تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: آفاق التنمية والتطوير

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي آفاق التنمية والتطوير

    آفاق التنمية والتطوير (1)

    أثر الالتزام بأخلاقيات المهنة على الأداء الوظيفي والدعوي


    نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)؛ لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
    تعدّ أخلاقيات المهنة من الجوانب المهمة في أي مجال عمل، سواء كانت تجارية أم صحية أم تعليمية، وتؤدي دورًا كبيرا في تحقيق النجاح والاستمرارية في العمل والإنتاج.
    تعريف أخلاقيات المهنة
    ويمكن تعريف أخلاقيات المهنة بأنها المبادئ والقيم التي تحكم سلوك المهنيين في مجال عملهم، وتوجههم نحو اتخاذ القرارات الصحيحة والمسؤولة، ولا شك أنها رديفة الإتقان والإخلاص وثمرة الأمانة وحسن الخلق.
    تأثير أخلاقيات المهنة على الأداء الوظيفي
    ويؤثر الالتزام بأخلاقيات المهنة بشكل كبير على الأداء الوظيفي، وذلك لأسباب عدة.
    أولاً- بناء السمعة الجيدة للفرد وللمؤسسة
    يسهم الالتزام بالأخلاقيات في بناء السمعة الجيدة للفرد وللمؤسسة التي يعمل فيها، وعندما يتصرف الموظف والمهني بنزاهة وأمانة، فإنه يحوز على الثقة والاحترام من قبل الآخرين، ومن ثم يكون قادرًا على بناء علاقات مهنية قوية ومستدامة، وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز فرص النجاح والتطور المهني.
    ثانيًا- تحقيق الرضا الوظيفي والمشاركة الفعالة
    يؤثر الالتزام بأخلاقيات المهنة على الرضا الوظيفي والمشاركة الفعالة في العمل، وعندما يشعر المهني بأنه يعمل في بيئة مهنية تحترم القيم والمبادئ الأخلاقية، فإنه يشعر بالاحترام والتقدير والرضا عن عمله، وهذا بدوره يعزز رغبته في تحقيق الأهداف المنشودة وتقديم أفضل ما لديه، ومن ثم يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي.
    ثالثًا: تعزيز القرارات السليمة والأخلاقية
    يسهم الالتزام بأخلاقيات المهنة في تعزيز القرارات السليمة والأخلاقية في مجال العمل، عندما يكون الموظف والمسؤول -على حد سواء- ملتزمًين بمعايير النزاهة والشفافية والعدالة، فإن من ثمرات ذلك اتخاذ القرارات الصائبة والمسؤولة، مع تقديم المصلحة العامة والمصلحة العليا للمجتمع، والعمل على المصلحة الشخصية، بما يسهم في تعزيز المصداقية والشفافية في العمل، ومن ثم إلى تحسين الأداء الوظيفي ويقود إلى تحقيق النتائج المرجوة.
    رابعا: تعزيز روح الفريق وتحقيق التعاون والتكامل
    يعزز الالتزام بأخلاقيات المهنة روح فريق العمل، وروح التعاون والتكامل؛ فعندما يتعامل الموظفون مع بعضهم بنزاهة واحترام ومصداقية، فإن من شأن ذلك أن تصبح بيئة العمل إيجابية بما يعزز التعاون والتفاعل الإيجابي بين أفراد المؤسسة؛ بما يحقق المزيد من الإنتاجية وحسن الأداء، ومن ثم يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي في تلك المنظمة.
    تأثير كبير وإيجابي
    وعموما يمكن القول بأن الالتزام بأخلاقيات المهنة له تأثير كبير وإيجابي على الأداء الوظيفي؛ كونة يعزز الالتزام بالأخلاقيات المرغوبة، ويحقق السمعة المهنية المشرفة، ويحقق الأمن والرضا الوظيفي، ويسهم في اتخاذ القرارات الصحيحة، ويقلل من نسبة الهدر في المخصصات المالية والجهود المبذولة؛ لذلك، ينبغي للمهنيين والمؤسسات العمل على تعزيز الوعي بأهمية الأخلاقيات المهنية وتشجيع الالتزام بها، من خلال وضع سياسات وإجراءات تشجع على تلك الممارسات الأخلاقية، وتعزز التدريب عليها والتوعية بها.
    ضرورة قصوى
    ولا شك أن تحقيق ذلك في العمل الخيري والدعوي له ضرورة قصوى، وأولوية مقدمة، لأن التزام الحوكمة والشفافية وتحقيق العدالة والمصداقية، وحمل الأمانة أصل في الشريعة، ومطلب رباني، كان وسيظل من أعظم أسرار تفوق هذه الأمة وخيريتها إلى قيام الساعة.

    أهداف أخلاقيات المهنة وغاياتها
    من أبرز أهداف أخلاقيات المهنة -بحسب علمي الإدارة والاجتماع- ما يلي:
    - تحديد ما هو الصواب والخطأ، وما يجب أن يكون عليه سلوك الموظف.
    - ضمان تصرف الموظف في الشؤون العامة تصرفا موضوعيا ونزيها وغير متحيز، وذلك عن طريق التوفيق بين مفهومي السلطة والمسؤولية؛ حيث إن الأخلاق هي جزء من المفهوم الواسع للمسؤولية، وأحد الضوابط التي تحول دون التعسف أو إساءة استعمال السلطة.
    - مساعدة الجمهور في توضيح حق الموظف وما يجب عليه في أدائه لعمله عند تقديم الخدمات لهم؛ مما يسهل عليهم محاسبته عند الانحراف عن هذه الحدود الأخلاقية.
    - ضبط السلوك المهني الشخصي بما يحقق المصلحة العامة.
    - فهم الواجبات المهنية والتذكير بنظام الجزاءات الإيجابية والسلبية بوصفها وسيلة من الوسائل الناجحة؛ لتفادي بعض المظاهر السلوكية المحظورة.
    - ضمان تحقيق التوازن بين الأحكام الأخلاقية وضرورة المحافظة على حريات الموظفين وحقوقهم.
    - إزالة الطابع التسلطي الذي يمكن أن تتصف به إدارة ما .
    - تحقيق الطمأنينة والتماسك والنظام والتقدم والحضارة للمجتمع، ومحاربة الفوضى وتقليل المشكلات بين الأفراد.


    اعداد: ذياب أبو سارة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير

    آفاق التنمية والتطوير (2)

    المسارات الأساسية لتطوير الشباب


    نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
    تعدّ مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر بها الفرد في حياته؛ حيث تبدأ شخصيته بالتبلور، وتنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، ومن خلال النضوج الجسماني والعقلي، والعلاقات الاجتماعية التي يستطيع الفرد تكوينها ضمن اختياره الحر.
    أهمية الشباب
    إن للشباب دورا أساسيا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويقصد بالتنمية العمل الواعي الموجه، الذي يقوم على المشاركة بين أفراد المجتمع والجماعات، كما أنها تستهدف -في المقام الأول- إحداث التغيير والتطوير من خلال تنظيم جهود الأفراد وقدراتهم، كما أن التنمية تحدث تغيرات هيكلية وجذرية إيجابية في المجتمعات، وتسهم في بناء الأمم. ويتمتع الشباب بالقوة الجسدية، والنضارة الفكرية، ما يجعلهم أكثر عطاء ونشاطا من غيرهم، كما أن لديهم الطموح والأمل؛ مما يساعد على النهضة والتطوير المستمر.
    مسارات التطوير
    ويمكن لنا أن نحدد ثلاثة مسارات أساسية، تمثل حاجاتٍ ملحّة للشباب، علينا أن نلبيها لهم، وهي باختصار كما يلي:
    أولا: المسار المعرفي
    فالمعرفة الصحيحة، وتكوين العقل على نحو يفعِّل طاقاته ولا يكبتها أو يحرفها عن مسارها، هما الأساس في أي عملية إصلاح وتنمية للفرد والمجتمع؛ لأن أزمة مجتمعاتنا هي أزمة المعرفة وغياب العقل النقدي.
    ومتى كانت النوافذ التثقيفية والتربوية تصب في بناء معرفة صحيحة عميقة، وفي تكوين عقل ناضج فعّال؛ فإن مسيرة المجتمع تصبح في مأمن من التعطل أو الانحراف، ولا سيما مع فضاءات المعرفة المفتوحة على مصراعيها.
    ويعني ذلك -باختصار- العمل على إيجاد نظام تعليمي يلتقي مع الإمكانات العقلية التي تتميز بها مرحلة الشباب من التفتح والوعي، والقدرة على الاستيعاب والابتكار، وليس على الحشو والتلقين، وإنما على غرس قواعد التفكير السليم، وتنمية القدرة على مواصلة البحث والاكتشاف، بما يساعد على تفتح أذهانهم، وتنمية قدراتهم، وصقل مواهبهم، ورعاية ميولهم العلمية والعقلية؛ ليكونوا في مستوى التحدي العلمي والحضاري.
    هذا إلى جانب تعزيز الهوية لدى الشباب، وتقديم وجبة دسمة له من الثقافة الإسلامية؛ بحيث تتكون لديه أرضية صلبة من الوعي بذاته الحضارية، وبتراثه، وبغايته ورسالته في الوجود، وبانتمائه للعالم الإسلامي.
    ثانيا: المسار الاجتماعي
    ونقصد به ضرورة المشاركة الإيجابية والتفاعل مع المجتمع؛ حتى لا يتقوقع الشباب ويعيشوا في عزلة بسبب عدم قدرتهم على التكيفِ معه، والانخراطِ في علاقات متوازنة ولا سيما مع جيل كبار السن.
    ولا شك هنا أن للتربية الأسرية، ومناهج التعليم، والمحاضن التثقيفية والتربوية الأخرى، دوراً فاعلاً في ذلك كما أن الفضاء الإلكتروني الذي انتشر وتعمّق في مجتمعاتنا، وصار بديلاً عن التواصل الواقعي، قد زاد من عزلة الشباب وعزوفهم عن مخالطة الآخرين.
    ومن هنا، لا بد من التفكير بإيجاد المحاضن النظيفة، كالروابط والنوادي الرياضية والثقافية، ومراكز رعاية الشباب، وجمعيات البر والخدمات العامة، والذهاب بالشباب إلى أماكن الكوارث والنكبات لممارسة أعمال الإغاثة، والتطوع والمشاركة الإيجابية في القضايا الوطنية، وتنمية الحس بالمسؤولية.
    إننا نريد لشبابنا أن يتصالح مع مجتمعه، ويتفاعل معه، وأن يقود زمام المجتمع؛ فيتكامل مع حكمة الشيوخ وخبراتهم التي توارثوها من تراكم السنين والتجارب.
    وهكذا كان منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في صناعة قيادات الشباب، بالنصح والتوجيه، وبإسناد مسؤوليات كبيرة لهم، كما في إسناد قيادة الجيش لأسامة بن زيد لقتال الروم، وتحت إمرته كبار الصحابة، وهو لم يزل في الثامنة عشرة من عمره.
    ثالثا: المسار المهاري
    حيث يفتقد كثير من شبابنا إلى المهارات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل؛ ولذا فهم يفضلون العمل الإداري والمكتبي، لا العمل الإبداعي، فضلاً عن العمل اليدوي، وهذا الوضع لا يقيم حضارة، ولا ينشئ نهضة.
    فلا يمكن أن تحدث نقلة نوعية بينما غاية الشباب تنحصر في وظيفة مريحة براتب كبير! فالمجتمعات لا تتقدم هكذا، والإنتاج الحقيقي لا يكون بهذه العقلية التي يمكن أن نصفها بالاتكالية.
    ومن المؤكد أن ضعف الجانب المهاري عند الشباب إنما هو بسبب الأنظمة التعليمية التي تولي الأهمية الكبرى للجانب النظري، حتى في العلوم التطبيقية، وبسبب عدم العناية بالتعليم الفني، الذي يحظى بمكانة راسخة في الدول المتقدمة كما نتذكر هنا أن ضعف الميزانيات المخصصة للتعليم في مجتمعاتنا سبب رئيس في ذلك.
    ومن ثم لا بد من تنمية المهارات العملية لدى الشباب؛ لنتيح لهم فرصة أكبر عند الانخراط في سوق العمل، حتى نقلل الفجوة الحاصلة بينهم وبين المجتمع، ويكونوا شركاء حقيقيين في التنمية والحراك الاجتماعي.
    وختاما:
    فإن للشباب مهمة في تنمية اقتصاد الدّول، وفي جميع القطاعات، ويمكن من خلال تحفيزهم على الإبداع في المجالات المُختلفة الحصول على أفكار إبداعية خلاّقة، وزيادة الإنتاج والدّخل لهم وللعاملين في تلك المجالات، ما يضمن النجاح والتقدم للمجتمع بمُختلف قطاعاته.



    اعداد: ذياب عبد الكريم


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير

    آفاق التنمية والتطوير (3)

    توظيف التقنيات في الدعوة إلى الله والعمل الخيري


    نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)؛ لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
    يعيش العالم في عصر التكنولوجيا الرقمية؛ حيث يمتلك الجميع هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر واتصالات إنترنت سريعة، وفي هذا السياق، يصبح استخدام التكنولوجيا في الدعوة إلى الله والعمل الخيري أمرًا ضروريًا ومهما؛ ذلك أن توظيف التقنية في هذه الأعمال يعزز القدرة على نشر الخير والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر تواصلاً وتعاونًا.
    فرصٌ لا حصر لها
    وقد أصبحت الوسائل التكنولوجية تؤدي دورًا حيويا في العديد من المجالات؛ وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الهائل في العصر الحديث، ويدخل في ذلك - بلا شك- الدعوة إلى الله؛ فقد أتاحت التكنولوجيا لنا فرصًا لا حصر لها للوصول إلى الملايين من الناس حول العالم، وتبادل الرسائل الإسلامية والدعوية والإعلانات بطرائق جديدة ومبتكرة، ومنها على سبيل المثال ما يلي:
    إنشاء المحتوى والتعريف بالإسلام
    يمكن للأفراد إنشاء محتوى ديني ذي قيمة على الإنترنت، كما يمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في ذلك، إلى جانب كتابة المقالات، وإنشاء المدونات، وإنتاج الفيديوهات والمقاطع المرئية والبث المباشر، ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست والمنصات الرقمية، وتطبيقات الهواتف الذكية، وغيرها، ويمكن أن يصل هذا المحتوى إلى جمهور واسع من الناس في جميع أنحاء العالم؛ مما يمنح الفرصة للأشخاص للتعرف على الدين الإسلامي وتفهمه بطريقة أفضل، كما يمكننا من محاربة التطرف والإرهاب ونشر الوسطية والخيرية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
    التدخل في الأزمات
    يمكن استخدام التقنية لتوفير المساعدة والدعم للأفراد الذين يحتاجون إليها، وذلك من خلال الشبكات الاجتماعية والتطبيقات المحمولة، ويمكن للمؤسسات الخيرية والمتطوعين التواصل مع الأشخاص الذين يعانون الفقر أو الأمراض أو الكوارث، وتقديم المساعدة المالية أو الطبية أو التعليمية أو النفسية لهم.
    التسويق الإلكتروني
    كما يمكن للتقنية أن تسهل عملية جمع التبرعات وإدارتها؛ حيث يمكن للأشخاص التبرع عبر الإنترنت بسهولة وأمان عبر المواقع الخيرية للجمعيات والمؤسسات الموثوقة.
    وتعد التقنية أيضًا وسيلة فعالة لتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الخيرية والمجتمعات المحلية من خلال البرامج والتطبيقات الخاصة بالعمل الخيري، كما يمكن للمنظمات تحديد الاحتياجات وتنسيق الجهود وتتبع مراحل التقدم، وقياس مؤشرات الأداء من خلال البرامج والتطبيقات، كما يمكن للمجتمعات المحلية التواصل بطريقة أفضل مع المؤسسات الخيرية، وتقديم الدعم والمساهمة في الأعمال الخيرية المحلية، بما يحقق مزيدا من الشفافية ومد جسور التعاون بين جمعيات النفع العام ومؤسسات الدولة المختلفة.
    التفاعل والتواصل والتكامل
    يمكن استخدام التقنية لتعزيز التفاعل والتواصل بين المجتمعات المسلمة وبين مختلف الثقافات. ويعدّ الإنترنت والشبكات الاجتماعية فضاءً حيويًا لنشر الإسلام والتعريف بمبادئة السمحة، والتبادل الثقافي، وتعزيز التعاون المشترك في المشروعات الإنسانية والاجتماعية عن طريق تقديم المحتوى الإعلامي المناسب المعبر عن قيم وثقافة الدين الإسلامي إلى العالم الخارجي بطريقة مبتكرة وملهمة لتحقيق السلم الاجتماعي ومحاربة الجريمة والتطرف ونشر الإيجابية والعدالة.
    الوسائل والغايات
    ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن التكنولوجيا ليست الهدف النهائي، بل هي وسيلة لتحقيق الغايات الدعوية والخيرية.
    وعندما يتعلق الأمر بالدعوة إلى الله، فإن استخدام التقنية بطريقة فعالة يمكن أن يكون وسيلة قوية لنشر الخير وتبليغ الرسالة الربانية.
    وفي المقابل ينبغي أن تكون لدينا رؤية واضحة للأهداف التي نريد تحقيقها وكذلك الاستراتيجيات المناسبة لتحقيقها باستخدام التقنيات المختلفة.
    خلاصة القول
    باختصار: يمثل التوظيف الفعال للتقنية في الدعوة إلى الله والعمل الخيري، فرصة مهمة للمسلمين للوصول إلى جمهور أوسع، وتعزيز القيم الإسلامية، وتحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي. ويتطلب الأمر الاستفادة من الوسائل الحديثة للتواصل والتكنولوجيا لتعزيز التعاون والتضامن وبناء جسور التفاهم مع الآخرين؛ لبناء مجتمعات أكثر تكاملاً وأكثر نضجا؛ حيث يمكن للجميع أن يسهم بما لديه لخدمة الآخرين ونشر الخير في العالم، دون الالتزام بقيود الزمان والمكان، وما هذا المقال سوى نواة لعمل أفضل.



    اعداد: ذياب أبو سارة


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,902

    افتراضي رد: آفاق التنمية والتطوير

    آفاق التنمية والتطوير (٤)

    قوة القراءة في توسيع المعارف وتنمية الذات والمجتمعات


    نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
    تعد القراءة من أهم الأدوات التي تسهم في توسيع المعرفة وتعزيز التطور الشخصي، وتنمية الذات؛ فالقراءة ليست مجرد هواية أو تسلية، بل هي مفتاح أبواب المعرفة والتفكير العميق، ونقدم لكم من خلال هذه المقالة أدلة مقنعة وأرقاما ملموسة؛ لإظهار القوة الحقيقية للقراءة في تحقيق التطور الشخصي والمعرفي، واسمحوا لي على الإطالة؛ نظرا لأهمية الموضوع للشباب والدعاة وأولياء الأمور وعامة الناس.
    توسيع المعرفة
    أكد تقرير صادر عن منظمة اليونسكو أن هناك أكثر من 750 مليون شخص في العالم أميين لا يستطيعون القراءة والكتابة، في حين توصل الباحثون في جامعة نيويورك إلى أن الأشخاص الذين يقرؤون بانتظام، يمتلكون معرفة أوسع وأعمق في مجموعة متنوعة من المواضيع، مقارنة بأولئك الذين لا يقرؤون بانتظام؛ فانظر إلى هذه المفارقة واحكم بنفسك.
    تطوير المهارات اللغوية
    بحسب دراسة أجريت في جامعة كامبريدج، تبين أن الأطفال الذين يقرؤون كثيرًا يمتلكون مهارات لغوية أفضل وأقدر على التعبير عن أفكارهم بوضوح ودقة، ويشير تقرير صادر عن المنظمة العالمية للصحة إلى أن القراءة المنتظمة تسهم في تطوير الذاكرة، وتعزيز القدرة على التركيز والتحليل العقلي.
    تعزيز التفكير النقدي
    وتشير دراسة -نُشرت بمجلة (العقل واللغة)- إلى أن القراءة النشطة تعزز التفكير النقدي، وتطور القدرة على التمييز بين الأفكار المختلفة، وتقييمها بناءً على الأدلة المتاحة.
    ووفقًا لتقرير صادر عن الجمعية الأمريكية لتعليم اللغة الإنجليزية، يعدّ (القراء) المتمرسون قادرين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً واستنادًا إلى معرفة أعمق وفهم أوسع للعالم من حولهم.
    القراءة والإبداع
    - تعزز القراءة من القدرة على التخيل والإبداع، ما يسهم في تشجيع الابتكار والاختراع لدى النابغين والموهوبين؛ حيث تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون القراءة بانتظام يكونون عادةً أكثر قدرة على حل المشكلات وابتكار الحلول الجديدة.
    - وعند قراءة الكتب والمواد المكتوبة، يتعرض الشباب لمجموعة متنوعة من الأساليب اللغوية والأدبية، ويتعلمون كيفية التعبير عن أفكارهم بطريقة دقيقة وإبداعية، وهذا يساهم في تطوير مهاراتهم اللغوية وتنمية قدرتهم على التعبير عن أنفسهم.
    - كما يتيح لهم الوصول إلى مصادر متعددة للمعرفة والمعلومات؛ حيث تطالعهم القصص والروايات والمقالات والكتب غير التقليدية والثقافات المختلفة، ما يؤدي إلى توسيع آفاقهم وتحفيزهم على التفكير بطرائق مبتكرة.
    - وتسهم القراءة في تنمية خيالهم وقدرتهم على التفكير خارج الصندوق؛ وبذلك يتعلمون كيفية إبداع القصص والأفكار الخاصة بهم وتجسيد رؤيتهم في الحياة.
    تأثير القراءة على التعليم
    - وجدت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن الطلاب الذين يقرؤون بانتظام خارج الصف الدراسي يظهرون تحسنًا في مستوى القراءة بنسبة 50٪ أكثر من الطلاب الذين لا يقرؤون بانتظام.
    - تشير دراسات أجريت في العديد من البلدان إلى أن الطلاب الذين يقرؤون بانتظام يظهرون أداءً أفضل في الامتحانات ويتفوقون في الدروس على غيرهم.
    - تعزز القراءة الفهم والحوار مع الثقافات المختلفة، وتسهم في تحطيم الحواجز الثقافية بين الأفراد والشعوب، ولا سيما لدى الأجيال الناشئة، في ظل ثورة الاتصالات التي نشهدها.
    - وفقًا لدراسة نُشِرت في مجلة (social science research) في عام 2016، وجد الباحثون أن الطلاب الذين يقرؤون كثيرا يحققون نتائج أفضل في الاختبارات المعيارية.
    - دراسة أجريت في الولايات المتحدة ونُشِرت في مجلة (child development) في عام 2010، أظهرت أن الأطفال الذين قرؤوا لمدة 30 دقيقة في اليوم كانوا أكثر نجاحًا في المدرسة، وتحصلوا على درجات أفضل في الاختبارات.
    القراءة النشطة
    يشير مصطلح (القراءة النشطة) إلى أنها عملية تفاعلية ومبتكرة تنطوي على مشاركة القارئ بنشاط مع المادة المقروءة، ويشمل هذا المفهوم استخدام مجموعة متنوعة من المهارات والاستراتيجيات لفهم النصوص وتحليلها واستيعاب المعلومات استيعابا أكثر تفصيلاً وتطبيقها على الحياة العملية.
    ويعدّ القارئ النشط مشاركًا في توجيه معرفته وتوظيفها وفهمه القرائي للتفاعل مع النصوص بنهج نقدي وإبداعي.
    ويستخدم القارئ النشط استراتيجيات، مثل التساؤل والاستنتاج والتوقعات والملخصات والربط بين المعلومات والتحليل النقدي للأفكار والمواضيع المطروحة في النص.
    وتستهدف القراءة النشطة تعزيز التفكير النقدي والإبداعي للقارئ، وتطوير قدراته في تحليل النصوص واستخلاص المعلومات الرئيسية وتطبيقها في سياقات مختلفة.
    كما تعزز القراءة النشطة المهارات اللغوية والثقافية وتوسع آفاق المعرفة والتفاهم.
    تحديات القراء
    تواجه العديد من الدول العربية تحديات في تعزيز القراءة، وتشمل هذه التحديات عوامل مثل ارتفاع معدلات الأمية في بعض المناطق، أو قلة الموارد المخصصة لتعزيز القراءة ونشر الكتب، أو نقص الثقافة القرائية والتحفيز لدى الشباب.
    كما تعد قضية الترجمة إحدى التحديات في المجال القرائي في العالم العربي؛ حيث يعاني القراء في الدول العربية من نقص ترجمة الكتب من العربية وإليها، ما يقيد وصولهم إلى مجموعة أوسع من الأعمال الأدبية والمعرفة من خلال الكتب المترجمة.
    مبادرات وفعاليات
    وعلى الرغم من ذلك فإن هناك جهودًا مستمرة لرفع الوعي بأهمية القراءة في العالم العربي؛ حيث تنظم العديد من المؤسسات والمبادرات الثقافية فعاليات ومهرجانات لتعزيز القراءة وتشجيع الأفراد على استكشاف الكتب والمعرفة.
    وهناك العديد من المبادرات التي تستهدف تعزيز القراءة في العالم العربي، وتشمل إنشاء المكتبات العامة والمدارس القرائية، وتنظيم الحملات والفعاليات القرائية، وتوفير الكتب والموارد التعليمية عبر الإنترنت، ولعل من أهم المبادرات في ذلك ما يلي:
    - «مبادرة القراءة العربية» (arab reading challenge): تعد مبادرة رائدة تستهدف تحفيز القراءة وتعزيز ثقافة الكتاب في العالم العربي، وتشمل المبادرة تحدي القراءة العربي الذي يشارك فيه طلاب المدارس في جميع أنحاء العالم العربي.
    ومن أهم توصيات المبادرة تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع، وتوفير المكتبات المدرسية المجهزة، وتطوير برامج تعليم القراءة وتدريب المعلمين، وقد أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في مستوى القراءة لدى الطلاب المشاركين.
    - «مبادرة تعزيز القراءة في العالم العربي (reading for all): وهي مبادرة قطرية تستهدف تشجيع القراءة ونشر الثقافة القرائية في العالم العربي، ومن أبرز توصياتها تعزيز ثقافة القراءة في المدارس والمجتمعات، وتوفير المكتبات العامة والمدرسية المتنوعة، وتنظيم فعاليات وأنشطة قرائية متنوعة، وقد أحدثت المبادرة تغييرًا إيجابيا في سلوك القراءة والاهتمام بالكتب في العديد من البلدان العربية.
    - (مبادرة مليون كتاب) (million book initiative): وتستهدف المبادرة توزيع مليون كتاب في الدول العربية، ولا سيما في المناطق ذات الظروف الصعبة؛ بحيث توزع الكتب في المدارس والمكتبات العامة والمستشفيات والمؤسسات التعليمية الأخرى، وتعمل المبادرة على تعزيز ثقافة القراءة وتوفير الوصول المجاني إلى المواد القرائية.
    - ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض الدول العربية تقدمت في مجال القراءة للأطفال، وذلك وفقًا لتقرير مؤسسة (القراءة والمعرفة) في الإمارات العربية المتحدة في عام 2016؛ حيث يبلغ معدل القراءة للأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة 92٪، فيما يبلغ معدل القراءة للأطفال في المملكة العربية السعودية حوالي 80٪.

    حقائق صادمة

    - وفقًا لمنظمة اليونسكو، وجد في عام 2018 أن نصف سكان الدولة العربية لا يقرؤون أي كتاب خلال العام.
    - وفقًا لتقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وجد أن معدل قراءة الكتب في العالم العربي منخفض، وتشير الأرقام إلى أن الشخص العربي يقرأ حوالي 1.5 كتاب في السنة، وهذا يعد أقل من المتوسط العالمي.
    - ووفقًا لتقرير اليونسكو الإقليمي للتعليم في الدول العربية، فإن هناك تحديات كبيرة تواجه الأطفال في العالم العربي فيما يتعلق بالقراءة؛ حيث يشير التقرير إلى أن نحو 22 مليون طفل في العالم العربي في سن الدراسة لا يتلقون تعليماً ولا يعرفون القراءة أو الكتابة بطريقة جيدة.
    - وفي المقابل أوضح تقرير نشره مركز القراءة الأمريكي في عام 2018، أن 43٪ من الأمريكيين البالغين يقرؤون على الأقل بشكل شبه يومي.



    اعداد: ذياب أبو سارة


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •