كتاب المقاومة الشعبية للاحتلال الصليبي في بلاد الشام
صدر حديثا عن دار اليازجي للنشر والتوزيع-غزة 5/9/2008م كتاب "المقاومة الشعبية للاحتلال الصليبي في بلاد الشام" ، من تأليف (عبد الحميد جمال الفراني) وهو العضو أبو معاذ2 من مدينة غزة- عباد الرحمن.
ملخص الكتاب
تناول الكتاب المقاومة الشعبية للاحتلال الصليبي في بلاد الشام منذ قدوم الصليبيين في العام 491هـ/1098م، وحتى طردهم في عام 690هـ/1291م، حيث بدأت الدراسة بالحديث عن وصول الصليبيين إلى مشارف بلاد الشام، واحتلالهم لأنطاكية ثم مواصلة زحفهم حتى الوصول إلى الحدود الجنوبية لبلاد الشام ناحية العريش.
ونتيجة لعدم صراحة المعلومات المتعلقة بموضوع المقاومة الشعبية وندرتها وتناثرها في بطون المصادر، فإن الباحث أطال مدة الدراسة لتشمل فترة الوجود الصليبي في بلاد الشام والممتدة نحو مائتي عام.
وقد قسمت الدراسة إلى أربعة فصول مقسمة إلى عدة نقاط ركز فيها الباحث على أوضاع بلاد الشام قبيل الغزو الصليبي، حيث تعرض فيها للحديث حول جغرافية بلاد الشام، وتقسيماتها الإدارية منذ الفتح الإسلامي ومروراً بالفترة موضوع الدراسة، ثم تناول الباحث الأوضاع السياسية، وأثرها على بلاد الشام قبيل وصول الصليبيين، ولم ينس الباحث التعرض لأوضاع السكان العرقية والمذهبية والدينية وتأثيرها على الوضع العام في بلاد الشام.
كما وتناول الباحث بالدراسة موقف أهالي الشام من الغزو الصليبي من خلال تصديهم للقوات المحاصرة للمدن الشامية، حيث أظهر السكان في تلك المدن مقاومة لا مثيل لها.
وأفرد الباحث أهمية خاصة لدراسة الدور الذي لعبته فئات وطبقات المجتمع الشامي رجاله ونساؤه، الكبار والصغار، العلماء والفقهاء، الأدباء والشعراء، البدو والحضر والفلاحين، ومختلف المذاهب والديانات وكافة أطياف السكان في بلاد الشام.
وقد تعرض الباحث لدراسة الأساليب المتنوعة التي استخدمها الأهالي في بلاد الشام لمقاومة الاحتلال الصليبي، والمتمثلة في نصب الكمائن، والمشاركة في المعارك والفتوحات، وتقديم المعلومات للقوات الإسلامية المحاربة للصليبيين.
كما تناول الباحث أثر المقاومة الشعبية في بلاد الشام على الجانبين الإسلامي والصليبي، أما الجانب الإسلامي فقد أثّرت المقاومة الشعبية على السكان من خلال ما حدث من موجات نزوح وهجرة، وما كان يتخذه الصليبيون من إجراءات تعسفية ضد من يشتبه بتعاونه مع المسلمين، حيث أقام الصليبيون المحاكم ضد السكان المحليين وعاقبوهم.
وأثرت ثورات الفلاحين في المناطق المحتلة على الصليبيين الذين أنهكوا من استمرار الهجمات، وخاصة تلك التي كان يقوم بها أفراد المقاومة الشعبية من عمليات سلب ونهب وحرق للمستوطنات والضياع الصليبية، مما كان له أسوأ الأثر على الاقتصاد الصليبي.
وأنهى الباحث دراسته بخاتمة أورد فيها ما توصل إليه من نتائج، ووضع قائمة بأسماء المصادر والمراجع التي تم الاستعانة بها، وذيل دراسته ببعض الملاحق الضرورية لبحثه.
ويأملٌ الباحث من خلال هذه الدراسة التفصيلية أن يكون قد أوفى المقاومة الشعبية حقها وأن يكون قد ألم بالموضوع من كل جوانبه بشكل موضوعي، وأعطى فكرة واضحة عن جهود الشعب العربي الإسلامي في بلاد الشام في مقاومة المحتل الصليبي، وخاصة أن هذا الجهد قد أهمله غالبية المؤرخين، ولم يتعرض له جُل الباحثين، وأن تكون هذه الدراسة بداية لدراسات لاحقة عن مراحل أخرى من تاريخ المقاومة الشعبية ضد الغزاة والمستعمرين عبر الأزمنة المختلفة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.