دراسة ميدانية خاصة بالفرقان .. التحديات المعاصرة وتأثيرها على الأسرة المسلمة
تشير الدراسات إلى أن 40% من الأزواج يعانون من نقص التواصل بسبب ضغوط العمل
تعد الأسرة المسلمة حجر الزاوية في بناء المجتمع الإسلامي وهي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يتعلم فيها الفرد القيم والأخلاق الحميدة
تواجه الأسر المسلمة اليوم تحديات اقتصادية ومالية كبيرة أصبحت تؤثر مباشرة على استقرارها
التحديات التربوية تتمثل في ضعف الوعي الديني لدى الأبناء مما يؤدي إلى ضعف التزامهم بالقيم الإسلامية
تتداخل المخاوف الأسرية مع التحديات المعاصرة على اختلافها فالتفكك الأسري قد يكون من أسبابه الرئيسية ارتفاع معدلات الطلاق نتيجة الخلافات الزوجية
أدى الانفتاح الثقافي والعولمة إلى تزايد التأثر بالعادات والقيم الأجنبية ما أدى إلى تآكل القيم الإسلامية وإلى ظهور فجوة بين الآباء والأبناء
تشير التقارير في الكويت إلى أن تكلفة المعيشة ارتفعت بنسبة 15 % خلال السنوات الخمس الأخيرة
أصبحت الأسرة المسلمة متأثرة بثقافة الاستهلاك والرغبة في الظهور بمستوى اجتماعي معين الأمر الذي يؤدي إلى زيادة النفقات والديون
تواجه الأسر تحديات صحية كثيرة رغم التطور العلمي وقد تؤثر تلك المخاطر على استقرار الأسرة وسلامتها
إحصاءات الجهاز المركزي في الكويت تشير أن 60% من الأسر تعاني من ضغوط مالية تؤثر على استقرارها
الأسرة هي عماد المجتمع ولا بد من العمل بجد للحفاظ على استقرارها في مواجهة التحديات المعاصرة
تشير الدراسات إلى أن أكثر من 50% من حالات الطلاق بسبب قضاء أحد الزوجين وقتًا طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي
معظم أسئلة الاستبيان حازت نسبة الإجماع في التأييد وهذا يدل على أن أهم التحديات التي صيغت في فرضيات الاستبانة هي أمور واقعية يعاني منها معظم الأسر
ينبغي خضوع المقبلين على الزواج لدورات أسرية حول مفهوم الزواج ومتطلباته وأصول التعامل بين الزوجين
عدم تعليم الناس العقيدة والفقه، يتيح لكثير من القوى المشككة في الإسلام والأخلاق تدمير الأسرة عبر بث الشكوك في العقيدة، وإثارة الخلافات
ينبغي للأب والأم متابعة الأولاد داخل البيت وخارجه، ومعرفة أصحابهم وكثرة الجلوس مع الأبناء
تعدّ الأسرة المسلمة حجر الزاوية في بناء المجتمع الإسلامي، وهي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يتعلم فيها الفرد القيم والأخلاق الحميدة، وفي ظل التغيرات المستارعة التي يشهدها العالم المعاصر، تواجه الأسرة المسلمة تحديات متزايدة تهدد كيانها واستقرارها؛ لذا يستهدف هذا الملف تحليل هذه المخاطر، وتقديم حلول عملية للمحافظة على تماسك الأسرة المسلمة وكيانها.
التحديات المعاصرة وتأثيرها على الأسرة المسلمة
أولا :المخاطر الاجتماعية والثقافية
تتداخل المخاوف الأسرية مع التحديات المعاصرة على اختلافها، فالتفكك الأسري قد يكون من أسبابه الرئيسية ارتفاع معدلات الطلاق نتيجة الخلافات الزوجية، وضعف الوعي بأهمية الزواج، والتأثيرات الثقافية الغربية، وقد يؤدي الإهمال والعنف الأسري بأنواعه المختلفة إلى تدمير الأسرة وتشريد الأطفال، وإلى عدم توفير احتياجاتهم الأساسية؛ مما يؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي.. وهكذا. كما أن التحديات التربوية تتمثل في ضعف الوعي الديني لدى الأبناء؛ مما يؤدي إلى ضعف التزامهم بالقيم الإسلامية، وقد يكون السبب في ذلك انشغال الآباء والأمهات عن تربية أبنائهم؛ بسبب ضغوط العمل والحياة، وانتشار المنصات والحسابات والألعاب الإلكترونية التي ما لم تقنن فإنها تؤثر سلبًا على سلوك الأطفال، وتؤدي إلى العزلة الاجتماعية التي أصبحنا نراها ونشعر بها في كل مكان. ويضاف إلى ذلك ضعف الدور التربوي للمدرسة والمسجد وربما عدم كفاية الدور التربوي للمؤسسات التعليمية والدينية في تعزيز القيم الأسرية، وعدم القدرة على مواكبة التغيرات الاجتماعية المتلاحقة، ومن ثم نجد أنها منظومة متتالية من الأسباب والمسببات والنتائج والآثار التي تستدعي يقظة الأسرة وأوليائها وتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية من أجل الوقاية منها وعلاجها، ويضاف إلى ذلك ما يلي: 1 - التأثيرات الثقافية الخارجية
أدى الانفتاح الثقافي والعولمة إلى تزايد التأثر بالعادات والقيم الأجنبية، ما أدى إلى تآكل القيم الإسلامية، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه».. كما تسبب الانفتاح على العالم الرقمي في جعل الأطفال والمراهقين عرضة للتأثر بالقيم والثقافات الأجنبية التي قد تتعارض مع القيم الإسلامية. 2 - اختلاف الأجيال في فهم القيم
تعاني العديد من الأسر في العصر الحديث من تحديات تتعلق بتباين الفهم بين الأجيال، حول القيم والمبادئ التي توجه الحياة عموما، وقد يؤدي هذا الاختلاف إلى ظهور فجوة بين الآباء والأبناء؛ مما يؤثر على التماسك الأسري واستقرار العلاقات داخل الأسرة المسلمة، ويعود ذلك إلى سرعة التغيرات التقنية؛ مما أثر على طريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع القيم الاجتماعية؛ فهم يتعرضون لمعلومات وآراء من مختلف أنحاء العالم، مما يؤثر على منظومة قيمهم، ويضاف إلى ذلك اختلاف البيئة التعليمية والاجتماعية، وتباين مصادر التعلم؛ فالأجيال السابقة تعلمت من مصادر تقليدية مثل المدارس والمساجد، بينما تعتمد الأجيال الحالية بشكل كبير على الإنترنت والمصادر الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يؤثر على فهمهم للقيم. ومن المهم هنا أن تتم المواءمة الإيجابية بين معطيات التكنولوجيا الحديثة وبين قيمنا الأصيلة النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الجميلة الموروثة من الآباء والأجداد، وعلى رأسها الأخلاق الحميدة واحترام كبار السن والقدر، والبر بالوالدين ومساعدة الفقير والمحتاج.. الخ. 3 - الضغط الاجتماعي للظهور بمظهر الرفاهية
أصبحت الأسرة المسلمة متأثرة بثقافة الاستهلاك والرغبة في الظهور بمستوى اجتماعي معين؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة النفقات والديون، وتزداد هذه الظاهرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يؤثر على القيم الأسرية التقليدية، ويجعل الناس في منافسة مادية تزداد يوما بعد يوم في ظل المقارنات الاجتماعية والنظر إلى ما في أيدي الآخرين. 4 - التغير في مفهوم الأدوار الأسرية
مع التحولات الاجتماعية الحديثة، أصبح هناك تغير في توزيع الأدوار بين الزوجين، الأمر الذي قد يتسبب في ظهور بعض التحديات أو الصراعات المحدودة؛ بسبب عمل المرأة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة، وقد يؤدي ذلك إلى اختلال نسبي في مبدأ القوامة واتخاذ القرارات ومسارات التصرفات المالية، وتشير الدراسات إلى أن 40% من الأزواج يعانون من نقص التواصل؛ بسبب ضغوط العمل. ثانيا: المخاطر الاقتصادية والمالية
تواجه الأسر المسلمة اليوم تحديات اقتصادية ومالية كبيرة، قد تؤثر مباشرة على استقرارها، وهذه المخاطر ليست مجرد أزمات مادية، بل تمتد لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية؛ مما يؤثر على الترابط الأسري، ولعل الهاجس الأول لكل أسرة تنشد الاستقرار المادي ينصرف إلى توفير المتطلبات الأساسية وتلبية احتياجات الأسرة، وفي هذا الصدد، فإن هنالك العديد من التحديات الاقتصادية وعلى رأسها ما يلي: ارتفاع تكلفة السكن والمواد الأساسية
تشير تقارير الجهاز المركزي للإحصاء في الكويت إلى أن تكلفة المعيشة ارتفعت بنسبة 15% خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ ما أدى إلى زيادة الديون الأسرية، كما بيّنت إحصاءات صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء في الكويت أن 60% من الأسر تعاني من ضغوط مالية تؤثر على استقرارها، كما أن ارتفاع أسعار الإيجارات، والمواد الغذائية، والخدمات الصحية والتعليمية يضع ضغوطًا كبيرة على ميزانيات الأسر؛ مما يؤثر على قدرتها على تلبية احتياجاتها الأساسية، ويتبع ذلك ارتفاع معدل التضخم الذي يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية للأسر؛ مما يزيد من صعوبة تغطية النفقات الضرورية.
المخاطر التكنولوجية والرقمية
1 - الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
يمكن أن يؤدي ذلك إلى تباعد العلاقات الأسرية إذا لم تتم إدارتها بحكمة؛ حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 50% من حالات الطلاق الحديثة تكون بسبب قضاء أحد الزوجين وقتًا طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما يؤثر على التواصل بين الأزواج. 2- تعرض الأطفال لمحتويات غير ملائمة
مع ازدياد الاعتماد على الإنترنت، أصبح من الصعب على الآباء مراقبة ما يتعرض له أطفالهم على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي يعد تحديا مهما وخطيرا، فيما قد يبث من محتوى غير مناسب يخالف الشرع والأخلاق الحميدة.
المخاطر الصحية والبيئية
تواجه الأسرة المسلمة تحديات صحية كثيرة رغم التطور العلمي، وقد تؤثر تلك المخاطر على استقرار الأسرة وسلامتها، وهذه التحديات ليست مجرد قضايا فردية، بل تؤثر على أفراد الأسرة جميعا، ومن ذلك ما يلي: 1 - نمط الحياة غير الصحي
حيث يؤدي تغير نمط الحياة نحو الاستهلاك المفرط، وقلة النشاط البدني إلى زيادة معدلات السمنة والأمراض المزمنة، مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم. ووفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الكويتية، يعاني 35% من البالغين في الكويت من السمنة؛ مما يزيد من الضغوط المالية والنفسية على الأسر. 2 - الأمراض النفسية وتأثيرها
توثر الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق على استقرار الأسرة؛ حيث إن عدم علاجها يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الخلافات الزوجية، وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» في إشارة إلى أهمية الصحة البدنية والنفسية والوقاية خير من العلاج. 3 - عدم انتظام النوم والإرهاق
تؤدي ساعات العمل الطويلة والانشغال المستمر بالأجهزة الذكية إلى نقص ساعات النوم لدى العديد من الأسر؛ مما يؤثر على الصحة العامة، بينما يقول الله -تعالى-: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} وفي ذلك إشارة واضحة إلى أهمية النوم في استعادة النشاط. المخاطر البيئية
تؤدي البيئة التي نعيش فيها دورًا حاسمًا في حياتنا اليومية واستقرار الأسرة، ومع تزايد التحديات البيئية في العصر الحديث، تتعرض الأسرة المسلمة -مثل غيرها من الأسر- لمجموعة من المخاطر التي تؤثر على صحتها واستقرارها. ومن أبرز تلك التحديات والمخاطر ما يلي: 1 - تلوث الهواء والماء
يمكن أن يسبب تعرض أفراد الأسرة للهواء الملوث أمراضًا، مثل: الربو، والتهابات الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، ولعل الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة لمثل هذه التأثيرات، كما أن تلوث مصادر المياه يؤدي إلى انتشار الأمراض مثل: الكوليرا والإسهال؛ مما يؤثر على صحة أفراد الأسرة، ولا سيما الأطفال، كما يؤدي تلوث المياه إلى تضرر المحاصيل الزراعية؛ مما يؤثر على توفر الغذاء الصحي، كما يؤدي تناول الأطعمة الملوثة إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة على المدى الطويل، وسيؤثر القلق المستمر بشأن صحة الأطفال نتيجة تلوث الهواء والماء على استقرار الأسرة صحيا ونفسيا. 2 - التغير المناخي والكوارث الكونية
قد يُحدث التغير المناخي زيادة مضطردة في درجات الحرارة؛ مما يؤدي إلى الجفاف وانخفاض الموارد المائية، ومن ثم فإنه يؤثر على معيشة الأسر في المناطق الريفية والزراعية. 3 - التلوث الضوضائي
لا شك أن العيش في مناطق مزدحمة وضوضاء مستمرة يمكن أن يؤثر على معدلات نوم أفراد الأسرة وصحتهم النفسية؛ فيؤدي إلى زيادة القلق والتوتر، ومن ثم حدوث المزيد من المشكلات الأسرية. 4 - النفايات البلاستيكية
وفي كثير من الدول الفقيرة والنامية يؤدي تراكم النفايات البلاستيكية إلى تلوث الهواء والماء؛ فيزيد من خطر الإصابة بالأمراض، وإلى انخفاض جودة الحياة، ويؤثر سلبا على استقرار الأسرة ورفاهيتها. التحديات والأزمات العالمية
1 - اضطراب الأمان الأسري
في عالم اليوم الذي يضج بالصراعات السياسية والحروب المتواصلة، تواجه الأسرة المسلمة تحديات غير مسبوقة تهدد استقرارها وأمنها؛ فالأزمات السياسية والنزاعات المسلحة التي تشهدها العديد من الدول الإسلامية تؤدي إلى تشريد الآلاف من الأسر، وإلى تفاقم معاناتها اليومية؛ بسبب الهجرة القسرية وفقدان مصادر الرزق، ولا تقتصر آثار تلك الحروب والنزاعات على تدمير المنازل والبنية التحتية، بل تمتد لتؤثر على النسيج الأسري من خلال زعزعة شعور الأمان وتفكك العلاقات الأسرية؛ فيترك أثرًا نفسيا واجتماعيا عميقًا على أفراد الأسرة، ولا سيما الأطفال والشباب. 2 - التمييز والاضطهاد
كما تعاني الأسر المسلمة من الضغوط السياسية الناتجة عن التمييز والاضطهاد في بعض المناطق؛ مما يجعلها تواجه تحديات في الحفاظ على هويتها الدينية والاجتماعية، وهذه الضغوط تسهم في تعميق الشعور بالعزلة، وتحد من قدرة الأسرة على التكيف مع بيئتها الجديدة، وفي ظل هذه الظروف العصيبة، تصبح الحاجة ماسة إلى تعزيز القيم الإسلامية التي تحث على الصبر والتكاتف الأسري، لمواجهة هذه التحديات والصمود أمام التغيرات السياسية العاصفة التي قد تؤثر على استقرار الأسرة المسلمة ومستقبلها. 3 - زيادة معدلات الطلاق والانفصال
تشير الدراسات إلى أن الأزمات المالية والاجتماعية تؤدي إلى زيادة التوتر بين الزوجين؛ فيؤدي أحيانًا إلى حدوث الطلاق، وتشير إحصائية لوزارة العدل الكويتية إلى أن نسبة الطلاق ارتفعت بنسبة 25% خلال الأزمات الاقتصادية الأخيرة. الحلول المقترحة وسبل الوقاية والعلاج
1- تعزيز التوعية الدينية والأسرية: ينبغي أن تكون هناك حملات توعية لتعزيز فهم الأسرة لأهمية القيم والمفاهيم الإسلامية في بناء العلاقات السليمة والناجحة. 2- تفعيل الدور الإيجابي للإعلام: يجب استخدام وسائل الإعلام لنشر ثقافة الحوار الأسري وتعزيز القيم الإسلامية، والابتعاد عن المحتويات التي تؤثر سلبًا على الأسرة. 3- تكاتف الجهود لتيسير الزواج: يجب على المجتمعات تبني سياسات تستهدف تخفيض تكاليف الزواج وتسهيل المهور، امتثالًا لتوصية النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، ويمكن للحكومات توفير برامج دعم للأسر المتعثرة ماليا، وكذلك تقديم قروض ميسرة للشباب المقبلين على الزواج، فضلا عن تأسيس صناديق مخصصة لتقديم الدعم المالي للشباب المقبلين على الزواج؛ مما يسهم في تخفيف الضغوط المالية وتشجيعهم على تكوين أسر مستقرة. 4- الدورات التأهيلية والتدريبية: إعداد برامج لتأهيل الشباب والشابات للزواج، تساعدهم في فهم الأدوار والمسؤوليات، وتعزيز مهارات التواصل والتفاهم الأسري، كما يمكن للحكومات والمؤسسات الخيرية تقديم استشارات أسرية مجانية لحل الخلافات الزوجية وتحسين التواصل بين أفراد الأسرة.
وقد أظهرت دراسة حديثة، أن الأسر التي تلقت تدريبًا على التواصل وحل النزاعات لديها معدلات طلاق أقل بنسبة 30% مقارنة بالأسر الأخرى.
5- تشجيع ثقافة الحوار الأسري: يعد التواصل الجيد بين أفراد الأسرة أحد أهم العوامل التي تعزز استقرارها، ويمكن في هذا الصدد تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية لتحسين مهارات الحوار بين أفراد الأسرة وتعزيز الترابط الأسري.
6- سنّ التشريعات لحماية الأسرة: حيث يؤدي الإطار التشريعي والسياسات العامة دورًا كبيرًا في حماية كيان الأسرة واستقرارها؛ لذلك من المهم تحليل هذا الجانب لتقديم توصيات فعّالة، يمكن أن تسهم في حماية الأسرة من المخاطر المحدقة بها، ومن ذلك السياسات الخاصة بحماية حقوق الزوجين والأبناء، وذلك من أجل ضمان حقوق الزوجين وتحقيق توازن العلاقة وحماية حقوق الأبناء.
7- تشجيع إصلاح ذات البين: سن قوانين تدعم الإصلاح الأسري والمصالحة قبل اللجوء إلى الطلاق، مع التركيز على الحلول السلمية للمشكلات الزوجية؛ حيث قال -تعالى-: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وحكما من أهلها}.
8- دعم الأسر المتعففة: تشير الإحصاءات إلى أن هناك تزايدًا في عدد الأسر التي تعاني من ضغوط مالية بسبب تزايد تكاليف المعيشة؛ حيث يعاني حوالي 30% من الأسر ذات الدخل المحدود من عدم القدرة على تغطية نفقاتها الشهرية؛ ومن ثم فإن توفير الدعم المالي للأسر المحتاجة من خلال برامج حكومية يعد أمرًا ضروريًا لتحقيق الاستقرار الأسري.
9- إطلاق مراكز الدعم النفسي والاجتماعي: توفير مراكز متخصصة لدعم الصحة النفسية للأسرة؛ حيث تساعد على علاج الاكتئاب والقلق وإلى تعزيز الصحة النفسية.
10- تنظيم حملات التوعية: لتوعية الأسر بأهمية إدارة الوقت عند استخدام التكنولوجيا، وتدريبهم على استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية لحماية الأطفال، وإطلاق حملات توعوية في المدارس والمساجد لتوعية الشباب بمخاطر الإنترنت وكيفية التعامل مع التحديات الأخلاقية التي قد يواجهونها.
11- تطوير البرامج التربوية: ويشمل ذلك تطوير المناهج الدراسية لتشمل القيم الإسلامية والأخلاقية، وتدريب المعلمين على أساليب التربية الحديثة.
12- مكافحة العنف الأسري: وذلك من خلال سن قوانين رادعة، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.
13- التوعية بالقيم الأسرية: يجب على المساجد والمراكز الإسلامية تقديم دروس وخطب تركز على أهمية الزواج وأدوار الزوجين في الأسرة؛ بحيث تكون مستندة إلى القرآن والسنة.
14- تقديم المساعدات والمعونات: ينبغي أن تؤدي الجمعيات الخيرية دورًا كبيرًا في تقديم الدعم للأسر المحتاجة محليا، ولا سيما في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة. قال الله -تعالى-: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}؛ فمن شأن تلك الجهود أن تساعد في تخفيف الضغوط الاقتصادية وتعزيز الاستقرار الأسري.
15- الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن للمؤسسات الدينية والمجتمعية إنشاء محتوى تعليمي وتوعوي على منصات مثل: (يوتيوب وإنستغرام)، يركز على القيم الأسرية وتعاليم الإسلام المتعلقة بالزواج والتربية.
16- استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز استقرار الأسرة: مثل تطوير تطبيقات، تساعد الأسر في إدارة حياتها اليومية بطريقة أفضل، وتقديم نصائح وإرشادات مبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم الأزواج في التغلب على تحديات الحياة.
17- إنتاج المحتوى التعليمي الهادف للأطفال: من أفلام كرتونية ومسلسلات تعليمية؛ بحيث تركز على قصص الأنبياء والقيم الأخلاقية، مما يساعد في بناء شخصية الطفل على أسس إسلامية قوية، إضافة إلى تطوير تطبيقات وألعاب تركز على تعليم القيم الإسلامية للأطفال بطرائق تفاعلية ومرحة.
18- البحث العلمي في القضايا الأسرية: وذلك من خلال إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في الدراسات الأسرية، مع تشجيع الجامعات والمعاهد على تخصيص برامج دراسات عليا متخصصة في القضايا الأسرية والاجتماعية.
19- تعزيز التعاون الدولي والمشترك: وذلك من خلال إقامة مؤتمرات دولية وورش عمل مشتركة لتبادل الخبرات حول سبل تعزيز استقرار الأسرة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية لنشر الدراسات والتجارب التي أثبتت نجاحها في تعزيز استقرار الأسرة في دول أخرى.
20- القدوة الحسنة في السلوك: يكتسب الأطفال قيمهم وسلوكياتهم من خلال مراقبة آبائهم، وكما يقول الله -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}؛ مما يشير إلى أهمية القدوة الحسنة في تماسك الأسرة وبناء النموذج الناجح والإيجابي.
21- التوعية البيئية داخل الأسرة: وذلك من خلال تعليم الأطفال طرائق الحفاظ على البيئة باتباع سلوكيات بسيطة مثل تقليل استخدام البلاستيك وإعادة التدوير والنظافة والحفاظ على الممتلكات العامة؛ وذلك من أجل بث روح التعاون وتحمل المسؤولية المجتمعية لتنظيف البيئة المحيطة، وتشجيع الزراعة المنزلية لتحسين جودة الهواء وتوفير مصادر الغذاء الصحي.
22- التوجه نحو المنتجات الصديقة للبيئة: وذلك من خلال تشجيع الأسر على استخدام المنتجات الصديقة للبيئة في المنزل، واتخاذ تدابير وقائية لحماية الصحة داخل المنازل باستخدام أجهزة تنقية الهواء وتقليل استخدام المواد الكيميائية في التنظيف.
ثامنا : الخاتمة
وهكذا نجد أن الأسرة هي عماد المجتمع، ولا بد من العمل بجد للحفاظ على استقرارها في مواجهة التحديات المعاصرة، سواء كانت اجتماعية أم اقتصادية أم نفسية أم ثقافية أم بيئية، وينبغي أن يكون هناك تعاون بين الأفراد والمؤسسات الحكومية والدينية والمجتمع المدني؛ لتعزيز قيم الزواج والأسرة وتوفير الدعم اللازم للشباب. ولا شك أن الالتزام بتعاليم الإسلام وبناء أسر تقوم على المودة والرحمة، كما حثنا الله -تعالى-، هو السبيل الأمثل لحماية المجتمع من التفكك. علينا جميعًا أن ندرك أن استقرار الأسرة هو استقرار للمجتمع بأكمله، وأي تهديد لكيان الأسرة هو تهديد لاستقرار الأمة؛ فلنسع جميعا إلى إيجاد بيئة صحية تسهم في استقرار الأسرة وتوفير الحياة الكريمة لأفرادها، حتى نحقق مفهوم الحديث النبوي الشريف: « من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا». الواجب تجاه الأبناء
ورد لسماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله - سؤال مفاده أن من أوجب الواجبات على المجتمع والأمة الإسلامية جمعاء أن تعتني بنشأة أبنائها النشأة الإسلامية، ولكن هناك أدعياء الشيطان يعملون جاهدين على تحطيم الأجيال المسلمة بإفساد دينها وأخلاقها .. ونحن والمدرسين نجتهد في تربية أبناء المسلمين التربية الإسلامية، ومجرد ما يخرج الطلاب من المدرسة يجعلون كل ما سمعوه في المدرسة وراءهم ظهريًا .. ونذكر هنا بقول الشاعر : وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وجاء الجواب الشافي من سماحته بقوله رحمه الله : المقصود الواجب على الأستاذ وعلى الأب وعلى الأم وعلى كل من كان له صلة بالأولاد أن يتقي الله فيهم، وأن يعلمهم ويوجههم إلى الخير، والهداية بيد الله سبحانه وتعالى : (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [البقرة:272]، وقوله سبحانه: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص:56]. فالواجب على كل إنسان أن يؤدي ما يستطيع من الدعوة، والتعليم والإرشاد، المدرس في مدرسته، والعضو في الهيئة، والأب والأم والأخ وغير هذا كل منهم عليه واجبه، والمجتمعات إذا اختلت وظهر فيها الفساد؛ ضعف الإصلاح، ولكن لا يعفي الإنسان من أن يؤدي الواجب، وأن يتقي الله فيما يجب عليه -والله المستعان-. تاسعاً تحليل نتائج استبيان المخاطر التي تهدد الأسرة المسلمة
تم توزيع الاستبانة المكونة من 10 أسئلة حول المخاطر التي تهدد الأسرة المسلمة على عدد كبير من الناس داخل الكويت وخارجها، وقد أجاب عن أسئلة الاستبانة 145 شخصا ثلثهم من الذكور، والثلث المتبقي من الإناث، بينما كانت أعمار 52% من المشاركين تتراوح بين 40-60 سنة، و32% من 20-40 سنة، و16% فوق 60 سنة، وكان المتزوجون منهم حوالي 80% والنسبة الباقية إما أعزب أو مطلق وأرمل. وكان معظمهم من حملة الشهادات العليا والبقية من ذوي المؤهل الثانوي وأقل، وكانوا من ذوي أسر كبيرة نسبيا، يتراوح عدد أفرادها أكثر من 4 أفراد، وكان ثلاثة أرباع المشاركين من ذوي الرواتب التي تزيد عن 500 دينار شهريا، وفيما يلي مناقشة نتائج الاستبيان: أسئلة الاستبيان:
- وجاء نص السؤال الأول كما يلي: برأيك هل تتعرض الأسرة المسلمة الآن لمخاطر تهدد كيانها وتماسكها؟
وكانت الإجابة بالإجماع (99%) بالإيجاب، وفي ذلك استشعار كبير لوجود مخاطر خارجية وداخلية تهدد كيان الأسرة المسلمة، وتهدد تماسكها في العصر الراهن. أما السؤال الثاني من الاستبانة فكان عن البعد الأخلاقي وهذا نصه:
تتمثل المخاطر التي تهدد الأسرة في الجوانب الأخلاقية بشكل كبير.
وكانت الإجابة مؤيدة لذلك الطرح وبإجماع كبير بواقع 98%، وهذا بلا شك يؤكد أهمية الأخلاق في حماية كيان الأسرة المسلمة والحفاظ على تماسكها، بوصفها الرابط المعنوي والقيمي وصمام الأمان ذي الأهمية البالغة في حياة الأسرة وأفرادها، كما يشير إلى مدى خطورتها - حال ضعفها أو زوالها - في توجيه الشباب نحو المنكرات والسلوكيات غير الأخلاقية.. -وجاء السؤال الثالث: هل تتفق مع كون الثقافات المتنوعة والظواهر المجتمعية تهدد قيم الأسرة والتزامها؟
وكانت الإجابة بالإجماع أيضا (98%) يؤيدون ذلك، وهذا - بلا شك - فيه مؤشر خطير على مدى خطورة التحديات التي تحدثها الثقافات الوافدة والظواهر المجتمعية الدخيلة في تهديد قيم الأسرة المسلمة ومعتقداتها وكيانها المتين، ولا سيما في العصر الراهن الذي تشهد فيه الأسرة سيلا هائلا من الإعلام المرئي والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي والعولمة والانفتاح على العالم أجمع.. - أما السؤال الرابع فكان عن الجانب المالي والاقتصادي ونصه: هل الضغوط المالية وعدم الاستقرار الوظيفي تمثل هاجسا يقلق الأسرة؟
وكانت الإجابة بالإجماع (95%) يتفقون مع ذلك، وهذا أمر عادي، مع تزايد الأعباء الاقتصادية والمالية الملقاة على كاهل الأسرة في ظل ارتفاع الأسعار وتزايد مطالب الأسرة، وارتفاع أسعار العقار والإيجارات ومتطلبات الحياة، وتحول كثير من الكماليات إلى أمور أساسية في حياة الأسرة، وعدم الاستقرار الوظيفي في ظل المنافسة الشديدة في مقر العمل بين العاملين، وتزايد معدلات البطالة والبطالة المقنعة في كثير من الدول، وفي الآونة الأخيرة دخول الذكاء الاصطناعي في معادلة التوظيف.. - وكان السؤال الخامس: هل ترى أن العمل الوظيفي للزوجين يؤثر على تربية الأبناء؟
وكانت الإجابة بواقع 91% يؤيدون تلك الفرضية، وهذا أمر بدهي؛ حيث إن انصراف الزوجين للعمل وعدم كفاية راتب الزوج مستقلا لمواكبة متطلبات الحياة الأسرية، يجعل من عمل الزوجين معا أمرا لا بد منه، ومن ثم خروجهما للعمل، واقتطاع ذلك الوقت من رعاية الأسرة ومباشرة التربية، وبما قد يحدث فراغا تربويا ومعنويا وعاطفيا أحيانا.. ومن ثم إتاحة المجال لبقية وسائل التوجيه والإعلام من إحداث المزيد من الأثر في تربية الأبناء سلبا أو إيجابا.. - بينما جاء السؤال السادس حول تأثير وسائل الإعلام ونصه: هل تعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر سلبًا على التواصل الأسري؟
كانت الإجابة بواقع 100% مؤيدة لتلك الفرضية، وهذا أمر صادم حقا! ويستدعي من القائمين على وسائل الإعلام في الدولة وبقية مؤسسات التربية والتوجيه ومراكز البحوث وأساتذة الاجتماع، أن يبادروا إلى إجراء المزيد من الدراسات واستطلاعات الرأي والبحوث؛ لإيجاد أفضل السبل والتقنيات التي من شأنها معرفة مدى التأثير الإيجابي والسلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الفرد والمجتمع، واقتراح التوصيات وسبل الوقاية والعلاج من أجل الاستفادة من تلك الوسائل، وحماية الأسرة المسلمة من آثارها السلبية. -وكان السؤال السابع حول طبيعة العلاقات داخل كيان الأسرة ونصه: هل تعتقد أن الخلافات الأسرية تؤثر سلبا على تماسك الأسرة واستقرارها ؟
وكانت نسبة التأييد لتلك الفرضية بالإجماع أيضا 100%، وهذا يدق نذير الخطر! ويؤكد أن الخلافات الزوجية هي من أهم معاول الهدم التي قد تدمر الأسرة، كما أنها تؤكد أهمية حرص الزوجين على تحقيق التوافق النسبي بينهما، وعدم عرض الخلافات الزوجية أمام الأبناء؛ وذلك حفاظا على كيان الأسرة وتماسكها. - وجاء السؤال الثامن حول دور وسائل الإعلام ونصه: هل تسهم وسائل الإعلام في دعم استقرار الأسرة وتماسكها؟
وكانت الإجابات مؤيدة لتلك الفرضية بنسبة 75% بينما 25% لا يؤيدون ذلك، وعلى الرغم من كون التأييد أكبر من عدمه في أجوبة المشاركين إلا أن عدم موافقة حوالي ثلث العينة على كون وسائل الإعلام داعمه لاستقرار الأسرة وتماسكها، يشير بطريقة غير مباشرة إلى أن وسائل الإعلام ليست ذات تأثير إيجابي فيما يخص دعم الأسرة وتماسكها، وهذا أمر منطقي بالنظر إلى أن المحتوى قد يختلف من برنامج إلى آخر، كما أن وسائل الإعلام تحوي الغث والسمين؛ فهي سلاح ذو حدين، عندما يتعلق الأمر بالقيم والرسائل والمفاهيم التي تبثها، ومن ثم ينبغي الحذر مما يعرض فيها، ولا سيما في برامج الأطفال والشباب، حتى لا يتسرب إلى نفوسهم وعقولهم ما يخالف الدين والقيم والأخلاق الإسلامية. - بينما كان السؤال التاسع حول دور الدين وعلاقته بالأسرة المسلمة ونصه: هل القصور والجهل بفهم أحكام الدين مؤثر في استقرار الحياة الأسرية؟
وكانت الإجابة مؤيدة لتلك الفرضية بالإجماع (99%)، وهذا أمر طبيعي ويؤكد أهمية الدين في التوجيه الإيجابي للأسرة وأفرادها، والحفاظ على كيانها واستقرارها بما يحمله من توجيهات إسلامية وتعاليم ربانية ومعتقدات سليمة، ومنطلقات أسرية تقوم على التراحم والتفاهم والتعاون، كما أن الجهل بأحكام الدين قد يؤدي إلى تبني بعض المفاهيم والأمور التي من شأنها أن تزيد في معدلات الطلاق أو تلك القيم الدخيلة على المجتمع، وهذا بلا شك يؤكد أهمية الالتزام بالدين وعلى أهمية القيم الروحية والتعبدية في تحقيق الأمن النفسي والأسري والراحة والطمأنينة والثبات الانفعالي القائم على حسن اليقين والتوكل. - أما السؤال العاشر والأخير فكان حول ثقافة الزواج ونصه: هل ترى ضرورة خضوع المقبلين على الزواج لدورات إرشادية لتقدير الأسرة والحفاظ عليها؟
وجاءت الإجابة بالإجماع 100% مؤيدة لضرورة خضوع المقبلين على الزواج لدورات أسرية حول مفهوم الزواج ومتطلباته وأصول التعامل بين الزوجين، وكذلك ما يتعلق بالأمور المالية في الأسرة وفي فهم الذات وغير ذلك من الأمور التي من شأنها تحقيق التوافق الزواجي من خلال بيان طبيعة الزوج والزوجة والتحذير من الأمور التي قد تهدم الأسرة أو تهدد كيانها، وأساليب التعامل والتواصل، وأصول تربية الأبناء وطرائق حل المشكلات الزوجية وما إلى ذلك. وهذا يدعونا إلى حث الجهات ذات الصلة في الدولة إلى تبني برامج تدريبية وتأهيلية للمقبلين على الزواج حفاظا على كيان الأسرة المسلمة، وبما يقلل من معدلات الطلاق، ويحقق الحياة السعيدة للزوجين وأبنائهما. واقعية المحاور
كان من الملاحظ أن معظم أسئلة الاستبيان حازت نسبة الإجماع في التأييد، وهذا يدل على أن أهم التحديات التي صيغت في فرضيات الاستبانة هي أمور واقعية يعاني منها معظم الأسر في الداخل والخارج، وفي هذا استخلاص لأبرز المشكلات التي تعاني منها الأسرة المسلمة في عصرنا الحاضر. وحسبنا في هذه الاستبانة أن نكون قد سلطنا الضوء ونبهنا القراء الكرام وأولياء الأمور إلى واقع الأسرة المسلمة وما يتهددها من مخاطر وتحديات، ونذكر بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته..». مقترحات وملاحظات المشاركين في الاستبانة
وباستعراض عينة من المشاركين في البحث عن أبرز ملاحظاتهم ومقترحاتهم بشأن المخاطر التي تهدد كيان الأسرة المسلمة كانت أبرز الملاحظات ما يلي: التربية وغرس القيم والعقيدة الصحيحة لأصول الدين ومراقبة الله في الأبناء من أسس الثبات على الدين ومواجهة المتغيرات والتحديات التي تواجه الأسرة المسلمة.
تدني مستوى التعليم الديني في المدارس؛ من حيث النوعية تحديداً.
الاهتمام بإيجاد حواضن اجتماعية وثقافية ورياضية للشباب ولا سيما البنات، بما يسهم في الحفاظ على ثوابت الدين وقيم المجتمع.
أن يقدم المجتمع الدين والشريعة الإسلامية السمحاء دون تشدد (لا ضرر. ولا ضرار).
الزواج الناجح هو ما بُني على أساس ديني وأخلاقي، فضلا عن مراقبة الله؛ حتى نحافظ على الأسرة من الهلاك الإعلامي والمجتمعي.
أكثر ما يؤثر على الأبناء هو القوة الناعمة التي يضعها الغرب في أفلامهم وبرامجهم الكرتونية (الأنيمي)، ولا بد من منع الأبناء من هذه البرامج.
أكثر الأعداء الذين يغتالون المجتمع ويطعنون فيه، هو تلك المنصات الإعلامية التي تبث الفن الهابط عن عمد، بل وهناك منظمات مشبوهة تدعمهم، وما نرجوه هو انتباه المجتمعات المسلمة لمثل تلك المنظمات الخبيثة الدخيلة لإنقاذ الأسرة المسلمة من هذا الخطر العظيم! نسأل الله السلامة.
عدم تعليم الناس العقيدة والفقه والفرق بينهما، يتيح لكثير من القوى المشككة في الإسلام والأخلاق تدمير الأسرة عبر بث الشكوك في العقيدة، وإثارة الخلافات الفقهية والمذهبية.. كما أن هناك بعض الجماعات تعد تهديدا لا يقل خطرا على المحتمع الإسلامي من القوى الملحدة التي تشكك في العقيدة وتثير الخلافات.
وسائل الإعلام التي تهتم بالأسرة من منظور شرعي تسهم إسهاما كبيرا في حل كثير من المشكلات الأسرية، وتعمل على استقرار الأسرة وتعديل مسارها في كثير من الأحيان.
الرجوع إلى شرع الرحمن هو سبيل إنقاذ كل أسرة من أي خطر، كما أن تقوى الله وخشيته من قبل الزوجين، يزيد من تماسك الأسرة، وينشر المحبة بين أفراد الأسرة.
الإهمال في بث تعاليم الإسلام وتربية الأبناء عليها يؤثر قطعا على استقرار الأسرة.
دور المرأة المسلمة كبير في إصلاح البيت وصلاح الأبناء والبنات؛ لأن القسم الأكبر من المسؤولية في التربية يقع عليها؛ فإن صلحت صلح البيت، والعكس صحيح.
يجب نشر الوعي بين الأزواج ومراعاة فهم الدين بين الأسرة وفهم مبادئ الزواج السعيد والاستقرار الأسري، وكذلك إعطاء دورات للزوجين في فن تربية الأولاد الصغار والمراهقين.
ينبغي تكثيف البرامج في وسائل الإعلام عن أهمية الاستقرار الأسري على نفسية الأبناء والسبل الكفيلة بتحقيق ذلك.
أهمية احتواء الأبناء من قبل الآباء، وفهم مطالبهم، والإصغاء إليهم، وحل أي مشكلة بطريقة سليمة بعيدة عن العنف والوسائل المحبطة والتسفيه، وكل ذلك بوعي الوالدين بالطرائق السليمة لتربية أبنائهم من خلال الدورات وغيرها والحرص على تبني القدوة الحسنة في الأسرة.
الغلاء وعدم القرب من الله سبب من أسباب الخلافات الأسرية، ومن ثم فإن التوعية الدينية والأخلاقية للزوجين عامل مهم في تحقيق استقرار الأسرة.
خضوع المقبلين على الزواج لدورات إرشادية في منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم .
مما يؤثر سلبا على الأسرة الماديات والمقارنات التي تكون غالبا من آثار وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب تقصير الأسرة في الجوانب الدينية بحجة حرية الرأي والاقتناع.
تبدأ التوعية منذ الصغر للطرفين (الرجل - المرأة).
إنشاء مركز لتعليم المقبلين على الزواج بواجبات الزوج والزوجة، وحل المشكلات التى تطرأ فى الأسرة، والتحمل والصبر، والاستفادة من دروس سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعاملاته السمحة، وأن البيت يقوم على المودة والرحمة والحب.
ينبغي للأب والأم متابعة الأولاد داخل البيت وخارجه، ومعرفة أصحابهم وكثرة الجلوس مع الأبناء.
اعداد: ذياب أبو سارة