حينما تئد المرأة نفسها


حينما تئد المرأة نفسها... هكذا يُقال... وكيف يقال هذا؟! نعم إنه لا غرابة في ذلك، بل لا غرابة في أن نقول لك: إن وأد المرأة لنفسها في هذا الزمن أعظم جرماً مما كان عليه في الجاهلية الأولى.
فالوأد في الجاهلة قيل عنه: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت...}(التكوير: 8 - 9) فهي في الجنة، أما موءودة اليوم... فماذا يُقال عنها...!؟
عندما تئد المرأة نفسها في أوساط التخلي عن المبادئ والأُسس... عندما ترضخ وتكون كالإمعة في كل وادٍ... تهيم بنفسها، تُلبي شهواتها... الموضة نهجها... الغرب قدوتها... لغتهم تعاملها... رومانسياتهم وشكلياتهم مائدتها.
عندما تئد ذلك الحجاب الإسلامي، فترضى لنفسها الزي الغربي... عندما تئد ذلك الثوب وتلك التنورة وتلك البلوزة الساترة المحتشمة، فتُماثلهم بالملابس الفاضحة.
عندما تئد المرأة نغماتها على وتيرة هذه الحياة... فترضى أن تكون لا شيء، على هامش البحر... ترضى لأمواج الغرب وأفكارهم أن تقودها حيثما شاءت... بل تُلطخها تلك الأمواج ببعض من القاذورات ورغم ذلك تتهافت عليها.
والأعظم من ذلك أن الكثير من الآباء - إلا من رحم ربي ومن ولاة الأمر يتهاونون في توجيه من تحت رعايتهم. والمجتمع المحيط يأبى أن يئد المرأة، وأن يئد حياءها، وأن يئد حشمتها.
بأن يئد دينها الذي هو عصمة أمرها...
فمن المستفيد؟ وماذا تستفيد المرأة من ذلك؟!
سوى أنها أسقطت تاج عزتها وكرامتها. {ومن يهن الله فما له من مكرم...}(الحج: 18).
مؤمنة عبد الرحمن