شيخ الاسلام زكريا الأنصاري وأثره في الفقه الشافعي



أحمد بن فخري الرفاعي



الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد؛
فهذه رسالة جامعية تقدم بها الطالب طارق يوسف حسن جابر لنيل رسالة الماجستير من الجامعة الأردنية بإشراف شيخنا العالم الدكتور ياسين درادكة رحمه الله .

وكانت أهم النتائج التي توصل اليها الباحث ما يلي :
1-يُعدّ شيخ الاسلام الأنصاري من العلماء المتبحرين في فقه الشافعية وغيره، فسعة اطلاعه على النقول كانت السمة الأبرز، ورافق سعة اطلاعه حسن فهم ودقة نظر، مما أكسب آراءه موضوعية ودقة متناهية.

2-يُعدّ شيخ الاسلام الأنصاري من المجددين على رأس القرن التاسع، وذلك لما وصل اليه من مكانة عالية مرموقة بين علماء عصره قاطبة، بحيث أنه انفرد بعلو الاسناد، فوصل إلى مرحلة كان كل علماء مصر يروون عنه إما مباشرة أو بواسطة أو بوسائط ، وقد صرح بذلك غير واحد من علماء الأمة تعريضا وتصريحا، وممن صرح بأنه من المجددين تلميذه مفتي مكة والحجاز إمام الفتيا في المذهب الشافعي الشهاب ابن حجر الهيتمي .

3-أثرى شيخ الإسلام المكتبة الإسلامية عامة بمصنفاته النافعة، حيث إنه قد صنف مصنفات عديدة في كل علوم الشرع وآلاتها وما يتعلق بها، وقد بلغ عدد مصنفاته سبعة وثمانين مصنفا، نحا شيخ الاسلام فيها منحى علماء العصر في التأليف، من حيث اختصار المطولات، وشرح المتون، وتصنيف الحواشي والتعليقات وكتب الفتوى.

4-يُعدّ "شرح البهجة الصغير" و " شرح المنهج" من أكثر كتب شيخ الاسلام اعتمادا في المذهب، ويأتي بعدهما " شرح التحرير" ثم "شرح الروض" فـ "شرح البهجة" ، وقد اهتم العلماء بكتب شيخ الاسلام إقراء وحفظا وشرحا ونظما واختصارا وتحشية، وشكلت العمود الفقري لكتب المتأخرين في تحرير وتقرير مسائل المذهب.

5-تميز شيخ الاسلام بخط واحد في مصنفات الفقهية الأربعة، "شرح البهجة" و " شرح الروض" و " شرح المنهج" و "شرح التحرير" ، من حيث الاستدلال لأحكام المذهب، والاعتماد على كتب الشيخين، وذكر فوائد وتفريعات وغير ذلك مما بينته في عرضي لمصنفاته الفقهية، غير أن الفرق الرئيسي بينها يمكن في كون شرحي "المنهج" و " التحرير" مختصرين بخلاف شرحي " البهجة" و "الروض" الذين يعدان من الكتب المتوسعة في الفقه الشافعي .

6-بلغ شيخ الاسلام مرتبة مجتهد الفتوى والترجيح في المذهب ، وقد استخلصت ذلك من خلال توافر شروط مجتهد الفتوى والترجيح في شخص شيخ الاسلام ومن خلال بيان أن عمله في المذهب هو عمل مجتهد الفتوى والترجيح كما فصلت الحديث عليه .

7-خدم شيخ الاسلام المذهب الشافعي خدمة كبيرة، وحرر مسائله، وحل عويصاته، وكان مرجعا لحل اشكالاته، فقد شكلت جهوده من ترجيحات واختيارات واستدلالات وتعقبات وتفريعات وتقييدات وفروق وجمع بين المتعارضات المبثوثة في مصنفاته الفقهية ملجأ للمتأخرين في فهم المذهب وتحريره.

8-شيخ الاسلام يُقدِّمُ الشيخين وخاصة النووي ، فقد كان يتابعهما دائما ، ما لم يخالفا قواعد وأصول المذهب ، وقد شكلت كتبهما الملاذ الأول لشيخ الاسلام، وقد برز بوضوح سعة اطلاع شيخ الاسلام على كتب الشيخين، وإلمامه بأقوالهما وتحريراتهما.

9-تتلمذ شيخ الاسلام على يد جهابذة العصر كالحافظ ابن حجر العسقلاني ، والكمال ابن الهمام ، والجلال المحلي، وغيرهم ، وخرَّج تلاميذ ملأوا الدنيا بعلمهم وشهرتهم وعلى رأسهم أئمة الشافعية الأربعة المتأخرين : الرمليان، وابن حجر الهيتمي ، والخطيب الشربيني.


وهذا رابط الرسالة عسى أن لاتنسوني من دعوة صالحة
لا إله الا الله