انتهينا بحمد الله من كتاب الصوم.
انتهينا بحمد الله من كتاب الصوم.
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم تسليما٢٢٠ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث القاسم بن الفضل, عن محمد بن علي, عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحج جهاد كل ضعيف (([1].
ما جاء في ثواب الحج والعمرة
فقال: هو حديث مرسل, لم يدرك محمد بن علي(([2] أم سلمة. (([3]
([1]) أخرجه ابن ماجه (2902) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، عن القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي جعفر، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحج جهاد كل ضعيف.
([2]) هو أبو جعفر محمد بن علي الباقر.
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه القاسم بن الفضل, عن محمد بن علي, عن أم سلمة. وهو حديث مرسل إذ لم يدرك محمد بن علي أم سلمة.
في الجمع بين الحج والعمرة221 -حدثنا يحيى بن أكثم, حدثنا يحيى بن آدم, حدثنا زهير بن معاوية, عن حميد الطويل, عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: لبّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرة والحج معا فقال: لبيك بعمرة وحجة (([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ أصحاب حميد يقولون: عن حميد سمع أنسا(([2].
قال محمد: حدثنا عمرو بن خالد قال: حدثنا زهير قال: قدمت البصرة فرأيت حميدا وعنده أبو بكر بن عياش وجعل حميد يقول: قال أنس, قال أنس فلما فرغ قلت له: أسمعت هذا؟ قال: سمعت عمن أحدث عنه(([3].
قال محمد يعني أنه لم يقل: سمعت أنسا, وسمعت عمن أحدث عنه. قال محمد: وكان حميد يدلّس. (([4]
([1]) لم أقف عليه من هذا الوجه عند غير الترمذي.
([2]) أخرجه الحميدي (1215) قال: حدثنا سفيان، قال: ثنا حميد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ردف أبي طلحة، يقول: لبيك بحجة وعمرة معا. وأخرجه مسلم (1251) قال: حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق وعبد العزيز بن صهيب وحميد؛ أنهم سمعوا أنسا رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بهما جميعا: لبيك عمرة وحجا. لبيك عمرة وحجا.
وأخرجه الترمذي (821) قال: حدثنا *قتيبة، قال: حدثنا *حماد بن زيد، عن *حميد، عن *أنس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لبيك بعمرة وحجة ثم قال: حديث أنس حديث حسن صحيح.
([3]) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/165 بسياق آخر.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه حميد الطويل واختلف عليه: فقال زهير بن معاوية: عن حميد عن ثابت عن أنس.
وقال ابن عيينة وهشيم وعامة أصحاب حميد: عن حميد عن أنس. ووقع التصريح بالسماع فظهر أن الرواية الأولى التي فيها ذكر ثابت خطأ.
وحميد الطويل لا شك في سماعه من أنس في الجملة، ولكنه كان يدلس عن أنس فيروي عنه "بعن وقال" ما لم يسمعه منه. وفي سير أعلام النبلاء 6/165: عن حماد، قال: عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت.
ما جاء في رفع الصوت بالتلبية٢٢٢ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث موسى بن عقبة قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب, عن خلاد بن السائب, عن زيد بن خالد الجهني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال لي: اجهر بالتلبية فإنها شعار الحج(([1].
فقال: الصحيح ما روى عبد الله بن أبي بكر, عن عبد الملك بن أبي بكر, عن خلاد بن السائب, عن أبيه, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([2]. (([3]
([1]) أخرجه ابن خزيمة (2629) قال: حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن الزبرقان ثنا موسى بن عقبة حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب, عن خلاد بن السائب, عن زيد بن خالد الجهني به. وكذا أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (5785).
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5134) عن وهيب بن خالد المصري عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله، عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني. فذكر عبد الله بن أبي لبيد.
وأخرجه ابن ماجه أيضا (2923) عن وكيع عن سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد الجهني.
([2]) أخرجه الترمذي (829) قال: حدثنا *أحمد بن منيع، قال: حدثنا *سفيان بن عيينة، عن *عبد الله بن أبي بكر - وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم -عن *عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن *خلاد بن السائب بن خلاد، عن *أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية. ثم قال: حديث خلاد عن أبيه حديث حسن صحيح. وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب عن أبيه. اهـ.
وتابع ابن عيينة مالك في الموطأ (938) وابن جريج عند أحمد (16568).
([3]) التلخيص: هذا الحديث رواه خلاد بن السائب واختلف عليه:
فرواه الثوري وموسى بن عقبة-في رواية وهيب بن خالد عنه- عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب عن خلاد عن زيد بن خالد الجهني.
وقال محمد بن الزبرقان: عن موسى بن عقبة عن المطلب, عن خلاد, عن زيد بن خالد الجهني. فلم يذكر عبد الله بن أبي لبيد.
ورواه مالك وابن عيينة وابن جريج عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث عن خلاد بن السائب عن أبيه. وهو الصحيح.
في كراهية تزويج المحرم٢٢٣ -وسألت محمدا فقال: لا أعلم روى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن, عن سليمان بن يسار عن أبي رافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهي حلال(([1] غير مطر الوراق.
٢٢٤ -وسألت محمدا عن حديث يزيد بن الأصم فقال: إنما روي هذا عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال (([2].
ولا أعلم أحدا قال: عن يزيد بن الأصم عن ميمونة غير جرير بن حازم(([3].
قال: قلت له: فكيف جرير بن حازم؟ قال: هو صحيح الكتاب, إلا أنه ربما وهم في الشيء. (([4]
([1]) أخرجه الترمذي (841) قال حدثنا *قتيبة، قال: أخبرنا *حماد بن زيد، عن *مطر الوراق، عن *ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن *سليمان بن يسار، عن *أبي رافع. وقال: هذا حديث حسن، ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة.
وروى مالك بن أنس، عن ربيعة، عن سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال. رواه مالك مرسلا.
ورواه أيضا سليمان بن بلال عن ربيعة مرسلا. وروي عن يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلال.
وروى بعضهم عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال. ويزيد بن الأصم هو ابن أخت ميمونة. اهـ.
([2]) أخرجه النسائي في الكبرى (٣٢١٩) قال أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محل.
([3]) أخرجه مسلم (1411) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يحيى بن آدم. حدثنا جرير بن حازم. حدثنا أبو فزارة عن يزيد بن الأصم حدثتني ميمونة بنت الحارث؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال. قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس.
وأخرجه الترمذي (845) قال: حدثنا *إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا *وهب بن جرير ، قال: حدثنا *أبي قال: سمعت *أبا فزارة يحدث عن *يزيد بن الأصم ، عن *ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال، وبنى بها حلالا، وماتت بسرف، ودفناها في الظلة التي بنى بها فيها.
هذا حديث غريب. وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.
([4]) التلخيص: حديث زواج النبي من ميمونة وهو حلال جاء من طريق ربيعة واختلف عليه: فرواه مطر الوراق-صدوق كثير الخطأ- عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع موصولا. ورواه مالك وسليمان بن بلال عن ربيعة عن سليمان بن يسار مرسلا وهو الأصح.
وجاء من طريق يزيد بن الأصم واختلف عليه: فرواه جرير بن حازم عن أبي فزارة عن يزيد عن ميمونة. ورواه ميمون بن مهران عن يزيد مرسلا. وتابع ميمون بن مهران الزهري فرواه عن يزيد مرسلا عند مسلم (1410).
قال البخاري: وجرير بن حازم صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما وهم. وهذا ترجيح للمرسل.
ما جاء في الرخصة في ذلك٢٢٥ -حدثنا علي بن نصر بن علي, حدثنا أبو عاصم, عن عثمان بن الأسود, عن ابن أبي مليكة, عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: يروون هذا الحديث عن ابن أبي مليكة مرسلا (([2]. (([3]
([1]) أخرجه الطبراني في الأوسط (2164) و (6181) وقال: لم يرو هذا الحديث عن عثمان إلا أبو عاصم.
([2]) قال البيهقي (14328) أما الحديث الذى أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن يعقوب الشيبانى، حدثنا على بن الحسن، حدثنا أبو عاصم، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبى مليكة، عن عائشة -رضى الله عنها-، أن النبى -صلى الله عليه وسلم- تزوج وهو محرم. فهكذا رواه جماعة عن أبى عاصم، فهذا إنما يروى عن ابن أبى مليكة مرسلا، وذكر عائشة فيه وهم. قال أبو عيسى الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل البخارى رحمه الله عن هذا الحديث فقال: يروون هذا الحديث عن ابن أبي مليكة مرسلا.
ورواه عمرو بن علي عن أبى عاصم مرسلا وقال: قلت لأبى عاصم: أنت أمليته علينا من الرقعة ليس فيه: عن عائشة. قال: دعوا عائشة حتى أنظر فيه. قال عمرو: فسمعت بعض أصحابنا يقول: قال أبو عاصم: فنظرت فيه فوجدته مرسلا. وهذا فيما أنبأنى أبو عبد الله الحافظ إجازة، أن أبا علي الحافظ أخبرهم قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا عمرو بن على، حدثنا أبو عاصم. فذكر الحديث والحكاية. اهـ.
وأخرجه النسائي في الكبرى (٥٣٨٨) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن أبي عاصم هو النبيل عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج وهو محرم قلت لأبي عاصم: أنت أمليت علينا هذا من الرقعة ليس فيه عائشة، فقال: دع عائشة حتى أنظر فيه.
وأخرجه الخطيب في الجامع (1028) قال: أخبرنا علي بن أبي علي البصري، أنا علي بن محمد بن أحمد الوراق، نا محمد بن الحسين بن مكرم، نا أبو حفص عمرو بن علي نا أبو عاصم، نا عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم قال أبو حفص: فلما كان بعد قال عن عائشة فقلت لأبي عاصم: أنت أمللته علينا من الدفتر وليس فيه عائشة فقال: دعوا عائشة حتى أنظر فيه.
([3]) التلخيص: حديث عائشة تزوح النبي من ميمونة وهو محرم رواه أبو عاصم مرة عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي .
ورواه أبو عاصم مرة أخرى عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن النبي مرسلا بدون ذكر عائشة وهو المحفوظ.
وقد صح الحديث في البخاري (1837) عن ابن عباس أن النبي تزوج ميمونة وهو محرم. وتكلم العلماء في الترجيح بينه وبين حديث تزوجها وهو حلال فلينظر.
ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعا٢٢٦ -حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا قبيصة, عن سفيان, عن ابن جريج, عن عبد الحميد, عن ابن يعلى, عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعا وعليه برد(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث الثوري, عن ابن جريج.
قلت له: من عبد الحميد هذا؟ قال: هو ابن جبير بن شيبة, وابن يعلى هو ابن يعلى بن أمية.
قلت له: روى هذا غير قبيصة عن سفيان؟ قال: رواه محمد بن يوسف(([2]. (([3]
([1]) أخرجه الترمذي (859) وقال: هذا حديث الثوري عن ابن جريج ولا نعرفه إلا من حديثه، وهو حديث حسن صحيح.
([2]) أخرجه ابن ماجه (2954) عن محمد بن يوسف الفريابي وقبيصة عن الثوري به.
وأخرجه أحمد (17952) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن رجل، عن ابن يعلى، عن يعلى، قال :رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مضطبعا برداء حضرمي.
وأخرجه أبو داود (1883) قال: حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن ابن جريج عن ابن يعلى عن يعلى قال: طاف النبي صلى الله عليه وسلم مضطبعا ببرد أخضر.
وظاهر أن ابن جريج هنا قد دلسه عن ابن يعلى وإنما هو عن رجل وهو عبد الحميد عن ابن يعلى.
([3]) التلخيص: هذا حديث سفيان الثوري الذي تفرد به عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شبة عن ابن يعلى بن أمية عن أبيه. وسفيان إمام حافظ. وقد صحح الترمذي الحديث.
قلتُ: هذا اختلاف أصحاب الثوري على الثوري.
فقد روي بذكر عبد الحميد، فقد خرج الترمذي في سننه [859]، وابن ماجه [2954]، كلاهما من طريق قبيصة وعنه ابن أبي شيبة [16128]، والبيهقي في معرفة الآثار [2927]، وفي السنن الكبير [5 : 79]، ..
وأخرجه الدارمي في سننه [1843]، عن الفريابي، ومن طريقه ابن ماجه، والطوسي في مستخرجه [784]، والبيهقي في السنن الكبير.
كلاهما (قبيصة والفريابي)، عن الثوري، عن ابن جريج عن عبد الحميد، عن ابن يعلى بن أمية، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وزاد الترمذي وابن ماجه لفظ: "وَعَلَيْهِ بُرْدٌ"، ولم يذكره غيرهما.
ورويت متابعة لهما فيما خرجه المحاملي في أماليه رواية البيع (469)، فقال: ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ:
ثنا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظ:
" إِنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مُضْطَبِعًا ". اهـ.
قلتُ: معاوية فيه كلام ويتهم بالتدليس وكذلك الراوي عنه، لكن الأخير صرح.
وخولفا من جماعة كثيرة من أصحاب الثوري في عدم ذكر عبد الحميد.
فسقط ذكر عبد الحميد فيما أخرجه أبو داود في سننه [1883]، ومن طريقه البيهقي [5 : 79]، عن محمد بن كثير، ..
وأخرجه أحمد [17496]، و[17508] وابن أبي شيبة [16128] عن وكيع، ..
كلاهما (محمد ووكيع)، عن الثوري، عن ابن جريج، عن ابن يعلى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال وكيع: "ببرد حضرمي"، وقال ابن كثير: "ببرد أخضر".
ولم يسمه فيما أخرجه أحمد [17492]، عن عَبْد اللَّهِ بْن الْوَلِيدِ العدني، ..
والفاكهي في أخبار مكة [304]، من طريق عَبْد الرَّزَّاقِ، ..
والخطيب في موضح الأوهام [1 : 275]من طريق أبي حُذَيْفَةَ النهدي، ..
كلهم (العدني، وعبد الرزاق، وأبو حذيفة)، كلهم عن الثوري، عن ابن جريج عن رجل، عن ابن يعلى عن أبيه، فذكروا لفظة: "برداء حضرمي".
وسمي بعطاء، وهو غير محفوظ.
فيما أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى [1 : 221] عن مُؤَمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ، ..
وابن قانع في معجم الصحابة (2201)، من طريق وَكِيع، ..
كلاهما (مؤمل، ووكيع)، عن الثوري، عن عطاء، عَنِ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ.
وقال مؤمل: "عن عطاء أو غيره"، وزاد: "بِبُرْدٍ أَخْضَرَ".
فالطريق إلى وكيع فيه ضعف ومخالف، ومؤمل فيه ضعف إلا أنه متابع بأنه مبهم بقوله: "أو غيره".
ولو كان ذكر عطاء محفوظا؛ فيكون عبد الحميد هو عبد الحميد بن رافع يروي ابن جريج عنه عن عطاء.
لكنه بعيد؛ إذ لرواه الثوري عن عبد الحميد هذا مباشرة؛ فإن الثوري يروي أيضا عن عبد الحميد بن رافع وهو كوفي أيضا.
والراجح ما رواه ابن كثير والعدني أن بين ابن جريج وابن يعلى رجلا دلس تارة وأبهم تارة أخرى.
ولما استحال على الستة من أصحاب الثوري فواتهم ذكر عبد الحميد أو أن يتواطؤوا على عدم ذكره.
وعلى هذا توبع الثوري فيما أخرجه أحمد [17495]، فقال:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ بَعْضِ بَنِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
" رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُضْطَبِعًا بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ بِبُرْدٍ لَهُ نَجْرَانِيٍّ ". اهـ.
وتوبع فيما أخرجه الشافعي في القديم كما في معرفة السنن ٩٨٥٤، فقال:
أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «طَافَ مُضْطَبِعًا بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ». اهـ.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا.
نلخص الخلاف المحفوظ:
أولا: قبيصة والفريابي ومعاوية بن هشام. بذكر واسطة معينة هو عبد الحميد.
ثانيا: وكيع ومحمد بن كثير. بدون ذكر واسطة.
ثالثا: العدني وعبد الرزاق وأبو حذيفة. بذكر واسطة مبهمة.
فستة اتفقوا على ذكر الواسطة، فأبهمها بعضهم وعينها بعضهم.
والحمل فيه على ابن جريج نفسه فكان يدلسه تارة كما في رواية وكيع وهو أجلهم، وكان يبهمه تارة، وكان يسميه أخرى.
وظاهر سكوت البخاري وتصحيح الترمذي أنه من حديث عبد الحميد.
ومن المعاصرين محققوا المسند (17956) قالوا في حديث وكيع: حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، ابن جريج لم يسمعه من ابن يعلى، وقد دلسه عنه، والواسطة بينهما عبد الحميد بن جبير.
والله أعلم.
أولا: رواية معاوية غير محفوظة فهو ضعيف مدلس ولم يصرح بالسماع، وقد سبرت بعض مروياته، فوجدتها كذلك.
إنما قلتُ: ستة بخلاف قبيصة والفريابي الذي لم يذكروا عبد الحميد قط وهم: (وكيع وابن كثير والعدني وعبد الرزاق وأبو حذيفة ومؤمل).
ثانيا: لا نستطيع أن نحكم بتدليس ابن جريج لعدم تعدد الطرق؛ بل لم يقم به عن ابن جريج إلا الثوري بينما رواه آخران عنه منقطعا مما يزيده ضعفا.
ثم إن الثوري متهم أيضا بالتدليس، ولعل إبهامه وتركه اسم الرجل من صنيعه دلالة على خطئه وسلوك الجادة أو لكون عبد الحميد آخر ربما متروك.
إذ أنه لا قبيصة ولا الفريابي لم يقيدا الراوي المبهم عبد الحميد، سيما أن عبد الحميد بن جبير لا يعلم له رواية عن ابن يعلى.
فتعيينه بابن جبير ليس بيقين أو مؤكد.
والله أعلم.
أولا: قلت من قبل: والراجح ما رواه ابن كثير والعدني أن بين ابن جريج وابن يعلى رجلا دلس تارة وأبهم تارة أخرى.
فكأنك تجعل الحمل فيه على الثوري؟ وأنه هو الذي كان يدلسه تارة وتارة يبهمه وأحيانا يسميه بعبد الحميد.
ثانيا: كيف توجيه تصحيح الترمذي لحديث عبد الحميد في الجامع وكأنه بعد سؤاله البخاري وتبين حال عبد الحميد، ويستبعد عدم اطلاعهما على بقية الوجهين الآخرين ؟
أرجح رواية ابن كثير ومن تابعه ورواية العدني ومن تابعه على عدم ذكر عبد الحميد.
فإن ذكر الرجل المبهم أو تدليسه سواء عندي؛ فإن تدليسه أيضا معناه أن ابن جريج لم يسمعه من ابن يعلى إنما أخذه بواسطة رجل أيضا.
رأيت مرة سفيان الثوري يفعل ذلك، فهو يشبه أن يفعل ذلك، ويؤيده أنه جاء في ترجمته بأنه يدلس.
إذا كان الترمذي قبل أن يسأل البخاري لم يطلع على رواية الفريابي، فلماذا لا يستبعد اطلاعه على بقية الوجهين؟
سيما وهو نفسه القائل: "ولا نعرفه إلا من حديث الثوري".
ثم بعد هذا كيف يصحح رواية مجهول العين وهو ابن يعلى بن أمية، رجل لم يسم ولم يعين ولا يدرى من الراوي عنه؟
بارك الله فيك.
وفيك الله بارك.
في كراهية طرد الناس عند رمي الجمار٢٢٧ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث الحسن بن سوار, عن عكرمة بن عمار [عن ضمضم بن جوس] (([1] عن عبد الله بن حنظلة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة على ناقة (([2].
فقال محمد: رأيت أبا قدامة يعرض هذا الحديث على علي بن عبد الله فدفعه علي يعني أنكره.
وقال محمد: وقد كتب به الحسن بن سوار إليّ.
وكأن محمدا لم يعرف هذا الحديث. (([3]
([1]) سقط من الأصل والاستدراك من مصادر الحديث.
([2]) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (534) قال: حدثنا محمد بن هارون بن حميد، نا عبد الصمد بن سليمان البلخي، نا الحسن بن سوار، نا عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، عن عبد الله بن حنظلة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقة, لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. اهـ هكذا ذكروه "يطوف بالبيت" خلافا لما هنا.
وأخرج الترمذي (903) قال: حدثنا *أحمد بن منيع، قال: حدثنا *مروان بن معاوية، عن *أيمن بن نابل، عن *قدامة بن عبد الله قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار على ناقة، ليس ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك. وفي الباب عن عبد الله بن حنظلة.
حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه، وهو حديث أيمن بن نابل، وهو ثقة عند أهل الحديث. اهـ.
وأخرج الفاكهي في أخبار مكة (469) قال: وحدثنا محمد بن علي المروزي قال: ثنا سريج بن يونس قال: ثنا قران بن تمام الكوفي، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت يستلم الركن بمحجن معه على بعير.
([3]) التلخيص: هذا الحديث تفرد به الحسن بن سوار-صدوق- عن عكرمة بن عمار. وقد أنكره ابن المديني والبخاري.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة الحسن بن سوار (1858): ثقة، أنكر عليه حديثه، عن عكرمة بن عمار، عن ضمضم، عن عبد الله بن حنظلة:" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك" ذكره العقيلي، وقال: لا يتابع عليه.
قال أبو إسماعيل الترمذي: ألقيت هذا الحديث على أحمد بن حنبل فقال: أما الشيخ فثقة، وأما الحديث فمنكر. والمحفوظ حديث أيمن عن قدامة بن عبد الله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمى الجمرة..فذكره.
وقد شذ قران بن تمام عن أيمن عن قدامة، فقال فيه يطوف كالأول اهـ.
في الاشتراك في البدنة والبقرة٢٢٨ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث الوليد بن مسلم, عن الأوزاعي, عن يحيى, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن اعتمر من نسائه في حجة الوداع بقرة بينهن(([1].
فقال: إن الوليد بن مسلم لم يقل فيه: حدثنا الأوزاعي, وأراه أخذه عن يوسف بن السفر, ويوسف ذاهب الحديث. وضعف محمد هذا الحديث. (([2]
([1]) أخرجه ابن ماجه (3133) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمن اعتمر من نسائه في حجة الوداع بقرة بينهن.
([2]) التلخيص: هذا الحديث رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقد ضعفه البخاري بيوسف بن السفر وهو تالف الحديث وكان كاتب الأوزاعي وحدث عنه بأحاديث منكرة، وهو غير مذكور في السند ولكن يخشى أن يكون الوليد-وهو مدلس تدليس تسوية- قد أخذه عنه، ولكن قد جاء التصريح بالسماع عند ابن ماجه وغيره، فلعله لا يراه محفوظا، وقد قال البيهقي في الكبرى 4/576: تفرد به الوليد بن مسلم ولم يذكر سماعه فيه عن الأوزاعي ومحمد بن إسماعيل البخاري كان يخاف أن يكون أخذه عن يوسف بن السفر والله أعلم. وقد أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أنبأ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب الفقيه بمصر ثنا محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير فذكره وقال: "في حجة الوداع" فإن كان قوله حدثنا الأوزاعي محفوظا صار الحديث جيدا. اهـ.
وقال الدارقطني في الغرائب (أطرافه-35625): حديث: إن النبي ذبح عمن اعتمر من نسائه بقرة بينهن ... الحديث. تفرد به الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عنه.
وفي صحيح ابن حبان (5473) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن سماعة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرة.
في طواف الزيارة بالليل٢٣٠ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا ابن مهدي, حدثنا سفيان, عن أبي الزبير, عن ابن عباس وعائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر طواف الزيارة إلى الليل(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: أبو الزبير سمع من عائشة وابن عباس؟
قال: أما ابن عباس فنعم, وإن في سماعه من عائشة نظرا. (([2]
([1]) أخرجه الترمذي (920) وقال: هذا حديث حسن.
([2]) التلخيص: هذا الحديث رواه الثوري عن أبي الزبير, عن ابن عباس وعائشة.
وقد سمع أبو الزبير من ابن عباس، أما من عائشة فلا يثبت.
وقد ذكره البخاري في صحيحه تعليقا عقب الحديث (1713) قال: باب الزيارة يوم النحر وقال أبو الزبير، عن عائشة، وابن عباس، رضي الله عنهم؛ أخر النبي صلى الله عليه وسلم الزيارة إلى الليل.
ما جاء في نزول الأبطح٢٣١ -حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر, عن نافع, عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان ينزلون بالأبطح(([1]. فسألت محمدا عن هذا الحديث قال: قلت هو صحيح؟
قال: أرجو أن يكون محفوظا, وهو حديث عبد الرزاق. (([2]
([1]) أخرجه الترمذي (921) وقال: حديث ابن عمر حديث حسن غريب. إنما نعرفه من حديث عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر.
وأخرجه مسلم (1310) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. حدثنا عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح.
([2]) التلخيص: هذا الحديث يرجو البخاري أن يكون محفوظا وقد تفرد به عبد الرزاق موصولا. وقد أخرجه البخاري مرسلا (1768) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث قال: سئل عبيد الله عن المحصب، فحدثنا عبيد الله، عن نافع قال: نزل بها رسول الله ﷺ وعمر وابن عمر.
وأخرجه مسلم (1310) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا روح بن عبادة حدثنا صخر بن جويرية عن نافع؛ أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة وكان يصلي الظهر يوم النفر بالحصبة قال نافع: قد حصب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء بعده. اهـ هكذا رواه نافع مرسلا.
ما جاء في الحج عن الشيخ الكبير والميتقال أبو عيسى: سألت محمدا عن هذا الحديث يعني: حديث الخثعمية، فقال:
٢٣٢ - الصحيح عن الزهري, عن سليمان بن يسار, عن ابن عباس, عن الفضل بن عباس (([1].
٢٣٣ -قلت له: فإن ابن عباس يرويه عن الفضل بن عباس، وحصين بن عوف؟ قال: أرجو أن يكون صحيحا (([2].
٢٣٤ -قال: وقد روي هذا, عن ابن عباس، عن سنان بن عبد الله الجهني, عن عمته, عن النبي صلى الله عليه وسلم(([3].
٢٣٥ - وروي عن ابن عباس, عن النبي صلى الله عليه وسلم (([4].
فاحتمل أن يكون ابن عباس روى هذا عن غير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الذي سمعه منه, يحتمل أن يكون كله صحيحا (([5].
٢٣٦ - وسألت محمدا عن حديث مجاهد, عن مولى الزبير في هذا:
فقال: الصحيح عن مجاهد, عن يوسف بن الزبير, عن ابن الزبير(([6].
ورأى هذا الحديث أصح من حديث عبد العزيز بن عبد الصمد( ([7]. ( ([8]
([1]) أخرجه البخاري (1853) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس. ومسلم (1335) عن عيسى بن يونس عن ابن جريج به.
والترمذي (928) عن روح بن عبادة عن ابن جريج به. ثم قال: حديث الفضل بن عباس حديث حسن صحيح.
وروي عن ابن عباس، عن حصين بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي عن ابن عباس أيضا عن سنان بن عبد الله الجهني، عن عمته؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسألت محمدا عن هذه الروايات فقال: أصح شيء في هذا الباب ما روى ابن عباس عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال محمد: ويحتمل أن يكون ابن عباس سمعه من الفضل وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم روى هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله ولم يذكر الذي سمعه منه. اهـ.
([2]) أخرجه ابن ماجه (2908) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: أخبرني حصين بن عوف، قال: قلت يا رسول الله إن أبي أدركه الحج، ولا يستطيع أن يحج، إلا معترضا، فصمت ساعة، ثم قال: حج عن أبيك.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (38875) قال: حدثنا عبد الرحيم عن محمد بن كريب عن كريب عن ابن عباس عن سنان بن عبد الله الجهني أنه حدثته عمته أنها أتت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله إن أمي توفيت وعليها مشي إلى الكعبة نذرا، فقال النبي ﷺ: "أتستطيعين تمشين عنها؟ " قالت: نعم قال: "فامشي عن أمك"، قالت: أو يجزئ ذلك عنها؟ قال: "نعم" قال: "أرأيت لو كان عليها دين قضيته هل كان يقبل منها؟ " قالت: نعم، فقال النبي ﷺ: " فدين الله أحق. اهـ وفيه محمد بن كريب وهو منكر الحديث.
([4]) أخرجه البخاري (1854) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، حدثنا ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس قال: جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع، قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخا كبيرا، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: نعم.
([5]) التلخيص: حديث ابن عباس في حج الكبير جاء عنه عن الفضل بن عباس وهو أصحها لأن الفضل كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم على دابته في طريق الحج كما سبق، وعنه عن الفضل وحصين بن عوف، ورجا البخاري أن يكون صحيحا، وعنه عن سنان بن عبد الله عن عمته، وعنه عن النبي × مباشرة، فيجوز أن يكون ابن عباس سمعه عن الفضل ومن غيره من الصحابة فرواه عنهم وحدث به تارة دون ذكر الذي سمعه منه، فكان أحيانا يرسله وأحيانا يذكر الواسطة فيحتمل أن يكون كل ذلك صحيحا.
([6]) أخرجه النسائي (2638) قال: أخبرنا *إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا *جرير، عن *منصور، عن *مجاهد، عن *يوسف بن الزبير، عن *عبد الله بن الزبير قال: جاء رجل من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الركوب، وأدركته فريضة الله في الحج، فهل يجزئ أن أحج عنه؟ قال: آنت أكبر ولده؟ قال: نعم، قال: أرأيت لو كان عليه دين أكنت تقضيه؟ قال: نعم، قال: فحج عنه.
([7]) أخرجه أحمد (27417) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي أبو عبد الصمد، حدثنا منصور، عن مجاهد، عن مولى لابن الزبير- يقال له يوسف بن الزبير أو الزبير بن يوسف- عن ابن الزبير، عن سودة بنت زمعة، قالت: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج قال: أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منك؟ قال: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: فالله أرحم. حج عن أبيك.
([8]) التلخيص: حديث منصور عن مجاهد اختلف عليه:
فرواه عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن مجاهد عن مولى الزبير عن ابن الزبير عن سودة.
ورواه جرير بن عبد الحميد وغيره عن منصور عن مجاهد عن مولى الزبير-مقبول- عن ابن الزبير. وهذا أصح وجرير من أثبت أصحاب منصور.
باب ما ذكر في فضل العمرة٢٣٧ - حدثنا نصر بن علي, حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد, حدثنا أيوب, عن أبي صالح, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: ما أرى أيوب سمع من أبي صالح.
قال أبو عيسى: والمشهور عند الناس عن سمي, عن أبي صالح, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه سهيل(([2] والثوري(([3] ومالك(([4] وغير واحد, عن سمي, عن أبي صالح, عن أبي هريرة. (([5]
([1]) أخرجه عبد الغني بن سعيد الأزدي في الفوائد (13) عن نصر بن علي به.
([2]) أخرجه مسلم (1349).
([3]) أخرجه مسلم (1349).
([4]) أخرجه مسلم (1349).
([5]) التلخيص: هذا الحديث رواه أيوب السختياني واختلف عليه:
فرواه عبد العزيز بن الصمد عن أيوب عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وخالفه حماد بن زيد رواه عن أيوب عن عبيد الله بن عمر عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة. المعجم الأوسط (5456) وشعب الإيمان للبيهقي (3799).
ورواه سهيل بن أبي صالح والثوري ومالك وغير واحد عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة. وهذا هو الصحيح المشهور بين الناس فالحديث حديث سمي الذي تفرد به، وأما أيوب فلم يسمع من أبي صالح.
ما جاء في الذي يهل بالحج فيكسر أو يعرج٢٣٨ -حدثنا إسحاق بن منصور, أخبرنا روح بن عبادة, حدثنا حجاج الصواف, حدثنا يحيى بن أبي كثير, عن عكرمة قال: حدثني الحجاج بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كسر أو عرج فقد حل, وعليه حجة أخرى. قال: فذكرت ذلك لابن عباس وأبي هريرة فقالا: صدق(([1].
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى معاوية بن سلام, عن يحيى بن أبي كثير, عن عكرمة, عن عبد الله بن رافع, عن حجاج بن عمرو (([2] مثل ما روى معمر, عن يحيى بن أبي كثير(([3].
وكأنه رأى أن هذا أصح من حديث حجاج الصواف, وحجاج الصواف ثقة عند أهل الحديث. (([4]
([1]) أخرجه الترمذي (940) وقال بعده: هذا حديث حسن، هكذا رواه غير واحد عن الحجاج الصواف نحو هذا الحديث.
وروى معمر، ومعاوية بن سلام هذا الحديث، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن عبد الله بن رافع، عن الحجاج بن عمرو؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث. وحجاج الصواف لم يذكر في حديثه عبد الله بن رافع، وحجاج ثقة حافظ عند أهل الحديث.
وسمعت محمدا يقول: رواية معمر ومعاوية بن سلام أصح.
([2]) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4129) قال: حدثنا ابن أبي داود قال ثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال قال عبد الله بن رافع مولى أم سلمة أنه قال أنا سألت الحجاج بن عمرو عمن حبس وهو محرم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله فحدثت بذلك بن عباس وأبا هريرة فقالا صدق.
([3]) أخرجه أبو داود (1863) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني وسلمة، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيي بن أبي كثير، عن عكرمة، عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بن عمرو، عن النبي. وأخرجه الترمذي (940 مكرر2) قال: حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق به.
([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه يحيى بن أبي كثير واختلف عليه:
فرواه حجاج الصواف عن يحيى عن عكرمة عن الحجاج بن عمرو.
ورواه معاوية بن سلام ومعمر عن يحيى عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج. فزادا ابن رافع في الإسناد وهما ثقتان. وهذا عند البخاري أصح.
وأما علي بن المديني فقال: الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير أثبت. السنن الكبرى للبيهقي 10/419.
وقال الترمذي: وحجاج ثقة حافظ عند أهل الحديث.