بسم الله الرحمن الرحيمفي الشريط الخامس من سلسة [أولئك آبائي] للشيخ العلامة أبي إسحاق الحويني وجه أحد الحضور السؤال السابق لفضيلته فأجاب قائلاً:
[فيه بعض إخوانا بيقول إن الأمة بتُنحر وتُذبح وإنت عمّال تتكلم في وادي آخر
طيب بيقول إنه ما عادش فيه فرق بينا وبين النساء اللي بيسمعوا الدروس ويروحوا المطبخ عشان يعملوا طبيخ
فنحن بنقول لصاحبنا كاتب هذا الكلام:
لو ظللت ألف سنة تتحسر على حال الأمة فلن تنتفع الأمة بك..لن تنتفع الأمة بك..نحن ما ضعنا وصرنا أشباه رجال إلا بإهمالنا لهذا الذي أقوله أنا الآن.
يعني النهار دا هذا الأخ كاتب هذا الكلام لو أنه طلع مائة زنديق بيقولوا البخاري كله أحاديث موضوعة بيقول: لا، أنا ما بيعنينيش هذا الكلام الآن، إركن الكلام دا على جنب أنا يهمني اليهود
إنما ينهار صحيح البخاري كله فدا لا يعنيه بشيء، ولا يعني هؤلاء المتحمسين، وأمثال هؤلاء لا ينصروننا لا في دنيا ولا في دين..
ضياعنا الآن سببه ضياع الشريعة..إحنا إيه اللي بنعمله؟ بنرجع الأمة مرةً أخرى إلى الأصول..قِصار النظر أمثال كاتب هذا الكلام لا يرون خطورة هذا الذي نفعله الآن والجهد الكبير الذي يُبذل لأجل أن نُرجع الأمة إلى ماضيها مرةً أخرى.
أعداؤنا يحولون ويقاتلون قتال الأبطال حتى يحولوا بين الأمة وبين هذا الذي نشيعه في الأمة الآن.
هو الغزو الثقافي الذي ضيع هوية الأمة والفضائيات، وإغراق الأمة في مسائل اللهو واللعب، هو سببها إننا بندرِّس االكتاب والسنة؟ يعني صار تدريس الكتاب والسنة سلبية عند كاتب هذا الكلام..صار سلبية
طيب.. أنا بقول له: هل أنت تستطيع -طالما إنك إنت راجل وبشنبات والغيرة على الدين بتجري في عروقك- أن تفعل أي شيء؟ أنت ماذا فعلت للأمة؟
تقدر توصل للحدود وتقاتل؟
تقدر تدافع عن كتاب الله؟
تدافع عن سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-؟
واحد بيشتم ربنا، تقدر تدافع عنه؟
تقدر حتى تثبت ان ربنا -سبحانه وتعالى- حيّ؟
ما يستطيع أن يفعل شيئاً من ذلك..دا إحنا لما نرجع الأمة مرةً أخرى؛ لتذود عن حياضها، وأنا أقول وأكرر بأن الأمة ضاعت بسبب إهمال الكتاب والسنة.
إحنا مش عارفين كيف انتقلت إلينا هذه الأحاديث، لما يجي واحد يطعن في حديث في صحيح البخاري، وهذا الحديث تتعلق به عشرات الأحكام الشرعية، يبقى أنا هدمت عشرات الأحكام الشرعية اللي هي مؤسسة ومعروف حكمها عند الأمة في سالف الزمان: أصبحت الآن بلا حكم عندنا..صارت بلا حكم.
لما أنا أجي أرد على المنحرفين عن الكتاب والسنة؛ زي اللي بيقول مثلاً: أنا أوصي الذاهبين إلى كوبا ألاّ يحرّموا على المسلمين هناك لحوم الكلاب؛ لأنه لا يوجد عندنا نصٌّ يحرمها..أنا لما أجي أتكلم أرد على هذه المسألة يطلع واحد زي دا برضو يقول لي: يا أخي كلاب إيه وأولاد الكلاب عمّالين يضربونا في القدس.
طب أنا سبت المسألة الجزئية دي ولم أتكلم فيها، أولاد الكلاب بطّلوا ضرب؟
لما نجي نتكلم في أي مسألة جزئية قاعد في اللحى يجي يقول له لحية إيه دلوقتي؟ ماسكين في اللحى اللحى واليهود عمّالين يضربونا بالصُرَم القديمة..طيب أنا حلقت دقني وسلخت نفسي كمان، مش حلَقْت الشعر، لأ، سلخت الجلد، خرج اليهود من الموضوع؟ حررنا البلد؟
يعني إذن لا تركونا نتبع السنة، ولا هم أخرجوا اليهود.
وتبقى الأمة ماشية في هذا المنعطف الخطير والمنحدر الشائك، فكثير من الأحكام ضاعت بسبب: [هو دا وقته؟]
فحتى الذي بين أيديهم لم يفعلوه، والمستحيل فعله يصبون إليه..بيفكروا إزاي دول؟ اللي تحت إيده مش عايز عمله..اللي ممكن يعمله ويخرج به من سخط الله ما بيعملوش، واللي هو عمره ما حيوصل له بيحلم بيه..
فلذلك أنا مستغرب من مثل هذا السؤال، وهذا الكلام وُجِّه لي قبل ذلك في بعض المحاضرات.. لكن أنا مستغرب الحقيقة من هذا السؤال..و أنا أتوقع على أحسن الظن أن هذا الرجل زائر جديد، أو أنه ليس معنا على الخط أصلاً هو بيجي يحضر وهو على منهج وإحنا على منهج آخر..أو أنه رجل جديد؛ إذ لا أتصور أن يكتب هذا السؤال رجل يحضر مجالسنا باستمرار..] انتهى بتصرف يسير.
رابط الدرس:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...series_id=2562
في الدقيقة 48 والثانية 48