مكانة الوحدة في النصوص الشرعية: من كتاب فلسفة السلفية في مواجهة الفتن للشيخ حذيفة القحطاني

[الشيخ حذيفة القحطاني]

مكانة الوحدة في النصوص الشرعية
أولاً: الوحدة في القرآن الكريم
الأمر بالاعتصام بحبل الله:قال تعالى: "وَاعْتَصِمُو� � بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" (آل عمران: 103).
هذه الآية تدعو المسلمين إلى الاعتصام بالوحي، فهو الحبل المتين الذي يجمعهم ويوحد صفوفهم، وتحذر من التفرق الذي يؤدي إلى الضعف.

ذم الفرقة والاختلاف:قال تعالى:"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ" (آل عمران: 105).
هذه الآية تشير إلى خطورة التفرق بعد وضوح الحق، وتبرز أن الاختلاف يفضي إلى الهلاك.
الأخوة الإسلامية نعمة عظيمة:قال تعالى:"فَأَصْبَح ْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا" (آل عمران: 103).
الأخوة بين المسلمين من أعظم النعم التي ينبغي الحفاظ عليها وتقويتها.
ثانياً: الوحدة في السنة النبوية
الأمر بالاجتماع والتحذير من الفرقة:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" (رواه مسلم).
الحديث يربط بين التوحيد والاجتماع، ويؤكد أن الوحدة من أسباب رضا الله.
تشبيه المسلمين بالجسد الواحد:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" (رواه البخاري ومسلم).
الحديث يبين أن المسلمين كالجسد الواحد، لا يمكن أن يقوم جزء دون الآخر.
الأمر بالسمع والطاعة لتحقيق الوحدة:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ" (رواه الترمذي).
الجماعة هي السبيل إلى تحقيق وحدة الأمة وقوتها.

ثالثاً: فوائد الوحدة في المجتمع
تعزيز الأمن والاستقرار:
الوحدة تقضي على أسباب الفوضى والصراعات.
تحقيق القوة والعزة:
الأمة المتحدة تكون قوية في مواجهة أعدائها.
نشر المحبة والتعاون:
الوحدة تقوي أواصر المحبة بين المسلمين، وتدفعهم إلى التعاون على البر والتقوى.

_____________________
من كتاب فلسفة السلفية في مواجهة الفتن لفضيلة الشيخ حذيفة القحطاني