الحمدُ للهِ على نعمةِ التوحيد ..
لم أكنْ على درايةٍ بما يجري من هذه الاتصالات ، وظننتُ أنني الوحيد الذي اتُصِلَ به ..
رنَّ جوَّالي - وكان الرقمُ مغربيّاً - ثم فصل ، ظننتُ لأول وهلةٍ أنه أحد أحبابنا المغاربة ، أراد التأكدَ هل أنا نائمٌ أو يقظان ؛ ليهنئني بالعيد !
اتصلتُ ؛ فإذا بالمجيبِ يتفاصح تفاصح العجمِ ، وقال لي :
أنا الشيخُ إبراهيم بن عبد الله ، من دار السلام بين موريتانيا والسنغال !
فقلتُ : أهلاً ..
قال : كنتُ في خلوةٍ مع ربِّي ، أصلي الاستخارة ، فظهرَ لي رقمُ هاتفك أمامَ عيني ، وكُشِفَ لي عن حالك ، وأنك في السعوديَّة ، طيِّب القلب ، مخلص النيَّة (!) ، ورأيتُك في أحسن حالٍ !
فأيقنتُ بخبثِ القوم ؛ لكنني أردتُ الاسترسال معه ؛ لأعلم آخر أمره ، وأحمد الله على التوحيد ..
قلتُ : ثم ماذا ؟
قال : دبَّر لسحرك رجلٌ وامرأتان ، وذهبوا لأكبر ساحرٍ في الهندِ ، والسحر الآن تحتَ قبرٍ ، وفي بحرِ الشرقيَّة ، وجسدك مصابٌ بكثير من السحر ، لكننا ساعدناك وأنجيناك (!) ، وإن لم تحافظ على الأذكار - ثم علمني بها ، وصدقني وهو من أكذب الكاذبين - ؛ فستصاب بسوءٍ ومصيبةٍ بعد يومين ، وستموت بعد شهر (!) ..
لكننا نحب مساعدتَك ..
فإن أردتَ أيَّ مساعدةٍ ؛ فأخبرني ..
فقلتُ له : أشكركَ على ما بذلتَ ، وأريد أن أطلبَ منك شيئاً ، وأخشى أن تردَّني .
فقال : اطلب !
فقلتُ : أريد أن أتخذكَ إلهاً من دونِ الله ، أصلي لك ، وأحج إليك ، وأذبح لك ، وتكشف عني الضراء ، وتمنحني السراء !!
فقال : أتعقل ما تقول ؟!!
قلتُ : نعم !
فقال : لماذا ؟
فقلتُ له : لأنني لا أعلم أحداً يعلم الغيبَ إلاَّ الله ، ثم عرفتُك تدعي مشاركة الله في ربوبيته وإلهيته وصفاته ، وقد عبدت ربي سنين عدداً .. فبقيت أنت لم تُعبَد !!
فقال لي : ما ينبغي هذا !
فقلتُ له : إذن ؛ عليكَ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، عليكَ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، عليكَ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .!( لو كان فيهما آلهةٌ إلاَّ الله لفسدتا ) .
فغضب وقال : واللهِ سيصيبك السحر وستموت قريباً ..!
فقلتُ له : لن يصيبنا إلاَّ ما كتب الله لي .. أنتم منافقون ، من أعداء الله ورسوله ، والنار موعدكم إن لم تتوبوا وتصلحوا وتؤمنوا !
***
إيهٍ أيها ( المرتزقة! ) : فاتكم أنَّ الله منَّ علينا برضاع نقاء التوحيد خيرَ رضاع ، وصفاء المعتقد من أصل نبعه فما ضاع ..
رَضعاتٌ مباركات ؛ أنبتت في القلبِ صدقَ الإيمان ، وحسن التوكل ، وأنشزت فيه عِظامَ الحصانة من الكفريات العظام ، والشركيَّات الجسام ..
أمَّا أنتم ؛ فإن أحسنتم ؛ فمصـَّـة مشوبة بالفرثِ والدم ، وإن صفتْ - مرَّةً - ؛ فالمصَّة والمصَّتان لا تُحَرِّم ! .. ا . هـ .
فلكم الله يا دُعــاة التوحيد .. ما أعظكم من رِجـــال !
***خليلُ الفوائدِ
.. سحر الإثنين 6 / 10 / 1429 هـ .