الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه :
أما بعد :
قال عليه الصلاة والسلام ((إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ... ) ولم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه أدى عبادة واحدة بنيات عديدة وهو أحرص الناس على تحصيل الأجر وتكثير الحسنات ولم يرشد أمته لذلك .
ونقرأ لبعض العلماء قولهم جواز تعدد النيات في عبادة واحدة مثل صيام يوم من ست من شوال بنية الإثنين أو الخميس وأحد أيام البيض . أو صلاة تحية المسجد بنية سنة الوضوء والسنة القبلية ونحو ذلك ولكن لا يذكرون دليلا على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله ولا شك أن الأمر توقيفي والذي يقول بجوازه مطالب بدليل خاص وليس الاستدلال بالعمومات كالحديث المتقدم .
وهذا القول من العلماء مع أنه لا دليل لهم عليه فإن فيه محذور مهم وهو أن المسلم بفعله كل عبادة بنية واحدة فإنه سيفعل عبادات كثيرة ويحصل على أجورها التي ذكرها سبحانه وتعالى بينما إن أخذ بهذه الفتاوى فإنه سيقل عمله .
فمن يأخذ بهذه الفتاوى فإنه سيصلي ركعتين بينما الذي يبقى على الأصل وأن لكل نية عبادة واحدة ولكل عبادة نية واحدة فإنه سيصل ست ركعات بدل الركعتين اللاتي يصليهن من يجمع النيات . فالأول سيصلي
ركعتين فقط ويجمع فيهما النيات المتعددة .بينما الثاني سيصلي ركعتي سنة تحية المسجد ثم يصلي ركعتي سنة الوضوء ثم يصلي السنن القبلية ( فيا فوزه )
والأول سيصوم ستا من شوال فقط بنية الإثنين والخميس والأيام البيض وهو يظن أنه سيحصل على أجر خمسة عشر يوما .
بينما الثاني إذا أراد تحصيل الأجر كاملا فإنه سيصوم خمسة عشر يوما ( ستا من شوال وستة أيام من أيام الإثنين والخميس وثلاثة أيام هي البيض )
( فيا فوزه )
والله أعلم

المعيصفي