أقدم للقارئ الكريم كتابا يتناول بيان علامات ضبط المصحف وقواعد رسم المصحف وعلاقتها بأحكام التلاوة .
وفيما يلي مقدمة الكتاب
" التُّحَفُ من قواعدِ التِّلاوةِ ورسمِ وضبطِ المصحفِ "
المقدمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد فإنه لا يخفى على أحد الجهل العظيم بالطريقة الصحيحة لقراءة القرآن الكريم لدى جل طلاب المدارس في جميع المراحل الدراسية وذلك لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالمناهج أو بالكثير من المتصدرين للتعليم ومنها ما يتعلق بالطلاب أنفسهم .
ثم كانت الدورات الصيفية لطلاب المدارس في المساجد ( على ما فيها من خير عظيم ) في غالبها حلقة من حلقات الخلل في تعليم الطلاب الطريقة الصحيحة لقراءة كتاب الله العزيز وذلك بسبب الاهتمام الكبير بالحفظ وقلة الاهتمام بتصحيح التلاوة لذلك هي تسمى ( دورات تحفيظ القرآن ) وكانت النتيجة أن يتخرج كل عام عشرات الآلاف من الطلاب في هذه الدورات وقد لا يعرف أغلبهم قراءة الفاتحة بطريقة صحيحة ولا يعرفون الكثير من قواعد التلاوة وقواعد رسم المصحف أو علامات ضبط المصحف فلا يعرفون ما الفتحة وما الحرف المشدد وما همزة الوصل أو القطع وما الحرف المتروك أو الحرف المبدل ونحوها من علامات الضبط . وهذا ما نشهده كل عام .
وقد يتذرع بعض المتصدرين للتعليم في هذه الدورات بأن تعليم طلاب المرحلة الابتدائية الحركات أو التنوين أو همزة القطع والوصل والحرف المشدد أمر صعب عليهم ولا يستطيعونه ! . ولو يعلمون أن هناك من صبيان الأعاجم من هو بعمر عشر سنين ويحفظ القرآن العظيم كله أو جله وهو متقن لأحكام التلاوة كلها ! فمتى بدأ بالحفظ ومتى تعلم أحكام التلاوة ! .
وما فائدة حفظ جزء أو جزأين ثم يقرأ الطالب قراءة يكثر فيها اللحن الجلي ! وقد يؤثم عليها بعد بلوغه التكليف !.
فجل التقصير يقع على عاتق بعض المتصدرين للتعليم واستسهالهم مطالبة الطالب بالحفظ فقط على التعب في تصحيح التلاوة وتعليمه قواعد رسم وضبط المصحف التي بها يتلو كتاب الله العظيم خاليا من اللحن الجلي .
وكما هو معلوم فإن الخطأ الذي يغير من معنى أو إعراب الكلمات القرآنية هو من اللحن الجلي المحرم فمثلا الخطأ بكسر الذال بدلا من فتحها كما في كلمة (ٱلۡمُنذَرِينَ ) في قوله تعالى قال تعالى: ﴿وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلۡمُنذَرِينَ﴾ «الشعراء 173» يقلب المعنى ويجعل العذاب واقعا على ( الْمُنْذِرِينَ ) وهم الرسل عليهم السلام .
ومن أجل ذلك كتبت هذه الورقات وكانت الغاية منها أن تكون في متناول المتصدرين للتعليم في الدورات الصيفية و الطلاب لتكون منهجا لبيان القواعد المهمة التي تتعلق برسم المصحف وعلامات ضبط المصحف وعلاقتها بأحكام التلاوة فلا يمر نظر الطالب على رسم قرآني أو علامة ضبط في المصحف إلا وقد عرف معناها وحكمها . وإن كان لها علاقة بأحكام التلاوة بينتها . وشرحت كل ذلك بعبارة مفهومة وبسيطة وضربت عليها الأمثلة لتكون عونا للمتصدرين للتعليم وللطلاب على حد سواء لتعلم التلاوة الصحيحة لكتاب الله تبارك وتعالى .
وينبغي التدرج بتعليم الطلاب هذا المنهج على ألَّا يكمل الطالب المرحلة الابتدائية إلا وقد أتقن هذه القواعد .
وقد احتوى هذا الكتاب ( المتحف ) على خمس وعشرين قاعدة ( تحفة ) إن فهمها الطالب وتلقاها عن أستاذه المتقن وتدرب عليها فسيقرأ كتاب الله العزيز بطريقة تخلو من اللحن الجلي وهو المطلوب في هذه المرحلة
( باستثناء مخارج وصفات بعض الحروف التي قد تكون لحنا جليا ) ثم يستطيع بعدها تعلم أحكام التلاوة من مخارج الحروف وصفاتها وأحكام النون الساكنة والتنوين والمدود ونحو ذلك
وأنبه على أن كل القواعد هي على رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية
وأرجو من الله تعالى أن ينفعني وينفع بها وأن يغفر لي خطئي وتقصيري إنه سميع عليم.
رابط تحميل الكتاب
https://bestfile.io/G0infbZ4BDrgvxD/file