( 152) وسئل فضيلة الشيخ : ما المراد بالقبر هل هو مدفن الميت أو البرزخ؟
فأجاب: أصل القبر مدفن الميت قال الله -تعالى -: ( ثم أماته فأقبره ) قال ابن عباس : أي أكرمه بدفنه . وقد يراد به البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة وإن لم يدفن كما قال - تعالى -: ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) يعني من وراء الذين ماتوا لأن أول الآية يدل على هذا ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون . لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) .
ولكن هل الداعي إذا دعا "أعوذ بالله من عذاب القبر" يريد عذاب مدفن الموتى ، أو من عذاب البرزخ الذي بين موته وبين قيام الساعة؟
الجواب: يريد الثاني لأن الإنسان في الحقيقة لا يدري هل يموت ويدفن أو يموت وتأكله السباع ، أو يحترق ويكون رماداً ما يدري ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) فاستحضر أنك إذا قلت : من عذاب القبر أي من العذاب الذي يكون للإنسان بعد موته إلى قيام الساعة.
( مجموع فتاوى ورسائل العلامة العثيمين رحمه الله )
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
قال العلامة الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الواسطية :
( إذا قيل فتنة القبر فإن المقصود به فتنة البرزخ وذلك لأن الفتنة واقعة لما بعد الموت وما بعد الموت هو الحياة البرزخية وإنما سمي ذلك بفتنة القبر لأن غالب الناس يُقْبَرون ولكن لا يخص ذلك من قُبِرَ دون من أُحْرِقَ مثلا وذُرَّ أو من فُتِّتت عظامه أو نحو ذلك الكل يقع عليهم الافتتان ويأتيهم الملكان والله جل وعلا قادر على كل شيء .
قال العلماء سمي ذلك فتنة القبر لأن معظم الناس يُقْبَرون وأما غير المقبور فإنها حالات خاصة فأطلق هذا الاسم باعتبار الغالب ) .