كتابه «الآداب»: ثنا محمد بن المهلَّب، ثنا علي بن جرير، ثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الله بن عُبيد بن عُمَير (1) قال: قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: المؤمنُ أكرمُ على اللهِ من الكعبةِ.
وهذا منقطع.
(349) لكن روي مثلُه عن ابن عمرَ (2)،
وابن عباس (3)، وعبد الله بن عمرو (4): أنَّ كلاًّ منهم نَظَرَ إلى الكعبة، فقال: ما أَعظمَ حُرْمتَكِ! والمؤمنُ أعظمُ حُرْمةً منكِ.
_________
(1) ضبَّب عليه المؤلِّف لانقطاعه بين عبد الله بن عُبيد بن عُمَير وعمر.
(2) أخرجه الترمذي (4/ 331 رقم 2032) في البر والصلة، باب ما جاء في تعظيم المؤمن، وابن حبان (13/ 75 رقم 5763 - الإحسان) والبغوي في «شرح السُّنة» (13/ 104 رقم 3526) من طريق الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقِد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع: أنَّ ابنَ عمرَ نظر يومًا إلى البيت، فقال: ما أعظمكَ! وأَعظمَ حُرمتكَ، وللمؤمنُ أعظمُ عند اللهِ حُرمةً منكَ.
قال الترمذي: حسن غريب.


وحسَّنه الشيخ الألباني في «غاية المرام» (ص 197).
(3) أخرجه ابن وهب في «كتاب الجامع» (1/ 326 رقم 225) عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحر، عن ليث بن أبي سُليم (وتحرَّف في المطبوع إلى: ليث بن سُليم!) عن سعيد بن جُبَير، أو غيره: أنه دخل مع ابن عباس البيت، فقال: واهًا لك! ما أطيبكَ! وأعظمَ حُرمتكَ! والمؤمنُ أعظمُ حُرمةً منكَ.
وهذا إسناد ضعيف؛ ليث بن أبي سُليم، ومَن دونه ضعفاء.
(4) أخرجه عبد الرزاق (5/ 139 رقم 9186) عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن عثمان: أنَّ سعيد بن مِيناء أَخبَرَه قال: إنِّي لأطوف بالبيت مع عبد الله بن عمرو بعد حريق البيت، إذ قال: أي سعيد! أَعظَمتُم ما صُنِعَ بالبيت؟ قال: قلت: وما أعظمَ منه؟! قال: دمُ المسلمِ يُسفَكُ بغيرِ حقِّهِ.
وهذا إسناد حسن، وعبد الله بن عثمان، وهو ابن خُثَيم، صدوق، كما قال الحافظ في «التقريب».
وأسانيد ذلك جيِّدة، والله أعلم.

الكتاب: مسند الفاروق أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأقواله على أبواب العلم
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774 هـ)
المحقق: إمام بن علي بن إمام