أحسن الله إليك.
ورواية الطبراني: قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا الحسين بن علي بن الأسود، حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: طلقني زوجي ثلاثا، فلم يجعل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة.
أحسن الله إليك.
ورواية الطبراني: قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا الحسين بن علي بن الأسود، حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: طلقني زوجي ثلاثا، فلم يجعل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة.
ما جاء في المختلعات٣٠٤ -حدثنا أبو كريب, حدثنا مزاحم بن ذواد بن علبة, عن أبيه, عن ليث, عن أبي الخطاب, عن أبي زرعة, عن أبي إدريس, عن ثوبان قال: قال رسول الله: المختلعات هن المنافقات(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه.
فقلت له أبو الخطاب من هو؟ قال: لعله الهجري, وأبو زرعة لعله يحيى بن أبي عمر السيباني وقال: كنيته أبو زرعة. (([2]
([1]) أخرجه الترمذي (1186) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5115) عن أبي بكر بن عياش عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان. لم يذكر فيه عن أبي إدريس.
وقال أبو زرعة: رواه ذواد بن علبة، وابن أبي زائدة عن ليث، عن أبي الخطاب، عن أبي زرعة، عن أبي إدريس الخولاني، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الصحيح قد وصلوه؛ زادوا فيه رجلا. العلل (913).
وأخرجه الروياني (638) عن معتمر بن سليمان عن ليث عن أبي إدريس عن ثوبان.
([2]) التلخيص: هذا الحديث لم يعرفه البخاري وهو غريب من هذا الوجه تفرد به ليث بن أبي سليم-ضعيف- عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن أبي إدريس عن ثوبان.
قال البخاري: وأبو الخطاب لعله الهجري. ولكن قد ترجم في الكنى (٢١7) لأبي الخطاب الهجري الذي روى عنه ابن أبي غنية وعلي بن عابس، ثم ترجم لأبي الخطاب (219) هذا الذي يروي عن أبي زرعة؛ وروى عنه ليث بن أبي سليم. فجعلهما اثنين.
وقال ابن حجر في التقريب (8081): أبو الخطاب الهجري، اسمه عمرو، وقيل: عمر: مجهول، من السابعة. ق. وقال (8082): أبو الخطاب، شيخ لليث بن أبي سليم: مجهول، من السادسة. ت.
وقال البخاري: وأبو زرعة لعله يحيى بن أبي عمر السيباني. اهـ وهو ثقة. ولكن قال في الكنى (281): أبو زرعة عن ثوبان روى عنه أبو الخطاب. اهـ. فجعله غير السيباني الذي ترجم له في التاريخ الكبير ( 12206).
وقيل: هو أبو زرعة بن عمرو بن جرير وهو ثقة أيضا.
وقال ابن حجر (8104): أبو زرعة، عن أبي إدريس الخولاني، قيل: هو ابن عمرو بن جرير، وإلا فمجهول، من الخامسة. ت.
باب٣٠٥ - حدثنا قتيبة, حدثنا يعلى بن شبيب, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة قالت: كان الرجل يطلق امرأته ما شاء الله أن يطلق وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة... الحديث(([1].
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن هشام, عن أبيه مرسلا (([2].
وروى الحميدي, عن يعلى بن شبيب. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (1192) ومالك (1721).
([2]) أخرجه الترمذي (1192) قال: حدثنا *أبو كريب، قال: حدثنا *عبد الله بن إدريس، عن *هشام بن عروة، عن *أبيه. نحو هذا الحديث بمعناه، ولم يذكر فيه: عن عائشة. وهذا أصح من حديث يعلى بن شبيب. اهـ.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه هشام بن عروة واختلف عليه:
فرواه يعلى بن شبيب-لين الحديث- عن هشام عن أبيه عن عائشة.
ورواه مالك وعبد الله بن إدريس- وغيرهما- عن هشام عن أبيه مرسلا. وهو الصحيح.
وقد رواه الحميدي أيضا- كما رواه قتيبة بن سعيد- عن يعلى بن شبيب. ولم أقف على رواية الحميدي. وأخرجه البيهقي (15057) عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن يعلى بن شبيب به ثم قال: ورواه أيضا قتيبة بن سعيد والحميدي عن يعلى بن شبيب. وكذلك قال: محمد بن إسحاق بن يسار بمعناه. اهـ.
وذهب الإمام مسلم بصنيعه في صحيحه إلى أن حديث عمران بن حصين أصح ما ورد في هذا الباب.
وقد رواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده هكذا:
عبد الرحمن بن الحارث بن عياش المخزومي، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وعامر الأحول، ومطر الوراق، وعبيد الله بن الأخنس النخعي، ومحمد بن إسحاق، وابن لهيعة، والمثنى بن الصباح - وذكرا فيه قصة - وحسين المعلم.
وكل هؤلاء دون رتبة الثقة إلا حسين المعلم، ويروى عن أبي إسحاق الشيباني ويحيى بن سعيد الأنصاري.
وفي هذا الحديث نظر؛ فقد أخرج سعيد بن منصور في سننه [1021]، فقال:
نا أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كَانَ أَبِي عَرَضَ عَلَيَّ امْرَأَةً يُزَوِّجُنِيهَا ، فَأَبَيْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَهَا، وَقُلْتُ: هِيَ طَالِقٌ الْبَتَّةَ يَوْمَ أَتَزَوَّجُهَا.
ثُمَّ نَدِمْتُ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ ". اهـ.
فلو كان هذا عند آباء عمرو بن شعيب، لرواه عنهم واكتفى بهم دون الحاجة لسؤال سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير.
وبمثل هذا التعليل أعل به حديث هشام بن سعد كما سيأتي.
وقد حدث لي مثل ما حديث لعمرو بن شعيب، فقد عرض علي أبي امرأة، فأبيت وقلت مثل ما قال عمرو بن شعيب.
ولحديث عمرو بن شعيب في ذا الحديث أكثر من إسناد.
فقد روي عن ابن عياش المخزومي عن عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
قاله عبد العزيز بن عبد الطلب.
توبع فيما أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية [1711]، فقال:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: لا طَلاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ ".
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. اهـ.
وخولف فيما أخرجه الحاكم من طريق ابن أبي مريم عن عَبْد الْمَجِيدِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ، قال:
ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ، وَلا عِتْقَ إِلا بَعْدَ مِلْكٍ ". اهـ.
قلتُ: خولف ابن أبي مريم فيما أخرجه الدارقطني في سننه [3885]، فقال: نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ،
نَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، به مرفوعا.
وفي إتحاف المهرة قال إسحاق في مسنده:
ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَنْ سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَهُ. اهـ.
وله إسناد آخر فيما ذكر الحاكم أخرجه أبو داود وغيره في سننه من طريق يزيد بن زريع:
عن حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه منقطعا، وفيه قصة.
وله إسناد آخر كذلك أخرجه أحمد وأبو داود عن أبي بكر الحنفي:
عن عَبْد الْحَمِيدِ بْن جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهَا، نَحْوَهُ.
وحكاية الدارقطني تفرد سليمان بن قريش عن بشر بن السري برفعه ووصله دل على أن له أوجه أخرى عن بشر كما ستأتي.
فقد روي مرة عن بشر من طريق عروة عن عائشة موقوفا، ومرة بدون ذكرها عن عروة مرسلا، وتوبع بشر في كل هذه الأوجه.
وأما الطريق الموصول المرفع، قد ذكره الترمذي له متابعا مبهما، ولم أجد من أخرجه عن غير بشر عن هشام بن سعد مسندا.
لكن روي من غير طريق هشام بن سعد مسندا فيما أخرجه الحاكم في المستدرك [2 : 419]:
عن أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن سَعِيدٍ الْحَنْظَلِيّ الْحَافِظ، بِهَمَذَانَ، عن أبي مسلم الكجي، قال:
عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِي ُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ وَلا عِتْقَ إِلا بَعْدَ مِلْكٍ ". اهـ.
قلتُ: هذا منكر، وشيخ الحاكم فيه جهالة؛ إنما يرويه أبو مسلم الكجي:
عن مسلم الفراهيدي عن هشام الدستوائي عن مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا.
أخرجه البيهقي في السنن الكبير، ثم وجدته في الخلافيات أخرجه عن الحاكم، ثم قال:
هُوَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مُنْكَرٌ، يُنْظَرُ فِيهِ، وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِي ُّ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. اهـ.
قلتُ: والحجاج بن المنهال كذلك يرويه عن حماد بن سلمة عن عامر الأحول عن عمرو بن شعيب، به.
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار [659]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، به.
ويروي هذا السند أبو مسلم الكجي عن الحجاج بن المنهال فيما أخرجه القطيعي في جزء الألف دينار [1 : 270] عن أبي مسلم الكجي، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَدَاوُدَ، وَمَطَرٍ، وَعَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فذكر حديثا آخر.
وأما الطريق الموقوف، فقد رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن حماد بن خالد، وزاد فيه قول الزهري.
توبع فيما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى [7 : 319]، من طريق نُعَيْم بْن حَمَّادٍ، قال:
نا حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ ". اهـ.
قال البيهقي: كَذَا أُتِيَ بِهِ مَوْقُوفًا، وَقَدْ رُوِيَ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا. اهـ.
وقول الزهري أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار [660]، فقال:
وَوَجَدْنَا ابْنَ أَبِي دَاوُدَ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، وزاد، فقال:
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَإِنَّمَا تَعْنِي بِذَلِكَ الرَّجُلَ يُقَالُ لَهُ: نُزَوِّجُكَ فُلانَةً، فَيَقُولُ: هِيَ طَالِقٌ، فَأَمَّا إذَا قَالَ: إنْ تَزَوَّجْتُ فُلانَةً فَهِيَ طَالِقٌ، لَزِمَهُ الطَّلاقُ. اهـ.
قاله الزهري وهو يذاكر به هشام بن سعد كما بينت رواية أخرى ستأتي.
وحكى الدارقطني في العلل وجها ثالثا عن بشر (9/ 35)، فقال:
وقيل: عن بشر بن السري، عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة. اهـ.
توبع عليه فيما أخرجه وتوبع فيما أخرجه ابن ماجه في سننه [2048]، فقال:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، به مرفوعا.
رواه الطبراني في الأوسط [7028]، وقال:
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ الزُّهْرِيُّ إِلا هِشَامُ بْنُ سَعِدٍ، وَلا عَنْ هِشَامٍ إِلا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ. اهـ.
وقد روي عن الدارمي بزيادة والد علي بن الحسين فيما أخرجه السهمي في تاريخه [1 : 257]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْيدٍ الْمَرْوَزِيُّ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، به مرفوعا.
رواه ابن عدي في الكامل، يقال بأن أحمد بن سعيد المروزي هذا هو الرباطي ولا يعرف له عن علي بن الحسين شيء.
والأشبه أنه الدارمي ويكون مروزيا من جهة النزول بها.
وأما الطريق المرسل، فقد قال البيهقي:
وَرُوِيَ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُرْوَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلا. اهـ.
توبع على ذلك فيما أخرجه ابن عدي في الكامل، فقال: حدثنا عيسى بن إدريس البغدادي بدمشق، حدثنا محمد بن عقيل،
حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني هشام، عن ابن شهاب عن عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طلاق لمن لم ينكح، ولا عتاق لمن لم يملك. اهـ.
قال ابن عدي: قال وهذا يرويه هشام بن سعد بهذا الإسناد وبعضهم يوصله. اهـ.
ولعل الإرسال أشبه لما أوردناه سابقا عن عمرو بن شعيب.
ومنهم من يرى أن حديث هشام بن سعد غير محفوظ.
قال أبو حاتم - كما في سؤالات البرذعي (695)- :
((سألت أحمد بن حنبل عن حديث عائشة لا طلاق قبل نكاح الذي رواه هشام بن سعد فقال هشام لم يكن بالحافظ)).
وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/422رقم المسألة (1271)- :
((سألت أبي عن حديث رواه حماد بن خالد الخياط عن هشام ابن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:" لا طلاق إلا بعد نكاح".
قال أبي هذا حديث منكر، وإنما يروى عن الزهري، أنه قال: ما بلغني في هذا رواية عن أحد من السلف.
ولو كان عنده عن عروة عن عائشة كان لا يقول ذلك)). اهـ.
قلتُ: لكن قد يقال بأن الزهري بلغه بعد ذلك، فقد سأله هشام بن سعد، فيما أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار [660]، فقال:
فَوَجَدْنَا أَبَا قُرَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ هِشَامٍ الرُّعَيْنِيَّ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ:
ٍأَنَّهُ قَالَ لابْنِ شِهَابٍ وَهُوَ يُذَاكِرُهُ هَذَا النَّحْوَ مِنْ طَلاقِ مَنْ لَمْ يَنْكِحْ، وَعِتْقِ مَنْ لَمْ يَمْلِكْ، أَلَمْ يَبْلُغْكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: " لا طَلاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلا عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ "؟
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: بَلَى، قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلَكِنْ أَنْزَلْتُمُوهُ عَلَى خِلافِ مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، إنَّمَا هُوَ أَنْ يَذْكُرَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ الْمَرْأَةَ، فَيُقَالُ لَهُ: تَزَوَّجْهَا، فَيَقُولُ: هِيَ طَالِقٌ الْبَتَّةَ، فَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنْ تَزَوَّجْتُ فُلانَةً، فَهِيَ طَالِقٌ الْبَتَّةَ، فَإِنَّمَا طَلَّقَهَا حِينَ تَزَوَّجَهَا، أَوْ قَالَ: هِيَ حُرَّةٌ إنَ اشْتَرَيْتُهَا، فَإِنَّمَا أَعْتَقَهَا حِينَ اشْتَرَاهَا. اهـ.
قلتُ: يؤيده ما أوردناه سابقا ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه [1021]، فقال:
نا أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عن عَمْرو بْن شُعَيْبٍ، قال:
سألت سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ ". اهـ.
والله أعلم.
عوض الله عليك.
ولا ينبغي الإقدام على ذلك فقول الأحناف بوقوع الطلاق إذا تزوجها.
ورواية الحميدي عن يعلى بن شبيب ليست ببعيدة، فهما أسديان إلا أن الحميدي متقدم ت 219 هـ.
فعزف عنه المتأخرون من المصنفين إلى غيره ممن أدركوا يعلى بن شبيب.
مثل يعقوب بن حميد ت 241 هـ، وقتيبة ت 240 هـ، ولوين 245 هـ رووا هذا الحديث عن يعلى بن شبيب.
قلتُ: ولم ينفرد به يعلى بن شبيب به، بل تابعه غير واحد.
توبع فيما أخرجه البيهقي في السنن الكبير [7 : 367]، وفي السنن الصغير، من طريق ابْن أَبِي عَاصِمٍ النبيل، قال:
نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، به مطولا.
إلا أنه ابن إسحاق ساق السند في وسط المتن، وتوبع ابن إسحاق فيما أخرجه الطوسي في المستخرج [1102]، فقال:
نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}.
قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُطَلِّقُ ثُمَّ يُرَاجِعُ امْرَأَتَهُ، وَإِنْ أَكْثَرَ مَا لَمْ تَحِلَّ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: لا آوِيكِ وَلا تَحُلِّينَ مَعِي، ثُمَّ قَالَ: أُطَلِّقُكِ، ثُمَّ أُرَاجِعُكِ إِذَا دَنَا أَجَلُكِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. فَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ جَدِيدًا، مَنْ كَانَ طَلَّقَ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ طَلَّقَ. اهـ.
فدل ذلك على أن حكاية سبب النزول كان لعروة، وأما حكاية النزول فعن عائشة رضي الله عنها.
وأصله في صحيح البخاري وغيره من حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، في حكاية الأنكحة الأربعة التي كانت في الجاهلية.
والله أعلم.
بارك الله فيك.
ما جاء في المظاهر يواقع قبل أن يكفر٣٠٦ - حدثنا أبو سعيد الأشج, حدثنا عبد الله بن إدريس, عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن عمرو بن عطاء, عن سليمان بن يسار, عن سلمة بن صخر البياضي عن النبي صلى الله عليه وسلم في المظاهر يواقع قبل أن يكفر قال: كفارة واحدة(([1].
وقال علي بن المبارك: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا أبو سلمة, ومحمد بن عبد الرحمن أن سلمان بن صخر الأنصاري أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان... الحديث(([2].
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث مرسل لم يدرك سليمان بن يسار سلمة بن صخر. قال محمد: ويقال: سلمة بن صخر وسلمان بن صخر. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (1198) وقال: هذا حديث حسن غريب.
([2]) أخرجه الترمذي (1200) قال: حدثنا *إسحاق بن منصور، قال: حدثنا *هارون بن إسماعيل الخزاز، قال: حدثنا *علي بن المبارك، قال: حدثنا *يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا *أبو سلمة *ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ أن *سلمان بن صخر الأنصاري أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان، فلما مضى نصف من رمضان وقع عليها ليلا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتق رقبة. قال: لا أجدها، قال: فصم شهرين متتابعين. قال :لا أستطيع، قال: أطعم ستين مسكينا. قال: لا أجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفروة بن عمرو: أعطه ذلك العرق وهو مكتل يأخذ خمسة عشر صاعا أو ستة عشر صاعا إطعام ستين مسكينا.
هذا حديث حسن. يقال: سلمان بن صخر، ويقال: سلمة بن صخر البياضي.
([3]) التلخيص: الحديث الأول حديث سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي مرسل؛ فإن سليمان لم يدرك سلمة بن صخر.
والحديث الثاني حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن مرسل أيضا؛ إذ لم يصرحا بالسماع وإنما قالا أنّ سلمان بن صخر والظاهر أنهما لم يدركاه.
وقال البخاري في التاريخ الكبير (4843): سلمة بن صخر، ويقال: سلمان بن صخر البياضي الأنصاري، له صحبة ولم يصح حديثه. اهـ.
ما جاء في اللعان٣٠٧ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا ابن أبي عدي, حدثنا هشام بن حسان قال: حدثني عكرمة, عن ابن عباس, أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء.. الحديث.
فسألت محمدا عنه وقلت: روى عباد بن منصور هذا الحديث عن عكرمة, عن ابن عباس مثل حديث هشام(([1].
وروى أيوب, عن عكرمة, أن هلال بن أمية مرسلا(([2].
فأي الروايات أصح؟
فقال: حديث عكرمة عن ابن عباس هو محفوظ, ورآه حديثا صحيحا(([3].
([1]) أخرجه أبو داود (2256) قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء هلال بن أمية -وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم- فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا.. الحديث.
([2]) أخرجه الطبري في تفسيره 19/110 قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا أيوب، عن عكرمة، قال: لما نزلت "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة" قال سعد بن عبادة: الله إن أنا رأيت لكاع متفخذها رجل فقلت بما رأيت إن في ظهري لثمانين.. الحديث.
وأخرجه النسائي في الكبرى (8169) عن حماد بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس. موصولا.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه عكرمة واختلف عليه:
فرواه هشام بن حسان وعباد بن منصور وغيرهما عن عكرمة عن ابن عباس.
ورواه أيوب واختلف عليه: فرواه إسماعيل بن علية عن أيوب عن عكرمة مرسلا.
ورواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس موصولا. وقد صحح البخاري حديث عكرمة عن ابن عباس.
انتهينا بحمد الله من أبواب الطلاق.
بل أخرجه البخاري في صحيحه من طريق هشام، وخالف الترمذي ترجيحه، وقال في كتابه الجامع:
غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، .. وَرَوَاهُ أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. اهـ.
أما حديث هشام بن حسان، فقد انفرد به عنه ابن أبي عدي بهذه السياقة، اشتهر من حديث محمد بن بشار عنه.
تابعه حفص بن عمر الربالي - فيما أخرجه الدارقطني في السنن - من طريقه عن هشام، إلا أنه حكى عنه الشك في بعض متنه.
فقال: قَالَ هِشَامٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ مثل قَوْلِ مُحَمَّدٍ: " فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ مُدَمَلْجَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ. اهـ.
تابعه عباد بن منصور، وداود بن الحصين وجرير بن حازم، ولم يذكره أيوب، إلا أنه في رواية ابن علية ومعمر، قال: وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ كَذَا وَكَذَا، ولم يصف.
وقد روي من غير طريق ابن أبي عدي، عن هشام، فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [11883]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ شَاهِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ، قالا:
ثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبِرَكِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بنحوه.
وفيما أخرجه الحاكم في المستدرك [4 : 366]، فقال:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلابُ بِهَمْدَانَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، بنحوه مختصرا.
قلتُ: ولا أعلم لعبد العزيز بن مسلم القسملي ولا لسعيد بن الربيع الهروي رواية عن هشام بن حسان إلا في هذا الحديث.
أما حديث القسملي الذي يرويه عنه البركي فإن فيه شيخي الطبراني أحدهما متكلم فيه، والأخر فيه جهالة.
وقد خولفا فيما أخرجه الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (7/480)، من طريق أبي العباس الأصم، عن مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الْوَرَّاقِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبِرْتِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، بنحوه.
وأما حديث الهروي، عن هشام، فلا أعرف رواية أبي حاتم الرازي عنه، ولا أخاله أدركه، وشيخ الحاكم الجلاب قد اختلط بأخرة.
وأما من تابع هشام في وصله عن عكرمة مثل عباد بن منصور وداود بن الحصين، فمن الضعفاء.
وأما جرير بن حازم، فقد اختلط بأخرة، وتفرد به عنه الحسين بن محمد التميمي.
وحديث هشام عن ابن سيرين أضبط، فقد رواه عنه جماعة كثيرة منهم عبد الأعلى وابن أبي عدي ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وحماد بن زيد، كلهم يروونه عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
ومن هذا الوجه أخرجه مسلم.
وأما حديث أيوب، فقد رواه معمر، وابن علية، عنه، عن عكرمة، مرسلا.
وأما حماد بن زيد، فقد اختلف عليه تفرد به أبو الربيع العتكي عنه عن أيوب موصولا.
وخالفه غيره، فرواه عن حماد، عن أيوب، عن عكرمة، مرسلا.
عزاه الحافظ ابن حجر في الفتح (9/445) إلى الطبري، من طريق حماد، مرسلا.
والله أعلم.
أحسن الله إليك.
فقد سقط مني عزو الحديث الأول.
أبواب البيوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم٣٠٨- حدثنا هناد, حدثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن شقيق بن سلمة, عن قيس بن أبي غرزة قال: كنا نسمى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم السماسرة... الحديث(([1].
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم
ما جاء في التجار وتسمية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم
وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف لقيس بن أبي غرزة عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث.
قال أبو عيسى: وروى هذا الحديث منصور بن المعتمر(([2], وحبيب بن أبي ثابت(([3], وعاصم ابن بهدلة(([4], عن أبي وائل , عن قيس بن أبي غرزة. (([5]
٣٠٩ - حدثنا قتيبة, حدثنا عبد الله بن بكر السهمي, حدثنا حاتم بن أبي صغيرة, عن عمرو بن دينار أن البراء بن عازب قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتبايع في السوق ونحن نسمى السماسرة فقال: يا معشر التجار إنكم تكثرون الحلف... الحديث(([6].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: عمرو بن دينار لم يسمع من البراء وبينهما عندي رجل. (([7]
([1]) أخرجه أبو داود (3326).
([2]) رواية منصور أخرجها النسائي في الكبرى (4723).
([3]) رواية حبيب أخرجها أحمد (16137-16138).
([4]) رواية عاصم أخرجها الترمذي (1208).
([5]) التلخيص: حديث قيس بن أبي غرزة قال الترمذي فيه (1208): حديث قيس بن أبي غرزة حديث حسن صحيح، رواه منصور والأعمش وحبيب بن أبي ثابت وغير واحد عن أبي وائل عن قيس بن أبي غرزة، ولا نعرف لقيس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا.
([6]) أخرجه ابن أبي شيبة (23630).
([7]) التلخيص: حديث عمرو بن دينار عن البراء مرسل لم يسمع عمرو من البراء وبينهما رجل.
هناك طريق آخر غير طريق أبي وائل فات ذكره كثيرا من المحدثين، وهو ما أخرجه أحمد في مسنده، فقال:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ مَوْلَى صُخَيْرٍ عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَى عَنْ بَيْعٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا مَعَايِشُنَا، قَالَ: فَقَالَ: " لَا خِلَابَ إِذًا " وَكُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. اهـ.
ولم أجده إلا عند الإمام أحمد رحمه الله، واختلفوا في شخص إبراهيم هل هو السكسكي أم غيره؟ ورأى البخاري وغيره أنه غيره.
وله شاهد فيما أخرجه معمر وغيره في الجامع [19444]، فقال:
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ:
أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فذكر حديثا،
قال: ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ ". اهـ.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل [519]: قُرِئَ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: " عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْبَرَّاءِ بْنِ عَازِبٍ ". اهـ.
روى عمرو بن دينار عن البراء بواسطة أبي المنهال البناني كما في صحيح البخاري.
وذكر الترمذي في الجامع شاهدا آخر، وقال: وَفِي الْبَاب، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَرِفَاعَةَ. اهـ.
خرجه في الجامع [1210]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ:
أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ "،
فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ، وَصَدَقَ ". اهـ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَيُقَالُ إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ أَيْضًا. اهـ.
والله أعلم.
أحسن الله إليك.
ما جاء في التبكير بالتجارة٣١٠ - وسألت محمدا عن حديث عمارة بن حديد, عن صخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها(([1].
فقال: لا أعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث, ولا لعمارة بن حديد. (([2]
٣١١ -حدثنا قتيبة, حدثنا عبد الواحد بن زياد, عن عبد الرحمن بن إسحاق, عن النعمان بن سعد, عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها(([3].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: يُضَعَّفُ عبدُ الرحمنِ ونظرت في حديثه فإذا حديثه مقارب.
فقلت له: من روى عن النعمان بن سعد غيره؟
قال :ما روى له كبير أحد غير عبد الرحمن بن إسحاق.
قال محمد: وأما عبد الرحمن بن إسحاق القرشي المدني فهو ثقة. (([4]
([1]) أخرجه الترمذي(1212) قال: حدثنا *يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا *هشيم، قال: حدثنا *يعلى بن عطاء، عن *عمارة بن حديد، عن *صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها. قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثر ماله. ثم قال: حديث صخر الغامدي حديث حسن، ولا نعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث. وقد روى سفيان الثوري عن شعبة عن يعلى بن عطاء هذا الحديث.
([2]) التلخيص: هذا الحديث رواه يعلى بن عطاء عن عمارة بن حديد البجلي-مجهول- عن صخر الغامدي. قال البخاري لا أعرف لعمارة بن حديد ولا لصخر الغامدي غير هذا الحديث عن النبي.
وأخرج الطبراني في الكبير 8/25 (7278): حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان بن عيينة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء.
قال ابن عدي في الكامل 5/419: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم. مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل.
حدثنا محمد بن الفضل البزاز بحلب، حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا الفريابي عن سفيان الثوري عن شعبة عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد عن صخر الغامدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء.
ويروي شعبة هذا الحديث، عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فأحسن ظننا بابن أبي مريم أنه دخل له حديث في حديث إن لم يكن تعمد وإنما بهذا الإسناد بارك لأمتي في بكورها. اهـ.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (35871).
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه: عبد الرحمن بن إسحاق, عن النعمان بن سعد, عن علي. والنعمان هذا يقول البخاري فيه: لم يرو عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق. وعبد الرحمن هذا قد ضعّف ونظرت في حديثه فإذا حديثه مقارب أي لأحاديث الثقات.
ولكن قد تقدم (104) قول الترمذي: قال محمد: وعبد الرحمن بن إسحاق الذي روى عن محارب بن دِثار, عن ابن عمر, في التشهد هو عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف الحديث.
وفي التاريخ الكبير (6839): عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث، أبو شيبة، الواسطي .عن أبيه، والنعمان، نسبه القاسم بن مالك، وكناه أحمد.وقال أحمد: منكر الحديث، فيه نظر. اهــ. وأما عبد الرحمن بن إسحاق المدني فهو ثقة.
وقال الترمذي في الجامع في حديث آخر بهذا الإسناد (2527): هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه وهو كوفي، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي مديني، وهو أثبت من هذا. اهـ.
وقال: أبو داود: سمعت أحمد قال: النعمان بن سعد الذي يحدث عن علي مقارب الحديث لا بأس به ولكن الشأن في عبد الرحمن بن إسحاق له أحاديث مناكير. قلت لأحمد: روى عبد الرحمن بن إسحاق عن غير النعمان بن سعد؟ قال: نعم روى عن محارب بن دثار وفلان وفلان. اهـ.سؤالاته (332).
المقصود بحديثه مقارب هو النعمان بن سعد وليس ابن أخته المطبق على ضعفه وتركه.
قال أبو داود: سمعت أحمد (يعني ابن حنبل)، قال: "النعمان بن سعد، الذي يحدث عن علي، مقارب الحديث، لا بأس به". اهـ. «سؤالاته» (332).
أي ما روى عنه الأحاديث إلا ابن أخته.
وإن كان قد روى عنه ابنه أيوب بن النعمان النذر اليسير، ومع ذلك ليس بالقوي.
يعني أن سفيان الثوري الذي سمع يعلى أحاديث نزل عنه في هذا الحديث بدرجة، ورواه مع جلالته عن شعبة.
رواه عن الثوري كذلك قبيصة بن عقبة السوائي، ومحمد بن كثير العبدي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو أحمد الزبيري.
ويروى عن الزبيري عن الثوري عن شعبة، عن هشيم، عن يعلى عن عمارة عن صخر. وزيادة هشيم لا تصح.
والله أعلم.
أحسن الله إليك.
ما جاء في بيع من يزيد٣١٢ - حدثنا علي بن سعيد الكندي الكوفي, حدثنا المعتمر بن سليمان, عن الأخضر بن عجلان, عن أبي بكر الحنفي, عن أنس بن مالك, عن رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم باع قدحا وحلسا فيمن يزيد(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الأخضر بن عجلان ثقة, وأبو بكر الحنفي الذي روى عن أنس اسمه عبد الله. (([2]
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (35175) عن معتمر بن سليمان عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس بن مالك عن رجل من الأنصار عن النبي.
وأخرجه أبو داود (1641) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأخضر ابن عجلان، عن أبي بكر الحنفي عن أنس بن مالك: أن رجلا من الأنصار أتى النبي.. الحديث.
والترمذي (1218) قال: حدثنا *حميد بن مسعدة، قال: أخبرنا *عبيد الله بن شميط بن عجلان، قال: حدثنا *الأخضر بن عجلان، عن *عبد الله الحنفي، عن *أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم باع حلسا وقدحا.. الحديث. ثم قال: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان.
وعبد الله الحنفي الذي روى عن أنس هو أبو بكر الحنفي. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم؛ لم يروا بأسا ببيع من يزيد في الغنائم والمواريث.
وقد روى المعتمر بن سليمان وغير واحد من كبار الناس عن الأخضر بن عجلان هذا الحديث. اهـ.
([2]) التلخيص: هذا الحديث رواه الأخضر بن عجلان-ثقة- واختلف عليه:
فرواه معتمر - فيما رواه ابن أبي شيبة وعلي بن سعيد- عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس عن رجل من الأنصار عن النبي.
ورواه عيسى بن يونس وغيره عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس عن النبي.
قال ابن عبد البر في الاستغناء (441): أبو بكر الحنفي الذى روى عن أنس بن مالك اسمه عبد الله روى عنه عبيد الله بن الشميط، والأخضر بن عجلان، قال البخارى: لا يصح حديثه. اهـ.
توبع الأخضر من أخيه فيما أخرجه الطيالسي في مسنده [2260]، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية [3641]، فقال:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَعَمِّي، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، به. لكن تفرد به أبو داود.
وأما تسمية الحنفي بعبد الله، فقد مرضه البخاري في تاريخهـ فقال: ويُقالُ: اسمُهُ عبدُ اللَّهِ، قَالهُ مُوسَى. اهـ.
أسنده في موضع آخر، فقال: قال موسى بنُ إِسماعيلَ: عنْ عَبدِ اللَّهِ بنِ شُمَيْطٍ، عن عبدِ اللَّهِ أبي بَكْرٍ، سمعَ أَنَسًا. اهـ.
وخولف فيما أخرجه أحمد في مسنده [11869]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ الْحَنَفِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، به.
وتوبع على ذلك فيما أخرجه الطيالسي في مسنده [2259]، فقال:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحَنَفِيَّ، يُحَدِّثُ أَبِي، وَعَمِّي، عَنْ أَنَسٍ، به.
فسقط ذكر الواسطة بين عبيد الله وبين أبي بكر الحنفي، وسمعه منه مباشرة، وفيه نظر؛ لما خولف فيه من جمع من الرواة.
ونقل ابن عبد البر عن البخاري، ينظر فيه.
وتابعهما مسدد في مسنده كما في الإتحاف [3656]، فقال:
ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنِ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، به.
فجعله من مسند الأنصاري، وأما ما وقع في مسند أحمد 11968، فقال:
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَخْضَرَ بْنَ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، به.
فقد قال الضياء في الأحاديث المختارة: فِي بَعْضِ النُّسَخِ: ( عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ).
وَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الأَخْضَرِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، أَنَّهُ أَصَابَهُ جَهْدٌ.
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الأَخْضَرِ مِثْلُ حَدِيثِ مُعْتَمِرٍ. اهـ.
قلتُ: ولعل ما وقع في نسخ المسند هو الأشبه؛ لموافقة لرواية الجماعة.
وأما رواية أبي موسى، فقد خالفه أحمد فرواه عن يَحْيَى بْن سَعِيدٍ، عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وأما رواية النسائي، فإنما هي رواية عيسى، فرق بينهما ابن أبي شيبة في مصنفه [33509]، فقال:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَاعَ حِلْسًا وَقَدَحًا فِيمَنْ يَزِيدُ "، إلَّا أَنَّ مُعْتَمِرًا، قَالَ: عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ. اهـ.
والله أعلم.