فصلٌ: في بيان قوله الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف: 84]

فواز بن علي بن عباس السليماني

قد استدلت الحلولية من الجهمية بظاهر هذه الآية: على أن الله تعالى وتقدَّس حالٌ في الأرض, وكذا استدل بها من قال بتعدد الآلهة.

والذي عليه أهل التحقيق والمعتقد الصحيح: أن معناها ما قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (7/ 243): قوله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ أي: هو إله من في السماء وإله من في الأرض، يَعْبُده أهلُهما, وكلهم خاضعون له أذلَّاءُ بين يديه، ﴿ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ, وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ اللهُ فِي السماوات وَفِي الأرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ [الْأَنْعَامِ: 3]؛ أي: هو المدعو الله في السماوات والأرض؛ اهـ.