يقول الشيخ الموسوعي أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عفا الله عنه في كتيبه (( الحباء من العيبة غب زيارتي لطيبة )) [ص 54 الطبعة الأولى 1413هـ ]
(( زرتُ شيخ المقرئين أحمد الزيات ...
وأردتُ أن أسمعه شيئاً من تلاوتي ولم يرد أن يكسر خاطري برد حاسم فكان يردد : ( تحضر معنا ، ويكون خير إن شاء الله )
قال ذلك ، وهو يعلم مقصدي بأني أريد حمل إجازة في أسبوع !!
فتوسط لي عنده العلامة الشيخ سيبويه ...
وأشعره أن الغرض إجازة للبركة .
وظل الشيخ في هدوئه يردد : ( يحضر معنا، ويكون خير إن شاء الله)
فلما رأى الإلحاح مني ومن الشيخ سيبويه : وثب كالهزبر وصاح بأعلى صوته:
( ما ينفعش يا ابني ، دا العلم أمانة )
فتضاءلت إلى ما دون علمي وليس ذلك لمجرد خجلي بل إعجاباً بعلم الرجل ودينه وأمانته
ولو كنت على كرسيه لجاملت ...
وعندما كنت ألح لم يدر بخلدي قط أن الشيخ السديس - وهو من أئمة القراء - قطع المواصلة معه .
ولم يدر بخلدي قط أن الشيخ الحذيفي - وهو من أئمة القراء أيضاً - واصل معه بعد شهرته سنوات ، ولا أدري هل منحه الإجازة بالقراءات السبع أم لا ؟! ...
وشطحت شطحةً عظيمة إذ أردت القراءة على مثل الشيخ الزيات ، وكأنه قد غاب عن ذهني أن قراءتي قراءة العوام في نجد قبل جيل الصحوة
وعامة العلماء وطلاب العلم كانت قراءتهم قراءة العوام ...
هكذا كنا يومها لا نعرف قراءات ولا مخارج حروف ولا تجويد ...
وإن بقي في العمر بقية ، وفي الدنيا فسحة فأملي مواصلة التلاوة لدى الشيخ الزيات رغم ضعف حبالي الصوتية ورغم عدم صلاحيتي إماماً مقرئاً في مسجد يقصد ، وإنما هدفي التمتع بنعمة علم حرمنا من أيام الطلب . )) انتهى بتصرف