تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس فمن خلق الله ؟ فعند ذلك يضلون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس فمن خلق الله ؟ فعند ذلك يضلون

    966 - " لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس


    فمن خلق الله ؟ فعند ذلك يضلون " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 691 :
    رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 59 / 1 ) من طريق محمد بن فضيل عن المختار بن
    فلفل عن أنس بن مالك مرفوعا .
    قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه ( 1 / 85 ) دون قوله : " فعند
    ذلك يضلون " . ثم رواه من حديث أبي هريرة نحوه و فيه ( فليستعذ بالله و لينته )
    ، و قد مضى ( 117 ) .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس فمن خلق الله ؟ فعند ذلك يضلون

    - لا يزالُ النَّاسُ يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتَّى يقولوا : اللهُ خالقُ النَّاسِ فمن خلق اللهَ فعند ذلك يَضِلُّون

    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 966 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم


    لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حتَّى يقولوا: هذا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شيءٍ، فمَن خَلَقَ اللَّهَ.
    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 7296 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
    التخريج : أخرجه البخاري (7296)، ومسلم (136)



    الإيمانُ باللهِ سُبحانَه يَتَطلَّبُ قلبًا واعيًا وتَسليمًا وانقيادًا كامِلًا للهِ؛ لأنَّ كَثيرًا مِنَ الأُمورِ الغَيبيَّةِ وغَيرِها لا يُمكِنُ للعَقلِ أن يُدرِكَها، ورُبَّما يَتَشكَّكُ الإنسانُ ويَعتريه الفِكرُ السَّقيمُ، وهُنا لا بُدَّ للمؤمِنِ أن يَرجِعَ سَريعًا إلى إيمانِه باللهِ وما قالَه عن نَفسِه عزَّ وجلَّ.
    وفي هذا الحديثِ يُعلِّمُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ماذا نَفعلُ إذا جاءَنا هذا الوَسواسُ منَ الشَّيطانِ؛ فأخبَرَنا أنَّ النَّاسَ سيَظلُّونَ يَسألُ بعضُهم بعضًا، أو تُحدِّثُهم أنفُسُهم بالوَسوسةِ، حتَّى يَصِلَ بهِمُ التَّساؤُلُ ويَنتهيَ بهِمُ الحالُ إلى أن يَقولوا: «هذا اللهُ خالِقُ كلِّ شَيءٍ»، كأن يَتساءَلَ: مَن خَلَقَ السَّماءَ؟ مَن خَلَق الأرضَ؟ مَن خلَق الجبالَ؟ مَن خلَقَ الإنسانَ؟ ويُجيبُ الإنسانُ دينًا وفِطرةً وعَقلًا بقولِه: «اللهُ»، وهذا جَوابٌ بَدَهيٌّ صَحيحٌ وحقٌّ وإيمانٌ، ولكنَّ الشَّيطانَ لا يَقِفُ عندَ هذا الحدِّ مِنَ الأسئلةِ والوَساوسِ، بَل يَنتقِلُ من سُؤالٍ إلى سُؤالٍ، حتَّى يَقولَ: «فمَن خَلَق اللهَ؟!» وهذا منَ التَّشكيكِ في اللهِ سُبحانَه، وكأنَّه أرادَ أن يُجريَ على الخالِقِ سُبحانَه صِفاتِ المخلوقاتِ، وأنَّه لا بُدَّ له من خالِقٍ ومُوجِدٍ أعلى منه، تَعالَى اللهُ عمَّا يُوسوِسُ به الشَّيطانُ عُلوًّا كَبيرًا، وفي عَصرِنا الحاضِرِ وقَعَت مِثلُ هذه الأسئلةِ كثيرًا، وهي مُشاهَدةٌ ومَسموعةٌ للجَميعِ، وهذه أسئلةٌ يُلقيها الشَّيطانُ؛ ليُشكِّكَ المؤمِنَ في عَقيدتِه ودينِه. فإذا قالَ النَّاسُ ذلك فمَوقِفُ المؤمِنِ أن يَعودَ إلى اللهِ، ومَن عَرَضَ هذا التَّساؤلُ على خاطِرِه فليَستعِذ باللهِ، كما ثبَتَ في الصَّحيحَينِ من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «فإذا بلَغَه فلْيَستعِذْ باللهِ ولْيَنْتَهِ»، أي: عنِ التَّفكُّرِ في هذا الخاطِرِ الباطِلِ، والالتجاءُ إلى اللهِ تَعالَى في إذهابِه، وليُبادِر إلى قَطعِها بالاشتغالِ بغَيرِها، وفي مُسلِمٍ: «فلْيَقُلْ آمَنتُ باللهِ، وفي أُخْرى له: «ورُسلِه»، وعندَ أبي داودَ: «فلْيَقُلْ: آمَنتُ باللهِ، قالَ: فإذا قالوا ذلك، فقُولوا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:1-4] ثُمَّ لْيَتْفُلْ عن يَسارِه ثلاثًا، ولْيَستَعِذْ منَ الشَّيطانِ»؛ وذلك ليَطرُدَ عنه وَساوسَ الشَّيطانِ، فذِكرُ اللهِ بصِفاتِه مُنبِّهٌ على أنَّ اللهَ تَعالَى لا يَجوزُ أن يَكُونَ مَخلوقًا؛ فهو "أحَدٌ" لا ثانيَ له ولا مِثلَ له، فلو فُرِضَ مخلوقًا لم يَكُن أحدًا على الإطلاقِ.
    والحِكمةُ في ذلك أنَّ العِلمَ باستغناءِ اللهِ تَعالَى عن كلِّ ما يُوَسوِسُه الشَّيطانُ أمرٌ ضروريٌّ لا يَحتاجُ للاحتِجاجِ والمُناظَرةِ، فإن وقَعَ شَيءٌ من ذلك فهو من وَسوسةِ الشَّيطانِ، وهي غيرُ مُتناهيةٍ؛ فمهما عُورِضَ بحُجَّةٍ يَجِدُ مَسلكًا آخَرَ مِنَ المُغالَطةِ والاسترسالِ، فيَضيعُ الوقتُ إن سَلِمَ من فِتنتِه، فلا تَدبيرَ في دَفعِه أقوى مِنَ الالتِجاء إلى اللهِ تَعالَى بالاستعاذةِ به، كما قالَ تَعالَى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ منَ الشَّيطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف: 200].
    وفي الحديثِ: أنَّ الشَّيطانَ يَتربَّصُ بابنِ آدَمَ حتَّى يُوقِعَه في الشَّرِّ والكُفرِ.
    وفيه: تَحذيرٌ من الاسترسالِ مع الأسئلةِ الوُجوديَّةِ التي تُؤدِّي إلى الكُفرِ.

    الدررالسنية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس فمن خلق الله ؟ فعند ذلك يضلون

    الشيخ: في الحديث الأول بيان حرص الشيطان على إضلال بني آدم وإغوائهم، والله سبحانه يقول: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المجادلة:19]، فكل ما يقع في قلبك من الإلمامات والوساوس المخالفة للشرع فاعرف أنها من الشيطان: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ [البقرة:268]، فله لـمَّات، وللملك لـمَّات، فلمَّات الشيطان تكذيبٌ بالحق، وإيعادٌ بالفقر، فليحذر المؤمن؛ ولهذا يأتي ويقول: هذا الله خلق هذه الأشياء، فمَن خلق الله؟ الله خلق السماوات، وخلق الأرض، وخلق كل شيءٍ، لكن مَن خلق الله؟ حتى يُشككه.فالجواب أن يقول: آمنتُ بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان. ولينتهِ، يقول: آمنتُ بالله ورسله. أو قال له: الجنة والنار أيش يُدريك أنها موجودةٌ؟ هذا أمرٌ فيه شكٌّ. أو أخبار يوم القيامة، أو أخبار الرسل الماضين، أو ما أشبه ذلك، فليقل: آمنتُ بالله ورسله. وليستعذ بالله، ولينتهِ.وهذه قاعدةٌ فيما يأتي من التشكيك في الأمور العظيمة، وعلاجه دائمًا في كل شيءٍ بالتعوذ: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]، فكل نزغٍ يُخالف الشرع فهو من الشيطان، فاستعذ بالله من الشيطان.والمؤمن يجب أن يهتم بهذا الأمر، يجب أن يحرص حتى يعتصم بالشرع الذي أمره الله بالاعتصام به، وحتى يلجأ إلى ما شرع الله له، وحتى يُراغم هذا العدو المبين، ولا يتساهل حتى ولو في الصلاة، إذا أكثر عليه -ولو في الصلاة- يتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم، ولو في الصلاة، كما في قصة عثمان بن أبي العاص، قال: يا رسول الله، إن الشيطان لبَّس عليَّ صلاتي. قال له: ذاك شيطانٌ يُقال له: خنزب، فإذا أحسست به فانفث عن يسارك ثلاث مراتٍ، وقل: أعوذ بالله من الشيطان، ثلاثًا، قال: ففعلتُ ذلك فأذهب الله عني ما أجد.كل إنسانٍ معه ملكٌ وشيطانٌ، فالملك يعده بالخير، ويحثه على الخير، والشيطان بضد ذلك، فليكن منك على بالٍ، اجعل هذا على بالك دائمًا، كلما أحسستَ بشيءٍ من الميل إلى الباطل فاعرف أنه من الشيطان، وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا أحسست بخيرٍ فاحمد الله، واسأله التوفيق، واستعن به ، واعلم أن هذا من لـمَّات الملك، نعم.س: الاستعاذة منه والتَّفل عليه في صلاة الفرض أم النفل؟ج: في الجميع، نعم.س: الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؟ج: نعم، هكذا قال النبي ﷺ، نعم.

    https://binbaz.org.sa/audios/3653/%D...B1%D8%A8%D9%83

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس فمن خلق الله ؟ فعند ذلك يضلون

    استنكار العبد للوساوس في ذات الله تعالى هو صريح الإيمان

    السؤال:
    من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم ع. ن. ع. زاده الله من العلم والإيمان وجعله مباركًا أينما كان، آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
    فقد وصلني كتابك الكريم المؤرخ 27 / 1 / 1395 هـ -وصلك الله بحبل الهدى والتوفيق- وما تضمنه من السؤال عما ألقاه إليك بعض الزملاء بقوله: إنه يعترف أن الله سبحانه هو خالق السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل شيء، ولكنه يسأل قائلا: الله ممن تكون؟ فأجبته بقولك: كلامك الأول صحيح لا تعليق عليه، أما قولك الثاني وهو قولك: "ممن تكون الله" فلا يقوله مسلم، وينبغي أن يسعك ما وسع الصحابة ؟ فإنهم لم يسألوا مثل هذا السؤال وهم الفطاحل في العلم، وقلت له أيضًا: إن الله سبحانه قال عن نفسه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، وقوله: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3] إلى آخر ما ذكرت رغبتك في الإجابة عن هذه الشبهة كان معلومًا.



    الجواب:
    اعلم وفقني الله وإياك وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه أن شياطين والإنس والجن لم يزالوا ولن يزالوا يوردون الكثير من الشبه على أهل الإسلام وغيرهم؛ للتشكيك في الحق، وإخراج المسلم من النور إلى الظلمات، وتثبيت الكافر على عقيدته الباطلة، وما ذاك إلا لما سبق في علم الله وقدره السابق من جعْل هذه الدار دار ابتلاء وامتحان وصراع بين الحق والباطل؛ حتى يتبين طالب الهدى من غيره، وحتى يتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق، كما قال الله سبحانه: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:1]، وقال سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31]، وقال تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الأنعام:121]، وقال سبحانه: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ۝ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُو ا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ [الأنعام:112-113].
    فأوضح سبحانه في الآيات الأولى والثانية والثالثة أنه يبتلي مدعي الإيمان بشيء من الفتن؛ ليتبين صدقه في إيمانه وعدمه، كما أخبر سبحانه أنه فعل ذلك بمن مضى؛ ليعلم سبحانه الصادقين من الكاذبين، وهذه الفتنة تشمل فتنة المال والفقر والمرض والصحة والعدو، وما يلقي الشياطين من الإنس والجن من أنواع الشبه، وغير ذلك من أنواع الفتن، فيتبين بعد ذلك الصادق في إيمانه من الكاذب، ويعلم الله ذلك علمًا ظاهرًا موجودًا في الخارج بعد علمه السابق؛ لأنه سبحانه قد سبق في علمه كل شيء كما قال : لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق:12]، وقال النبي ﷺ: إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء[1] خرجه مسلم في صحيحه.
    ولكنه لا يؤاخذ العباد بمقتضى علمه السابق، وإنما يؤاخذهم ويثيبهم على ما يعلمه منهم بعد عملهم إياه ووجوده منهم في الخارج، وذكر في الآيات الرابعة والخامسة والسادسة أن الشياطين يوحون إلى أوليائهم من أنواع الشبه وزخرف القول ما يغرونهم به؛ ليجادلوا به أهل الحق، ويشبهوا به على أهل الإيمان، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ويرضوا به، فيصولوا ويجولوا ويلبسوا الحق بالباطل؛ ليشككوا الناس في الحق، ويصدوهم عن الهدى وما الله بغافل عما يعملون.

    لكن من رحمته أن قيض لهؤلاء الشياطين وأوليائهم من يكشف باطلهم ويزيح شبهتهم بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة، فيقيموا بذلك الحجة ويقطعوا المعذرة، وأنزل كتابه سبحانه تبيانا لكل شيء كما قال : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:89]، وقال سبحانه: وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا [الفرقان:33] قال بعض السلف: هذه الآية عامة لكل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة.
    وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض الصحابة قالوا للنبي ﷺ: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان[2]، قال بعض أهل العلم في تفسير ذلك: إن الإنسان قد يوقع الشيطان في نفسه من الشكوك والوساوس ما يصعب عليه أن ينطق به؛ لعظم بشاعته ونكارته، حتى أن خروره من السماء أهون عليه من أن ينطق به، فاستنكار العبد لهذه الوساوس واستفظاعه إياها ومحاربته لها هو صريح الإيمان؛ لأن إيمانه الصادق بالله وبكمال أسمائه وصفاته، وأنه لا شبيه له ولا ند له، وأنه الخلاق العليم الحكيم الخبير، يقتضي منه إنكار هذه الشكوك والوساوس ومحاربتها واعتقاد بطلانها.
    ولا شك أن ما ذكره لك هذا الزميل من جملة الوساوس، وقد أحسنت في جوابه، ووفقت للصواب فيما رددت به عليه، زادك الله علمًا وتوفيقًا، وأنا أذكر لك إن شاء الله في هذا الجواب بعض ما ورد في هذه المسألة من الأحاديث وبعض كلام أهل العلم عليها؛ لعله يتضح لك من ذلك وللزميل المبتلى بالشبهة التي ذكرت ما يكشف الشبهة ويبطلها، ويوضح الحق، ويبين ما يجب على المؤمن أن يقوله ويعتمده عند ورود مثل هذه الشبهة، ثم أختم ذلك بما يفتح الله علي في هذا المقام العظيم، وهو سبحانه ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.
    قال الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الجامع الصحيح ص 336 من المجلد السادس من فتح الباري طبعة المطبعة السلفية في باب صفة إبليس وجنوده: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير: قال أبو هريرة : قال رسول الله ﷺ: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته[3]، ثم رواه في كتاب الاعتصام ص 264 المجلد الثالث عشر من فتح الباري عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟[4] انتهى.
    وأخرج مسلم في صحيحه اللفظ الأول من حديث أبي هريرة ص 154 من الجزء الثاني من المجلد الأول من شرح مسلم للنووي، وأخرجه مسلم أيضًا بلفظ آخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئًا فليقل: آمنت بالله ورسله[5]، ثم ساقه بألفاظ أخر ثم رواه من حديث أنس عن رسول الله ﷺ قال: قال الله إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا ما كذا حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله[6].
    خرج مسلم أيضًا رحمه الله عن أبي هريرة قال: «جاء ناس من أصحاب النبي ﷺ فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان[7]، ثم رواه من حديث ابن مسعود قال: «سئل النبي ﷺ عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان[8].
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم لما ذكر هذه الأحاديث ما نصه: (أما معاني الأحاديث وفقهها: فقوله ﷺ: ذلك صريح الإيمان ومحض الإيمان معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك.

    واعلم أن الرواية الثانية وإن لم يكن فيها ذكر الاستعظام فهو مراد وهي مختصرة من الرواية الأولى، ولهذا قدم مسلم رحمه الله الرواية الأولى وقيل: معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد، فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الإيمان أو الوسوسة علامة محض الإيمان، وهذا القول اختيار القاضي عياض.
    وأما قوله ﷺ فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله، وفي الرواية الأخرى فليستعذ بالله ولينته فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه.

    قال الإمام المازري رحمه الله ظاهر الحديث أنه ﷺ أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها، قال: والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه، وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها، والله أعلم.
    وأما قوله ﷺ: فليستعذ بالله ولينته فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها، والله أعلم.
    وقال الحافظ في الفتح في الكلام على حديث أبي هريرة المذكور في أول هذا الجواب ما نصه: قوله: من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها.
    قال الخطابي: وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع، قال: وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان، قال: والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور، فإذا راعى الطريقة وأصاب الحجة انقطع، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء، بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة، نعوذ بالله من ذلك.
    قال الخطابي: على أن قوله: من خلق ربك كلام متهافت ينقض آخره أوله لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقًا، ثم لو كان السؤال متجهًا لاستلزم التسلسل وهو محال، وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث. فلو كان هو مفتقرا إلى محدث لكان من المحدثات، انتهى.
    والذي نحا إليه من التفرقة بين وسوسة الشيطان ومخاطبة البشر فيه نظر؛ لأنه ثبت في مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه في هذا الحديث: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل: آمنت بالله فسوى في الكف عن الخوض في ذلك بين كل سائل عن ذلك من بشر وغيره. وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة قال: سألني عنها اثنان، وكان السؤال عن ذلك لما كان واهيا لم يستحق جوابا، أو الكف عن ذلك نظير الأمر بالكف عن الخوض في الصفات والذات.
    قال المازري: الخواطر على قسمين: فالتي لا تستقر ولا يجلبها شبهة هي التي تندفع بالإعراض عنها، وعلى هذا ينزل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم وسوسة، وأما الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة فهي التي لا تندفع إلا بالنظر والاستدلال، وقال الطيبي: إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج؛ لأن العلم باستغناء الله جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة، ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة، ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به، وفي الحديث إشارة إلى ذم كثرة السؤال عما لا يعني المرء وعما هو مستغن عنه، وفيه علم من أعلام النبوة لإخباره بوقوع ما سيقع فوقع.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (بيان موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) : ولفظ "التسلسل" يراد به التسلسل في المؤثرات -وهو أن يكون للحادث فاعل وللفاعل فاعل- وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء، وهذا هو التسلسل الذي أمر النبي ﷺ بأن يستعاذ بالله منه، وأمر بالانتهاء عنه، وأن يقول القائل آمنت بالله ورسله كما في الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته[9] وفي رواية: لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب، فقالوا: يا أبا هريرة هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم به، ثم قال: قوموا، قوموا، صدق خليلي، وفي الصحيح أيضًا عن أنس بن مالك عن رسول الله ﷺ قال: قال الله: إن أمتك لا يزالون يسألون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟[10].
    انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله، ولعله يتضح لك أيها السائل ولزميلك الذي أورد عليك الشبهة مما ذكرنا من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم ما يزيل الشبهة ويقضي عليها من أساسها ويبين بطلانها؛ لأن الله سبحانه لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له، وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو خالق كل شيء وما سواه مخلوق، وقد أخبرنا في كتابه المبين وعلى لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم بما يجب اعتقاده في حقه سبحانه وبما يعرفنا به ويدلنا عليه من أسمائه وصفاته وآياته المتلوة وآياته المشاهدة من سماء وأرض وجبال وبحار وأنهار وغير ذلك من مخلوقاته ، ومن جملة ذلك نفس الإنسان فإنها من آيات الله الدالة على قدرته وعظمته وكمال علمه وحكمته؛ كما قال : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [آل عمران:190]، وقال تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ [الذاريات:20].
    أما كنه ذاته وكيفيتها وكيفية صفاته فذلك من علم الغيب الذي لم يطلعنا عليه، فالواجب علينا فيه الإيمان والتسليم وعدم الخوض في ذلك كما وسع ذلك سلفنا الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان فإنهم لم يخوضوا في ذلك ولم يسألوا عنه بل آمنوا بالله سبحانه وبما أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله محمد ﷺ ولم يزيدوا على ذلك مع إيمانهم بأنه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
    وعلى من وجد شيئًا من هذه الوساوس أو ألقي إليه شيء منها أن يستعظمها وينكرها من أعماق قلبه إنكارا شديدا، وأن يقول: آمنت بالله ورسله، وأن يستعيذ بالله من نزغات الشيطان، وأن ينتهي عنها ويطرحها؛ كما أمر الرسول ﷺ بذلك في الأحاديث السابقة، وأخبر أن استعظامها وإنكارها هو صريح الإيمان، وعليه ألا يتمادى على السائلين في هذا الباب؛ لأن ذلك قد يفضي إلى شر كثير، وإلى شكوك لا تنتهي، فأحسن علاج للقضاء على ذلك والسلامة منه هو امتثال ما أمر به النبي ﷺ والتمسك به والتعويل عليه وعدم الخوض في ذلك، وهذا هو الموافق لقول الله : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200].
    فالاستعاذة بالله سبحانه واللجوء إليه وعدم الخوض فيما أحدثه الموسوسون وأرباب الكلام الباطل من الفلاسفة ومن سلك سبيلهم في الخوض في باب أسماء الله وصفاته، وما استأثر الله بعلمه من غير حجة ولا برهان هو سبيل أهل الحق والإيمان، وهو طريق السلامة والنجاة والعافية من مكائد شياطين الإنس والجن.
    وفقني الله وإياك وسائر المسلمين للسلامة من مكائدهم، ولهذا لما سأل بعض الناس أبا هريرة عن هذه الوسوسة حصبهم بالحصباء ولم يجبهم على سؤالهم، وقال: صدق خليلي.
    ومن أهم ما ينبغي للمؤمن في هذا الباب أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم وتدبره؛ لأنه فيه من بيان صفات الله وعظمته، وأدلة وجوده وكماله ما يملأ القلوب إيمانا ومحبة وتعظيما واعتقادا جازما بأنه سبحانه هو رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق لكل شيء، والعالم بكل شيء، والقادر على كل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه، كما ينبغي للمؤمن أيضًا أن يكثر من سؤال الله المزيد من العلم النافع والبصر النافذ والثبات على الحق والعافية من الزيغ بعد الهدى، فإنه سبحانه قد وجه عباده إلى سؤاله، ورغبهم في ذلك، ووعدهم الإجابة، كما قال : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]. والآيات في هذا المعنى كثيرة.
    وأسأل الله أن يوفقنا وإياك وزميلك وسائر المسلمين للفقه في الدين والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعًا من مضلات الفتن، ومن مكايد شياطين الإنس والجن ووساوسهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه[11].

    رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
    أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، برقم 2653.
    أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، برقم 132.
    أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، برقم 3276، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها، برقم 134.
    أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه، برقم 7296.
    أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها، برقم 134.
    أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها برقم 136.
    أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، برقم 132.
    أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، برقم 133.
    أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده برقم 3276، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها، برقم 134.
    أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها برقم 136.
    مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (28/ 380).



    https://binbaz.org.sa/fatwas/20242/%...85%D8%A7%D9%86

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,646

    افتراضي رد: لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس فمن خلق الله ؟ فعند ذلك يضلون

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين / صحيح مسلم
    كتاب الإيمان-12b
    وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة كلاهما عن المختار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن إسحاق لم يذكر قال قال الله إن أمتك حفظ

    القارئ : حدّثناه إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جريرٌ ، ح ، وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا حسين بن عليٍّ ، عن زائدة كلاهما عن المختار ، عن أنسٍ ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ، غير أنّ إسحاق لم يذكر قال : ( قال الله إنّ أمّتك ).
    الشيخ : هذه الأحاديث في باب الوسوسة ، وهي حديث النفس ، هل يؤاخذ الإنسان بها أو لا يؤاخذ؟
    إن الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : أوجدتموه ؟ قالوا : نعم. قال : ذاك صريح الإيمان.
    وقد تأول الشارح رحمه الله كما في الحاشية عندي ، تأول قوله : ( أوجدتموه ) بمعنى : أوجدتم استعظام ذلك. لا أوجدتم الوسوسة ، وهذا تحريف ، ليس هذا معنى الحديث ، والدليل على هذا اللفظ الثاني ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوسوسة فقال : تلك محض الإيمان ) تلك يعني الوسوسة.
    ولكن لما لم يتبين لبعض العلماء معنى قوله : ( ذاك صريح الإيمان ) جعلوا صريح الإيمان هو استعظام هذه الوسوسة ، ولكن هذا تحريفٌ، والصواب أن معنى ( أوجدتموه ) أي : وجدتم ذلك في نفوسكم ، أي : هذه الوسوسة التي يستعظم أحدكم أن يتكلم بها ، ولا يستطيع أن يتكلم بها.
    ووجه كون ذلك صريح الإيمان ، أن هذه الوسوسة لم ترد إلا على قلب خالص خالٍ منها ، لأن الوسوسة شيء طارئ يطرأ على خالٍ من الوسوسة ، فإذا حصلت هذه الوسوسة دلّ ذلك على أن القلب سليم ، وأنه مؤمن ، لأنه لولا ذلك ما صحّ أن نقول أن الوسوسة ترد علي.
    ولهذا يتعاظم الإنسان أن يتكلم بما يرد على قلبه من هذه الوسوسة ، لكن هذه الوسوسة تدل على أن الإنسان صريح الإيمان خالص الإيمان ، ولهذا هاجمه الشيطان بهذه الوسوسة لعله يخلخل الإيمان الذي معه.
    وقد ذكرنا لكم فيما سبق أن اليهود افتخروا على المسلمين فقالوا : إننا لا نوسوس في صلاتنا ، وأن ابن عباس أو ابن مسعود (سئل عن ذلك فقال : صدقوا ، وما يفعل الشيطان بقلب خراب ؟! ) الشيطان لا يأتي للقلب الخارب يخربه لأنه خربان ، يأتي للقلب العامر ليخربه.
    وعلى هذا فنقول: إذا حدث في قلبك مثل هذه الوسوسة فاعلم أنك صريح الإيمان ، وأن إيمانك خالص ولولا ذلك ما وردت عليه الوسوسة ، لكن استعمل الدواء.
    الإنسان الذي يتأثر بما يكون في جسده من ميكروبات ، علام يدل ذلك؟ على صحة الجسد أم على عدمها ؟ على صحته. لأنه إذا لم يتأثر فمعناه أنه فقد المناعة ، وهذا مرض.
    كذلك أيضًا هذا القلب لم يتأثر بهذه الوسوسة إلا لأنه سليم.
    علينا الآن أن نداوي هذا ، إن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نداوي ذلك ، فقال : فليستعذ بالله ولينته. هذا دواء يضاف إلى ذلك أن يقول : ( آمنت بالله ورسله ).
    يضاف إلى ذلك أيضًا ما ورد في السنن : ( الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ).
    فالإنسان العاقل يعرف كيف يداوي هذه الوسوسة التي ألقاها الشيطان في قلبه ، لكنها بشرى للمؤمن حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذاك صريح الإيمان.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •