الاستغناء عن الناس


حسين عبد الرازق


ليس المقصود منه التفريط في إخوانك، أو تجاهُلَهم، أو الجفاءَ معهم، وليس المقصود منه:
أن تتفاخر به تقول: محدّش له عندي حاجة، أنا لا أحتاج إلى أحد. ولا أطلبُ شيئا من أحد.!
ولا المقصود منه أن تترك التواصل معهم أو نُصحهم أو التعاونَ معهم!


بل المقصود منه:
- أن تستغني عن (دُنياهم)
- وأنْ لا تستعملهم لمصالحِك الشخصية فتجنيَ على أوقاتهم و أموالهم
- وأن تُحسن إليهم لا تريد به جزاء ولا شكورا.. ونحو ذلك

فالنية الصالحة في الاستغناء عن الناس:
الاستغناء عنهم مُراعاةً لهم ولحقوقهم


- تنوي تحفظ لهم مواردَهم (المال، الوقت، الجاه) وغيرها
- وألّا يُذلَّك أحدُهم بما يُعطيك، أو تكون له عليك مِنّةٌ.
فهذا الاستغناء عملٌ صالح
ويدخل في قول الله: {وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١)}.


أما من لم يُلاحِظ هذه النِّيات في استغنائه عن الناس فليس استغناؤه عملا صالحا، بل هو نوع من الجفاء والغِلظة
أو الاستعلاء، أو المُفاخرة، أو المراهقة في التخلّي عن الأصدقاء.


وكثيرٌ من الناس يحسبُ نفسه عزيزا باستغنائه وتخلّيه عن إخوانه، بينما هو في الواقع جاهل من أهل الجفاء، مُفرِّطٌ في إخوانه أو يُرائي بها...