القصور الأموية… مطــاهر هيكــل اليهود!!
مع الأوضاع والغليان الحادث في عالمنا العربي، انتهز قادة الاحتلال تلك الأجواء وصعدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، فقد افتتح الصهاينة رسمياً منطقة قصور الخلافة الأموية جنوبي المسجد الأقصى على أنها «مطاهر الهيكل» المزعوم، حيث قام رئيس البلدية العبرية في القدس «نير برقات» وما يسمى بـ «سلطة الآثار الإسرائيلية» بافتتاح رسمي للمنطقة، بمشاركة عشرات الطلاب اليهود وبعض الشخصيات الرسمية، وقد تم الانتهاء شبه الكامل من بناء مدرجات ومنصات حديدية تربط بين أجزاء واسعة في منطقة القصور الأموية، على شكل مسار أطلق عليه الاحتلال: «مسار توراتي لمطاهر الهيكل».
نصبت العديد من اللافتات واللوحات على طول المسار التهويدي الجديد، تتحدث باطلاً وزوراً عن فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين، وعن أسوار هذين الهيكلين، كما تم وضع موجودات أثرية جديدة في المنطقة لم تكن من قبل، على أنها آثار من فترة الهيكل المزعوم، وبحسب معلومات فانه سيتمّ افتتاح المنطقة بوصفها مساراً توراتي تهويدي أمام الجمهور في الأيام القريبة.
ولا شك أن هذه الممارسات وفرض الواقع على الأرض تتم وسط طمس وتدمير للمعالم الإسلامية الأثرية التاريخية والسيطرة على أوقاف إسلامية تعد جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.
ورافقت التهويد للقصور الأموية فعالية أسموها: «مهرجان أضواء القدس 2011م» الذي يتضمن عرضاً فنياً وضوئياً في مواقع عدة منها باب العامود، باب الخليل، منطقة الباب الجديد – وهي من أبواب القدس الواقعة ضمن أسوار القدس القديمة - منطقة القصور الأموية – خلف الجهة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى -، أزقة حارات القدس القديمة، مغارة القطن – بالقرب من باب العامود - مناطق في أسوار القدس القديمة، وغيرها من المواقع التي يصل عددها إلى 24 موقعاً .
وتوزعت تلك الفعاليات التهويدية في مواقع عدة داخل البلدة القديمة بالقدس ومحيطها، ولاسيما أسوارها القديمة، وفي مواقع قريبة ومقابلة للمسجد الأقصى المبارك، خاصة في منطقة قصور الخلافة الأموية جنوب المسجد الأقصى، وقد سبق انطلاق المهرجان استعدادات واسعة، ترافقت مع حملة من المضايقات على سير حياة المقدسيين، وسيستمر المهرجان الى تاريخ 22/6/2011م.
وحقيقة أن كل هذه العروض ومحتوياتها لا تتصل لا من قريب ولا من بعيد بحقيقة وجوهر بنائها المعماري وتاريخها الحضاري الإسلامي العربي - وهذا ما نبهت وأشارت إليه مؤسسة الأقصى التي تتابع تلك الممارسات - بل هي عبارة عن عروض تهدف إلى تغيير الطابع الإسلامي العربي لهذه المواقع المشهورة بتاريخها وعمرانها وجمالها الإسلامي، ثم إنّ المشاركين والنصوص وشكل العرض، وكذلك الحضور، بعيدة كل البعد عن التقاليد العربية والإسلامية، التي هي جذور مدينة القدس الإسلامية العربية وامتدادها وحاضرها، وأحياناً فإن هناك نوعا من الفجور والقبح الأخلاقي في بعض العروض، بمعنى أن مثل هذا الاحتفالات هي احتفالات تهويدية، يسعى الاحتلال وأذرعه من خلالها إلى تهويد القدس المحتلّة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، تحت مسمى الفنّ والسياحة الليلية»!!
وتجري الاستعدادات بتسارع غير معتاد من منظمات وساسة أمريكيين لإقامة حفل أمريكي مؤيد للاحتلال الصهيوني الذي سيقام في منطقة قصور الخلافة الأموية أيضاً، والملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، ومنطقة حائط البراق جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، حيث سيكون المسجد الأقصى هو خلفية هذا الحفل، وذلك بتاريخ 24/8/2011م .
وقد نقلت مؤسسة الأقصى ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية خبراً مطولاً في إحدى صفحاتها يفيد بأن عشرات آلاف الأمريكيين واليهود سيشاركون في حفل تأييد لإسرائيل تنظمه منظمات أمريكية بمبادرة من الإعلامي الأمريكي المشهور «جلان بك»، وأن نحو 600 مقعد قد خصصت لأثرياء أمريكيين سيحضرون حفلاً سيقام في منطقة قصور الخلافة الأموية ومنطقة حائط البراق، وأن سعر الحجز لهذه المقاعد بلغ نحو 5000 دولار أمريكي لكل مقعد، فيما سيشارك في هذا الحفل عدد من الساسة الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أبرزهم متنافسون مترشحون للرئاسة الأمريكية المقبلة، منهم «سارة بالين»، وأن الحفل سيتضمن أغاني من كبار المغنين العالميين واليهود، وأنه بسبب توقع حضور عشرات الآلاف من الأمريكيين واليهود، فإنه سيحجز أماكن في بركة السلطان سليمان القانوني – الواقعة على بعد أمتار من أسوار البلدة القديمة بالقدس، والتي تُستهدف أيضا بمشاريع الطمس والتهويد – وكذلك ستحجز أماكن في الملعب الرياضي الكبير المقام على أرض قرية المالحة، القرية المقدسية المهجرة.
ولا ريب أن إقامة مثل هذا الحفل في هذه المنطقة بالذات وعلى خلفية المسجد الأقصى، تعدّ انتهاكا صارخاً للمسجد الأقصى وللمعالم الوقفية المذكورة، كما وتعدّ استهتاراً بمشاعر مليار ونصف مليار مسلم في العالم، علماً أن هذا الحفل سيتزامن مع العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي أيام صيام واعتكاف في المسجد الأقصى المبارك.
اعداد: عيسى القدومي