله بالنوافل، واعلم أنّك في هذا الشهر الكريم شهر رمضان، قد فتحت لك أبواب الجنة، فسارع وسابق إليها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ) رواه الشيخان.


    ٤ - أيها المسلم، اجتهد في كل طاعة لله، ومنها قول: لاحول ولا قوة إلا بالله، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث قيس بن سعد بن عباده - رضي الله عنه: (أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) رواه الترمذي (صحيح) . وحافظ على أوسط أبواب الجنة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَحَافِظْ عَلَى وَالِدَيْكَ أَوْ اتْرُكْ) رواه ابن ماجه (صحيح) . والله الموفق.







  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (15)

    الدرس الخامس عشر
    استغلال الشهر بالطاعات
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    إنّ شهر رمضان هو شهر الخير، والصيام، والقيام، فجديرٌ بك - أيها المسلم- أن تستغلّه في كل عملٍ صالحٍ، ومن ذلك:


    ١ - أكثر من ذكر الله - عز وجل -، ومن الحسنات؛ لأنّ الحسنات تُضاعف في الزمان الفاضل، وإذا كنت في مكة أو في المدينة، فاعلم أنّ الحسنات تُضاعف في المكان الفاضل، فاجتهد في ذلك في الصلاة، وكل عمل يقرِّبك إلى الله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ) رواه احمد وابن ماجه (صحيح) .


    ٢ - تطلَّب الطاعات التي هي أعلى الطاعات، وكن ذا همةٍ عاليةٍ في هذا الشهر (رمضان) ، فشارك في كل عملٍ رفيعٍ، وفضله عظيم، ومن تلك الطاعات: إصلاح ذات البين (اعمل لك برنامجاًً للإصلاح بين المخاصمين، وبين الأقارب المتهاجرين، والقبائل المتناحرين) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد (صحيح) .


    ٣ - إذا كان بينك وبين أحدٍ المسلمين شحناء، فاذهب إليه واعفُ عنه، وقم بما يُذهب تلك الشحناء، بل أحسن إليه في هذا الشهر (رمضان) ، حتى وإن كان قد أساء إليك، واطلب الثواب من الله - عز وجل - وليغفر لك ذنوبك، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا) رواه مسلم. وفي لفظ: (أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) رواه مسلم.


    ٤ - من أفضل الأعمال (الطاعات) الدعوة إلى الله - عز وجل -، فقم بعمل برنامجٍ دعويٍ (في المسجد) أو (في الحي) ، وتقوم المرأة بعمل برنامجٍ دعويٍ (في الدار النسائية للقرآن الكريم) ، وقد قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ... الآية} [النحل: ١٢٥] . وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ... الحديث) رواه البخاري.
    ومن أعظم ما تبلِّغ به: أحكام الصوم، بيان المفطِّرات، ما شُرع في رمضان، التحذير من الوقوع فيما يُذهب ثواب الصوم.


    وتكون دعوة الناس عن طريق الكلمات أو المحاضرات، أو توزيع الشريط الإسلامي، أو القراءة من كتاب، أو توزيع المطويَّات المفيدة، أو غير ذلك من الأعمال الدعوية التي يستفيد منها المجتمع.

    ٥ - اجتهد في أعمالٍ تنفع المسلمين، ومنها تسجيل الفقراء في جمعيات البرِّ الخيرية، ومساعدة الجمعيات الخيرية على عملها، وعلى إيصال الصدقات إليها، والقيام بمعاونتها في التوزيع، وإعطاء اليتامى ونحو ذلك، والسعي في تفريج الكُرَب عن المسلمين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري.




  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (16)

    الدرس السادس عشر
    رمضان شهر الصبر
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِة ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    اعلم أيها المسلم أنّ رمضان هو شهرُ الصَّبر، ولذا:
    ١ - اصبر على صيامِ شهرِ رمضان لوجه الله تعالى، فإنّ صومَه ركنٌ من أركان الإسلام، وتَطَوَّع بصيام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ) رواه احمد، وقال - صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ) رواه البزّار (صحيح) .
    ٢ - اصبر على كلِّ طاعةٍ تؤديها لله - عز وجل -، واستفد من الصّوم الصّبر على الطّاعة، والصّبر على المعصية، والصبر عن الذنوب والمعاصي، واحتسب أجرك عند الله الذي يوفِّي الصابرين أجرهم، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} [الزمر: ١٠] .


    ٣ - عش بقيَّة عمرك مُتصبِّراً مُستعِفّاً مُستغنياً؛ ليصبِّرك اللهُ ويُعفَّكَ ويُغنيك، ولا تسأل النَّاس، ولا تقف على أبواب من عندهم المال سائلاً، وفي حديث أبي سعيدٍ - رضي الله عنه: (إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ) رواه الشيخان.


    ٤ - إنّك تصبر في صيامك عن الطعام والشراب، فاستفِد من ذلك في ترك القات والدّخان والشِّيشَة وغيرها من المحرمات لوجه الله تعالى، وليكن صبرك عن هذه المحرمات طاعةً لله لا لشيءٍ آخر؛ لتحصلَ على الثوابِ العظيمِ بكتابتِها حسنةً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ فَقَالَ ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ) رواه مسلم.


    ٥ - استفد من صيامِ رمضان أنَّك تصبر على أذى النّاس، في مخاطبتهم ودعوتهم إلى الله - عز وجل -، وتعليمهم، والحرص على ما ينفعهم، ولا تكن قليل الصبر، غير مخالطٍ للناسِ ولا نافعٍ لإخوانك المسلمين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر - رضي الله عنه: (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .


    ٦ - اعلم أنّ الحياة كلّها لا بد لها من الصبر، ومجاهدة النفس على الأعمال الصالحة حتى تموت، فتخلَّق بالصبر، وجاهد نفسك في القيام بطاعة الله، صابراًً بعيداًً عن الذنوب، وقوِّ إيمانك، واسْعَ في زيادته وارتفاعه، وكن سمحاً، فإذا جمعت بين الصّبر والسّماحة حقَّقتَ أفضل الإيمان، ولمَّا سُئِل - صلى الله عليه وسلم: أي الإيمان أفضل؟ فقال: (الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ) . بل وأَوْصِ إخوانك المسلمين بالصَّبر، وقد قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر] . والله الموفق.







  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (17)

    الدرس السابع عشر
    شهر الانتصارات
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    - فإنّ شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، نصر الله فيه المسلمين في غزوة بدر الكبرى على عدو الله وعدوهم المشركين، وسمّى ذلك: يوم الفرقان؛ لأن الله فرّق فيه بين الحق والباطل، وكان ذلك في رمضان السنة الثانية من الهجرة، و
    كان سبب هذه الغزوة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغه أن أبا سفيان قد توجّه راجعاً من الشام إلى مكة بعير قريش، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه إلى الخروج لأخذ تلك العير؛ لأن قريشاً محاربون لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً يطلبون العير، ولا يريدون الحرب، ولما علم أبو سفيان بهم بعث صارخاً إلى قريش ليحموا عِيرَهم، وسلك طريقاً على ساحل البحر، وخرجت قريشُ بأشرافهم في نحو ألف رجل، ومعهم الفتيات يغنين بهجاء المسلمين، ونجا أبو سفيان بالعير، وأرسل إلى قريش ليرجعوا، فأبوا إلا الحرب،


    وجمع الله بين المسلمين وبين عدوهم، ووقعت المعركة، ونصر اللهُ رسولَه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه على كفار قريش، وقُتِل من الكفار سبعون وأُسِر سبعون , لقد نصر الله الفئة القليلة التي تقاتل لإعلاء كلمة الله، وأذلّ الله المشركين، فيا أيها المسلم:
    ١ - اعلم أن الله ناصرٌ دينه مهما طغى الكفار
    وتجبروا، وقد قال الله تعالى: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: ٤٠] . فعلى المسلمين أن يقوموا بما أمرهم الله به، وينتهوا عما نهى الله عنه، وأن يعتزُّوا بدينهم، وأن يقوموا بالدفاع عن دينهم لينصرهم الله على عدوهم، وقد قال تعالى: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:٢٠٠] .
    ٢ - أيها المسلم: ادعُ الله عز وجل أن ينصر المسلمين على أعدائهم ال
    كفار، وقد علّمنا الله ذلك {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:٢٥٠] .


    ٣ - أيها المسلم: اُدعُ الله على الكفار الذين هم صناديد، وأذاهم على المسلمين أعظم، وهم يخططون الخطط للعالم؛ لمحاربة الإس
    لام وأهله ورميهم بالتطرف ونحو ذلك، وليكن دعاؤك عليهم بأعيانهم بالهلاك، فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد دعا على أربعةٍ من صناديد قريش، وهم: أبو جهل، وشيبة بن ربيعة، وأخوه عتبة، وابنه الوليد بن عتبة، فعن ابن مسعود س أن النبي - صلى الله عليه وسلم: (اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ ع الْكَعْبَةَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى قَدْ غَيَّرَتْهُمْ الشَّمْسُ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا) رواه البخاري.


    ٤ - اُدعُ الله عز وجل بنجاة المستضعفين، وادعُ الله على الكفار الذين يؤذون المسلمين، أن يصيبهم الله بالقحط، والجدب، وأن يَشْدُدَ الله وطأته عليهم، وليكن دعاؤك عليهم إذا رفعت رأسك من الركعة الآخرة (دعاء القنوت) ، فعن أبي هريرة س أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم: (كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِ ينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ) رواه الشيخان.


    - وفي شهر رمضان كانت غزوة فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، وأصبحت بلداً يُقام فيه التوحيد بدلاً عن الشرك، فلله الفضل والمِنّة، فعلى من دخل مكة أو كان من سكَّانها أن يعلم أنها بلدُ الله الحرام، وأن الحسنات فيها تضاعف، فليجتهد في فعل الحسنات، وليحذر من الذنوب فيها وفي غيرها؛ لأن الذنوب فيها تَعظُم، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٢٥] . انتبه يا من أنت في مكة!





  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (18)

    الدرس الثامن عشر
    رمضان شهر الانجازات
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    أيها المسلم: إن شهر رمضان هو شهر عمل الخيرات، والإنجازات، والعمل لهذا الدين (دين الإسلام) ، وقد حقق الرسول في هذا الشهر الفتوح العظيمة، والدروس الكبيرة المفيدة، وكذلك أصحابه ش، لكن ماذا حققت أنت في هذا الشهر؟ ولذا، حاول مجتهداً أن تخرج بما يلي:


    ١ - اجتهد في توبةٍ صادقةٍ تظهر آثارها عليك، في كلامك، وفي عملك، وفي طعامك، وشرابك وحديثك، ومجالسك، وإنفاقك في سبيل الله في كل وجوه البر، وفي حياتك مع أهلك وزملائك، فإن التائب الصادق هو الذي يٌحسن العمل، وقد قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠] . وليكن كلامك ذكراً لله , وصمتك فكراً، وطعامك وشرابك للتقوي على عبادة ربك.


    ٢ - اجتهد أن تعود إلى حياةٍ جديدةٍ في طلب العلم، وفهم القرآن، وتطبيقه تطبيقاً حقيقياً في نفسك وأهلك، وفي كل شأن من شئونك، ناظراً إلى ما عند الله، طالباً الدار الآخرة، فرحاً بهذا القرآن: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: ٥٨] .
    ٣ - عُد إلى سنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وتعلّمها وطبّقها، فلا تُمِل عنها قيد أُنملة، ابتداءً من توحيدك , صلاتك؛ لتصلي كما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) رواه الشيخان. وإن كنت إماماً لمسجدٍ، فَصَلِّ بهم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وفي كل حياتك وبقية عمرك، وكلّما عرفت سنةً من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتمسّك بها، وعضَّ عليها بالنواجذ، وكذلك سنن الخلفاء الراشدين المهديين , واجعل سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقدمةً على قول كل أحد لتحصل على الهدي العظيم، قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: ٥٤] .


    وقال تعالى: ... {َلقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ} [الأحزاب: ٢١] .
    ٤ - سر وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبعاً له داعياً إلى هذا الدين، واجعل هذه الآية نصب عينيك: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨] . وكلما تعلمت شيئاً من القرآن والسنة فادعُ الناس إليه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) رواه البخاري.


    ٥ - أيها المسلم: إن كنت من أصحاب الأموال، فأخرج في رمضان نفقةً على الفقراء والمساكين، والأيتام، والأرامل، والمحتاجين، وقم بمساعدتهم حتى تلقى الله (حتى تموت) ، واجعل لك برنامجاً لدعم الدعوة إلى الله، ودعم حلقات القرآن الكريم، واجعل هذا محط اهتمامك في بقية عمرك، وتفهّم قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) رواه البخاري.
    ٦ - كل واحد منكم - أيها المسلمون- يستطيع أن يجعل له عملاً متواصلاً في الثواب لينفعه بعد موته فليفعل، (اجعل لك وقفاً ولو صغيراً على الدعوة إلى الله , أو على حلقات القرآن الكريم , أو على الأيتام والفقراء) وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم.
    ٧ - خروجك من رمضان يعني أنك تعلّمت الصبر على هذه العبادة (الصيام) ، فليكن خروجك درساً لك بحيث أنّك تصوم من كل شهر ما تيسر لك (الاثنين والخميس , وعاشوراء , ويوم عرفة , وثلاثة أيام من كل شهر) لتكون ممن كأنه يصوم الدهر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ) رواه مسلم.







  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (19)

    الدرس التاسع عشر
    شهر العتق من النار
    الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    فإنّ شهر رمضان شهر العتق من النار، فيا أيها المسلم:




    ١ - حاسب نفسك كلّ يومٍ من رمضان على صيامك، هل حافظت عليه من المفسدات؟ وهي المفطِّرات، وهل حافظت عليه مما يذهب بثوابه، كالغيبة، وقول الزور، والعمل به؟ وحاسب نفسك على أداء الواجبات، كالصلاة المفروضة في أوقاتها، وصلاة الرجل مع جماعة المسلمين، فإنّ العبد الذي يحافظ على صومه وأداء الواجبات، وترك المحرمات، يحصل بفضل الله على العتق من النار، وقد قال ع: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ... الحديث) وفيه: (وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .


    ٢ - اعلم -أيها العبد- أنك تعيش في هذه الحياة وتعمل، وأنت على أحد نوعين: فإما أن يكون عملك فيما فيه عتقك من نار جهنم، وإما أن يكون عملك مما فيه إيباقك في نار جهنم، فاجتهد في إعتاق رقبتك وفكاكها من النار قبل أن ينزل بك الموت، وعند ذلك لا ينفع الندم، وقد قال ع: (الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا) رواه مسلم. اهتمّ بتوحيد الله، وبالطُّهور، والحمد لله، والتسبيح، والصلاة، والصدقة، والصبر، والقرآن تلاوةً وفقهاً وعملاً، وادرس نفسك أمام هذه العبادات والقيام بها، فعسى الله أن يفكَّ رقبتك من عذاب جهنم.


    ٣ - إذا علمت أن شهر رمضان مبارك، وأنّه زمانٌ فاضل، فاستغلَّ كل زمانه في طاعة ربك، وكن أكثر حرصاً على لياليه، وثلث الليل الآخر، وتفرّغ في ثلث الليل الآخر للصلاة، والدعاء، وسؤال الله، والاستغفار، والتوبة، والإقبال على الله، وقد قال ع: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، يَقولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) رواه الشيخان.


    ٤ - أيها المسلم: إنّ رمضان فرصةٌ لا تُعوّض لمن فاتته، فكن يقظاً كل التيقُّظ لهذا الشهر (رمضان) من أول ليلة، وكن من التائبين العائدين إلى الله ?، المتضرعين إليه، المقبلين عليه، الساعين في طلب النجاة من عذاب الله، الطالبين رحمته وجنته ومغفرته، فاحذر من الذنوب! وعش في هذا الشهر وفي غيره فتفكراً في نجاتك يوم القيامة، واجعل على نفسك رقابةً من نفسك، واحفظ جوارحك ولسانك حتى تشعر كأنك في سجن، بحيث لا تترك لنفسك الزمام مُطلقاً لها، فتنطلق في هواها وحظوظها، على حساب آخرتك، وقد قال ع: (الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ) رواه مسلم.






  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


    دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
    محمد بن شامي مطاعن شيبة

    (20)

    الدرس العشرون
    ليلة القدر
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
    أخي المسلم: إن في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، وهذه الليلة لها فضلٌ عظيمٌ، ومن فضلها:


    - أنها ليلة مباركة: كما قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [الدخان: ٣ - ٥] .
    - أنها ليلة الشرف (القَدر) : فهي ليلة شريفة عظيمة، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: ١] . فيُقدِّر اللهُ فيها ما يكون في السنة ويقضيه من أموره الحكيمة.
    - وأنها ليلة - في فضلها وشرفها وكثرة خيرها وثواب الأجر فيها - خيرٌ من ألف شهر، كما قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: ٣] .
    - وأن فيها تتنزل الملائكة وجبريل †في الأرض بالبركة، والخير، والرحمة، كما قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: ٤] .


    - وأنها ليلة سلام للمؤمنين من كل ما يخافون: لكثرة مغفرة الذنوب فيها والعتق من النار {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: ٤] .
    - أنّها كما قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان. فمن قامها إيماناً بالله، وبما أعدَّه من الثواب لمن قامها، واحتساباً للأجر عند الله تعالى، حصل على هذا الفضل وإن لم يعلم بها.
    - وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان (في الوتر من العشر) ، فيشرع لك - أيها المسلم - أن تتحرَّاها، وتطلبها، وتحرص عليها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) رواه البخاري.


    - إذا فاتتك الليالي الثلاث الأولى من العشر، أو ضَعُفت عنها، فاجتهد في السبع البواقي، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي) رواه مسلم.
    - احرص على الاجتهاد في العشر الأواخر في تحري ليلة القدر، وكن أكثر تحرياً لها في السبع الأواخر، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لرجالٍ من أصحابه أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر: (أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَ ا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ) رواه الشيخان.
    - التمس ليلة القدر وتطلَّبها في ليلة خمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى) رواه البخاري.


    - أقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين، فاهتمّ بهذه الليلة (ليلة سبع وعشرين) ، وقد قال أُبيّ بن كعب س: (وَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ع بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ) رواه مسلم.
    - أكثر من هذا الدعاء في ليالي تحري ليلة القدر: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، فقد سألت عائشة ل النبي ع: (أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) رواه الترمذي وابن ماجة (صحيح) .
    - علامة ليلة القدر في حديث أُبَيٍّ س قال: (وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا) رواه مسلم. وعند أبي داود قال: (تُصْبِحُ الشَّمْسُ صَبِيحَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِثْلَ الطَّسْتِ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ حَتَّى تَرْتَفِعَ) (صحيح) .





الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •