بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
قال النسائي في سننه الكبرى (1/281) (83) :
بَابُ الوُضُوءِ ثَلاَثًا ثَلاَثًا
أَخبَرنا سُوَيْدُ بنُ نَصْرٍ، قَالَ: أَخبَرَنا بنُ المُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثني المُطَّلِبُ بنُ عَبدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ:
أَنَّ عَبدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ تَوَضَّأَ ثَلاَثًا ثَلاَثًا، يُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى النَّبيِّ صَلى الله عَليهِ وسَلم.
قال أخونا الشيخ محمد حفظه الله وجزاه خيرا:
وحديث المطلب أيضا موقوف، لكن له حكم الرفع؛ لأن ابن عمر رضي الله عنهما لا يفعل شيئا إلا عن سنة.والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، الراجح أنه لم يسمع من عبد الله بن عمر
قال البخاري: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعا إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الترمذي: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يعني الدارمي يقول مثله
وقال أبو حاتم: روى عن ابن عباس وابن عمر، ولا يدرى سمع منهما أم لا، لا يذكر الخبر
وقال أبو حاتم: لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا سهل بن سعد وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع، أو من كان قريبا منهم، ولم يسمع من جابر، ولا من زيد بن ثابت، ولا من عمران بن حصين
وقال ابن ابي حاتم: عن ابن عمر مرسل
ورواه مسلم بن صُبيح قال: رأيتُ ابن عمر يتوضَّأ ثلاثًا ثلاثًا. أخرجه ابن أبي شيبة.
والموقوف أصح.
وزاد بعضهم في هذا الطريق ذكر ابن عباس رضي الله عنهما.
فيما خرجه أبو داود في مسنده [2883]، فقال:
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً ". اهـ.
خولف في رفعه فيما خرجه القاسم في الطهور [92]، فقال:
ثنا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ:
" كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَوَضَّأُ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً، وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ". اهـ.
وتوبع فيما خرجه أحمد في مسنده [1892]، ومن طريقه ابن عساكر، فقال:
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، به.
رواه ابن دحيم في فوائده [128]، فقال: نا أَبِي، وَهِشَامٌ، وَمَحْمُودٌ، قَالُوا: نا الْوَلِيدُ، نا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ، به.
وفيما خرج أحمد [3516]، فقال: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، به.
وأصله في الصحيحين.
وأما أثر ابن عمر، فقد توبع فيما خرجه البيهقي في الكبير من طريق قُتَيْبَة بْن سَعِيدٍ، قال:
ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَوَضَّأَ فِي السُّوقِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَوَجْهَهُ، وَذِرَاعَيْهِ، ثَلاثًا ثَلاثًا،
ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ بَعْدَ مَا جَفَّ وُضُوءُهُ، وَصَلَّى ". اهـ.
علقه البخاري، وقال الحافظ في التغليق:
"تفرد به قتيبة، عن مالك، فيما يقال: وقد تابعه الشافعي رضي الله عنه"،
ثم قال: "وهذا إسناد صحيح". اهـ.
وفيما خرج القاسم بن سلام في الطهور [84 ]، فقال:
ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
" تَوَضَّأَ ابْنُ عُمَرَ مِرَارًا مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمِرَارًا ثَلاثًا ثَلاثًا ". اهـ.
تابعه عبد الرزاق بلفظ: " كُنْتُ أُوَضِّئ ابْنَ عُمَرَ مِرَارًا مَرَّتَيْنِ وَمِرَارًا ثَلاثًا ". اهـ. رواه ابن المنذر.
والله أعلم.