الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
فإن السيرة النبوية هي الزاد الروحي الذي يستنير به المسلم في مسيرته نحو الهداية، ويستلهم منه الدروس والعبر لبناء شخصية إسلامية متكاملة، تجمع بين العلم والعمل، بين الأخلاق والعبادة، وبين الدعوة والجهاد. ومن بين المؤلفات المتميزة في هذا المجال، يبرز كتاب "الرحيق المختوم" لمؤلفه الشيخ صفى الرحمن المباركفورى، الذي أبدع في جمعه بين أسلوب السرد التاريخي والتحليل الدقيق، فجاء مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والمهتمين بسيرة خير البشر صلى الله عليه واله وسلم.
وقد رأيت أن أقدم للقارئ الكريم هذا الكتاب "الدر المنظوم من الرحيق المختوم"، الذي يعد بمثابة تلخيص علمي رصين للفوائد المستخلصة من الكتاب الأصلي، ليسهم في تيسير الوصول إلى الكنوز العلمية والمعاني الدقيقة التي تضمنتها صفحات "الرحيق المختوم". حرصت فيه على استخراج الفوائد العلمية والدروس العملية، مستنبطًا العبر والمواعظ التي تلهم النفوس وتثري العقول، فكان هذا الكتاب لبنة جديدة في خدمة السيرة النبوية العطرة.
مميزات الكتاب
تلخيص شامل: يتضمن الكتاب مجموعة منتقاة من الفوائد العلمية، المستخلصة بدقة من فصول "الرحيق المختوم"، مما يسهل على القارئ الوصول إلى المعلومات الجوهرية دون عناء البحث.
ترتيب منهجي: تم تنظيم الفوائد بطريقة منهجية، بحيث تكون كل فائدة مرتبطة بالسياق التاريخي الذي وردت فيه، مما يعين على فهم الأحداث وترابطها.
استخلاص العبر والدروس: لم يقتصر الكتاب على سرد الوقائع فحسب، بل حرص على استنباط الدروس والعبر العملية التي تنعكس على واقع المسلمين اليوم، وتعينهم في حياتهم اليومية والدعوية.
سهولة الوصول: تم ترتيب الفوائد بشكل مرتب ومتسلسل، مع عناوين فرعية تسهل الوصول إلى الموضوعات المختلفة، مما يجعله مرجعًا ميسرًا للطلاب والباحثين.
التركيز على الجانب التربوي: لم يغفل الكتاب عن إبراز الجوانب التربوية في السيرة النبوية، ليكون زادًا للمعلمين والمربين في غرس القيم الإسلامية في نفوس الأجيال الصاعدة.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به كل من قرأه، ويجعله نورًا يهتدي به السائرون على خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.
والله ولي التوفيق.