مفهوم الطاقة والوعي بين الحقيقة والزيف:
أولا: معنى الطاقة الكونية:
المراد بالطاقة في حركة العصر الجديد:
هي الاعتقاد بوجود قوة عظمى خلف كل شيء يقابل بالإله عند أصحاب الديانات السماوية.
- والطاقة الكونية هي أول ما يطلب من المتدرب في دورات التنمية البشرية التابعة لحركة العصر الجديد الإيمان به وبقوته وأهميته، ويمارس كيفية الشعور به واستمداده وفعل ما يساعد على تدفقه في جسده.
ففي حركة العصر الجديد يتم الاعتقاد بأن كل مافي الوجود هو الكلي الواحد وكل مافي الكون إنما هو تجل له.
-من كلام المشتغلين بهذا المجال فالطاقة الكونية هي طاقة ذات مفهوم فلسفي قائم على عقائد أديان الشرق خصوصا الصين والهند والتبت.
وتسمى بأسماء مختلفة بحسب المناطق واللغات والخلفيات الدينية،… فهو يسمى:
العقل الكلي عند فلاسفة الإغريق .
والطاو في فلسفات الصين.
وبراهما عند الهندوس.
والبرانا أو طاقة الحياة أو طاقة قوة الحياة عند قدماء الهندوس.
وتأخذ عند الصينيين اسم تشي، وعند اليابانيين اسم كي، وعند الفراعنة تسمى الكا، ومنها الريكي وهو العلاج بالطاقة، والنور الأعلى عند المانوية،
وفي الفلسفة الغربية الروحية وبرامج العصر الجديد إضافة لأسمائها الشرقية يطلق عليها قوة الحياة أو الطاقة الكونية أو المصدر أو الوعي.
كما أن هناك مسميات أخرى فلسفية تطلق على الطاقة الكونية…
ومهما تعددت مسمياتها فإنها جميعها تشير إلى أن هناك طاقة مبثوثة في كل مكان وفي كل شيء، في الإنسان والحيوان والنبات، وهي طاقة التي خلقت الكون وتدعمه!
- والطاقة التي يتحدث عنها هؤلاء المعالجون والمدربون مختلفة تماما عن الطاقة بمعناها الفيزيائي (الميكانيكية والكهربائية والضوئية وغيرها) كما تختلف تماما عن ما يقصد بالطاقة الحيوية الفيزيائية وهي الطاقة الحرارية الفيزيائية الصادرة من مصدر عضوي للإستخدام كوقود متجدد!،
فهي مفهوم ينتمي إلى المجال الروحاني، ومن أكثر الأسماء المتداولة الطاقة الكونية والطاقة الحيوية، وهي أسماء مستحدثة لها، وبينهما فرق بسيط.
أما الطاقة الكونية فهي الطاقة المتولدة المنبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لامرئي ولا شكل له وليس له بداية وليس له نهاية).
وأما الطاقة الحيوية هي نفسها الطاقة الكونية الفلسفية عندما تكون متعلقة بالجسم وعلاجه ومقوماته الحيوية، (أي خارج الجسم تكون طاقة كونية وداخله تكون طاقة حيوية بزعمهم أنها تضيف عليه تغيرا في حيويته).
- والمروجون للطاقة الكونية أو الحيوية من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون يفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله، فيدعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون، وجعل لها تأثيرا عظيما على حياتنا… ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيسا- أنها المقصودة بمصطلح "البركة"، فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته.
- وهناك العديد من مروجي تطبيقات الطاقة الفلسفية يقومون بمحاولة الخلط بينهما أو تصوير الطاقة الحيوية الفلسفية على أنها طاقة كهرومغناطيسية لإضفاء صيغة علمية على كتبهم وأقوالهم فيغتر بها القارئ البسيط.